الشهيد لورينزو في رسالة لرفاقه: عليكم اختيار التضحية في سبيل الآخرين لأنّها الوسيلة الوحيدة لتغيير العالم

قال الشهيد لورينزو في رسالة تركها لرفاقه قبل استشهاده إنّ "محاربة الفردانيّة والأنانيّة المتجذّرة في أنفسنا" قادرة على "إحداث الفرق" داعياً كلّ من يقرأ رسالته هذه إلى "عدم الاستسلام لليأس وخلق القوّة" لدى رفاقه.

وكان المقاتل الأممي لورينزو أوسيتي (تيكوشر), المنحدر من أصول إيطاليّة والعضو في الحزب الشيوعي التركي - الماركسي اللينيني, قد انضمّ إلى صفوف وحدات حماية الشعب, وقاتل الاحتلال التركي في مقاومة العصر بعفرين ضمن صفوف الوحدات, كما شارك في معارك تحرير ريف دير الزور الشرقي من تنظيم داعش الإرهابي.

وفي رسالةٍ تركها لرفاقه, يقول الشهيد تيكوشر:

"مرحباً..

إذا كنتم تقرؤون كلمات رسالتي هذه ، فهذا يعني أنّني لم أعد على قيد الحياة. لا تكن حزيناً/ لا تكوني حزينة، فأنا راضٍ بذلك ولست نادماً على أيّ شيء.

لقد فقدت حياتي في سبيل الأفكار التي ناضلت لأجلها واعتبرتها صحيحة وهي تتمثّل في الدفاع عن الضعفاء والبقاء وفيّاً لمُثل العدالة، المساواة والتحرّر. 

على الرغم من مغادرتي الحياة مُبكّراً، إلّا أنّها كانت ناجحة وأنا متأكّد بأنّني غادرت والابتسامة مرسومة على وجنتي وهذا يكفيني من الحياة.

أقدّم لكم جميعاً أفضل تمنّياني وآمل أن تقرّروا يوماً ما اختيار التضحية في سبيل الآخرين (إن لم تكونوا قد قمتم بذلك مسبقاً) لأنّها الوسيلة الوحيدة لتغيير العالم.

فقط عبر محاربة الفردانية والأنانيّة المتجذرة في أنفسنا، يمكننا أن نُحدثَ فرقاً. أعلم بأن هذه الأوقات عصيبة، لكن لا تستسلموا لليأس، لا تفقد الأمل أبداً! ولا حتى لثانية واحدة.

حتّى عندما يبدو كلّ شيء ضائعاً، عندما تبدو الشرور التي تَعصف بالأرض والإنسانية لا يمكن التغلب عليها، يجب عليك/ي إيجاد القوّة، يجب عليك/ي خلق القوّة في رفاقك. 

نحن في أحلك اللحظات التي نحتاج فيها إلى نورك/ي.

وتذكّر/ي دوماً بأنّ ’كلّ عاصفة تبدأ بقطرة مطر واحدة’, عليك/ي أن تكون/ي تلك القطرة.

أحبكم جميعاً وآمل أن تقوموا بتقدير هذه الكلمات للأيام القادمة.

النصر لكم!
تكوشر,
لورينزو".