الأرمن في تل أبيض: تركيا تحاول تكرار مجزرة الأرمن عبر داعش

قال الأرمن في تل أبيض إن تركيا تسعى إلى تكرار مجزرة الأرمن، التي وقعت على يد العثمانيين قبل 103 سنوات، ولكن هذه المرة عبر داعش، مؤكدين عدم تخليهم عن حقوقهم.

في الذكرى 103 على مجزرة الأرمن أفاد الأرمن من أهالي تل أبيض في شمال –شرق سوريا لوكالة فرات للأنباء  ANF أن الظلم الذي مارسته الدولة التركية قبل 103 عاماً لايزال مستمراً حتى الآن.
وبدورها قالت لوسيان ماتوسيان، التي هُجرت عائلتها وخرجت من رها أثناء وقووع المجزرة، إنهم تشتتوا في جميع أنحاء العالم.
وتحدثت ماتوسيان، عضوة مؤتمر ستار في تل أبيض، عن المجزرة وعن هجرة عائلتها التي لا تتذكر منها إلا القليل.
وأوضحت: "الدولة التركية هجرت العجائز من رجال ونساء ليتجهوا نحو سوريا والعراق، في سوريا توزعنا في مناطق تل أبيض، حلب، دير الزور، رأس العين، تشتتنا في جميع الأنحاء".
وذكرت ماتوسيان أنها تستذكر المجزرة كيوم أسود، مضيفة بأنهم بنوا لأنفسهم حياة جديدة في سوريا، لكن ومع ظهور داعش عاد اليوم الأسود.
وأضافت "مع وجود داعش لم يكن باستطاعتنا الذهاب إلى الكنائس والأديرة، كان كل شيء ممنوع، اضطرت الكثير من العائلات إلى الهجرة، كما اضطر البعض إلى تغير دينهم".
وطالبت لوسيان ماتوسيان جميع الأرمن، الذين اضطروا للنزوح بالعودة، وذكرت أنه مع تحرير تل أبيض سيعودون إلى بناء حياة حرة وكريمة.
وقالت: "بعد تحرير تل أبيض سنعود إلى بناء حياة حرة ونمارس جميع شعائرنا الدينية، أتمنى أن يعود جميع الأرمن الذين اضطروا للنزوح، كما أتمنى أن تعود الحياة كما كانت وأن نعيش معا دون أي تميز بين كردي وعربي وأرمني، نحن جميعا نناضل من أجل مستقبل مشترك".
وفي نهاية حديثها تحدثت ماتوسيان باللغة الأرمنية، قائلة: "لن ننسى، سنستذكر شهداءنا، لن ننسى مليون ونصف شهيد، سنستعيد حقوقنا التي سلبتنا إياها الدولة التركية".
وبدوره قال كارو أبو لبوتيان، إن عائلته تم تهجيرها وخرجت من رها واسم قريتهم كانت كارموش، موضحاً "أنا من كارموش، هُجِر أجدادي، خرجوا من رها لينتشروا هنا، غالبيتهم استقروا في دير الزور، ضاع منهم الغالبية، ولم يتم معرفة ما إذا كانوا أحياء أم أموات، من بقي منهم لجأوا إلى العشائر العربية".
وأوضح كاروا أن الشارع، الذي يقطنونه، هو شارع الأرمن، وقال: "إن جميع، الذين يعيشون في هذا الشارع هم من الأرمن، وبعد اندلاع الحرب في سوريا عاد العديد منهم إلى أرمينيا أو ذهبوا إلى حلب".
وذكر كارو أنه في تل أبيض "كان يعيش حوالي 50 عائلة أرمنية سابقاً، لكن مع ظهور داعش هاجر الكثير منهم ومع وجود داعش كنا نخاف حتى المرور من أمام الدير، وبعد هزيمة داعش تغيرت الكثير من الأمور، أصبح بإمكاننا الذهاب إلى الأديرة والكنائس والقيام بطقوسنا الدينية، أستطيع القول أن التغير الذي حصل يعادل 80 بالمئة".
وتحدث كارو عن بعض الكرد الذين شاركوا في المجزرة بالقول: "لا ننكر الخطأ الذي حصل من قبل بعض الكرد في هذه المجزرة، لقد خلطوا بين الدين والسياسة، نعم إنهم وقعوا في الفخ التركي، الكرد الآن يعترفون بالخطأ وهذا الاعتراف أمر جيد إلا أن الدولة التركية لاتزال تنكر".
وفي نهاية حديثه قال كارو: "فلتعلم الدولة التركية جيدا أننا لن ننسى شهداءنا، ولن ننسى حقوقنا".