ليست كل عين ترى الجمال أو تشعر به، لا يلاحظ الجمال ويراه إلا أصحاب القلوب الطيبة، لذلك، لا يدرك الجميع جمال وأهمية جغرافية كردستان، فقط من يحبونها ويرونها ويضحون بحياتهم وأجسادهم من أجلها، وأحد هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم هو زنار آفجي.

بتاريخ كردستان، وخاصة في تاريخ حزب العمال الكردستاني، هناك بعض المدن والمناطق التي كان لها دور حاسم في إعادة تطوير نضال الشعب الكردي، إذ تعد مدينة نصيبين إحدى هذه المناطق التي شهدت في التسعينيات القرن الماضي أكثر الهجمات الوحشية التي شنتها الدولة التركية، وتصدى لها أبنائها بكل عزيمة ومقاومة وسطروا تاريخ مدينتهم بأكبر الملاحم النضالية والثورات، وبدأت بارزة في بداية حركة الحرية في كردستان.

ولد المناضل زنار آفجي (زنار باكوك) أحد أبناء مدينة نصيبين المناضلين في عائلة وطنية اكتسب ثقافة النضال والمقاومة منذ نعومة أظافره.

أدرك زنار آفجي سياسات الحرب الخاصة للدولة التركية في مطلع شبابه منبه الفئة الشابة من حوله بذلك أيضاً، نظم نفسه ضمن صفوف الشبيبة الثورية بشكل فعال، والهجمات التي شنها العدو على مدينة نصيبين زادت من روح المقاومة والانتقام لدى المناضل زنار وقد رأى في حركة تحرير كردستان المكان الأنسب للوقوف في وجه العدو، لذا التحق بصفوف الكريلا في مطلع عام 2015، وتلقى أولى تدريباته في منطقة بستا، اعتنق المناضل زنار فكر وفلسفة القائد عبدالله اوجلان من أجل حرية كردستان، وأصبح الحفاظ على أخلاق ومبادئ حزب العمل الكردستاني من أولوياته.

طور المناضل زنار نفسه من الناحية العسكرية، كان دائما يبحث عن أساليب جديد في حرب الجبال مما جعله مرجع عسكري لتكتيك الحرب، مهاراته وقوة إرادته جعلته مصدر القوة والروح المعنوية لرفاقه، كرثَ المناضل زنار معرفته بتوجه ضربات قوية للاحتلال التركي من أجل تحرير أراضي كردستان، كما تمكن بوقت قصير القيام بالكثير من الإنجازات العسكرية بمساندة مجموعة من رفاقه المناضلين، وفي تاريخ 11 حزيران 2018 في منطقة بستا في شرنخ خلال معركة طاحنة ضد جيش الاحتلال التركي التي قادها المناضل زنار إلى جانب ثمانية من رفاقه المناضلين ارتقى إلى مرتبة الشهادة، تاركين ورائهم نضال عظيم محافظين بذلك على مقدسات أراضي كردستان.