الميدان الذي استعصى على الجيش الفاشي التركي

أصبح عرش الأبطال في جبال زاب المكان الذي استعصى على جيش الاحتلال التركي.

إذا كان الحديث يدور حول الأرقام في المعركة، فعندئذ يتم القضاء على المعنويات في ذلك البلد على يد الدولة، فالكثير من الجنود الأتراك الذين قُتلوا في ظل فاشية أردوغان يتم نشر خبر مقتلهم كـرقم فقط، وهذا الوضع إن دل على شيء، فإنه يدل على الحالة التي تكابده العصابات وجنود جيش الاحتلال في الجبال، كم أنه في الوقت نفسه، يسلط الضوء على هزيمة الجيش الفاشي.

إن الجيش الذي يحتل دولة أخرى تحت مسمى "حب الأمة، الوطن"، يقوم الآن بإرسالِ جنودٍ إلى الحرب عن طريق المال والمصالح الاقتصادية والواجبات والممتلكات. ترسل الدولة التركية بشكل أساسي أفراد العصابات المحترفة والقتلة ومتعاطي المخدرات والكرد التائهين عن واقع شعبهم والوحدات الخاصة المجهزة بعناية فائقة إلى جبال كردستان. جبال زاب هو المكان الذي استعصى على الجيش. كان الجيش التركي التائه في الغفلة يتصور البقاء على قيد الحياة في عرش الأبطال، وفي زاغروس ، وفي جبال كردستان، ويمكنه التحرك بسهولة هناك، لكن أصبح هذا المكان بالنسبة له هو المكان الذي انكسر واستعصى فيه.

خلال السنوات الماضية، كان غالبية الجنود الأتراك الذين يُقتلون يتم نقل جنازاتهم إلى مسقط رأسهم، وكانوا يعدون شباباً جدد للموت من خلال احتفالات كبيرة من خلال فلسفة "البطولة" ويعلقون العلم بهذا العلم. لكن الآن، يقولون عن الجنود النين يُقتلون، بأنه مات بحادث أو عن طريق الخطأ، يقومون بإلقاء جثثهم الملفوفة بكيس من فوق المنحدرات، أو تُدفن في مقابر محفروة سابقاً، أو تُترك في العراء.

وبدلاً من استخدام التكتيكات والشجاعة والفنون العسكرية، انخرط جيش أردوغان الفاشي في معركة تكنولوجية، وقام على الدوام بالترويج لجمل مثل"دورناتنا المتطورة، ومسيراتنا الناجحة، وطائراتنا الحربية من طرازF-15  و F-16، وأسلحتنا المتطورة التي اشترينها من أمريكا، والأسلحة الكيماوية التي اشترينها من روسيا، وبدعم من الدول الخارجية، وبدعم من حلف الشمال الأطلسي النانو."   

إن جنود جيش الاحتلال التركي، الذين كانوا يقولون إن "الخدمة العسكرية هي خدمة طوعية"، يقومون الآن في كل لحظة من الحرب، بتوجيه الإهانات للدولة والجيش ورئيس الدولة، وإن جيش على هذه الشاكلة وقد تخلى عن المهارات العسكرية والمنطق، بات لا يحارب ضد الكريلا إلا من خلال الحرب النفسية والحرب الخاصة.

إن المشاهد المصورة حول المقابر المحفورة سابقاً والتي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، هي مؤشر واضح بهذا الخصوص والذي نريد لفت الانتباه إليه، وربما لا يزال هناك العديد من هذه المقابر التي تم حفرها بالفعل في العديد من الأماكن الأخرى، فالجنود الذين يجوبون في جبال كردستان، قد تم حفر قبورهم بالفعل سابقاً.

هذه الأشياء التي نتحدث عنها تسلط الضوء على أوضاع الجيش التركي، الذي خسر وعلق في المستنقع تحت وطأة النصر المزيف وقوة الكريلا، وبات في مرمى بندقية الكريلا، ولم يعد هنالك بعد المزيد من قصص "البطولة" بالنسبة لهم، ولم يعد هنالك شعب ينام على عبارة "ليسلم الوطن"، وأصبح هنالك شعب لم يعد قادراً حتى الحصول على الخبز، وازداد عدد الفقراء كثيراً.

لم يعد للجيش التركي تكتيكاته الخاصة، لأن استراتيجية الفاشية هي استراتيجية الغضب الفوري، لأن هناك تفوقاً في تكتيكات الكريلا الذي بات قادراً على هزيمة طائرة الاستطلاع ، لأن التفوق الذي اكتسبه مقاتلو حرية كردستان باتوا قادرين على إعطاب الطائرات وإسقاط مروحيات الكوبرا والسكورسكي.

عندما يتأمل المرء بهذه الأمور، أليس من الواضح أن المنتصر ظاهر بالفعل للعيان، ومن دخل تاريخ البشرية؟