عقب اللقاء الذي جرى بين سلطات دولة الاحتلال التركي ومسؤولي الدولة العراقية، فُتح المجال الجوي في شنكال على مصراعيه وتزايدت الحركة الجوية، ونتيجة الغارات الجوية التي استهدفت شنكال، استشهد الإداري في مؤسسة عوائل الشهداء سعدون ميرزا علي، في 29 شباط والمقاتل في وحدات مقاومة شنكال مجدل حسن خلف في 8 آذار.
وعلى الرغم من كل الهجمات، إلا أن المؤسسات الديمقراطية وشعب شنكال لا يزالون يتبنون قيمهم بإرادة قوية ويوجهون رسالة انتقامية، وعلى وجه الخصوص، أدى الهجوم على مؤسسة عوائل الشهداء إلى زيادة حدة الغضب الشعبي تجاه الدولة التركية والمتواطئين معها عائلة البارزاني، وفي هذا السياق تحدث أعضاء مؤسسة عوائل الشهداء لوكالتنا ووجهوا رسالة "انتقام".
وتحدثت عضوة مؤسسة عوائل الشهداء، الأم باكيز، عن شخصية ونضال سعدون ميرزا علي، وقالت: "سعدون كان عضواً في مؤسسة عوائل الشهداء، وكان يعمل في المؤسسة ويلبي حاجياتها، لقد استهدفته دولة الاحتلال التركي وعملائها وتسببت باستشهاده، ويتضح أن سلطات الاحتلال تستهدف كل من يؤدي عملاً مقدساً ويسير على نهج الشهداء، في عامي 2016-2017 كان تنظيم داعش متواجداً في المنطقة، واستشهد إثر هجماتهم الكثير من أبنائنا، تألمنا كثيراً وعانينا لكن ليس بقدر هذه المرة وبهذه الطريقة، في ذلك الوقت، كنا ندرك أن هناك عدواً، وجميع الطرق والمنازل ملغومة، والعدو يحاصرنا، لكن الاستشهادات التي حدثت في ذلك الوقت لم تكن مؤلمة إلى هذا الحد".
الاستخبارات والعملاء حلوا محل داعش
وأشارت الأم باكيز إلى أن الاستخبارات التركية والعملاء والخونة الذين تنظمهم عائلة البارزاني تحل محل داعش اليوم، ودعت المجتمع الإيزيدي: "مطلبنا هو أن تعتني جميع العائلات بأبنائها ويحافظوا عليهم، وأن يتبنوا ذكرى الشهيد سعدون، بير جكو، سعيد، دجوار وجميع الشهداء، حتى عندما يتم القبض على العملاء، لا ينبغي لأحد أن يقول لماذا أخذوا أبنائنا، يجب على العائلات أولاً تحذير أبنائها، كما يجب أن نأخذ هذه الأيام بعين الاعتبار ونحذر أبنائنا".
استهداف مؤسسة عوائل الشهداء
وبدوره، لفت عضو مؤسسة عوائل الشهداء خضر حامد، الذي عمل مع سعدون ميرزا لسنوات عديدة، الانتباه إلى الكدح الذي بذله والنضال الذي خاضه سعدون ميرزا، وقال: "كرس الرفيق سعدون حياته للعمل في مؤسسة عوائل الشهداء، كان دائماً في طليعة المراسم الاستذكارية والأنشطة التي تنظمها المؤسسة، ويلبي احتياجات عوائل الشهداء، حيث استشهد أحد إخوته على يد مرتزقة داعش، بالطبع ليس أي هناك فرق بين الدولة التركية وداعش، لكن في الحقيقة لم نكن نعتقد أن مؤسسة عوائل الشهداء ستستهدف، هذه المؤسسة كانت ولا زالت تخدم عوائل الشهداء الذين دافعوا عن جبل شنكال، وانتقموا لأمهاتنا وأخواتنا".
لن نغفر للخونة أبداً
وعبر خضر حامد عن غضبه ورد فعله على الهجمات بعبارة "بلغ السّيل الزُّبى، أيّ الوضع أصبح لا يُطاق"، وحذر من يقع في شباك الخيانة: "على الذين تلطخت أيديهم بدماء الشهداء ألا يقولوا إننا مرتاحون في بيوتنا، لن نغفر للخونة أبداً، حتى يومنا هذا لم يشتكي أحد من الرفيق السعدون، كان شخصاً يؤمن بأفكاره ومعتقداته، ولا ينبغي أن يقولوا سعدون ليس لديه أحد، نحن كلنا عائلته وسننتقم له".