ذوي ضحايا الِإبادة الجماعية والمجتمع الإيزيدي يرفضون ما يسمى "وثيقة الوئام"

اصدر ذوي ضحايا الإبادة الجماعية بياناً عبّروا فيه عن رفضهم لما يسمى "وثيقة الوئام" التي تم توقيعها في الموصل يوم أمس مؤكدين فيها انها تشويه لذكرى الشهداء وبأنهم لن يتسامحوا مع المجرمين والقتلة.

وجاء في بيان ذوي الضحايا:

"باسم ذوي ضحايا الإبادة الجماعية والمجتمع الإيزيدي بشكل عام نرفض بقوة وبلا تردد وثيقة الوئام التي تم توقيعها في الموصل يوم أمس وهذا ليس مجرد رفض، بل هو تحدي واضح وصريح لكل من يحاول تلميع صورة الجرائم وتبرير الإبادة الجماعية بوثائق مزيفة وتسويات زائفة، ومطالبة بوقف الخيانة والتآمر على دمائنا وأرضنا ونقول بوضوح وصراحة إننا لن نسمح بأن تُمسح جراحنا وتُطمس ذكريات معاناتنا بمجرد وثيقة ملونة بأقلام الخيانة والتفرقة ونحن لن نسمح للجرائم أن تُغطى بوثائق التصالح، وللمجرمين أن يتمتعوا بالحصانة تحت ستار السلام الزائف.

نحن هنا لنوجه رسالة واضحة وصارمة لا تسامح مع القتلة والمجرمين ولا تسوية مع من سفكوا دماء الأبرياء وأسروا نساءنا وأطفالنا ودمروا مجتمعنا، ونقول للعالم بأسره لا يمكن أن تُغفر جرائم الإبادة والتطهير العرقي بأوراق الصلح وأقلام التسوية ونحن هنا لنؤكد أن التوقيع على وثيقة الوئام هذه ليس سوى خيانة لأرواح الآلاف من الأبرياء الذين فقدوا حياتهم بأيدي الإرهابيين الذين يجب محاسبتهم ومحاكمتهم ولن يكون هناك وئام مع من ارتكبوا أبشع الجرائم ضد شعبنا!

إن توقيع هذه الوثيقة هو تشويه لذكرى شهدائنا وتجريح لجراحنا المزمنة ونحن لن نسكت، ولن نقبل بأن تُسوق لنا الخيانة بغطاء الوئام والسلام ونتحدى كل من يحاول تسوية جرائمهم وتبرير فظائعهم، وسنقاتل من أجل العدالة والحقيقة ولن نسمح بأن تُسجل جرائم الإبادة في سجلات التاريخ كأحداث تم تسويتها.

لذلك، ندعو كل من وقع على هذه الوثيقة الخاطئة ليفهم بأن توقيعهم لن يُمحي الجرائم ولن يمحو البصمات الدموية ونقول بوضوح وبصوت عالٍ، العدالة قبل الوئام، ولن نقبل بأي حلول تسويات تحت غطاء الخداع والتضليل.

نحن هنا، وسنبقى هنا، لندافع عن حقوقنا ولنصرخ بصوت واحد من أجل العدالة والحقيقة وإننا سنواصل النضال حتى يتم تحقيق مطالبنا وتقديم الجناة للعدالة، فقط حينها سيمكننا التحدث عن وئام حقيقي وسلام دائم.

ومن أمام مقبرة ضحايا قرية حردان نعلن رفضنا القاطع والمطلق لوثيقة الوئام التي تم توقيعها يوم أمس في الموصل وأي تحركات شبيهة دون الرجوع إلى ذوي الضحايا والأخذ بآرائهم ولا يمكننا، ولن نسمح لأنفسنا، بالتساهل أو المصالحة مع من ارتكبوا جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا البريء.

ونحن على أهبة الاستعداد للقتال من أجل حقوقنا، ولن نتراجع حتى يتم تحقيق العدالة وتقديم الجناة للمحاكمة، كما ندعو كل من يؤمن بالإنسانية والعدالة للوقوف بجانبنا، ولنصر على أن يُسمع صوت الضحايا ويُحقق لهم العدالة.

العدالة للضحايا، والحقيقة للعالم، والوئام مع العدالة والحقيقة".