وفي الوضع الحالي، وفي ظل الحرب العالمية الثالثة وتراكم المشاكل والأزمات المختلفة، هل سيصبح وضع إيران أكثر صعوبة وكارثية أم لا؟ هل سيحل خطاب حركات المعارضة الإيرانية القضية الكردية أم لا؟ ما هي آراء وبرامج التجمع الديمقراطي الحر لشرق كردستان بهذا الخصوص؟ وفي أي اتجاه يتجه الكرد وإيران، وكيف سيكون الشرق الأوسط مصدراً للتغيرات الراديكالية؟ أجرت وكالة فرات للأنباء مقابلة مع الرئيس المشترك جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان فؤاد بيريتان.
وركز اللقاء على النقاط التالية:
تعمقت الأزمة السياسية لدولة إيران أكثر وتتجه بالمجتمع نحو طريق خطر بسبب سياساتها في الشرق الأوسط، ما هي تقييماتكم بخصوص مواقف الدولة الإيرانية هذه؟
الوضع معقد جداً الآن في الشرق الأوسط، وتقاتل الدول المعارضة بالنار، وخاصةً تعمل الجماعات المرتبطة بالنظام الإيراني على تأجيج نيران الحرب، والآن هناك حرب محكومة خارج حدود إيران، كما أن وضع إيران سيء للغاية من حيث المعيشة والاقتصاد داخلياً، وهذا نتاج لسياسات النظام تلك، يمكن للإنسان أن يقول لا سبيل بين النظامين الإيراني والأميركي سوى الحرب أو الاستسلام، ومن الصعب أن لهذه القوتان الوصول لاتفاق على المدى الطويل أو استغلال الوضع الحالي، وصل النظام الرأسمالي العالمي لمراحله الأخيرة، لذا فهي مجبرة على أن تتغير.
يظهر لنا الوضع المحلي والعالمي هذا، يطالب عموم الشعوب بالتغيير، باختصار هناك العديد من الأسباب لإحداث تغييرات كبيرة في الشرق الأوسط، لأنه لا يمكن أن يستمر وضع الشرق الأوسط على هذا النحو، ويفكر الشعب الكردي أيضاً في التغلب على التهديدات وفقاً لأحداث الشرق الأوسط، الوضع معقداً ومليء بالمخاطر، هناك خطر نشوب حرب واسعة النطاق، لقد توقفت الحرب العالمية الثالثة عند مستوى متوسط لسنوات عديدة، والآن ازداد الضغط بحيث لم يعد من الممكن أن تستمر هذه الحرب عند مستوى متوسط، لا يمكن لإيران التخلص من هذه الحرب، لأن الاتفاق والاستسلام يعني الهزيمة والنفي بالنسبة لإيران.
تقدم المعارضة الإيرانية العديد من البرامج والمشاريع في الوقت الحالي، بعضهم لا يولي أهمية لحل القضية الكردية فحسب، بل ينظر إلى هذه القضية في خطابهم على أنها تهديد، ما نوع الاستراتيجية والحل الذي ينبغي اتباعه لتحقيق الديمقراطية في إيران؟
أما بالنسبة للنظام الإيراني وبديله فيمكن القول إن الدولة القومية البهلوية والدولة القومية للجمهورية الإسلامية كلاهما من نفس النسيج، واليوم يحاول من يعرفون بالمثقفين والناشطين وجزء من المعارضة وخاصة كل اليمينيين الإيرانيين بناء دولة وطنية حديثة ويتهمون حركات تحرير الشعب المضطهد بـ "الانفصالية" و"الإرهاب"، مشروع الحل الديمقراطي يأتي في إطار "الكونفدرالية والأمة الديمقراطية" التي قدمتها جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان، مشروع جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان يتعارض مع اتجاه الدولة القومية الحديثة.
تسببت الأمة البهلوية والجمهورية الإسلامية في مواجهة "المجموعات المضطهدة" لسياسة الإبادة الجماعية الثقافية، واليوم يحاول بعض من يسمون بالمثقفين وجزء من المعارضة الذين يعتبرون أنفسهم تقدميين، بناء نفس النظام تحت مصطلح "التحديث"، وبالتالي يضعف موقف المعارضة، وما يمكن ملاحظته بين المعارضة الإيرانية والمعارضة الكردية هو أن اليمين يحظى بجزء كبير من المعارضة الإيرانية، وهو يفعل ذلك بألف نوع من الخداع، لقد تم تهميش اليساريين بسبب السلبية، إن بناء إيران ديمقراطية وحرة أمر صعب بسبب هجمات الحركات اليمينية، ولذلك فإن الحركة الكردية تمثل فرصة وحظًا كبيرًين للمطالبين بالحرية الإيرانيين، ومن الضروري عدم تفويت هذه الفرصة واستغلالها بأفضل طريقة ممكنة، يتعين على حركات المعارضة الإيرانية أن تختار بين "الانفصالية" و"الحركة الكردية المطالبة للديمقراطية"، إن الاتجاه المستقبلي لنضال إيران يعتمد على هذه الانتخابات، الحركة الثورية "المرأة، الحياة، الحرية" هي خطاب الحركة الكردية المطالبة للديمقراطية.
إن نموذج جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان المتمثل في "المجتمع الديمقراطي والبيئي القائم على حرية المرأة" يتعارض مع الحكومة الإيرانية الحديثة التي تجلب القمع لكافة الشعوب، ولم نتردد قط في التعبير عن هذه الحقيقة ولن نفعل ذلك.
ما هو أساس وركيزة برنامج جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان للمستقبل؟ ما هو مستوى استعداد جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان؟
الآن جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان وحزب الحياة الحرة الكردستاني هما ركائز أساسية للنضال في شرق كردستان، بل وإنهما يكملان حركة حرية الشعب الكردي في الشرق الأوسط، واجهت حركة الحرية في شرق كردستان على مدار أعوام لهجمات جوية من قبل دولة الاحتلال التركي الفاشية فضلاً عن الإبادة الثقافية التي تمارسها إيران، تقوم جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان بإعداد نفسها من خلال تعزيز دفاعاتها ضد العدو، ولم تولي جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان لنفسها أي واجب آخر سوى الواجب الثوري والنضال ضد الفاشية والاحتلال خلال هذه الأعوام، وعلى الرغم من نتائج الإبادة الثقافية للعدو وفاشيته، فقد عززت جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان موقفها مرة أخرى، إنه يدرك نقاط ضعفه وقوته، ينتقد بشجاعة نقاط ضعفه، كل هذا من أجل منع حركة تحرير شرق كردستان من الانهيار.
ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار كيف تقيمون القضية الكردية في إيران والشرق الأوسط وكيفية التغلب على تلك السياسات العدائية ضد جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان؟
لقد خلقت القضية الكردية بتعاون جميع الدول المهيمنة، وتم إسناد جزء من واجباتها إلى الدول المهيمنة في إيران، تركيا، العراق وسوريا، وحتى الآن تقوم الدولة الإيرانية بهذا الواجب بشكل مباشر وغير مباشر، لا تتحدث الدولة الإيرانية عن شراكاتها مع الدول المهيمنة، ولم يعد شعبنا يتسامح مع هذه القسوة العالمية، لقد أضاف القمع العالمي والمحلي عقبات عديدة أمام القضية الكردية، التي هي أكثر تعقيداً بعشر مرات من القضية الفلسطينية، لن يجد الشرق الأوسط السلام، الاستقرار والحرية، ما لم يتحرر الشعب الكردي ولم يتم حل القضية الكردية.
وبما أن إيران أصبحت لاعباً وقوة إقليمية وتلعب بجنون ضد منافسيها، فإن شرق كردستان له دور كبير في إرساء السلام، الحرية والديمقراطية، سيتم وضع حجر الأساس لحاضر إيران ومستقبلها من خلال نضال شرق كردستان، لأن الوضع في شرق كردستان يعتمد على مصير الشعب في إيران والقضية الكردية في الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، ولو لم يتم تأسيس منظمة جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان وحزب الحياة الحرة الكردستاني، لأصبحت سياسة الاضطهاد الثقافي التي تنتهجها إيران ضد الشعب الكردي في شرق كردستان بالتأكيد أكثر كارثية.
بالنظر إلى هذه النقاط، إلى أين يتجه الشرق الأوسط وما هو مستقبل إيران والكرد؟
والآن هناك خطر حدوث مرحلة أكثر صعوبة من الحرب العالمية الثالثة علينا جميعا في الشرق الأوسط، سيعاني كل الشعب كثيراً من هذا، لكن هناك موجة من الهجمات على الشعب الكردي، إذا تجاوزت الحرب العالمية الثالثة مستواها المتوسط الحالي وذهبت إلى مرحلة أعلى، فإنه ستزداد الإبادة الجماعية الجسدية والثقافية ضد الكرد، وبطبيعة الحال تمارس تركيا إبادة ثقافية منذ سنوات، سنحاول ألا يكون شعبنا الضحية الرئيسية للهيمنة العالمية والإقليمية، لقد أوصل العدو وضع القائد آبو والشعب الكردي إلى مرحلة حساسة للغاية، وأي نوع من اللامبالاة سيعيد القضية الكردية إلى عقود مضت، وإلا فإن هذا يشكل حلقة خطر على الأجزاء الأربعة لكردستان، ولدينا جميعا خيار في عملية التحول والتنمية في الشرق الأوسط. ويجب علينا نحن الكرد من خلال إجراء انتخابات نزيهة أن نضع حداً لهذه الوحشية التي دامت قرناً من الزمان، إن حرية القائد آبو والشعب الكردي هي سبيلنا الوحيد لنا جميعاً، جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان مستعدة لأكبر نضال من أجل هذا وهي تناضل بالفعل من أجل ذلك.