"شيلان أصبحت مثالاً للمرأة الحرة"
أوضح ذوي الشهيدة شيلان، إن شيلان انتفضت ضد كل أنواع الاستبداد والتخلف في المجتمع، وقالوا: إن شيلان كانت تتمتع بشجاعة لا مثيل لها، إذ أحدثت الانتفاضة واليقظة بين الآلاف من الناس وأصبحت مثالاً للمرأة الحرة".
أوضح ذوي الشهيدة شيلان، إن شيلان انتفضت ضد كل أنواع الاستبداد والتخلف في المجتمع، وقالوا: إن شيلان كانت تتمتع بشجاعة لا مثيل لها، إذ أحدثت الانتفاضة واليقظة بين الآلاف من الناس وأصبحت مثالاً للمرأة الحرة".
يصادف اليوم الذكرى الـ 19 لاستشهاد عضوة اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD الشهيدة شيلان كوباني ورفاقها زكريا وجوان وفؤاد وجميل، لقد استشهدت شيلان كوباني ورفاقها بمؤامرة قذرة بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 2004 في الموصل.
انتفضت الشهيدة شيلان كوباني ضد العقلية المتخلفة للمجتمع واختارت طريق النضال، وأصبحت اليوم مثالاً للانتفاضة والمقاومة والقيادة لجميع النساء الكرديات.
المناضلة شيلان كوباني (ميساء باقي) ولدت عام 1971 في كوباني لعائلة وطنية من عشيرة كيتكان، حيث انتفضت المناضلة شيلان كوباني منذ صغرها على العقلية المتخلفة للمجتمع، ولهذا السبب يحترم الجميع إرادتها.
وفي هذا السياق، تحدثت شقيقة الشهيدة شيلان كوباني، هيفاء شيخ محمد، عن ذكرى وشجاعة الشهيدة شيلان، لوكالتنا وكالة فرات للأنباء.
وذكرت هيفاء أن الشهيدة شيلان كوباني كانت تتمتع بحس الإرادة والمسؤولية منذ صغرها، وقالت: "ولدت شيلان في كوباني عام 1971، وكانت تتمتع بحس المسؤولية والقوة منذ صغرها، كانت متواضعة ومحبوبة بين الناس والمجتمع، وكانت تتمتع بالشجاعة من بين أفراد عائلتها".
وقالت هيفاء، إن الشهيدة شيلان بدأت نضالها منذ صغرها، وعارضت فكرة العشائرية وتابعت: "بعد خروج حركة الآبوجية ومجيئها إلى مدينة حلب، تأثرت وارتبطت بفكر القائد آبو، وعندما كانت والدتي تعدُّ الطعام، كانت شيلان تأخذ حصة رفاقها من الطعام، ولم تكن حتى تخبرنا عن مكان تواجد رفاقها، كانت تتبنى المسؤولية لهذا الحد وأكثر.
وعلى الرغم من استبداد النظام في سوريا، تبنت الشهيد شيلان القيم ولغتها الكردية، كما وبدأت القراءة والكتابة باللغة الكردية آنذاك، وعندما كنا صغاراً اتذكر بأن شيلان هي التي علمتنا الحروف الكردية، بعد أن تعلمت شيلان اللغة الكردية من رفاقها، أرادت أن تعلمنا إياها، كما جلب والدي لها لوحة ووضعها في الغرفة، في ذلك الوقت بدأنا نقرأ ونكتب لغتنا الأم وبدأنا نضالنا ضد فكر البعث آنذاك".
وأشارت هيفاء إلى أن الشهيدة شيلان كوباني انتفضت ضد فكرة اعتبار المرأة مجرد أداة وقالت: "كنت أنا وشيلان رفيقتين أكثر مما نكون أخوات، وكان أجدادنا يحرموننا من كل شيء بسبب أننا نساء، لكن شيلان انتفضت على تلك الفكرة واتخذت موقفاً ضدهم، ولم نكن نمتلك تلك الشجاعة مثل شيلان في ذاتنا.
لقد ناضلت شيلان من أجل حقوق المرأة في سن مبكرة وتابعت: "كنت فخورة جداً عندما أصبحت شيلان عاشقة تتنقل بين جبال الحرة من أجل حرية المرأة وحقوقها، لقد أصبحت شيلان ثائرة عظيمة وتبنت الكردياتية وكردستان".
وفي نهاية حديثها قالت شقيقة الشهيدة شيلان كوباني هيفاء شيخ محمد ما يلي: "لقد رحلت شيلان من بيننا، ولكن انتفض الآلاف باسم شيلان وتبنوا شيلان وقيمها العظيمة حتى النهاية، والدرب الذي سارت عليها شيلان سوف نتبناها حتى النهاية، وها هو اليوم نجد الآلاف من النساء المناضلات تتبعن الدرب الذي سارت عليها الشهيدة شيلان من أجل حرية المرأة وحماية قيمها، ونعاهد بالدفاع عن شيلان وحزبنا والشهداء حتى النهاية".
كما تحدثت والدة الشهيدة، فاطمة سليمان، بمناسبة الذكرى الـــ19 لاستشهاد الشهيدة شيلان في كوباني، عن ذكريات طفولة الشهيدة شيلان ومقاومتها لوكالتنا فرات للأنباء (ANF).
وأوضحت الوالدة فاطمة أن الشهيدة شيلان ثارت ضد الفكر العشائري منذ طفولتها، وقالت: "كانت شيلان تبلغ من العمر 6 سنوات عندما التحقت بالمدرسة، وكان والدها يأخذها إلى المدرسة في كل صباح ويصطحبها معه بعد نهاية دوامها، وكان والد الشهيدة شيلان يمتلك دراجة نارية حينها، وعندما انتقلنا إلى مدينة حلب، كانت الشهيدة شيلان تذهب إلى المدرسة وتكمل دراستها دون أن يعلم والدها بذلك، وكان والد شيلان بسبب تأثره بالذهنية العشائرية يقول، إنه لا ينبغي للفتيات أن تذهب إلى المدرسة، فالمدرسة مخصصة للفتيان فقط".
وقالت فاطمة سليمان، إنه مع بداية وصول حركة الآبوجية إلى حلب، كانت أول منزل تزوره الحركة هو منزلهم، وتابعت: "في عام 1982، يوم الخميس، زار حزبنا منزلنا لأول مرة، وبعد فترة قمنا "بتأمين منزلاً للرفاق حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم، وبعد أن تعلمت شيلان اللغة الكردية، قالوا لها إنه يجب عليك أيضاً أن تعلمي أصدقائك وأخيك وأختك، لقد علموا الأطفال اللغة الكردية لمدة أربع أو خمس سنوات، كانت شيلان وقتها في الصف السادس في المدرسة، ولكن في المدرسة وجدوا في حقيبتها وعلى أوراق دفترها الأحرف كردية المدونة والعناوين الخاصة بها، وبمجرد أن عثر الطلاب على الأوراق أخذوها إلى المعلمين وهم بدورهم دون أن يبلغونا اتصلوا مع شرطة النظام، حينها اعتقلت شرطة النظام شيلان ومن ثم أعادها إلى منزلها، وعندما أتت شرطة النظام إلينا قال والد الشهيدة شيلان لهم تفضلوا يا أيها الرفاق في ظنه أنهم رفاقنا، لكن شرطة النظام ردت وقالت لوالدها نحن لسنا رفاق نحن نظام البعث، وآنذاك كنا نملك جهاز راديو تذاع من خلالها صوت كردستان، ولكي لا تتداركها الشرطة أخفيتها تحت الإسفنجة".
وأوضحت فاطمة سليمان أن شيلان ظلت أسيرة لمدة خمسة أيام وقالت: "لقد طلبت جيان وهي شقيقة الشهيد خيري دورموش من شيلان أن تذهب إلى أكاديمية معصوم قورقماز، وشيلان بدورها ذهبت والتحقت بالأكاديمية، وشاركت حينها في الاحتفال بتأسيس حزب العمال الكردستاني، وتوفيت ابنتي البالغة من العمر 11 شهراً في الحفلة، ولكي لا تفسد الحفلة أخذت ابنتي إلى غرفة أخرى، وبعدها أخبرت الرفيق حمزة أن ابنتي قد توفيت وفي اليوم التالي توافد الجميع إليّ وقدموا تعازيهم، كما وجاء القائد آبو بنفسه وقدم التعازي على وفاة ابنتي الصغيرة".
وذكرت فاطمة، آنذاك كان النظام السوري يلاحق ويبحث دائماً عن الشهيدة شيلان، وقالت: "تم القبض على شيلان على الحدود السورية اللبنانية، حينها قال النظام السوري للشهيدة شيلان، أنتِ مثل العصفورة التي وقعتْ نفسها بنفسها في القفص، وبعد مرور فترة من الزمن، أطلقت سراح شيلان من السجن، كانت ابنتي شيلان منذ طفولتها تبحث عن الحقيقة دائماً، لقد توجهت شيلان إلى الجبال الحرة في عام 1991، وقبل ذهابها اتذكر حينها قالت لي سوف نذهب إلى السوق لنشتري بعض احتياجاتنا الشخصية وبعدها سأذهب إلى الجبال الحرة".
واختتمت فاطمة سليمان والدة الشهيدة شيلان كوباني حديثها بالقول: "عندما استشهدت شيلان لم أشعر بيدي وقدمي، رأيت شيلان في حلمي في تلك الليلة وشعرت بها عند لحظة استشهادها، لقد أحدثت شيلان الانتفاضة واليقظة بين الآلاف من الناس، لقد تبنى الآلاف من الناس اسمها ونضالها، كما وأصبحت شيلان مثالاً للمرأة الحرة، وأملنا اليوم هو رؤية الحرية الجسدية للقائد آبو".