صرح قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، أن الحملة الثورية التي نفذها مقاتلو الكريلا ضد جيش الاحتلال التركي أظهرت فشل "خطة الهزيمة" التي اعتمدت عليها الإدارة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بقوة.
أجاب قائد قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG) مراد قره يلان على أسئلة وكالتنا، والمقابلة كانت على النحو التالي:
في الآونة الأخيرة، تزايدت العمليات الثورية التي ينفذها مقاتلو حرية كردستان، حيث نفذ الكريلا عمليات ثورية في عدة إيالات، وآخرها كانت العملية الثورية للشهيد هلمت ديرالوك، ماذا يمكنك أن تقول عن مقاومة الكريلا هذه؟
قبل أن أجيب على سؤالكم، نحن نمر بأيام تصادف ذكرى مقاومة العصر في عفرين، استذكر جميع شهداء هذه المقاومة التاريخية الأبطال في شخص الرفيق كاركر وأفيستا خابور، و أنحني إجلالاً وإكباراً أمام ذكرى شهداء مقاومة عفرين، كما أستذكر بكل احترام الرفيقة الثائرة القيّمة زلال زاغروس التي استشهدت في كركوك نتيجة هجوم غاشم، ونتعهد بأن دمها لن يبقى على الأرض، وفي شخص القيادية في ساحة بوطان الرفيقة ليلى صورخوين آمد، استذكر جميع شهداء شهر كانون الثاني بإجلال وامتنان، أنحني إجلالاً أمام ذكرى شهداء شهر كانون الثاني وشهداء الثورة، وأجدد العهد الذي قطعناه للشهداء، بأننا سننتقم لهم ونحن مصممون على تحقيق أهدافهم النبيلة.
ولنأتي لسؤالك؛ إن حرب والعمليات التي تتطور اليوم هي نتيجة العزلة المطلقة التي فرضها نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على قائدنا منذ 9 سنوات، ونتيجة هجمات الإبادة الجماعية والقمع الممارس ضد شعبنا والسياسة الديمقراطية، وبسبب هجمات التصفية والقضاء على حركتنا، لقد هدفوا بهذه الهجمات إلى ترويع شعبنا وتدمير حركتنا بشكل كامل،لقد ظنوا أن بإمكانهم القضاء على حركتنا بدعم من القوى الأجنبية والقوات الكردية المتعاونة، وبالاعتماد على الاستخبارات والتكنولوجيا، ولهذا قدموا كل ثروات تركيا ووضعها الجيوسياسي وكل ما تملكه تركيا، ليتمكنوا من الحصول على دعم خارجي؛ لقد أنفقوا قدراً كبيراً من اقتصاد تركيا على هذه الحرب وأرادوا الحصول على النتيجة المنشودة، لكن على الرغم من كل هذه الجهود والهجمات واسعة النطاق ومتعددة الأوجه، لم يتمكنوا من تحقيق النجاح، وهذه العلميات التي يتم تنفيذها هي علامة على هذه الحقيقة، إذ وصلت هذه العملية، التي بدأت أساساً بالعملية الفدائية في أنقرة في 1 تشرين الأول، إلى مستوى عالٍ مع عمليات 20 و27 تشرين الثاني، وعمليات 22-23 كانون الأول، ومؤخراً عمليات 10 و12 كانون الثاني، خلال هذه الفترة، تم اتخاذ خطوات مهمة للعمليات، ونفذ العديد من العمليات الصغيرة والكبيرة خلال هذا الفترة، وهذه العمليات التي نفذتها قوات الكريلا هي رداً ضد سياسة الإبادة الجماعية والعزلة، وحققت العملية الثورية الأخيرة للشهيد هلمت ديرالوك في تلة أمدية مستوى عالٍ من النجاح، إنها عملية ثورية تم تطويرها بأداء رائع بكل الطرق، ويمكن القول أيضاً أن هذه هي العملية الأكثر نجاحاً منذ عملية الشهيدة جيجك كجي الثورية في مدينة جلي عام 2011.
في أواخر عام 2022، أعلن وزير الحرب التركي آنذاك النصر، مشيراً إلى أنهم أكملوا "عملية مخلب القفل" ماذا تعني العمليات التي نفذتها قوات الكريلا في نفس المنطقة رغم الانتصار الذي أعلنه؟
في خريف عام 2016، عندما أتيحت للدولة التركية فرصة الحصول على تكنولوجيا الطائرات المسيرة بمساعدة غلاديو التابعة التابعة لحلف الناتو، صرح وزير الداخلية آنذاك أنه لن يذكر أحد اسم حزب العمال الكردستاني اعتباراً من نيسان 2017، لقد كانوا واثقين جداً من الدعم الخارجي والتقنية المقدمة، لقد أخطأوا بالتفكير بأنهم قادرين على حل القضية الكردية، التي تمثل قضية اجتماعية بالأساس، بهذه التقنية والاستخبارات.
ثم، في أوائل عام 2021، من خلال الاجتماع مع العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني وتلقي دعمهما، خططوا للقضاء على مناطق الدفاع المشروع بالكامل في غضون 2-3 أشهر بالهجوم الذي شنوه على كارى في 10 شباط 2021، ومع ذلك، فإنهم أخطأوا في الحسابات، وبينما كانوا يخططون للوصول إلى نتيجة في هذه الحرب خلال 3 أشهر، فقد ظلوا عالقين في زاب وآفاشين ومتينا منذ 3 سنوات، ويتضح أنهم يخفون جميع أبعاد هذه الحرب عن الشعب التركي والرأي العام التركي.
صحيح؛ في خريف عام 2022، صرح خلوصي أكار أن العملية تقترب من نهايتها وأعلن انتصاره، وكان هذا عار كبير في مواجهة الحقيقة، لأنه لم يكن هناك انتصار بتاتاً.
والحملة الثورية، التي بدأت مع عملية أنقرة وبلغت ذروتها مع عملية تلة آمدية الأخيرة، كشفت بشكل أساسي عن كل أكاذيب الحرب للشعب التركي والرأي العام العالمي، لقد أظهرت هذه العمليات الأخيرة حقيقة المقاومة الكبيرة التي تم خوضها على مدى 9 سنوات ضد الإبادة الجماعية ضد شعب كردستان في السنوات الثلاث الماضية، وتظهر هذه العمليات إفشال خطة الهزيمة، وهو مشروع إبادة جماعية علقت عليه الإدارة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية آمالا كبيرة، إن عملية المقاومة التاريخية هذه، والتي امتدت من السجون إلى الشوارع، ومن الشوارع إلى الجبال على مدى 9 سنوات، كشفت هذه الحقيقة، بمعنى آخر، بمعنى آخر، لقد أظهر الشعب الكردي اليوم أن لديه الإرادة ولن يتراجع أبداً في مواجهة هجمات الإبادة الجماعية الفاشية من خلال السير على خطى القائد آبو في كل ساحة وفي كل مجال وتطوير المقاومة مع تقديم تضحيات عظيمة في مواجهة سياسة الإبادة الجماعية المفروضة عليهم، لقد أظهرت مرحلة عمليات الحملة الثورية هذه بوضوح.
كيف تقيم هذا المستوى الذي وصل إليه مقاتلو الكريلا؟ وما هي الرسائل التي يحملها من الناحية العسكرية والسياسية؟
أثبتت هذه العمليات بدقة عقيدة الحرب التي طورناها كقوات الدفاع الشعبي (HPG) من الناحية العسكرية وكشفت عن مستوى نجاحها، الجانب الأكثر أهمية في استراتيجية الحرب هو تحقيق نتائج عظيمة بأقل الخسائر، وخاصة في السنوات الثلاث الماضية، فإن تكتيكات التي طورتها كريلا حرية كردستان على أساس روح الفدائية الآبوجية قد كشفت بوضوح هذه الحقيقة، بمعنى آخر، يتضح من الناحية العملية أنه تم تحقيق طريقة الحصول على نتائج كبيرة بأقل الخسائر، وفي هذا الصدد، فإن التصريحات الصادرة عن مؤسسات الدولة التركية بشأن خسائر في صفوفنا كلها وهمية؛ هذه أكاذيب تهدف إلى خداع الرأي العام، لذا نتبع نهجاً تكتيكياً للكشف عن نتائج مهمة بأقل الخسائر والكشف عن النتائج للرأي العام، وبصرف النظر عن هذا، ليس لدينا أي خسائر في صفوفنا، باختصار، تم تحقيق أداء عسكري مهم.
ومن الناحية السياسية، فإن الرسالة الأهم التي تبعث بها هذه المقاومة هي الأداء العسكري والأيديولوجي لمقاتلي حرية كردستان على نهج حزب العمال الكردستاني، وأثبت أنه لا يمكن هزيمة قوة ذات عزيمة قوية وذات موقفاً أيديولوجياً وعسكرياً، ووجه رسالة للاستعمار المستبد مفادها أنه "مهما تلقيتم الدعم الخارجي والوسائل التقنية، فلن تتمكنوا من تحقيق نتائج بالمجازر والقتل"، هذه هي الرسالة التي مفادها أن الشعب الكردي وهو أقدم شعب في المنطقة وتعود جذوره إلى أعماق التاريخ، لا يمكن القضاء عليه بالعنف، فهذه حقيقة ويجب قبولها، لا يمكنك تجاهل أقدم سكان هذه الأراضي أو القضاء عليهم بعنف، لقد أثبت تطور المقاومة والعمليات التي نفذت في الآونة الأخيرة ذلك مرة أخرى.
برأيكم، هل سيفهم الطرف الآخر هذه الرسالة بشكل صحيح، ويغير سياسته بناء على ذلك؟
إن احتمال إدراك الطرف الآخر لهذه الرسالة بشكل صحيح تبدو ضئيلة جداً في هذه المرحلة، في الواقع، لقد وصلوا الرسالة ولكنهم سيصرون، وتصريحاتهم تظهر هذا بالفعل، لقد أصبح حزب العدالة والتنمية السلطة الأكثر قسوة على الإطلاق، متبعاً خطى حزب الحركة القومية العنصرية وبعض أنصار إرغينكون العنصريين الفاشيين، الذين يشنون حرباً عديمة الضمير ضد الشعب الكردي، علاوة على ذلك، فمن خلال استثمار كل ثروات تركيا في هذه الحرب، ترك المجتمع التركي يواجه الجوع والفقر، وإذا أصر واستمر على ذلك فإن مناطق الدفاع المشروع ستصبح مقبرة لهذه العقلية الفاشية، هذه حقيقة مؤكدة، إنها ليست ادعاء عادي وبسيط، وأمام استراتيجيتنا الحربية، فإن العقلية الضيقة، التي لا تفهم إلا سفك الدماء وتعتقد أن القتل سيقضي على إرادة الشعب، لا بد أنها ستهزم، لا يمكن لأحد أن ينكر ويتحاهل حقيقة شعبنا المقاوم ومساهمات أمهاتنا ونسائنا التحرريات وشبيبتنا والتقاليد الاشتراكية اليسارية التركية في هذه المقاومة، وكما كشف المقاتلان البطلان روجهات وأردال مؤخراً، لا يمكن القضاء بالعنف على واقع اجتماعي يوجد فيه أبطال يمكنهم التضحية بحياتهم عند الضرورة.
فمن ناحية، تقوم الدولة التركية ووسائل إعلامها الحربية الخاصة دائمًا بنشر الدعاية والادعاء بأنهم قضوا على حركتكم..
أجل؛ واجهت قواتنا بعض صعوبات في مواجهة الفرص التكنولوجية المتاحة بدعم من غلاديو التابع لحلف الناتو والفرص الاستخباراتية المتزايدة، في مواجهة الهجمات المستندة إلى التكنولوجيا المتقدمة في شمال كردستان، وخاصة في الفترة 2017-2018، كنا نهدف إلى إحداث تحول سريع من حيث التكتيكات وأسلوبنا، ونظراً لخصائص الناس والمجتمع الكردي، أدركنا أنه لا يمكن تنفيذ تغيير جذري في فترة زمنية قصيرة ولذلك توصلنا إلى نتيجة مفادها أننا بحاجة إلى تنفيذ سلسلة من التغييرات الأساسية بسرعة في الأسلوب والحركة.
على سبيل المثال، اعتباراً من عام 2018 فصاعداً، قررنا كمنهج تكتيكي تقليل وعدم زيادة القوة في شمال كردستان، ووضعنا هذا الأسلوب موضع التنفيذ، حاول بعض الأشخاص الذين يسعون إلى العمل والربح داخل النظام الاستعماري تحقيق الربح من هذا؛ لقد حاولوا تصوير هذا على أنه انتصارهم الخاص، هذه مشكلة مختلفة؛ إنها مظاهر غيرتهم.
ويشبه منظر الحرب العظيم للجنرال الألماني كالوزفيتس، الحرب بالتجارة ويقول أنه في الحروب، يجب اتخاذ خطوات من خلال حساب الربح والخسارة، وقد ورد هذا الموضوع أيضاً في المراسلات بين ماركس وإنجلز، بمعنى آخر، الحروب هي أيضاً حالة يجب التخطيط لها وفقاً للربح والخسارة، لذلك، عندما رأينا أن خسائرنا ستزداد ما لم نغير مسار عملنا، قررنا بطبيعة الحال عدم توجيه الكثير من القوة نحو شمال كردستان، لكنهم تعاملوا مع هذا الأمر باعتباره إنجازاً وانتصاراً لأنفسهم، وأرادوا خداع مجتمعهم بشكل أساسي الرأي العام التركي، وما زالوا يتبعون هذا المفهوم الخاطئ، وعندما يأتي ذلك اليوم، سيرى الجميع أن الحقيقة ليست كذلك.
ومع ذلك، فمن المؤكد أن حزب العمال الكردستاني قد شهد مرحلة نضج، وليس ضعف، في نضاله على غرار القائد آبو، وأنه سيثبت حصانته من خلال إظهار ذلك أكثر في ساحة المعركة عند الضرورة. في هذه المرحلة، لا ينبغي لأحد أن يصدق القصص المبنية على الأكاذيب. نحن شعب. لم نهلك بأي شكل أو في أي مكان؛ لا يمكن تدميرنا. لا أحد يستطيع تحقيق هذا. من الممكن قراءة آخر أعمال المقاتل بهذه الطريقة. من يريد رؤيتها اليوم يستطيع أن يرى أنها قوة ذات إرادة فولاذية لا تقهر، وقدرة عالية على المناورة، وقدرة على حماية نفسها ضد كل أنواع الهجمات والقيام بواجباتها؛ ومن لا يريد رؤيتها اليوم سوف تضطر إلى رؤيته غدا.
ومن الواضح أن حزب العمال الكردستاني سيُظهر بشكل أكبر في ساحة المعركة أن النضال سوف يسير على خط القائد آبو ولم يضعف، بل سوف يصبح أعمق وأقوى، لذلك لا ينبغي أن ينخدع الناس بالقصص الكاذبة نحن كثيرون؛ نحن لم نهزم في أي مكان ولا يمكن لأحد القضاء علينا، لا أحد يستطيع التغلب على هذا وينبغي فهم العمليات التي نفذها مقاتلو الكريلا في الآونة الأخيرة بهذه الطريقة، ومن يريد رؤيتها، يمكنه أن يرى اليوم أن الكريلا يتمتع بإرادة فولاذية، وبقدرتها العالية على المناورة، قادرة على حماية نفسها ضد كل أنواع الهجمات والقيام بواجباتها؛ ومن لا يريد رؤيتها اليوم سوف يضطر إلى رؤيته غدا.
تستمر وتتعمق العزلة المشددة على القائد آبو، يقال في كثير من الأوساط أن العزلة هي سياسة منتشرة في المجتمع كله، وفي مواجهة ذلك، تستمر الحملة الدولية التي تستهدف حرية القائد آبو في التوسع، ماذا تقولون عن سياسة العزلة ومقاومة العزلة؟
تعتمد حرب الإبادة هذه بشكل أساسي على إمرالي، بمعنى آخر، في إمرالي، انتهكوا علناً قوانينهم الخاصة والقوانين الدولية وأنشأوا نظاماً للعزل والتعذيب النفسي ليس له مثيل في العالم، في العصر الذي نعيش فيه، وفي الوقت الذي تزايدت فيه فرص التواصل بشكل كبير؛ تشكل العزلة المطلقة والتعذيب النفسي المطبق في إمرالي أساس سياسة الإبادة الجماعية هذه، بهذه الممارسة، أرادوا تحطيم آمال الشعب الكردي، وجعل القائد آبو قيد النسيان، وعزله عن المجتمع والعالم، وممارسة ضغوط شديدة على الشعب، ومهاجمة الكريلا بأسلوب حرب المجازر، وبالتالي إجبار القائد آبو على التراجع، وبذلك خططوا للحصول على نتائج، ولكن في مواجهة هذه العزلة الشديدة، فإن موقف القائد آبو الذي أظهر ثباتاً كبيراً وصبراً وذكاءً، وبإصراره ومقاومته، جعل سياسة الإبادة غير فعالة مطلقاً.
لقد أرادوا تنحية القائد آبو من خلال العزلة، لقد أرادوا عزله عن المجتمع والعالم، لكن قوة القائد آبو دمرت فعلياً أسوار إمرالي وأظهرت تأثيرها وليس فقط في كردستان والشرق الأوسط، بل في جميع أنحاء العالم، واليوم، لا يُعتبر القائد آبو قائداً لشعب كردستان فحسب، بل إنه أيضاً قائد الشعب العربي والشعب الآشوري السرياني وكافة الشعوب المضطهدة، وعلى المستوى الدولي، أصبح قائد الحداثة الديمقراطية ضد الحداثة الرأسمالية، وكانت هذه الحقيقة أكثر وضوحاً في هذا الوقت، وهذا هو ما رأيناه بالفعل؛ فقد انطلقت الحملة من أجل حرية القائد آبو وحل القضية الكردية بشكل متزامن من قبل أصدقاء ومحبي القائد آبو الأجانب في 74 مركزاً في مختلف دول العالم، و لاحقاً، ومع إضافة مراكز مختلفة، تم الإعلان عن هذه الحملة من قبل مؤسسات وشخصيات صديقة للأممية في حوالي 100 مركز، وهذا مؤشر واضح على أن قائدنا قد تجاوز حدود كردستان وأصبح عالمياً، وهذا نتيجة للتأثير الذي أحدثه القائد آبو في جميع أنحاء العالم، ومع انتشار نموذجه، أصبح القائد آبو اليوم قائداً عالمياً وفيلسوفاً في عصرنا، ولم يكن بوسع عزلة الإبادة أن تمنع ذلك، إنها حقيقة.
إن ما يسمى بسياسة العزلة المطبقة في إمرالي تنتهك بشكل أساسي القيم الديمقراطية وهي الإطار لإقامة نظام فاشي في تركيا، ولا يمكن أن تأتي الديمقراطية إلى تركيا دون رفع العزلة عنها، بمعنى آخر، اليوم، ليس نحن فقط، بل أيضاً العديد من المثقفين والفنانين والكتاب والأشخاص الذين يمكنهم رؤية الحقيقة، يعلنون أن عزلة إمرالي هي عزلة مفروضة ليس فقط على القائد آبو، ولكن أيضاً على شعبنا بأكمله والديمقراطية التركية، وفي هذا السياق، يشكل المنشور الأخير الذي نشره 564 مثقفاً وفناناً مثالاً واضحاً على ذلك، وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية لكل المثقفين والديمقراطيين والكتاب والفنانين الذين وقعوا على هذا المنشور.
باختصار، إن الممارسات اللاإنسانية وسياسة انتهاك القوانين التي ينفذها نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ضد القائد آبو أصبحت اليوم غير مثمرة ولا معنى لها، ويظهر ذلك بوضوح من خلال الإجراءات العملية والبيانات.
لقد كثفت الدولة التركية في الآونة الأخيرة هجمات القمع وكسر الإرادة والإبادة السياسية، خاصة ضد الشعب الكردي، هناك مقاومة كبيرة من الشعب الكردي ضد ذلك، فهل تستطيع الدولة التركية تحقيق نتائج مع هذه الهجمات؟
في هذا الوقت، كان الشعب هو المجال الآخر الذي يستهدفه النظام الفاشي للإبادة الجماعية وأراد الحصول على نتائج من ذلك، يريد القضاء على النضال من أجل الوطنية والديمقراطية الذي قام به شعب كردستان، ومن المعروف أنه من أجل هذا الغرض تتواصل الضغوط المختلفة وأحياناً المجازر والتهديدات والتعذيب ضد الشعب، وإلى جانب ذلك، أرادوا القضاء على القوى اليسارية الديمقراطية الاشتراكية في تركيا إلى جانب السياسة الديمقراطية الكردية، ولهذا السبب تم اعتقال الرؤساء المشتركين والبرلمانيين ورؤساء البلديات المشتركين دون أن يرتكبوا أي ذنب، ولا يزال معظمهم رهن الاعتقال، لقد طرحوا سياسة تسمى الوكلاء وقاموا بسياسة انقلابية ضد إرادة الشعب الكردي، لكن كل هذه الممارسات لم ولن تستطيع أن تجعل أحداً يتراجع، كما رأينا في القضية الأخيرة التي أطلق عليها اسم "قضية كوباني"، عكس ذلك، كانت هناك مقاومة كبيرة من السياسيين الكرد والنساء والأمهات والشبيبة ضد جميع أنواع الاضطهاد، لقد تمكن شعبنا وكافة شرائحه الاجتماعية من الصمود في وجه كافة الضغوط، ومن الواضح أنهم فشلوا في الحصول على أي نتائج، لدرجة أن من يمارسون هذا القمع اليوم يحتاجون إلى دعم الشعب الكردي والمؤسسات المقاومة.
إذا أردت تلخيص كل هذه القضايا التي قمنا بتقييمها؛ بالإضافة إلى الموقف التاريخي للقائد آبو، ومقاومة حركتنا وكريلا كردستان بتضحيات كبيرة، ووقوف المؤسسات الديمقراطية لشعبنا ضد كل أنواع القمع بتضحيات كبيرة؛ فقد فشلت سياسة الإبادة الجماعية، وقد تم الكشف عن ذلك مع القفزة الأخيرة التي بدأت بعملية أنقرة، ومن المستحيل أن تؤدي سياسة الإبادة الجماعية هذه إلى نتائج في كردستان، لقد استخدم نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية كل قوته، وأعطى كل ما لديه، لكن حقيقة الإرادة لمقاومة ذلك واضحة أيضاً، هناك طريقة واحدة فقط؛ وهي التخلي عن سياسة الإبادة الجماعية هذه، ومن الواضح أنهم لن يحصلوا على نتائج بذلك.
ورغم أن أيديولوجيتكم ومطالبكم واضحة، إلا أن الصحافة الحربية الخاصة تذكر في كل نقاشاتها أنكم تريدون إقامة دولة وأنهم يُفشلون ذلك، لماذا يلجؤون إلى هذا النوع من الدعاية؟ ما رأيكم في هذا الموضوع؟
نحن حركة ذات أيديولوجية وفلسفة تهدف إلى التغلب على جميع أنظمة الدولة القائمة، ناهيك عن إنشاء الدولة، وطالما أن أنظمة الدولة القومية الحالية موجودة، فلن تتطور المساواة والحرية والمشاركة العادلة أبداً، ورغم ذلك فإن هذا النظام يصرف كل طاقات تركيا في الحرب ضد حركتنا وشعبنا، بسيناريوهات كاذبة، مدعياً أننا سنقيم دولة و"تركيا لديها قضية البقاء"، وبالتالي يريدون السيطرة على حدود الميثاق الملي Mîsakî-Mîllî من خلال إضعاف الكرد وإخضاعهم للإبادة، وكانت حدود الميثاق الملي Mîsakî-Mîllî هي الحدود المشتركة بين الأتراك والكرد، والآن تريد هذه العقلية الفاشية تصفية الكرد وتبني الميثاق الملي دون الكرد، تريد أن تكبر هكذا، لكن غير الممكن أن يحدث مثل هذا النمو، وإذا تم النظر في التاريخ، فسيُعرف أنه من غير الممكن أن يحدث نمو بهذه الطريقة، تاريخياً، كانت الدول التركية قوة في المنطقة بالاعتماد على الكرد منذ عهد السلاجقة، وحتى التسوية في الأناضول تم تحقيقها بدعم من الكرد، وهم يحتفلون بذكرى معركة ملاذكرد عام 1071م، ولكنهم يحتفلون بها بطريقة مشوهة، ويتجاهلون الدور الذي لعبه الكرد.
وكشف القائد آبو أنه على أساس التحالف الكردي التركي ستصبح تركيا الدولة الأكثر ديمقراطية في المنطقة، وأنها ستنمو وتلعب دوراً ريادياً على هذا الأساس، لقد بذل الكثير من الجهد من أجل هذا، وكشف ذلك بالتصريحات والمنشورات التي نشرها، ولو كان حزب العدالة والتنمية قد اتبع القائد آبو، لما كانت تركيا هكذا الآن، لما عانى شعب تركيا من جوع كهذا، ولتحقق مستوى أعلى بكثير من الرخاء والديمقراطية، لكن هذه العقلية الفاشية لم تستمع إليه، بل على العكس من ذلك، ظنوا أنهم سيحصلون على نتائج بالعنف ومن خلال تجاهل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قصر دولمة بخجة، لقد أظهرت السنوات التسعة الماضية من النضال أنه من المستحيل تحقيق النتائج. لم ولن يكون من الممكن تحقيق نتائج من خلال العنف أو تدمير إرادة الشعب.
لقد اتبعت الدولة التركية دائماً نهجاً لإخفاء خسائرها الحربية، ونادراً ما تعلن عن مثل هذه الخسائر الفادحة، بطبيعة الحال، وبالنظر إلى بيان قوات الدفاع الشعبي، يبدو أنها لا تزال تخفي معظم خسائرها، فما هو السبب لإعلانها الكثير من الخسائر في الآونة الأخيرة؟
نعم، حتى الآن كانوا دائماً يخفون خسائرهم بحساسية كبيرة، هناك بلا شك مجموعة متنوعة من الأسباب التي قد تفسر السبب عن الكشف عن جزء من خسائرهم في العمليات الأخيرة، يمكنني أن أذكر القليل منها:
السبب الأول؛ إن عدد خسائرهم مرتفع جداً في العمليات الأخيرة، وعندما يكون هناك المزيد، فإنهم يضطرون إلى مشاركة بعضها مع الشعب، لأن هذه الجثث يتم نقلها إلى المستشفيات والمشارح ومن هناك يتم نقلها إلى أماكن مختلفة وتسليمها إلى ذويها، أي أنه عندما يزداد الأمر، مهما كان عددهم، فعليهم أن يعلنوا ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، لم تتمكن الدولة التركية من انتشال جثث الجنود الذين قتلوا في هذه العمليات بمواردها الخاصة، ومع ذلك، وبمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، تمكنت من نقل قتلاها وجرحاها من آمدية إلى تركيا، وهذا ما حدث في العمليتين السابقتين؛ وفي العملية الأخيرة، تمكنوا من انتشال جثثهم بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، حتى أنهم قاموا بإشراك القرويين، وعثر الأهالي على الجنود المفقودين متناثرين في الميدان وسلموهم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثم سلمهم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الجنود الأتراك، وبعبارة أخرى، تحدث مواقف لا يمكن إخفاؤها ولذلك عليهم أن يعترفوا ببعضها.
بالإضافة الى ذلك، أثناء العملية في خاكورك؛ انتشر فيديو على نطاق واسع عندما قال جندي عبر الهاتف أثناء تقديم تقرير لقائده: "لدينا ما لا يقل عن 6 ضحايا، وقد يكون هناك المزيد"، لقد أعلنوا في المرة الاولى عن 6 خسائر وفي وقت لاحق خفضوها إلى 3، لكن عدد الضحايا لم يكن 6، الجندي الذي تحدث بالفعل يقول: "إنهم على الأقل 6، ما أراه هو 6"، لكن كان لديهم 27 ضحية هناك وبقيت هذه الجثث هناك لمدة 3 أيام، ولم يتمكنوا من أخذ جرحاهم وقتلاهم إلا بعد 3 أيام من هناك، عندما يكون الوضع هكذا، لا يمكنهم إخفاء ذلك وعليهم الكشف عن بعض الأمور.
من ناحية يخفون خسائرهم، ومن ناحية أخرى ينشرون أخباراً كاذبة عن خسائر الكريلا...
أجل، في الوضع الحالي، لا يكذب النظام على المجتمع التركي والرأي العام التركي فحسب؛ إنه يحول الكثير من الناس إلى كاذبين معه، وهذا يجعل جميع وسائل الإعلام والسياسيين في تركيا تقريباً يبدون وكأنهم كاذبون، لأن المعلومات التي يقدمونها ليست صحيحة، بل خاطئة، والكل يكرر هذا الخطأ مراراً وتكراراً في أخباره وتعليقاته قائلا "هذا هو البيان الرسمي لدولتنا"، في كل مرة يهزمون فيها، ينهضون ويجهزون الأخبار الكاذبة، على سبيل المثال؛ بعد عملية 12 كانون الثاني، نشروا أخباراً عن قائدتنا القديرة بيمان (هوليا مرجان)، التي استشهدت عام 2019، ومع ذلك، فقد أعلنا عن ذلك منذ فترة طويلة، وألقيت خطابات وبيانات من قبل حركتنا، وعلى الرغم من ذلك، فقد أفادوا بأن "جهاز الاستخبارات التركي دمر أحد قادتهم في متينا، حيث توفي جنودنا، من خلال عملية لا نعرف ماهيتها"، علاوة على ذلك، نقلت جميع القنوات هذا الخبر باعتباره خبراً عاجلاً، ليس هذا فقط، بل يتكرر هذا الأمر مع العديد من الرفاق، إنهم يحاولون تسليط الضوء بشكل خاص على جهاز الاستخبارات التركية بهذا النوع من الأخبار المزيفة، وهنا يطرحون سيناريوهات كاذبة بالقول إن "جهاز المخابرات التركية عثر عليها ونفذ عملية" وهذا يدل على ضعفهم، لا أكثر.
أدت هذه العمليات التي نفذتها كريلا حرية كردستان إلى التشكيك في العمليات المنفذة من قبل النظام التركي الاستعماري المبيد والتي أطلقوا عليها اسم "المخلب"، وهناك أيضاً نقاشات ما إذا كان ينبغي سحب العمليات، قلتم في مقابلة سابقة: "إما أن ينسحبوا أو يموتوا جميعاً"، فكيف تقيمون النقاش في هذا السياق؟
يجب أن أقول هذا أولاً، نحن كحركة جيدة نحافظ على وعودنا، ولا نتخلى عنها، أنا شخصياً لن أقول شيئاً لا يمكن أن يحدث، أولاً يمكننا القيام به، فقط من أجل الدعاية، الكلام الذي ذكرته قيل للجنود الذين جاؤوا إلى تلة آمدية منتصف عام 2022، ولاحقاً انسحب الجيش التركي من هناك، أي تلة آمدية، وغادرها، لكنه عاد مرة أخرى في أيلول 2023، وهذه المرة جاء بهدف البقاء، ولهذا السبب فإن الكريلا لديهم توجه نحو تلك المنطقة، ولكننا نقولها بشكل أساسي كتحذير، وليس كتهديد، هدفنا ليس قتل المزيد من الجنود، بل منع إراقة الدماء، نحن بالتأكيد لسنا مسؤولين عن هؤلاء الضحايا، المسؤولون عن ذلك هم أولئك الذين قرروا مواصلة الحرب والقدوم إلى آمدية ويريدون إقامة احتلال دائم هناك، وكما ذكر الرفيق عباس، فإن الأشخاص المسؤولين الرئيسيين هم طيب أردوغان وبهجلي.
كما أن هناك استراتيجيات ومواقف خاطئة للتضحية بالجيش يتم تطبيقها على أرض الواقع، بمعنى آخر، أظهروا نهجاً كما لو أنهم يقولون لهم: "أنتم أيها الجنود تقاتلون من أجل المال، إذا لزم الأمر، يجب أن تموتوا"، ربما ليس بقدر ما تدعي الصحافة التركية، لكن هناك مستوى معين من إتاحة الفرص لتوجيههم إلى مناطق محفوفة بالمخاطر، والمخاطرة بالخسائر والاستهتار بحياة الجنود، لقد رأينا في ممارسات كثيرة عملية أن بعض القيادات تضحي بعشرات الجنود من أجل حياتهم المهنية الشخصية.
عزيزي الرأي العام التركي، يجب على الشعب التركي أن يعرف ذلك؛ نحن لسنا أعداء لتركيا، نحن لسنا أعداء للشعب التركي على الإطلاق، نحن نخوض هذا النضال ايضاً نيابةً عن الشعب التركي، نحن لا نريد تقسيم تركيا، بل نريد تحويل تركيا وجعلها دولة ديمقراطية، والهدف الأساسي هو إقامة جمهورية ديمقراطية يمكن لجميع الثقافات، الكردية والتركية، أن تعيش فيها بحرية وأخوة، لقد أوضح القائد آبو هذا الأمر، القائد آبو هو مهندس استراتيجية الجمهورية الديمقراطية، إن نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هو الذي يفرض الحرب وسفك الدماء ويهدف إلى تحقيق النتائج من خلال القتل.
والشيء آخر هو؛ ينبغي بناء التعاطف، الكرد شعب يريد الاعتراف بوجوده، لو منعت اللغة التركية اليوم، ألا تكون المقاومة مشروعة؟ وهذا ينطبق على كل الشعوب، إذا تم حظر لغة الشعب وقيمه، فمن حقه أن يقاوم، وعلى هذا الأساس يقوم الشعب الكردي أيضاً بالمقاومة، يجب أن نرى هذا، ومن ناحية أخرى، لم يكن شمال كردستان كافياً، هذه المرة يتم احتلال جنوب كردستان، أنتم في موقع قوات احتلال، أينما ذهبتم تذهبون لتقتلوا الناس، وليس لقطف الورود، إذا ذهبتم لتقتلوا، فمن الممكن أن تموتوا أيضاً، لذا فإن هؤلاء الجنود لم يصعدوا إلى ذلك الجبل للتزلج في الثلج، ولذلك فإن من ينفذون هذه السياسة هم المسؤولون عن هؤلاء الضحايا، ماذا يفعل أولئك الجنود هناك؟ هذا حقاً يحتاج إلى أن يُسأل عنه.
باختصار، هناك الكثير من المعلومات المضللة، الحقائق المشوهة، ومن المؤكد أنه لا يمكن لصوت الثورة أن يصل إلى المجتمع التركي بأكمله، هناك مثل هذه المشكلة، ولذلك، فهم يحاولون إشراك المجتمع وتوجيهه من خلال ترتيب كل شيء على الطاولة كما يحلو لهم، الحقائق ليست هكذا، هم من يريدون الحرب، ماذا قال القائد آبو لمحاميه عندما ذهب إلى هناك عدة مرات قبل 5 سنوات؟ قال: "أعطوني الفرصة، سأحل هذه القضية خلال أسبوع"، لذا، وعلى الرغم من ذلك، لماذا كل هذه الحروب، ولماذا كل هذه النفقات المالية، ولماذا كل هذا العدد من الدبابات والمدافع والطائرات؟ لماذا تكثر الهجمات ضد الشعب الكردي؟ فكيف سيفسرون ذلك أمام التاريخ غداً؟
أمام عمليات الكريلا، هناك دائماً حديث عن أيادي أجنبية، وهناك حديث عن دعم أمريكا وإسرائيل وإيران والعديد من الدول الأخرى لهذه العمليات، وتُذكر باستمرار العلاقات بين القوى في روج آفا والولايات المتحدة الأمريكية كمثال، ماذا تريدون القول في هذا الصدد؟
أجل، هذا هو التوجه العام للدولة التركية الاستعمارية، وفي كل فترة، كانوا يبحثون دائماً عن وجود أياد خارجية تدعم محاولات الشعب الكردي للمطالبة بحقوقه، سواء كان الأمر كذلك أم لا، كانوا دائماً يقولون "القوات الأجنبية"، نفس الشيء يحدث الآن، وفي مواجهة استراتيجيتهم الخاطئة وواقع الهزيمة، فإنهم يبحثون عن مبرر لتدخل القوى الخارجية، لا، استراتيجيتكم خاطئة، أنتم تعتبرون مجتمعاً بأكمله أو شعباً إرهابيين وتريدون تدميرهم، هذا غير ممكن، لا يمكنكم تحقيق ذلك، لكنهم يصرون على ذلك، على سبيل المثال، يفعلون نفس الشيء لربط حركتنا بالمخدرات، ظل مسؤولو الدولة التركية يوجهون إلينا اتهامات تتعلق بالمخدرات منذ 45 عاماً وحتى الآن، لم يتم رفع قضية مخدرات ضد أي عضو في حزب العمال الكردستاني في أي مكان في العالم أو في تركيا، لو كان الأمر كما يقولون، لكان هناك آلاف الحالات الآن، أليس كذلك؟ ولكن هل هناك الآن؟ لا، قد يكون هناك البعض بين الكرد الذين يمارسون أنشطة مختلفة، لكن فلسفة وأخلاق حزب العمال الكردستاني تتمحور حول مكافحة جميع أنواع المخدرات، لكن على الرغم من ذلك، فإنهم يوجهون الاتهامات ذات الصلة باستمرار، وهذه كلها تشويهات للحقائق.
نرى بعض الاشخاص، الذين تسبق اسمهم عبارة "بروفيسور" وهم يقفون أمام الكاميرات ويقولون: "أمريكا وإسرائيل وإيران وراء هذه العمليات"، هل هذا عدل! ولا حتى بهذا القدر، يمكن فهم أولئك الذين يقومون بالدعاية للحرب الخاصة، لكننا نرى؛ على الرغم من أن الأمر لا ينبغي أن يكون كذلك، إلا أن بعض الأشخاص الذين نتبعهم والذين يدافعون عن بعض الحقائق يقولون نفس الأشياء، يقولون إن هذا مشروع، وهناك قوى خارجية وراءه، وما الى ذلك، هل هذه هي الحقيقة؟ لا ليس له أي علاقة بالموضوع.
أجل؛ قد يكون لدى أمريكا مشروع كردي، بتعبير أدق، يقال "هناك"، لكن ليس من الواضح ما حدث، ولكن حزب العمال الكردستاني ليس ضمن ذلك، أمريكا لم تضعنا على قائمة الإرهاب فحسب، بل وضعت أيضا مكافأة بملايين الدولارات مقابل رؤوسنا، ومنذ 40 عاماً، تشن الدولة التركية حرباً ضدنا بدعم سياسي وعسكري وتكنيكي من أمريكا وحلف شمال الأطلسي، ولولا الدعم الخارجي للدولة والجيش التركي، لما استمروا في هذه الحرب كل هذه المدة، لأن مصلحة رأس المال العالمي ليست في حل المشاكل، بل في عدم حلها، ولهذا السبب يدعمونها وينفذونها.
والآن، ومن دون موافقة أمريكا، هل تستطيع الطائرات المسيرة والطائرات التركية اختراق العراق وسوريا حتى الآن؟ لا يستطيع الطير حتى أن يطير في العراق دون إذن من أمريكا، هل هناك من لا يعلم أن هناك الكثير من القصف الجوي على جنوب كردستان منذ سنوات؟ وهنا هل تتم هذه الهجمات دون موافقة؟ دعم الولايات المتحدة واضح، أمريكا تقول "أنا أؤيدكم"، لكنهم عندما يكونون أمام الشاشة ينسون كل هذا ويقولون العكس، ولو كانت أمريكا دعمت قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأخرى في روج آفا حقاً، ولو كانت تنوي تطوير مشروع من خلال القوات الموجودة هناك، كما زعمت الأوساط الإعلامية التركية، لكان من الممكن أن تكون الدولة التركية قد انتهكت قوانين الحرب في روج آفا وشمال وشرق سوريا، وهل يستطيع الشعب أن يبقى صامتاً أمام الهجمات المستمرة ضد مصادر الحياة الأساسية؟ من شأنه أن يمنع، وله أن يمنعه إذا أراد.
نعم، هناك علاقة بين القوى في روج آفا وأمريكا، لكن المسؤولين الأمريكيين أنفسهم يشرحون في الواقع ماهية هذه العلاقة، كما يؤكد مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية على ذلك من وقت لآخر، لكن الدولة التركية، متذرعة بذلك، تطرح بكل وقاحة وإصرار الادعاء بأن هناك قوى دولية تقف وراء القضية الكردية العادلة، ولكن ما يريدونه هو أن تدعمهم أمريكا كما تدعم إسرائيل، بمعنى آخر، إنهم ينتقدون أمريكا كثيراً لعدم دعمها لهم كما تدعم إسرائيل، هذا هو الجوهر ومن الواضح أنه لا علاقة له بنا.
بعد كل عملية ثورية، تقصف الدولة التركية المناطق المدنية في روج آفا وتستهدف المؤسسات الخدمية، وفي الجانب الآخر، تُنفذ عمليات إبادة سياسية في شمال كردستان، ما الذي تودون قوله حيال هذا الأمر؟
في شمال كردستان، يداهمون المدنيين العزل في منتصف الليل وهم نيام في منازلهم، ويسمون ذلك بـ "عملية الأبطال"، هؤلاء اتخذوا السخرية من الحقائق مهنة لهم، ما علاقته! ترسلون قوة عسكرية إلى بيوت المدنيين وتعتقلون الأبرياء وتضايقونهم، ما علاقة هذا بالبطولة؟ هذا الأمر ليس بطولياً إطلاقاً، إنه جبن، لكنهم يعتبرون هذا الجبن "الأعمال الجبانة" بطولة.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن القبول بالهجمات على روج آفا بأيّ شكل، إن الهجمات على موارد حياة المجتمع، وبالأخص على المستشفيات والمطابع والمخابز ومستودعات الحبوب والمصانع، تشكل انتهاكاً لقوانين الحرب الدولية، وهذه المناطق هي مناطق مدنية ولا ينبغي شن الهجمات عليها، مهاجمتها هي ممارسات ضد الإنسانية، 5 ملايين شخص يعيشون هناك، إن تدمير مصادر رزقهم وحرمانهم من الكهرباء والماء أمر لا علاقة له بالإنسانية.
لا يمكن لأي دولة أو جيش قوي أن يقع في مثل هذا الوضع الدنيء ويفعل شيئاً كهذا، هذا هجوم قذر وجبان للغاية، هذا ليس أسلوب الأقوياء، بل هو أسلوب الضعفاء، إذا كنت بطلاً، فسوف تقاتل الذين يقاتلونك، أماكن تواجدهم معروفة، اذهب وقاتل ضدهم، ماذا يعني مهاجمة المدنيين وموارد الحياة؟ من الواضح أنهم يهاجمون روج آفا بسبب فشلهم، إذا كانوا يظنون إنهم سيوقفون الكريلا بهذه الهجمات القذرة، فإنهم يخدعون أنفسهم، إن الهجمات التي يشنونها لا علاقة لها بنا، وفي الوقت نفسه، لا يمكنها إيقاف قضية الكريلا وعملياتهم المشروعة.
لم يكن هناك أي تنديد أو احتجاج من جانب الرأي العام الدولي ضد هذه الهجمات، ما الذي تودون قوله في هذا الصدد؟
هذا جانب آخر مُلفت للانتباه في هذه القضية، ولدى القوى الكردية أوجه قصور أيضاً في هذا الصدد، وإلى جانب التقصير في التمييز بين الأجزاء، هناك قصور في الأعمال الدبلوماسية أيضاً، كما أن ضعف ردود الفعل الوطنية الكردية يشكل موضوعاً جدياً للنقد، باختصار، هناك بعض الجوانب ضد هذه الهجمات التي يجب علينا نحن الكرد الوقوف عندها، هناك أيضاً بعض الأخطاء وأوجه القصور في تنظيمات الشبيبة التي تتصرف بنهج عاطفي، كل جزء مختلف؛ كل جزء يخوض نضاله ضمن ظروفه الخاصة، ومثلما لا يمكن تحميل كل حزب ماركسي في بلد ما مسؤولية الممارسات العملية لحزب ماركسي في بلد آخر، فإن كل شخص في هذه المسألة هو مسؤول عن الممارسة العملية في ظروف بلده؛ إن مسؤولية حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تجاه بعضهما البعض هي على نفس المستوى، الجانب المشترك بينهم هو أنهم اختاروا الأيديولوجية الأبوجية، لكن مع ذلك، فكل شخص هو مسؤول عن الممارسة العملية في جزئه، لا يوجد أي اتصال عضوي مع بعضهم البعض، ولا يمكن تحميلهم المسؤولية عن بعضهم البعض، في رأيي، لم يتم إظهار هذه الحقيقة بقوة، وتظهر المزيد من الأساليب العاطفية في الواجهة ويتم الخلط بين الأيديولوجيا والتنظيم.
لكن الدولة التركية تتعمد إظهار واستخدام هذا الوضع بشكل مختلف، حيث تُظهر وكأنه هناك اتصال عضوي، كأنه واحد، كما إنها تستخدم دائماً اسم حزبنا، حزب العمال الكردستاني، فيما يتعلق بروج آفا، ويقولون: "لقد وجهنا ضربة قوية للموارد المالية لحزب العمال الكردستاني"، ما علاقة هذا بذلك؟ ماذا تفعل الموارد المالية لحزب العمال الكردستاني هناك؟ هذه كذبة كبيرة، ومناقضة للحقيقة، والأمر الجديد الذي فعله حزب العدالة والتنمية في تركيا هو أنه لا يكتفي بارتكاب جرائم في هذا الشأن فحسب، بل يرتكبها في الشؤون العامة أيضاً، يقوم بممارسات مخالفة للقانون، ولكن كما لو أن كل شيء طبيعي، فإنه يظهر الشرعية بوضوح في وسائل الإعلام، أيّ أنه يحاول إظهار أن الجريمة ليست جريمة، ويريد شرعنتها بهذه الطريقة.
إن الهجمات التي يشنها حزب العدالة والتنمية حالياً على روج آفا هي هجمات ضد الإنسانية، وهو مستاء بشكل رئيسي من وجود الشعب الكردي والمكانة التي تتمتع بها شعوب شمال وشرق سوريا، بعبارة أخرى، أنه يريد القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية، لا يمكنه تحمل حقيقة الحياة الحرة والمشتركة للشعوب، فهو يرى أن هذا النظام يمثل تهديداً له، ولذلك يشن الهجمات، ولهذا السبب يحاول إقامة اتصال أو علاقة مع الكريلا هناك، يحاول جعل المكان يبدو وكأنه موقع لحزب العمال الكردستاني، وهذه الأمور ليس لها أي علاقة بالواقع، ما يهاجمه بشكل أساسي هو المكانة، إنها هجمات للقضاء على مكانة الشعب الكردي، وبهذه الطريقة يريد أن يصبح عقبة أمام تطور نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، أيّ أن هذا الأمر هو محاولة لتخريب النظام هناك وتهجير الشعب الكردي، ما علاقة هذا بالكريلا؟ ليس لها أيّ علاقة بتاتاً، ومع ذلك، المهم هنا هو إظهار الحقيقة للشعب الكردي والرأي العام وخوض النضال ضد الهجمات بالطرق والأساليب الصحيحة، ولهذا السبب ينبغي العثور على أوجه القصور وحلها.
على الرغم من أنكم تحدثتم لمرات عديدة عن هدف الدولة التركية المتمثل بتصفية الكرد، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يزال يتحرك مع الدولة التركية في ساحات الحرب، ما هو تأثير هذا الأمر على الشعب الكردي؟
إن مستوى تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية يمثل مشكلة خطيرة ولا يجوز وصفها على أنها مشكلة قائمة بين تنظيمين فقط، ويقدم شعبنا في شمال كردستان تضحيات ويبذل مساع ٍ وجهوداً كبيرة لجعل الدولة التركية تقبل بحل القضية الكردية، حيث لدينا عشرات آلاف من أهلنا الوطنيين الثوار المعتقلين في السجون، ويمُارس الضغط والتعذيب في شمال كردستان، وهناك عزلة مشددة مفروضة على القائد أوجلان لا مثيل لها في العالم، وهناك نظام للتعذيب، ويتعرض الآلاف من السياسيين الكرد والشباب الكرد، الذين ذنبهم الوحيد هو الدفاع عن الهوية الكردية، للاضمحلال في السجون، كما أن هناك قمع وعنف فاشي كبير ضد شعب الشعب الكردي، حيث يتعرض شعبنا للهجوم بعنف أكثر قسوة وشدة من الضغوط الفاشية في عهد صدام، ويخوض شعبنا المقاومة في مواجهة ذلك الأمر، ويقدمون أولادهم شهداء كل يوم، ويقاومون بكل ما لديهم، والهدف من كل هذه الجهود الحثيثة هو حل القضية الكردية، ويريدون حمل الدولة التركية على قبول إيجاد حل للقضية الكردية، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يتواطأ مع السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، التي تنفذ أعتى سياسة عدائية ضد الكرد، فهذا التواطؤ لا يعزز إيجاد الحل، بل يزيد من تفاقم عدم إيجاد الحل، وبالتالي يصبح عقبة أمام إيجاد الحل، أي، أن هذا السلوك يقوي يد القوى الفاشية التي تريد إبادة الشعب الكردي.
يشكل شمال كردستان نصف مساحة كردستان، وعدم إيجاد الحل في هذا المكان هو أمر من شأنه يشكل التأثير على مستقبل كردستان كلها، وإذا ما نجحت سياسة الإبادة الجماعية التي ينفذها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حالياً في شمال كردستان، فإن جميع مكاسب ووجود الأجزاء الأخرى ستكون في خطر، وهذه حقيقة مؤكدة، ولذلك، فإن تواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية يمثل مشكلة وطنية بالنسبة للكرد، ولهذا السبب، يجب على كل من يؤيد الحقوق الوطنية للكرد أن يركز على هذا الأمر، ولا ينبغي لأحد السكوت عنه، وبدون شك، يمكن للجميع القيام بشيء ما بهذا الصدد، ويمكن للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) الذي يعتبر نفسه مسؤولاً عن القضية الكردية والمؤسسات المماثلة له، القيام بالكثير من الأمور، ولديهم مسؤوليات منوطة بهم، فعلى سبيل المثال، يجب على أولئك الذين يريدون حل القضية الكردية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية التي تناضل من أجل ذلك، أن يناضلوا لإيجاد حل لهذه العقبة، وتصدر بين الحين والآخر من تنظيمات شمال كردستان بعض التصريحات حول القضية، إلا أنه من الخطأ على المرء الاكتفاء فقط بهذه التصريحات، ويمكن للجميع القيام ببعض الأمور لجعل الحزب الديمقراطي الكردستاني يتخلى عن هذه السياسة الشريرة والمتعارضة مع المصالح الوطنية الكردية، ويمكن للبعض الذهاب لإجراء اللقاءات، ويمكنهم التحذير، ويمكن للبعض القيام ببعض الفعاليات في جنوب كردستان والساحة الدولية، لأن هذه السياسة تعرض مصالح الشعب الكردي برمتها للخطر، ويقدم النظام الحالي، الذي يتصرف باسم دولة الجمهورية التركية، ممارسته الفاشية على أنها ممارسات ضد حزب العمال الكردستاني، إلا أنها في الأساس هجوم على مستقبل الشعب الكردي بأكمله، فالدولة التركية لا تريد أن يكون للشعب الكردي إرادة واعتراف في المنطقة، وترى في ذلك خطراً جاداً على وجودها، وعلى الرغم من أن الوضع واضح للغاية، فكيف يمكن لقوة أن تتواطأ باسم الكردياتية مع دولة عدوة للكرد وكردستان وتساعدهم على احتلال أراضي كردستان، ولا ينبغي لأي وطني قبول هذا الوضع الخطير.
وينبغي أن يكون هذا الأمر معروفاً جيداً؛ وهو أن الدولة التركية لم تنسحب قط من أي مكان احتلته على مر التاريخ، وليس هناك من لا يعلم أن الدولة التركية لديها استراتيجية سرية لاحتلال حدود الميثاق الملي، وعلى الرغم من ذلك، لماذا يبذل الحزب الديمقراطي الكردستاني كل هذا الجهد من أجل أن تحتل الدولة التركية أراضي جنوب كردستان؟ ولماذا توفر للدولة التركية هذا القدر من الإمكانيات لكي تتمركز في تلة آمدية؟ ولماذا يقوم بهذا القدر من الحصار وسد الطرق والإبلاغ لإضعاف وكسر مقاومة الكريلا؟ لا يمكن تفهم هذا الأمر، ولا أحد يعرف نوع الاتفاق السري المبرم بينهما، ويجب الكشف عن هذا الأمر، وما هي الاتفاقيات التي أبرموها ضد مستقبل الشعب الكردي، ولماذا يكون تنظيم بهذا المستوى شريكاً في احتلال الدولة التركية للأراضي الكردية؟ هذه قضايا مهمة ويجب على الجميع تحمل مسؤوليتهم تجاه هذه القضية وعليهم أن يفعلوا كل ما في وسعهم للحيلولة دون تعرض المصالح الوطنية للكرد للخطر، وإن موقف من هذا القبيل هو واجب وطني على الجميع.
تحاول الدولة التركية في الوقت نفسه، الحطّ من قيم المجتمع الكردي والتلاعب بها وتجاهلها، حيث دارت في الآونة الأخيرة، الكثير من المناقشات بخصوص شيخ سعيد، وأثارت الإهانات التي جرت في هذه المناقشات حالة من الاستياء لدى الشعب الكردي. ما الذي تودون قوله بهذا الخصوص؟
نعم، إن شيخ سعيد يمثل قيمة من قيم شعب كردستان ويحظى بمكانته في تاريخ الشعب الكردي، وإن إهانة شيخ سعيد هي إهانة للشعب الكردي بأكمله، وعلى الرغم من أن الدولة التركية تحاول تجنب ذلك، إلا أن هناك وثائق تاريخية، وللشعب جهود كثيراً في تأسيس تركيا الجديدة، حيث شارك في الحرب وقدم الشهداء وهو الركيزة الأساسية للتأسيس، فحتى العام 1924، كان هناك مستوى معين من التعاون الكردي-التركي، حيث كان هناك بالاستقلال للكرد في هذا الصدد، ولكن مع سن الدستور الأساسي لعام 1924، قالوا "هناك أمة واحدة فقط في تركيا"، وتم إنكار وجود الكرد وحقوقهم، ولم يتم الوفاء بالوعود التي قُدمت للشعب الكردي، واُرتكبت الخيانة بحق الشعب الكردي، فمن ارتكب الخيانة هنا ليس شيخ سعيد، بل من تعرض للخيانة هو شيخ سعيد والشعب الكردي بأكمله.
ولقد كان شيخ سعيد كوجيه من وجهاء الشعب الكردي، إنساناً صادقاً ومخلصاً في حياته، ولم يكن زعيماً للحركة، كان عضواً في لجنة آزادي، إلا أنه بعد اعتقال زعيم لجنة آزادي، خالد جبراني ويوسف ضياء، وكذلك تعرض الشعب الكردي لظلم كبير، كان على شيخ سعيد أن يتحمل العبء الملقى على عاتقه، وهو بدوره، لم يتوانى عن ذلك، وقدم التضحيات، وحاول تبني قضية الحرية الكردية، وبعد الاجتماع الأولي ونتيجة لاستفزاز الجنود الذين تم إرسالهم لاعتراض مجموعة، بدأت محاولة مبكرة، ولقد هاجمت الدولة التركية دون القيام بالاستعدادات اللازمة، وهذا ما حدث هنا، ولذلك، فمن الواضح أنه ما لم يتم رؤية الحقيقة المشروعة للقضية الكردية، فلن يتم رؤية هذا الوضع بشكل صحيح، ويُعتبر شيخ سعيد شخصية مهمة دخلت التاريخ في نضال القضية الوطنية الكردية، ويتم في النضال التحرري الحالي أيضاً تبني ذكرى وأهداف شيخ سعيد وسيد رضا وإحسان نوري باشا.
كما أنه في حديث شيخ سعيد الذي تطرق فيه للخلافة، لم يكن أمراً غير طبيعي في ذلك الوقت، حيث كانت الخلافة قد أُلغيت للتو، وكانت الدائرة المحيطة بالزعيم أيضاً، من بينهم قسم مهم من كوادر الدولة، لا تزال تدافع عن الخلافة، وهناك أيضاً معلومات تشير إلى أن اقتراحات أحد ضباط الدولة لها دوراً في هذه الإفادة، ولذلك، فإن التقييم كان قد جرى فقط بناءً على ذلك، ولهدف ما.