روزا ريناس.. المقاتلة التي خاضت نضالها بروح مقاومة آمد

حاربت مقاتلة الكريلا روزا ريناس، في ظل الظروف الصعبة كمناضلة رائدة في صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار، وأدت واجباتها بمسؤولية كبيرة، وناضلت بروح مقاومة آمد حتى أنفاسها الأخيرة.

وُلدت روزا ريناس آمد (سونكول تارنجي)، في آمد عاصمة كردستان، وترعرعت في كنف عائلة وطنية ضمن تقاليد المقاومة، ونظراً للروح الوطنية لعائلتها، فقد تعرّفت على الحزب منذ طفولتها، وقررت أن تسير على خطى مظلوم وكمال، ومع التأثر بأفكار القائد عبد الله أوجلان، انصب جل اهتمام روزا على خط المرأة الحرة، وتوجهت روزا ريناس، التي تأثرت كثيراً بحرب كوباني ومقاومة الكريلا، إلى كوباني في العام 2015 بعد دعوة القائد عبد الله أوجلان لخوض النضال. 

وشاركت روزا ريناس في ثورة روج آفا وحاربت بشكل نضالي ضد مرتزقة داعش، وكانت تزداد غضباً ضد العدو في كل مرة تشهد فيها استشهاد رفيقات دربها، ولم تتنازل روزا ريناس، التي شاركت في العديد من العمليات ضد مرتزقة داعش، عن نضالها رغم إصابتها عدة مرات، وكانت روزا تعلم بأن الحرية لا تتحقق إلا بتقديم التضحيات واتخاذ موقف كمال بير وخط زيلان وبيريتان كأساس، وعملت على تثقيف وتطوير نفسها على أساس فلسفة القائد عبدالله أوجلان، وكانت روزا تقول: "مهما فعلنا، فسوف نكون مقصرين، لأن معرفة القائد تتطلب وعياً قوياً، وحزب العمال الكردستاني مثل بحر لا متناهي، ولهذا السبب أيضاً، ينبغي للإنسان أن يعرف كيفية السباحة بشكل جيد، وللغوص في أعماقه، لا بد للإنسان من الاستسلام لأمواج البحر".    

وسارت مقاتلة الكريلا روزا خلف أحلام طفولتها، وتوجهت في العام 2019 نحو جبال كردستان وانضمت إلى صفوف الحرية، وبعد التحاقها بالتدريبات الأساسية في منطقة قنديل، أصبحت قدوة لرفيقات دربها بموقفها الشجاع والحازم ومشاركتها الصادقة غير المتزعزعة، ووصلت إلى المستوى الذي تغلبت فيه على كافة الصعوبات التي واجهتها، وقامت بأداء واجباتها بجهد وروح فدائية كبيرة، وكانت تعمل على تدريب وتثقيف نفسها دائماً لكي تتمكن من التعمق في فلسفة القائد عبدالله أوجلان وأيديولوجية حرية المرأة، وبعد الممارسة الناجحة في منطقة قنديل، انتقلت إلى منطقة كارى، وتنضم مقاتلة الكريلا روزا، التي ناضلت بلا كلل طوال حياتها الثورية، إلى قافلة الشهداء في 12 أيلول 2022، تاركة وراءها إرثاً نضالياً عظيماً.