أدلى المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) بخصوص دمهات آمد (إسلام أولجاي) و آركش باكوك (أوزغور آي)، اللذان استشهدا في باكوك، بالمعلومات التالية:
"استشهد ثلاثة من رفاق دربنا بتاريخ 29 كانون الأول 2023، في الحرب ضد جيش الاحتلال التركي بمنطقة باكوك التابعة لأيلات ميردين، وتبيّن أن رفيقي دربنا دمهات آمد و آركش باكوك قد استشهدا في هذه المعارك، وعندما تتضح المعلومات حول سجل رفيق دربنا الآخر الذي استشهد، سيتم مشاركتها مع شعبنا والرأي العام.
لقد كان الحلم والهدف الأكبر لرفيقي دربنا دمهات وآركش هو القتال ضد العدو في شمال كردستان، وحقق رفيقي دربنا هدفهما وتحملا مسؤولية تاريخية، وكان كلا الرفيقين أيضاً على دراية بصعوبة هذا النضال، ولكن على الرغم من الظروف الصعبة أيضاً، إلا أنهما شاركا بإيثار وحماس كبيرين، وكان رفيقي دربنا يعلمان أن النصر لن يتحقق إلا بحياة وموقف فدائيين، وعاشا كل لحظة من لحظاتهما بالمعرفة الثورية، وخاضا النضال دون أي تردد أو توقف من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان والحياة المشرّفة، وأصبح رفيقي دربنا من السائرين على خطى رفيقي الدرب روجهات وأردال، اللذين تركا بصماتهما على العام 2023 بموقفهما.
وإننا نعرب عن تعازينا الحارة لعموم شعب كردستان الوطني، ولا سيما للعائلتين الكريمتين لرفيقي دربنا دمهات وآركش، ونعاهد بمواصلة نضالنا بكل حزم وتصميم كبيرين حتى تحقيق أحلام رفيقي دربنا.
المعلومات التفصيلية حول رفيقي دربنا اللذان استشهدا، هي على النحو التالي:
الاسم الحركي: دمهات آمد
الاسم والكنية: إسلام أولجاي
مكان الولادة: آمد
اسم الأم – الأب: صالحة – شيخموس
تاريخ ومكان الاستشهاد: 29 كانون الأول 2023\ ميردين
******
الاسم الحركي: آركش باكوك
الاسم والكنية: أوزغور آي
مكان الولادة: ميردين
اسم الأم – الأب: يلدز – عدنان
تاريخ ومكان الاستشهاد: 29 كانون الأول 2023\ ميردين
شاب شجاع وثائر لـ آمد
لقد ضم شعبنا في آمد الآلاف من أبنائهم الأعزاء إلى النضال التحرري الكردستاني، ودافعوا عن الحياة الحرة بإرادة وتصميم كبيرين، واليوم أيضاً، يحافظون على موقفهم هذا، على الرغم من كل الضغوط وهجمات الإبادة الجماعية للعدو، ولا يتوانى أبناء آمد الشجعان في تقديم التضحيات من أجل حريتهم، ويناضلون ويحاربون بكل وجودهم، ليكونوا جديرين بموقف شعبنا، ولكي يخضوا نضال الكرامة ضد القوى المستبدة التي احتلت وطننا.
وُلد رفيق دربنا دمهات أيضاً بكنف عائلة وطنية، التي تواصل بإصرار هذا التقليد النضالي لشعب آمد، ونظراً للوعي الوطني العميق لعائلته وعدم تنازلها عن قيمها الكردية ضد جميع أنواع هجمات الدولة التركية، فقد تعرّف رفيق دربنا دمهات على نضالنا التحرري الذي يتم خوضه بقيادة حزبنا، حزب العمال الكردستاني، في وقت مبكر، ومثل كل طفل كردي، تعرّف رفيق دربنا دمهات أيضاً على حقيقة العدو في الشوارع وأيضاً المدراس على حد سواء، ونشأ رفيق دربنا في سور، حيث كانت هجمات العدو ضد شعبنا على أشدها، وبات لديها غضب شديد ضد هذه الهجمات للعدو، وفي الوقت نفسه، ونظراً لأنه اضطرار للدراسة بلغة غير لغته الأم في المدرسة التي التحق بها، فقد أدرك رفيق دربنا دمهات أن الاستعمار التركي يواجهنا بآلاف الأشكال المختلفة، ومع مرور الأيام، أدرك بشكل أفضل أن السياسة الممارسة على شعبنا، هي سياسة الإبادة الجماعية، وشارك في أنشطة الشبيبة الثورية، لكي يتعرف على نضالنا بشكل أقرب في شبابه، ويؤدي مسؤولياته تجاه شعبنا كشاب كردي، وأدرك رفيق دربنا في الفترة التي شارك في هذه الأنشطة، حقيقة نضالنا وكذلك حقيقة العدو بشكل أفضل، وخلال السنوات التي شارك فيها في الأنشطة، انضم العديد من رفاق دربه إلى صفوف الكريلا واستشهد أيضاً البعض من رفاق دربه، وشكل هذا الأمر تأثيراً عميقاً للغاية على رفيق دربنا دمهات، الأمر الذي دفعه لتعزيز نضاله بشكل أكبر، وانطلاقاً من هذا الأساس، ترك رفيق دربنا دمهات الدراسة في الجامعة التي كان يدرس فيها في ديلوك، وتوجه صوب جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا.
ويمكث رفيق دربنا في شمال كردستان لفترة قصيرة، وهنا، تأثر كثيراً بمقاتلي الكريلا الأوائل الذين تعرف عليهم، كما تأثر رفيق دربنا بشكل خاص بالعلاقات الرفاقية بين المقاتلين وبنهجهم المحترم تجاه بعضهم البعض، وشارك بإخلاص طوال حياته الثورية تخليداً لذكرى الأوقات التي قضاها في شمال كردستان، ولاحقاً انتقل رفيق دربنا دمهات إلى مناطق الدفاع المشروع، وتلقى هنا تدريبات المقاتلين الجدد، وتأقلم خلال فترة وجيزة مع حياة الكريلا والجبال من خلال التدريبات التي تلقاها، وكان لديه خبرة من الناحية التنظيمية والحياتية، كون أنه كان منخرطاً في السابق ضمن أنشطة الشبيبة، وساعد رفاق دربه لتعلم حياة الكريلا من خلال هذه الخبرة، ولقد أصبح رفيق دربنا، الذي دمج الموقف الشجاع والمنتفض لشبيبة آمد مع الفلسفة الآبوجية، مقاتلاً كفؤاً خلال فترة قصيرة، ومن ثم التحق رفيق دربنا بمدرسة العمليات للشهيد محمد غويي للاحتراف في المجال العسكري، وتلقى التدريبات هنا أيضاً، وفي هذه المرحلة التي اشتدت فيها هجمات مرتزقة داعش ضد أبناء شعبنا في كل من شنكال وروج آفا، انتقل رفيق دربنا دمهات، الذي أراد المشاركة مع شعبنا في خنادق المقاومة والقتال ضد مرتزقة داعش، إلى روج آفا.
أكمل نضاله في الذروة
والتحق رفيق دربنا دمهات، الذي شارك في كل مرحلة من مراحل النضال ضد المرتزقة في ساحة روج آفا، بالعديد من الحملات الثورية، وحارب رفيق دربنا، الذي قدم مساهمة وجهداً كبيراً في القضاء على المرتزقة في روج آفا، بشكل فدائي دون أي تردد، وعلى الرغم من إصابته مرتين خلال الحرب الشديدة، إلا أنه واصل نضاله بإرادة أكبر، واحترف رفيق دربنا دمهات، الذي اعتمد مبدأ تطوير نفسه عسكرياً والمشاركة بشكل نشط في المعركة، في فروع كثيرة انطلاقاً من هذا الأساس، ونال رفيق دربنا دمهات، الذي قام بكل مهمة ضرورية بروح فدائية كبيرة وحقق هدفه الرئيسي، احترام ومحبة جميع رفاق دربه بمشاركته العميقة والصادقة.
وعاد رفيق دربنا دمهات بعد هزيمة المرتزقة في روج آفا إلى جبال الحرية التي يعيش بشوقها، والتحق بالتدريب في أكاديمية الشهيد إبراهيم للتدريبات ليتعمق في أسلوب وتكتيكات الكريلا ويتعلم جميع تفاصيل كريلايتة العصر الجديد، وتعمق بشكل أكثر في كريلايتة العصر الجديد وفلسفة القائد أوجلان من خلال التدريبات التي تلقاها، ووصل إلى الشخصية الآبوجية، وتشارك رفيق دربنا دمهات تركيزاته المكثفة في الأكاديمية مع رفاق دربه، واقترح الذهاب إلى شمال كردستان، التي كان يريد الذهاب إليها منذ سنوات، وعاش رفيق دربنا، الذي حقق هدفه الأعظم بالذهاب إلى منطقة ميردين، حماساً وإيثاراً كبيراً عندما بلغ هدفه المنشود، وأدرك رفيق دربنا دمهات، الذي شارك رفاق دربه فرحة العودة إلى شمال كردستان، حيث انضم من هناك لأول مرة إلى حياة الكريلا، في الوقت نفسه المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقه، وحارب رفيق دربنا، أثناء بلوغ الهجمات ضد أبناء شعبنا ذروتها، بسعادة ضد الدولة التركية المستبدة في مرحلة من هذا القبيل، وانتقل إلى ميردين بعزم وتصميم كبيرين.
وأثناء تواجده في منطقة ميردين، أنجز رفيق دربنا دمهات الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقه بشكل ناجح، وأصبح في مواجهة سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي، أحد المقاتلين الفريدين لنضال مقاتلي كريلا حرية كردستان، الذين يحاربون بإرادة آبوجية، وأصبح رفيق دربنا دمهات، الذي جعل هدفه الرئيسي ضمان حرية شعبنا رغم أصعب الظروف وناضل بروح فدائية وإرادة كبيرة من أجل هذا الهدف، مناضلاً آبوجياً اتخذه رفاق دربه في النضال قدوة لهم، واستشهد رفيق دربنا دمهات، الذي كان لديه حياة فدائية، والذي كان يُعتبر قدوة لجميع رفاق دربه بروحه الفدائية في الحياة والصدق والنقاء، في المعركة ضد العدو في 29 كانون الأول 2023، وأكمل نضاله في الذروة.
مقاتل كريلا ذو تجارب، رفيق من القلب وثوري متواضع
ولد رفيقنا آركش في ناحية نصيبين التابعة لماردين وترعرع في كنف عائلة وطنية، ونقش الثقافة الجوهرية لعائلته وارتباطها بالقيم الاجتماعية وشخصية الإنسان الكردي الخام في شخصيته، جسد رفيقنا آركش بطولة ووطنية شعب ماردين في شخصيته، اقترب بحساسية كبيرة من نضال حرية الشعب الكردي وهجمات الإبادة التي تُشن ضده، انتفض ضد استبداد كردستان، تجاهل الشعب الكردي والعبودية التي كانت يتم فرضها، وعلى هذا الأساس انضم بذلك الإيمان بأنه يجب عليه القيام بشيء ضمن نضال الحرية إلى نشاطات الشبيبة الثورية الوطنية، كان رفيقنا آركش شاباً شجاعاً، وتقدم بميزاته الفعالة ولعب دور القيادة في العديد من الانتفاضات، تعرض رفيقنا آركش لظلم وقمع الدولة التركية الفاشية، اُعتقل عدة مرات، لكن لم تؤثر ضغوطات العدو هذه على رفيقنا ولم تتمكن من تحييده عن طريقه، بل على العكس تماماً صعّد وعزز من إيمانه، إصراره وإرادته، وشق رفيقنا آركش مثله مثال الشبيبة الكرد الشجعان، طريقه نحو جبال كردستان ليتمكن من اتباع نضاله للحرية بتأثير أكبر وعلى هذا الأساس انضم عام 2014 من باكوك إلى صفوف الكريلا.
وكان رفيقنا آركش فخوراً جداً ومتحمساً كونه مارس الكريلاتية من الأرض الذي ولد عليها، ومارس الكريلاتية في جبال باكوك التي سُطرت فيها العديد من ملاحم البطولة في تاريخنا النضالي وأصبحت موضوع القصائد، الروايات والأغاني، تلقى أولى تدريباته وتجاربه هنا، وسار على خطى عشرات الآلاف من مقاتلي الكريلا الأبطال الذين ناضلوا في باكوك وجبال كردستان، وفي العام ذاته تدرب في مدرسة العمليات ليتعمق أكثر في المجال العسكري، طور رفيقنا آركش نفسه وأعاد خلقها خطوة بخطوة، وأصبح بموقفه هذا مقاتلاً فدائياً على الإيديولوجية الآبوجية، ومحترفاً في الكريلا وتقدم في حياة الحرية لحزب العمال الكردستاني (PKK).
طبق رفيقنا آركش جميع مهماته الثورية، مارس الكريلاتية في آيالة ماردين عام 2015 حينما شن العدو أولى هجماته، وفي عام 2016 أثناء مقاومة الإدارة الذاتية وعام 2017 عندما ازدادت هجمات العدو، تمكن رفيقنا آركش بالإرادة الآبوجية من السيطرة على كافة المراحل الصعبة، من جهة، قاوم ضد هجمات العدو ومن جهة أخرى أفشل الهجمات وأيضاً وجه ضربات شديدة للعدو وأظهر شخصيته المنتقمة دائماً، درب رفيقنا آركش نفسه أكثر ليتعمق أكثر ضمن كريلاتية العصر الجديد واكتسب المزيد من التجارب، ذهب إلى مناطق الدفاع المشروع وانضم رفيقنا آركش إلى عملية التدريب في أكاديمية التخصص العسكري في مناطق الدفاع المشروع، وهنا تعلم أسلوب كريلاتية العصر الجديد أكثر وأسلوب العمليات والتكتيكات، وأستطاع بتعمقه في المواضيع الإيديولوجية والعسكرية للوصول إلى مستوى مهم، وإلى جانب هذا، حمل مسؤولية العديد من المهمات المهمة على عاتقه وطبق مهامه كواجب ثوري واحدة تلوه الأخرى بنجاح.
كان رفيقنا آركش يرغب دائماً بممارسة الكريلاتية في شمال كردستان، كما كان يذكر دائماً وبإصرار رغبته في الذهاب إلى ماردين، والاحتفاظ بذكريات مقاتلي الكريلا الذين تعرف عليهم هناك، والانتقام لرفاقه الشهداء وتوجيه ضربات موجعة لدولة الاحتلال التركي، وعلى هذا الأساس مارس الكريلاتية كمقاتل كريلا محترف آبوجي للمرة الأولى في الساحات، وعاد إلى المنطقة التي ولد فيها، قام رفيقنا آركش بسرعة بتطبيق أساليب العصر الجديد وقد بذل جهداً عظيماً لتوسيع نشاط كريلا الحداثة الديمقراطية في الساحة، قاوم رفيقنا آركش بإرادة لا مثيل لها بالرغم استمرار الهجمات التقنية للعدو وازدياد العمليات وهزم العدو دائماً، كمقاتل فدائي آبوجي وجد الحلول في أصعب الأوقات وضمن أصعب الظروف، كان رفيقنا آركش كريلا ذو معرفة، رفيق متواضعاً، ثورياً ناجحاً ومقاتلاً آبوجياً طبق جميع مهماته ودافع عنها، واستشهد في 29 كانون الأول 2023 بعد محاربته بشجاعة ضد العدو.
وستكون شجاعة رفيقنا آركش، الذي كان يتمتع بخبرات غنية، ورغبته في الثورة، وشجاعته وأحلامه بالحرية، التي احتفظ بها دائماً حية في قلبه، قدوة لنا، سنحقق أهدافه وأحلامه بالتأكيد".