مراد قره يلان: مقاتلو الكريلا هزموا داعش و أنقذوا البشرية من بلاء عظيم - تم التحديث

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، إن "كريلا حرية كردستان أنقذوا الإنسانية من كارثة كبيرة بمنظور القائد عبد الله أوجلان".

أجرى عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي، مراد قره يلان، تقييماً لنضال مقاتلي كريلا حرية كردستان ضد عصابات داعش.

وكان الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها صحيفة يني أوزغور بوليتيكا (Yenî Ozgur Polîtîka) مع مراد قره يلان، كالآتي:

إذا عدنا إلى السنوات الماضية، بعد أعوام فترة الانبعاث الاجتماعي، ما الذي تريدون قوله عن أهمية ونتائج نضال وتجارب الكريلا ضد عصابات داعش في مناطق روج آفا وشنكال ومخمور وكركوك؟

داعش هو تنظيم يعتمد على الخط السلفي، ويخلق خطاً جديداً للإسلام من خلال مناقضة الإسلام ووجهة نظر مختلفة تماماً، ويرى الجميع ما عدا نفسه، خارجين "مرتدين" عن الدين ويعتبرهم كفاراً. ومن خلال إصدار فتاوى مفادها إن القتال ضد القوى التي يسميها بالكفار هي "حَسَنة"، أقنع الناس بأن أولئك الذين يموتون في هذه الحرب سيذهبون مباشرة إلى الجنة. وبما إن كل مقاتل ومسلح لداعش يعتقد أنه عندما يموت سيذهب إلى الجنة، فقد قضى هذا إلى حد كبير على الخوف من الموت، إلى جانب ذلك، هناك أيضاً نهج عسكري لداعش يقوم بتدريب قواته على نطاق واسع، ويوفر تدريبات فرعية ويجعلهم خبراءً، وكان بعض قادتهم قد قاتلوا سابقاً في أفغانستان واكتسبوا الخبرة؛ واكتسب قسم كبير منهم خبرة في حرب العراق بعد عام 2003. ولذلك فإن عدم الخوف من الموت والخبرة وتجارب الحرب جعل من داعش قوة عسكرية مؤثرة، كما خلقت داعش لنفسها صورة تنظيم يقطع رؤوس الناس بكل وحشية، واستخدمت وسائل الإعلام الرقمي بفعالية كبيرة في هذا الصدد، وخلقت صورة التنظيم الذي ينشر الخوف، ولا يستطيع أحد إيقافه، وتغزو و"تفتح" المكان الذي تتوجه إليه. أولاً، انتزعت بعض المناطق في سوريا من أيدي التنظيمات الإسلامية-المعارضة، وبهذا عززت نفسها، وخلقت مستوى وصورة كتلك التي لا يمكن لأي جيش أو قوة أن تقف في وجههم، ومن خلال 800 شخص، استولت على مدينة الموصل التي كانت تحميها قوة عسكرية قوامها أكثر من 30 ألف جندي خلال 24 ساعة، ولم يتمكن الجنود الذين يتمتعون بالأداء العالي أو المرتزقة أو الذين يتمتعون بالإيمان والإرادة والقوة العسكرية الجادة من الوقوف والقتال ضد داعش، في الواقع، كان يحصل على النتائج أكثر مع مرور الوقت، ولا يمكن إلا لقوة ذات تصميم وعمق أيديولوجي وبنية عسكرية أن تقف في وجه مثل هذا التنظيم، لذلك، فإن مقاتلي حرية كردستان، الذين تم تدريبهم على أساس أيديولوجية وفلسفة القائد آبو، والذين اكتسبوا الروح الفدائية، ولديهم مستوى محدد من التجارب والخبرة النضالية، هم وحدهم الذين يمكنهم الوقوف ضد داعش، وهو ما حدث بالفعل.

وعندما هاجمت عصابات داعش شنكال، كان الجيش العراقي وقوات البيشمركة يلوذون بالفرار من شنكال لإنقاذ حياتهم، كما أراد مقاتلو الكريلا الذهاب إلى شنكال في أسرع وقت ممكن، والوصول إلى الوحدة الأولى التي كانت قد ذهبت سابقاً إلى شنكال وتقاوم هناك، وبهذا جرى التدخل الفدائي الذي يضع كل شيء نصب عينيه، وتم إيقاف داعش في شنكال، في المرحلة الأولى، كان الأمر الأساسي هو حماية الجبل وأبناء شعبنا الذين لجأوا إلى جبل شنكال، وفي الوقت نفسه، كان هذا هو الوقوف الأولي في وجه داعش، وإيقاف داعش. ولهذا السبب هبط وفد أمريكي في شنكال بأربع مروحيات؛ أرادت أن تعرف من هي القوة التي أوقفت داعش، ومن ثم سأل قائد الوفد القائد العزيز عكيد جفيان الذي رحب بهم، "من أنتم؟"، فيُعرف الرفيق عكيد عن نفسه ويخبرهم عن القائد آبو ويقول إنهم مقاتلو كردستان، فيسأله الرجل: "هل أنتم حزب العمال الكردستاني بشكل مباشر أم لا؟"، فيقول الرفيق: "نحن حزب العمال الكردستاني بشكل مباشر"، وهكذا علموا أن هذا التدخل تم من قبل حزب العمال الكردستاني، وبعد أن بقوا هناك لمدة 3-4 ساعات، أجروا الأبحاث وطاروا بعيداً دون تقديم أي دعم ولم يعودوا مرة أخرى، وكان هذا أول لقاء لنا مع القوات الأمريكية.

وحدث الشيء نفسه في مخمور، على سبيل المثال، كان هناك 22 بلدة بين مخمور والموصل، واستسلموا جميعاً دون أن يطلقوا رصاصة واحدة على داعش، وأطلقت الرصاصة الأولى على هذا الخط ضد عصابات داعش في مخيم مخمور للاجئين وتم إيقاف تقدم داعش هناك.

وحدث نفس الشيء في كركوك أيضاً، وهنا لا بد من التحدث عن الدور التحفيزي للكريلا، لعبت كريلا حرية كردستان دوراً مهماً في تشكيل وتنظيم المقاومة ضد داعش، على سبيل المثال؛ أرادت عصابات داعش احتلال كركوك بشدة؛ لأن كركوك لها طابع سياسي كما يوجد فيها آبار نفطية، ولهذا السبب كانت تشن هجمات واسعة، وفي كل مرة كان يتم فيها شن هجوم واسع النطاق، كان على قوات البيشمركة، التي كان عددها بالآلاف، أن تقاتل قليلاً أمام تلك الهجمات الوحشية وتتراجع، لكن قوات الكريلا المكونة من عدة فرق لم تتراجع وقاتلت، وعندما نظر قادة وأعضاء البيشمركة الذين انسحبوا خلفهم، رأوا أن الكريلا لا يتراجعون، بل يستمرون بالقتال، فكروا أنه "عندما يقاوم المرء ويتمكن من إيقاف داعش"، وبعد بضع ساعات استلهموا الشجاعة من قتال الكريلا وعادوا إلى أماكنهم وقاتلوا، لم تتراجع الكريلا ضد داعش في أي مكان، وبلا شك، هناك تكتيكات تراجع في الحرب، لكن مقاتلي الكريلا لم يستخدموا مثل هذه التكتيكات ضد عصابات داعش، وحدث الشيء نفسه في مخمور، 3 أو 4 مرات، تخلت قوات البيشمركة المتمركزة في بلدة مخمور عن مواقعها بسبب هجمات داعش وتراجعت نحو هولير، ولكن بعد يوم أو يومين، عندما سمعوا أن كريلا حزب العمال الكردستاني يدافعون عن مخيم مخمور، وسيطروا على قره جوخ ويقاتلون في الجبهة، تجمعوا مرة أخرى وعادوا، وتكرر هذا الأمر عدة مرات في مخمور، ومن الواضح أن الكريلا منحت الشجاعة ولعبت دوراً مهماً في تطوير الحرب ضد داعش.

مرة أخرى وأثناء هجوم داعش على كوباني، في الأيام التي قيل فيها "إنها على وشك السقوط، ستسقط"، في الحقيقة وصلت كوباني بالفعل إلى حد السقوط. لكن في ذلك الوقت جاءت دعوة النفير العام للقائد آبو، واعتبرت قوات الكريلا ذلك بمثابة "أمر" لنفسها، وكان واضحاً أن كوباني ستسقط إذا لم يتم التدخل بشكل واسع النطاق، أعتقد أن هذا قيل خلال اجتماع عُقد يوم 1 تشرين الأول؛ "هل ستسقط كوباني أم لا؟ إذا كان الأمر إنها لن تسقط، فلن يحدث ذلك من خلال تعزيز أو تقوية بعض الفرق؛ في المرحلة الأولى، يمكن منع ذلك من خلال تدخل قوة للكريلا قوامها 400 شخص على الأقل"، وعلى هذا الأساس تقرر منع سقوط كوباني، ومن أجل هذا الهدف تم وضع تدخلٍ وخطة موسعة على جدول الأعمال، وبما أنه كان معروفاً أن الهجوم الواسع لداعش لا يمكن إيقافه من قبل القوات القتالية العادية، فقد تم إرسال فرق الكريلا من مناطق بوطان وآمد وكرزان وأرضروم، حيث يتواجد فيها مقاتلو الكريلا الأكثر خبرة، مباشرة إلى كوباني. وتطورت عملية المقاومة طويلة الأمد التي حالت دون سقوط كوباني. وبلا شك، لولا مثل هذا التدخل الواسع، لسقطت كوباني، فقد كانت على وشك السقوط أساساً، وقاومت قوات وحدات حماية الشعب والمرأة (YPG-YPJ) لكن أعدادهم كانت قليلة ولم يكن من السهل الانتصار على الهجوم الواسع لعصابات داعش الذي نُفذ بالدبابات من ثلاثة أجنحة. وكان من الواضح أن خبرات وحدات حماية الشعب في ذلك الوقت لم تكن كافية لذلك، لقد كانت فدائية عظيمة، ولكن كان هناك أيضاً خلل كبير في التوازن، وفي هذا السياق، ونتيجة لتدخل الكريلا والقوى القوية، تنامت المقاومة خطوة تلو الأخرى وتمت استعادة المناطق التي احتلتها عصابات داعش تدريجياً من خلال الهجمات المضادة.

داعش لم يغادر أي مكان، لا يوجد تكتيك تراجع في مفهوم داعش الحربي، هذا موجود لدينا، لكننا لم نتراجع ضد داعش عمداً، لأنه كان من الضروري رفع معنويات الشعب والقوات التي تقاتل داعش والبيشمركة، لكن هذا لم يكن أسلوب داعش، والعيب الأساسي في نهج عصابات داعش بالتعامل مع الحرب هو أنها لا تعرف كيفية استخدام تكتيكات التراجع والانسحاب، ولذلك كان لا بد من قتلهم في كل بيت أو إجبارهم على الفرار. لم يكن يتخلون عن ذلك بنفسهم.

في ذلك الوقت، قيل للصحافة بوضوح؛ "ستستمر الاشتباكات من منزل إلى منزل في كوباني، وستتحول كوباني إلى ستالينغراد، ولن تسقط كوباني". وقد قيل ذلك بوضوح في الصحافة في ذلك الوقت، أيضاً "مقاومة كوباني ستنتصر وهذا النصر سيكون بداية هزيمة داعش، وهذا سيقضي على داعش". ومن المعروف أن كل هذا حدث لاحقاً، في الحقيقة، اشتبكت الأيديولوجية التي جهزت داعش بها قواته بالخرافات مع أيديولوجية حزب العمال الكردستاني في كوباني، وهنا انتصرت الإرادة الأيديولوجية لحزب العمال الكردستاني. وهذا ما حدث.

باختصار، إن تدخل كريلا حرية كردستان ضد عصابات داعش تم تنفيذه بمنظور القائد آبو وأنقذ البشرية من بلاء عظيم، صحيح؛ قاتلت قوات مختلفة ضد عصابات داعش؛ لم نكن نحن من قاتل فقط، بل كما ذكرنا، قتالنا منح الشجاعة للجميع وكان له الدور الريادي، هناك مكان مهم للغاية لبدء عملية هزيمة داعش، هذه حقيقة تاريخية. وهذه خدمة عظيمة قدمها حزب العمال الكردستاني للإنسانية برمتها انطلاقاً من منظوره الأممي.

وفي الوقت نفسه، حقق هذا إنجازات عظيمة للبشرية، وحقق إنجازات ونتائج مهمة للشعب الكردي وحركتنا أيضاً، ولكن لم يكن أمراً سهلاً، فقد استشهد في هذا التدخل أعز قادتنا ومقاتلينا وفدائيينا، لدينا المئات من الشهداء في هذا النضال، وخاصة في كوباني وشنكال، ولكن كما ذكرنا، كانت هناك إنجازات مهمة للإنسانية ولشعبنا وحركتنا، وبكل تأكيد، أصبح هذا الأمر سبباً لقواتنا لتحقيق نتائج عظيمة، واختبرت قواتنا قوتها القتالية في مختلف الأصعدة والمجالات، وبلا شك، أصبحت القوة التكتيكية للكريلا أكبر واكتسبت عمقاً أكثر.

لكن الرفاق الذين ذهبوا إلى المدينة والمناطق المدنية وبقوا هناك لفترة اكتسبوا أيضاً بعض العادات التي خلقتها هذه البيئة، وشوهدت مثل هذه العادات وضعف الانضباط وأوجه القصور الذي يمكن تسميته بغياب الجودة، في القوات التي عادت إلى الجبال، ولكن الحقيقة هي أنه بشكل عام، تم اكتساب تجارب وخبرات مهمة وكبيرة فيما يتعلق بزيادة تنوع قواتنا والقدرة على المناورة التكتيكية.

ما رأيكم في أهمية الدفاع عن النفس في خضم مقاومة حزب العمال الكردستاني؟

لم تكن هناك مجتمعات مدافعة عن النفس عبر التاريخ، بحيث لم يتمكنوا من الحفاظ على وجودهم أو إنهم تعرضوا للإبادة والعبودية، أي أن الدفاع عن النفس أمر ضروري للغاية لأجل المجتمع والمكون الثقافي في سبيل الدفاع عن وجودهما، بينما الشعب الكردي فإنه دافع عن نفسه كثيراً عبر التاريخ من خلال كونفدراليات وعشائره المنظمان، يمكنك القول إنه في كل منطقة من مناطق كردستان تقريباً، تتم حماية الوجود الاجتماعي من خلال الكونفدراليات التي تكونت من عشائر مستقلة أو من عدة عشائر وقوات مسلحة منظمة، بالطبع، هكذا الشكل العشائري غير موجود اليوم، لهذا السبب، هناك اليوم الحاجة الماسة إلى الدفاع عن النفس بطرق أكثر حداثة.

كريلا حرية كردستان هي في الأساس قوة دفاع عن النفس، لكنها قوة عظيمة ورسمية للدفاع، لهذا السبب، إنهم متواجدون في كل مكان، ومتواجدون في المجتمع، من غير ممكن الوصول إلى كل مكان، لهذا الغرض، يجب أن يتحلى المجتمع بتنظيم دفاعي عن النفس مختلف في كل القرى، الأحياء، والمدن، هناك ضرورة لأرضية مبنية على أساس القوة المدنية، لكن عندما تتطلب الظروف والأوقات الحرجة ذلك، بمقدورهم أداء مهام الدفاع بطريقة نصف –مدنية، نصف- عسكرية.

إننا أسمينا عمليات الدفاع عن النفس على إنها "استراتيجية الاستراتيجية"، لأن تنظيم الدفاع عن النفس له مكانة بغاية أهمية بغرض أن يواصل شعبنا حماية وجوده في كردستان، وخاصةً في عصرنا هذا، بحيث إن الدور الذي يلعبه الجيوش الخفية ضد التقدم التقني، تطور الصواريخ، التطور الكبير للقوات الجوية أكثر وضوحاً، أي أنه في إطار الحماية المدنية، تزايد دور قوات الحماية التي لا يُعرف مكانها ومتواجدة ضمن المجتمع، لماذا؟ لأنه يمكن دائماً استهداف القوات الرسمية بالتقنية التي ذكرناها، لكن دور الهيكل التنظيمي للحماية في المجتمع، حيث يكون مكانه مجهولاً، يكون الجميع في المنزل والعمل، أصبح أكثر أهمية، نحن نتحدث أيضاً عن التنظيم، نظراً لطبيعة المجتمع، فمن الطبيعي أن يتشكل كـ رد فعل للدفاع عن النفس في المجتمع ويرتبط بالحياة الاجتماعية، بعبارة أخرى، باستثناء شيء منظم بشكل خاص، هناك حاجة لتنظيماً تم تشكيله بطريقة طبيعية لأجل مواصلة الوجود، ولهذا السبب، قلنا إنها استراتيجية الاستراتيجية وهي كذلك بالفعل.

وفي هذا الصدد، يجب على شعبنا، خاصةً المرأة والشبيبة أن يلعبوا دورهم في مرحلة الدفاع عن النفس وأن يتصرف الجميع على هذا النحو بمسؤولية، نحن نقول إنه هناك هجوماً ضد المنطقة، الهجوم على المجتمع، يتم توزيع المخدرات على أوسع النطاق في المنطقة، هناك رجال ينتهجون الحرب الخاصة، يتطور الدعارة والتجسس، فهنا هناك حاجة إلى الحماية الطبيعية لأجل حماية المجتمع والحفاظ على نظافة المجتمع، لكن هذه الحماية ليست بالضرورة تكون أمراً رسمياً، ولا يجب أن يكون على النحو التالي ’ذلك دفاع عن النفس، وذلك مسؤول عنه‘، لذلك، يجب على أهالي الأحياء والقرى والشبيبة تنظيم أنفسهم بطريقة طبيعية وأن يحموا أنفسهم بالطرق المدنية، بعبارة أخرى، إن الأنشطة التي تناهض أولئك الذين يدمرون الحي ويعارضون أخلاق الحي وثقافته، وتطور الموقف المعرض ضد هؤلاء، هي أيضاً شكل من أشكال الحماية، على شعبنا القيام بذلك بكل التأكيد.

إذن ليس هناك معيار يفرض الدفاع عن النفس إلا عن طريق الكفاح المسلح؟

مثلما هو معروف من اسمه، فهو الدفاع المدني، ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون الدفاع ضرورياً على نحو شبه عسكري وشبه مدني، لكن ربما يكون معظم الأحيان لا يكون عسكرياً، من الضروري أن تكون هناك هياكل تتطور كتنظيم طبيعي، تحمي قيم المنطقة، تصعد المقاومة على أساس المصالح المشتركة، تواجه الهجمات التي تستهدف الأحياء والقرى بقوتها الاجتماعية، وتقوي من نفسها بتنظيمها الذاتي، بعبارة أخرى، إذا كان الفراغ الذي خلقته الأشكال العشائرية سابقاً، لا يتم امتلاؤها بمثل هذا التنظيم المشترك الحديث، وتكون تكتيكات الحرب الخاصة متواصلة في خضم فراعها، ستصل هذه الهجمات إلى نتائجها، فهذه التكتيكات تدمر المجتمع، كذلك أخلاق المجتمع، ثقافته، قيمه، وتدهسهم، وبهذه الطريقة، تجرد المجتمع من اجتماعيته وقوته الاجتماعية، في الواقع، إن أهداف كل ممارسات القمعيين- القاتلين، هي أن الشعب الكردي يكون مجرد من هويته الشعبية في كل مكان، ويترك بلا إرادة وقوة، فمويلهم وأهدافهم تتجه نحو هذا الهدف، وعلى المجتمع أن يحمي نفسه من ذلك، لأن قمع الشبيبة والمرأة يكمن معظم أهداف الحرب الخاصة، ويتم شن الهجمات ضدهم كل يوم بأساليب مختلفة، ولذلك على الشبيبة والمرأة الشعور بالمسؤولية أكثر من غيرهم في المجتمع من جانب المشاركة في التنظيم الاجتماعي ضد هذه الممارسات، لإنهما هما قادة المجتمع، وفي إطار ما ذكرناه، تستطيع المرأة والشبيبة على وجه الخصوص حماية أنفسهما والمجتمع من خلال الاتحاد بشعور الدفاع عن النفس، وهذا الدفاع له مراحل مختلفة، كما ذكرنا، أنشطة الحماية السياسية، ومستواها التالي أيضاً، هو الذي تحول إلى شكل نصف مدني ونصف عسكري، والمستوى الأكثر تقدماً هو قوة مجتمعنا الذي يطور نفسه ضد الهجمات على أعلى مستوى بالأسلوب الكريلاتي، وهذا لا يكون ممكناً إلا بالأدوات التي ذكرناها، وهي التنظيمات الاجتماعية.

ما هو الخوف الذي ينتاب النظام من تعدد اللغات؟ هل يخاف منها أم أنه يتصرف بهدف آخر؟

هناك خوف ينتابه، ولكن كنا قد قلنا إن هدف السلطة هو التفرد، والمنطق الواحد، إما "أسود أو أبيض"، وهناك لغة واحدة، وأمة واحدة، ودين واحد، وعلم واحد، كما أنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن تكون هناك السلطة، حيث إنه لا يمكن للسلطة أن تنظم نفسها بشكل مريح في مكان يكون الناس فيه منظمين ومساندين لبعضهم ويعيشون في استقرار مع بعضهم البعض، ويجب تقسيم المجتمع إلى أجزاء لمخاطبة المشاعر القومية للمجتمعات، فعندما تقع السلطة في حالة من الضيق، أي إنه عندما تتطور المعارضة ضدها، ماذا تفعل؟ يقولون إن الدين في حالة ضياع، وهناك هجوم على ديننا، ويظهرون الدين الواحد، ويقومون بارتكاب المجازر بحق الآخرين، ومن ثم يظهرون أنفسهم على أنهم الحل، أو يتسببون باندلاع الحرب الأهلية، وهذا ما نراه كل يوم في الشرق الأوسط، حيث أن العرب والكرد، والكرد والأتراك لا يتوافقون، ولا يتوافق العرب واليهود مع بعضهم البعض وما إلى ذلك، فإذا لم يكن هناك قسم من المشاغبين والمتعصبين غير مرتبطين بهم، أي أنه إن لم يكونوا مثل جنودهم ولا يستخدمون أدوات القمع والعنف ضد الشرائح الأخرى من المجتمع، فلا يمكنهم الاستمرار كسلطة حاكمة، حيث إن جميع الدولة القومية تلجأ إلى استخدام هذه الأساليب، إن جعل الناس من نمط واحد هو في الأساس يكمن في كيفية تشكيل جنود السلطة الحاكمة، وهم يعملون على ذلك.    

وهنا العلاقة بين النزعة القومية والدينية قوية للغاية ومتشابكة فيما بينهما.

كما أنه بالأساس من غير الممكن للمرء فصل هاتين الذهنيتين عن بعضهما البعض، فالنزعة الدينية أيضاً أداة للنزعة القومية، حيث إن النزعة الدينية هي بالأساس أداة للنظام، ويمكن للمرء تعريفها مثل أداة الأدوات، فالنزعة القومية لا تستخدم فقط النزعة الدينية فحسب، بل في الوقت نفسه تستخدم أيضاً التمييز الجنسي والعلمي كأداة.     

في يومنا الحالي، تتشابك الوطنية والنزعة القومية كثيراً مع بعضهما البعض، هل يمكننا القول إن كلاهما نفس الشيء؟

بالطبع، هما مختلفان عن بعضهما البعض، حيث أن قيم الوطن والأرض والثقافة هي أمور طبيعية، كل إنسان لديه هذه القيم عندما يعبر عن وجوده كإنسان، فهو يصبح إنساناً بالقيم الاجتماعية، ويصبح إنساناً بقيم الأرض، ويصبح إنساناً بقيم الثقافة ويكمل وجوده، لكن عندما تتطور النزعة القومية ويتم الاستيلاء على الوطنية، يتطور لدى الناس هذا المنطق: "إنني أحمي كل شيء من أجل الوطنية، وأبني من أجل الإنسان الوطني الصالح"، أي انهم لا يطورون هذه الممارسات القومية مثل فكر قومي، وعندما تقوم السلطة الحاكمة بهذه الأمور، فإنها تفعل ذلك باسم الوطنية، ولكن يجب علينا أن نقرأ الأمور التي تطرحها لنا السلطة الحاكمة بشكل معاكس، حيث إن الوطنية الصحيحة هي القيم الطبيعية المتعلقة بالثقافة والأرض وما إلى ذلك، وهي تنتمي إلى الإنسان، فالمرء بذاته يقوم بحماية هذه القيم، حيث إن المرء بذاته يقوم بحماية اللغة والأرض، ولكن ماذا تفعل النزعة القومية؟ تقول، "أنتم في خطر وتحت التهديد وهناك هجمات خارجية"، ولذلك، أنشأت الصناعات الدفاعية بملايين الدولارات وأنشأت جيش قوامه آلاف الأشخاص، وهكذا تستخدم النزعة القومية لإضفاء الشرعية على منطقها القائم على الحرب والنزعة العسكرية والعدوانية.

 

كيف استفادت كريلا حرية كردستان من التجارب السابقة في البداية؟ عند تقييمها في سياق التطور التاريخي، ما هي التغييرات التي حدثت في عملية كريلاتية الحداثة الديمقراطية؟

استناداً إلى سنوات عديدة من الخبرة في ممارسة الثورة الصينية، تم تنفيذ استراتيجية حرب الشعب طويلة المدى وتنظير المقاتلين من قبل القائد العظيم للثورة ماو تسي تونغ، و بناءً على هذه الاستراتيجية الأساسية؛ تطورت حرب فيتنام الشمالية، ومرة أخرى في كوبا، وما إلى ذلك، إن تحقيق انتصارات كبيرة في العديد من الأماكن، وأخيراً انتصار المقاتلين على القوة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية في جنوب فيتنام في السبعينيات، خلق إثارة كبيرة في جميع أنحاء العالم وخاصة في القوى اليسارية الاشتراكية الثورية، وكان للحماس ذاته تأثير قوي على الثورة في تركيا وكردستان، وعلى هذا الأساس، اكتسبت حركة الكريلا التي تطورت في كردستان شكلاً مستوحى من أسلوب المقاتلين الذي تطور في الثورتين الصينية والفيتنامية.

ومع ذلك، فكما طبق القائد آبو ببراعة علم الثورة على كردستان بشكل عام، فقد طور أيضاً أسلوباً يطبق استراتيجية الحرب الشعب طويلة المدى وأسلوب المقاتلين على ظروف كردستان بنفس الإبداع، بمعنى آخر؛ بدلاً من أخذ تجارب الدول الأخرى كنموذج وتطبيقها كما هي، لا بد من الحديث عن تطور كريلاتية خاصة بكردستان في إطار ملاءمة أسلوب التفسير الذي وضعه القائد آبو للظروف الملموسة التي تمر بها البلاد، لأن ظروف البلاد مختلفة، الدولة الأكثر تشابهاً مع ظروف كردستان هي فيتنام، يمكن للأشخاص الوطنيين الذين لم تكن لهم أي صلة بحزب العمال الفيتنامي، القوة الرائدة للثورة في فيتنام، أن يصبحوا قادة للمقاتلين بل وأن يصلوا إلى رتبة جنرال، وعلى الرغم من أننا حاولنا عدة مرات في كردستان، معتقدين أنه يمكن تطوير ذلك في كردستان، إلا أننا لم ننجح، وبعد ممارسات طويلة، تبين عملياً أن الشخص الذي لا يقبل الثقافة الآبوجية لا يمكن أن يكون قائداً في الظروف الاجتماعية في كردستان، بمعنى آخر، مصدر الثقة هو أن تكون عضواً في الحزب، ففي المجتمع الكردستاني، التعبير عن الإرادة القوية بمجرد كونك وطنياً لا يتطور كثيراً ولا يُكافئ، هناك اختلاف في النفسية الاجتماعية والتكوين.

على الرغم من كل الاختلافات، فمنذ عام 1984 إلى عام 2000، كانت كريلا حرية كردستان تعتمد أكثر على النموذج الصيني والفيتنامي، وعلى الرغم من أن القائد خطط شخصياً لتدريب آلاف الكوادر وتكييف التكوين الأيديولوجي للكريلا مع ظروف كردستان، من أجل تكوين مقاتلين أكثر قوة وأكثر إصراراً، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من أوجه التشابه، على هذا الأساس، على الرغم من أن الجهود المكثفة التي بذلها القائد، الذي عزز الشخصية الأيديولوجية والسياسية للكريلا الكردستانية قد خلقت مستوى معيناً؛ إلا أن الكريلا الكردستانية لم تتمكن من تجاوز مكانة الجيش الشعبي الكلاسيكي حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما وجهت القيادة انتقادات علنية حول هذه القضية خلال عملية روما، وكانت هناك توجهات جماعية لم تتقدم في بناء الحزب، وانسحبت، وتلاعبت بالخط، وكانت التصورات التي تحجب خط الحزب باستمرار حاضرة في صفوف الحزب، إن هذا هو مفهوم الجماعات وما إلى ذلك، وكانت هذه المفاهيم تعكس نفسها بطرق مختلفة.

ومرة أخرى كانت هناك أوجه قصور في التكتيكات والخط العسكري، وقد شددت القيادة على ذلك كثيراً، وانتقدت ذلك في هذا الصدد، وناضلت بشدة من أجل الكفاءة، بمعنى آخر، إذا كان قد تم تشكيل مستوى معين من الكريلاتية في ذلك الوقت؛ فقد تم تشكيله نتيجة لهذه الجهود، ولكن كانت هناك أيضاً أوجه القصور التي ذكرناها، في الأساس، حقيقة أنه كان هناك تكرار ذاتي في ذلك الوقت وهذا خلق أساس المؤامرة الدولية مما أدى ظهورها بسبب هذه النقائص.

ولكن من ناحية أخرى، كان هناك قدر معين من التصميم الأيديولوجي والشجاعة في قواتنا، وفي النهاية، كان الولاء لخط القيادة قوياً، كانت الروح الهجومية والفدائية قويتين للغاية، بمعنى آخر، كان خط زيلان موجوداً عند مستوى معين، لقد كشف هذا بالفعل عن نفسه أثناء عملية المؤامرة، فقد تم تطوير المئات من اقتراحات العمليات الفدائية، ونتيجة لذلك، تبلور تنظيم القوات الخاصة كما هو معروف، بمعنى آخر، وعلى الرغم من كل عيوبها، إلا أنها كانت تتمتع أيضاً بموقف قوي وفدائي ومخلص للقائد، ومع ذلك، لم يكن هناك الكثير من الخبرة العسكرية، أي أن قواتنا كانت تمتلك القدرة على المناورة والخبرة الميدانية؛ لكن لم يتم تطوير الإتقان الفني والخبرة العسكرية والعمليات الفرعية، وفي هذا الصدد، كان هناك هيكل مشابه لجيش المقاتلين الكلاسيكي، وبالمثل، ذكرنا أن هناك مشاكل تكتيكية، باختصار، كشفنا بهذا الشكل عن مستوى من الحرب، لكنها شهدت أيضاً التكرار في عملية تطوير المستقبل، ويمكن شرح الوضع في تلك الفترة بإيجاز على هذا النحو.