مقاتلة بوطان الجسورة.. جودي جكدار
انضمت مقاتلة الكريلا جودي جكدار، التي توجهت إلى جبال كردستان، إلى الحياة النضالية بمهمة الريادة.
انضمت مقاتلة الكريلا جودي جكدار، التي توجهت إلى جبال كردستان، إلى الحياة النضالية بمهمة الريادة.
وُلدت قيامة أوزمن (جودي جكدار) في ناحية جزير التابعة لشرناخ، التي تعد إحدى مراكز كردستان بمقاومتها وثقافتها الغنية، في عام 1999 في كنف عائلة وطنية، ونظراً لأنها وُلدت ونشأت في جزير، سرعان ما تعرفت على حزب العمال الكردستاني (PKK) في صغرها، حيث شهدت قيامة أوزمن العديد من المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي، وكبرت على سماع القصص البطولية عن عمها حسين أوزمن (شير) الذي نال مرتبة الشهادة عام 1995، واتخذت من هذه الحكايا سبباً لخوض نضالها، كما أسفر هجوم العدو عام 2014 إلى استشهاد العديد من الأشخاص من بينهم أطفال، الأمر الذي أجج غضب قيامة أوزمن، وانضمت إلى صفوف مقاتلي الكريلا من ساحة جودي في نهاية عام 2014، وأطلقت على نفسها اسم جودي جكدار.
وبعد أن بقيت جودي جكدار بمنطقة جودي لفترة قصيرة، انتقلت إلى مناطق الدفاع المشروع والتحقت في منطقة متينا بتدريبها الأول، حيث خاضت الرفيقة جودي نضالاً في منطقة متينا، وطورت قدراتها من الجانب العسكري والإيديولوجي، وبعد أن شن مرتزقة داعش هجماتهم على المجتمع الإيزيدي، اتجهت إلى شنكال وحاربت فيها ما يقارب عامين، وعملت بجهد لتخليص المجتمع الإيزيدي من الإبادة، ثم عادت إلى الجبال، وانضمت إلى الحملة الثورية لمعركة حفتانين ضد هجمات العدو، حيث أصبحت مقاتلة ريادية في الحرب وانضمت إلى العديد من العمليات ضد هجمات العدو، كما عادت جودي جكدار من جديد إلى متينا وشهدت مقاومة زندورا التاريخية.
وأرادت مقاتلة الكريلا جودي جكدار التعمق في تكتيكات الكريلا للعصر الحديث، حيث انضمت للتدريبات التخصصية لتحقيق ذلك، وبعد قضائها فترة التدريب بنجاح، توجهت إلى منطقة زاب التي كانت تدور فيها مقاومة تاريخية، وشاركت في المقاومة بصفتها إحدى مقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار الرائدة، وناضلت ضمن حملة صقور زاغروس، كما أصبحت جودي جكدار مصدراً للروح المعنوية والقوة لرفيقات دربها، ونالت الشهادة في منطقة زاب نتيجة لهجمات العدو بتاريخ 11 تشرين الثاني عام 2023.
روح 14 تموز لا تُقهر
سطرت المقاتلة جودي جكدار العديد من ذكرياتها القيمة ضمن صفوف النضال التحرري في دفتر يومياتها، وأظهرت في يومياتها في كل مرة كم إنها مخلصة للقيم التاريخية، على سبيل المثال، فيما يتعلق بمقاومة 14 تموز، قالت في مذكراتها: "كما هو الحال دائماً، أشارك مشاعري وأسطر أيامي، كل لحظة من حياتي، قلمي يشهد على حبي للجبل، ففي مثل هذا اليوم، أرغب أن أسطر مشاعري وأفكاري عن رفيقات دربي، بحيث عندما اتجهت إلى الجبل وبصفتي مقاتلة للكريلا، أردتُ إن أكون رفيقة للقائد وأن أحب الحياة، لحظات حياتي تمر بإثارة، نحن في عملية تتصاعد فيها موجات المقاومة كل يوم.
سوف نستقبل على وجه الخصوص هذه المرحلة بروح مقاومة 14 تموز، وسنظهر من جديد أن هذه الروح لا تُقهر، وأن روح 14 تموز هي روح المقاومة التي تؤمن بالنصر ولا تخضع للاستسلام، كما أن رفيقات دربنا اللواتي رسخنَّ هذه في قلوبهن وعقولهن ومشاعرهن وأخلاقهن، فهن اللواتي خلقنَّ القيم التاريخية، وفي مثل هذا اليوم التاريخي، نجدد عهدنا مرة أخرى بالانتقام والوفاء لقيم الحزب".
وتحدثت مقاتلة الكريلا جودي جكدار عن نضال وحياة الكريلا من خلال هذه الكلمات: "لقد انطلقنا وخطونا مع بعض الرفاق، حيث كان جمال الطبيعة يزين قلبي، ويبعث السرور في نفسي، وقد كانت رفيقات دربي لديهن هذا الشعور أيضاً، وبعد مسيرة طويلة أخدنا استراحة وتوقفنا في مكان آمن، حيث أخرجت إحدى رفيقات دربنا بعض السكاكر التي كان تحتفظ بها في جيبه ووزعتها علينا، وعندما تتحد رفاقية حزب العمال الكردستاني مع الطبيعة تهون كل المصاعب، وبهذا الشعور انطلقنا واستمرينا بالمسير، وفي كل مكان نجد جهد المئات من رفيقات دربنا اللواتي استشهدن أيضاً، ومما لا شك فيه، أنهن أيضاً مشينَّ بنفسه الشعور في هذه الطرق، ففي كل مسيرة أشعر بأنني أتجه نحو تحقيق الحرية، فلا صعوبة المشي ولا الظروف الطبيعية تجعله صعباً، فكلما واصلتُ المسير كلما اقتربتُ من تحقيق أهدافي".