قيّمت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، خلال مشاركتها في برامج على قناة مديا خبر (Medya Haber TV)، المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.
واستهلت هيلين أوميت حديثها: "في البداية، أحيي المقاومة في إمرالي، وأهنئ باسم حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) يوم الثامن من آذار على القائد عبد الله أوجلان، وفي الواقع، لقد تعلّمنا من القائد أوجلان الروح الرفاقية القوية والمحبة وعدم إيثار المصالح الخاصة، ولذلك، فإن القائد أوجلان لديه الحق أكثر من غيره بأن يحتفل بيوم الثامن من آذار".
ونوّهت هيلين أوميت، إلى أن نظام الإبادة الجماعية في إمرالي، الذي تم إنشاؤه ضد القائد عبد الله أوجلان، لا يزال مستمراً، وقالت: "إننا نشهد حقيقة أن القائد يصل يوماً بعد يوم إلى مستوى القيادة العالمية أكثر فأكثر، وفي الواقع، كلما تُفهم حقيقة القائد أوجلان، فإن شعوب العالم، المرأة وشبيبة العالم يتبنونه بشكل أكثر، ويمكن للمراقب الجيد أن يلاحظ هذا التغيير والتحول بشكل ملموس للغاية، ويمكن رؤيته في كل مكان، من أمريكا اللاتينية إلى آسيا، ومن مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى أمريكا".
وفي سياق حديثها، استذكرت هيلين أوميت بخالص الاحترام ضحايا مجزرة حلبجة التي ارتكبت في العام 1988 ومجزرة غازي التي ارتكبت عام 1996 ومجزرة العام 2004، وقالت: "من المؤسف أن جغرافية الشرق الأوسط حافلة بمقاومات لمجازر من هذا القبيل، وقد واجه المجتمع والشعب الكردي، هذه الحقيقة خاصة في القرن الماضي، ولاحظوا أن ما جعلنا نتذكر هو تلك المجازر التي ارتكبت في القرن الماضي، وهجمات الإبادة الجماعية في القرن الماضي، ولا يزال تأثير مجزرة حلبجة قائماً علينا.
وكلما يدرك مجتمع جنوب كردستان مجزرة حلبجة، ويواجه أسئلة من قبيل "ما هو الهدف من تلك المجزرة، ما الذي كان مطلوباً ليتم ارتكابها؟" فإنه بذلك سيتمكن من التحلي بالإرادة بالقدر ذاته، ولكنه كلما هرب من هذا الواقع، وكلما لم يواجه أصحاب هذه المجزرة، كلما ابتعد عن كينونته، وحقيقة أن صدام ارتكب هذه المجزرة، وارتكبها نظام الأسد البعثي في قامشلو، وارتكبت الدولة القومية التركية مجزرة غازي ضد العلويين والكرد، ولكن من السبب في ارتكاب كل هذه؟ ومن بنى هذا النظام؟ من هو الصاحب الرئيسي لهذا النظام؟ ولهذا السبب، فإن المجتمع الكردي مضطر لأن يواجه هذا الأمر، ولذلك، فإن المجتمع الكردي لا يمكنه التصالح مع الحداثة الرأسمالية، ولهذا السبب، لا يمكن أن يكون لديه مكان ضمن هذا النظام، ولذلك، يتوجب عليه بناء نظامه الخاص بالحرية، ولا يوجد سبيل آخر.
إن الاعتياد على الإبادة الجماعية هو أمر سيء حقاً، وفي الواقع، يتم ارتكاب المجازر وهجمات الإبادة الجماعية بشكل يومي، وباتت الإبادة الجماعية تعريفاً نستخدمه في حياتنا اليومية، فإلى أي مدى نفهم جدية وأهمية هذا التعريف؟ ولهذا السبب، أود أن أعطي مثالاً من القائد أوجلان، وبينما يتحدث القائد أوجلان عن فترة الوعي الأولي، فإنه يبحث عن تعريف لواقع كردستان في تركيا في فترة السبعينيات، ما الذي يجري؟ وقد ذهب القائد في مرافعاته إلى أبعد من ذلك، ويقول، في ذلك الوقت، كان الذين تصرفوا باسم الكرد، قد أصبحوا في وضع جعلهم هم أنفسهم موضع نقاش فيه، هل نحن موجودين أم لا؟ وكان يقول، بالنسبة لكائن، إن مناقشة حقيقة وجوده وعدم وجوده كانت مسألة تثير قلقاً كبيراً، فكروا في الأمر؛ لقد أوصلوكم إلى مستوى كهذا، أي كشعب وكمجتمع... وبعبارة أخرى، في ذلك الوقت، لم يبق شيء باسم الكرد خلال الفاشية الشديدة، كان الصمت مثل صمت المقبرة ومثل الدفن في القبر؟ أي التغطية بطبقة خرسانية، ولم يكن يرد ذكره في الكتب ولا حتى في المنشورات، ولم يكن الأمر مثل الوقت الحالي، نعم، الآن يبدؤون بالحديث بمقولة "إخواني الكرد"، ولكن في ذلك الحين، لم يكن هناك أمر من هذا القبيل، وقال القائد في ذلك الحين: "كنتُ مع رفيقي العزيز، مع الرفيق حقي، واستخدمتُ تعريف الاستعمار، كنت أقولها خلسة في أذنه، كردستان مستعمرة، وسقط كوب الشاي الذي كنت أحمله في يدي، ما الذي يريد القائد قوله بذلك الأمر؟ ويظهر القائد مدى جدية هذا التعريف ومدى خطورة استعمار كردستان.
إما الحرية أو الحرية، إما الوجود أو الوجود!
وقال القائد أوجلان، "لقد عشتُ ذكرى مماثلة في إمرالي"، وذكر أنه شعر بذلك عند وصفه الهجمات ضد الكرد بأنها نظام إبادة جماعية، لأنه تعريف خطير للغاية، فالحياة مع الإبادة الجماعية تعني التجرد من الإنسانية، ولهذا السبب، لا يمكن أن تكون الإبادة الجماعية أو الحرية معضلة، ولا ينبغي لنا أن نكون عالقين في وضع من القبيل، وبالنسبة لنا إما الحرية أو الحرية، وليس هناك سبيل آخر، وإما الوجود أو الوجود، ويكون ردنا على هذه الأيام من المجازر هو إبقاء ذاكرتنا حية، أنا لا أتحدث عن الانتقام القاسي العادي، وهذه هي المحاسبة، محاسبة المسؤولين عن هذه المجازر.
على سبيل المثال، يتعرض الشعب الفلسطيني للإبادة الجماعية في غزة، أي أنه هناك هجوم، ويتم ارتكاب هجوم الإبادة الجماعية، فالشعب الفلسطيني لديه نضال مشروع، وبالطبع، يجب على الإنسان أن يقف إلى جانبه، أما الذين لا يصدرون أي صوت من أجل الكرد، ولا يرمون حتى حجراً واحداً، ويحملون كل أنواع الرجعية خلفهم، ويلتزمون الصمت تجاه الكرد أمام العالم، فإنه أمر غير مقبول، حيث أن الإبادة الجماعية والتهميش اللتان يواجههما الكرد هو أمر مختلف للغاية، ولهذا السبب، قال القائد أوجلان، "أنا لوحدي مثل شعبي"، نعم، نحن الآن نكسر هذا الأمر من خلال نضالنا، انظروا، لدى الشعب الكردي أيضاً أصدقاء في العالم، والشعوب تعرف بشكل أفضل، وأصبح الجميع يدرك بشكل أكثر أن هناك مجزرة في كردستان، ونظام فاشي قائم، ونظام عالمي يريد تدمير الكرد، ولكنه قليل، وغير كافي، وينبغي على شعبنا خوض نضاله بشكل أكثر، حيث أن الآخرين لن يأتوا ويقوموا بفعل ذلك، ولا يمكن للآخرين أن يأتوا ويخوضوا نضال الوجود والحرية من أجل الشعب الكردي، ولهذا السبب، يجب علينا بقدر نستطيع أن نخبر العالم عن نضالنا التحرري، وأن نعمل على تعزيز تنظيمنا، وهذه هي مهمتنا".
يجب على شعبنا أن يتصرف بمسؤولية في الانتخابات
وقيّمت هيلين أوميت في استمرار حديثها الانتخابات المحلية، وقالت بهذا الصدد: "إن أجندة الانتخابات المحلية والوضع القائم هناك ليسا منفصلين عن الحرب، نعم، هناك أجندة انتخابية، ولكن إذا ما أمعنتم النظر، فإن ما يتم تنفيذه في كردستان هو سياسات الحرب، فالدول التركية تريد كسر إرادة الشعب الكردي وإخضاعه وتصر على تنفيذ هذه السياسة، وفي مقابل ذلك، تتحول الانتخابات بالنسبة للشعب الكردي إلى شكل من أشكال المقاومة.
ومقاومة المجتمع الكردي هذه لا تعني أنه يجب أن تكون لدينا بلديات في أماكن قليلة وأن نمنح بعض الإمكانات، فالشعب الكردي ليس شعباً يسعى وراء إمكانات من هذا القبيل، لا، بل هو على دراية بالحرب الدائرة ضده، حيث يتم تنفيذ هجمات متنوعة للحرب الخاصة كل يوم تقريباً لكسر إرادة الشعب الكردي، وهناك عمليات اعتقال وسجن، ويرتكبون المجازر كلما سنحت الفرصة لهم، وفي مقابل ذلك، حدد موقفه في هذه الانتخابات".
وأكدت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، أنه من المهم للشعب الكردي أن يعمل على تنظيم إرادته في كل مكان، والتصرف وفقاً لمصالحه التي تقتضي التقيد بها، وقالت: "ينبغي على المجتمع الكردي أن يتصرف بناءً على أساس مصالحه الوطنية، لأنه يحتاج إلى ذلك، حيث يجري سلب كل إرادته، فالشعب الكردي هو مجتمع ربيعي، ومجتمع لـ نوروز، وبرأي أن هذا سيؤثر بهذه الطريقة في الانتخابات".
نوروز الثاني والخمسون للقائد
وذكرت هيلين أوميت أن لعيد مقاومة نوروز تاريخ طويل، وقالت: "لكن من حيث التاريخ القريب فهو عيد نوروز الثاني والخمسون للقائد، فالقائد بدأ بخوض هذا العمل في يوم من أيام نوروز، وبدأ خوض نضال وجود الكرد وحريتهم، واستند الشعب الكردي على ذلك وأصبح شعباً نوروزياً، وفي الواقع، أصبح نوروز أكثر من مجرد عيد، حيث تحوّل إلى يوم يعبر فيه الشعب الكردي عن وجوده وحريته، وعلى هذه الأساس جعله ملكاً لكافة شعوب الشرق الأوسط، ولكن أصل نوروز هو الكرد، أي اليوم الجديد.
وأقول هذا الأمر؛ ينبغي على جميع الذين المطالبين بالحرية والديمقراطية في عيد نوروز هذا العام، ولا سيما الشعب الكردي، أن يجددوا أنفسهم بوعي نوروز وأن يرفعوا من وتيرة النضال ضد الفاشية بحماس كبير، وعلى هذا الأساس، أدعو الجميع إلى المشاركة في احتفالات نوروز في كل المجالات، بمعنى آخر، ينبغي أن يكون الأمر بحيث يؤثر صوت الكرد مرة أخرى على العالم أجمع في عيد نوروز".