الخبر العاجل: الاحتلال التركي ومرتزقته يجددون قصفهم على ريف مقاطعة منبج

فؤاد بيريتان: نحن في مرحلة حرب بين الدول الإقليمية- تم تحديث

قال الرئيس المشترك لجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان، فؤاد بيريتان أنه "لا يمكن الإطاحة بالنظام إلا من خلال نضال شعوب الشرق الأوسط".

أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاءً مع الرئيس المشترك لجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان (KODAR)، فؤاد بيريتان، لمناقشة التطورات والأوضاع الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحدث فؤاد بيريتان عن المستوى الحالي لنضال الشعوب الإيرانية تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، كما أوضح أهمية السياسة الكردية وقوة الحماية المشروعة وأهمية حرية القائد عبد الله أوجلان، وقال إن دعم حملة "الحرية لعبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية" والانضمام إليها هو دعمٌ لحرية الشعب الكردي وشعوب إيران.

وكان اللقاء كالآتي:

ما هي المرحلة التي تمر بها إيران الآن من النواحي السياسية والاجتماعية والعسكرية والأيديولوجية؟

نحن الآن في خضم مرحلة تستمر فيها الحركة الثورية "المرأة، الحياة، الحرية" من قبل الشبيبة والعمال والمتقاعدين والمعتقلين السياسيين، قد يتمكن النظام من إسكات انتفاضات الشوارع لفترة وجيزة واستخدام العنف، لكن مع ذلك، لا يمكن القضاء على جوانبها المدنية أبداً، خرج الشعب إلى الشوارع وفكروا في التغييرات الأساسية في إيران، يفكر الشعب دائماً في الجوانب المختلفة لحركة "المرأة، الحياة، الحرية" في أفكاره وحركاته، ولحسن الحظ، تستمر هذه الحركة مجتمعياً، تعيش جماهير مختلفة من الشعب يومياً مع فكر "المرأة، الحياة، الحرية" وتشهد التغيير وتبادل الفكر والثقافة في جميع أنحاء إيران، هذه عملية ثوار بدأت منذ عام بفكر وفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" ولن تتراجع أبداً.

عندما تبدأ عملية تغيير فكري وثقافي في مجتمع ما، يمكن للحكومات أن تقضي على هذه العملية في الشوارع أو تستخدم الضغط الأمني ​​والسياسي، ولكن عندما تتغير تلك العملية وتصبح حركة، سيصبح من الصعب القضاء عليها، عندما تكون هناك جوانب سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وأيديولوجية ومدنية لتلك الحركة، وتستنفر جميع مؤسسات النظام الإيراني، فسيبقى من الصعب بمكان القضاء على تلك الحركة، على سبيل المثال، الحركة القانونية التي هُزمت ظاهرياً، تستمر اليوم بطريقة أكثر حداثة وتجديدية، وإلا فإن النصر المطلق لحركة سياسية فكرية متقدمة هو حلم لا أساس له من الصحة.

الحكومة والمجتمع في إيران يقفان ضد بعضهما البعض، وتشير كافة الإحصائيات إلى أن النظام انهار فكرياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، ولهذا السبب تمسك النظام بقوة بالنظام العسكري العنيف من أجل منعه من الانهيار، لقد أظهرت ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" أن الشعب قادر على إزالة شرعية النظام متى أراد، بما في ذلك القوات العسكرية، وقام النظام الإيراني الحالي بمراجعة مؤسساته من أعلى إلى أسفل في العام الماضي وأعاد تأسيسها وفق نظامٍ دكتاتوري، وعلى المجتمع أن يعي هذا الجانب الخطِر من النظام، وعلى المعارضة أن تكون حذرة للغاية وعلى الأحزاب الديمقراطية أن تنظم برامج يومية مناسبة للتغيرات في إيران، ونحن جمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان (KODAR)، نولي الكثير من الاهتمام لهذا الجانب لأننا نظام مجتمعي يناضل من أجل الإدارة الديمقراطية.

نحن نعلم أن النظام واجه أزمات كثيرة ولا يستطيع حل مشاكل الشعب، لكنه يأمل أن نبقى دائماً تحت حكمه القمعي، نحن نعلم ما هي الخطط التي وضعتها مؤسسات النظام لإغلاق المجال أمام الحركة الثورية (أي تنظيم المجموعات المدنية المعارضة) في المرحلة العملية، وتخشى السلطة التي تفرض نفسها من أن تصل المجموعات المعارضة في كل المدن إلى مرحلة التنظيم الذاتي المدني القوي، لقد تجاوزت ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" المرحلة الأولى من الاحتجاجات المتفرقة ودخلت مرحلة التنظيم الديمقراطي، وقد حشد النظام كافة مؤسساته الحاكمة لوقف هذه العملية باستخدام العنف، ولهذا السبب، بدأت موجة واسعة من الاعتقالات ضد تلك الفئات من النساء والشبيبة والمثقفين والنشطاء الثوريين، وعزز مؤسسة التجسس الخاصة به بالمال والمكافآت لتحديد الشخصيات القيادية والقضاء عليها في جميع المحافظات، بلا شك، لا يمكنه التفريق بين جميع المجموعات، وبسبب المعاملة القمعية التي تتعرض لها هذه المجموعات، فإنها تضطر إلى الدخول في حالة العمليات السرية حتى تتمكن من مواصلة فعالياتها، لا يمكن السيطرة على المجتمع المدني المعارض بشكل كامل، والأهم من ذلك أن التغيير قد طرأ على أفكار الأفراد في المجتمع.

"المجتمعات الإيرانية، وبالأخص المجتمعين الكردستاني والبلوشستاني، أصبحوا مجتمعات ثورية"

أصبح سكان جميع مدن إيران، وخاصة في كردستان وبلوشستان، ثوريين بسبب التغيير الذي طرأ على فكر ووعي جزء من المجتمع، وهذا أمر يدعو للأمل، ولأن هذه المجتمعات أصبحت ثورية، أضطر النظام إلى إصدار وتنفيذ قوانين قاسية باستمرار، وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى قانون الحجاب الذي أصدره برلمان النظام أو خطط "بيت الرحبري" السرية للاعتقال والتعذيب والسجن، وأصبحت الحكومة التنفيذية الموازية القائمة على "بيت الرحبري" التابعة للنظام، البديل القانوني والدائم للنظام عملياً من دون إعلانها رسمياً، وهي تمارس التوحيد والاحتكار وفقاً لهم، يمكنهم جعل مؤسساتهم موحدة، لكنهم لا يستطيعون أبداً جعل المجتمع موحداً، واليوم، أصبحت إيران بالكامل "قاعدة عسكرية"، وقد وصل القمع إلى ذروته، وهذا أمر خطير للغاية وليس من الواضح متى وأين وبسبب أي شرارة ستندلع انتفاضات المجتمع.

وبقدر ما ينشر النظام إحصائيات كاذبة عن الوضع الاقتصادي والوضع المعيشي للشعب، فإنه لا ينشر إحصائيات حالات الإعدام بشكل صحيح، هدفهم التخويف والترهيب، تم إعدام حوالي 659 شخصاً في الثاني عشر من الشهر المنصرم، وألقي القبض على عشرات الآلاف وتم سجن بعضهم، ومن ناحية أخرى، أصبح الوضع أسوأ بكثير، التضخم والبطالة والفقر والجوع في ذروتها، واليوم أصبحت مشكلة المجاعة ظاهرة أكبر من البطالة والفقر، والحقيقة أن هذا الوضع الرهيب والكارثي يحتاج إلى ثورة كبيرة حتى يتمكن من تلبية نداءات الاستغاثة لكل الشعوب الإيرانية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن السعي وراء سياسة القمع في حد ذاتها والاتفاق مع القوى العظمى في العالم يستمر دائماً من أجل إنقاذ الحكومة من الانهيار، إن انتقال النظام إلى تحالفات إقليمية ودولية للتجارة وتنفيذ نظام الشرق الأوسط لن يدوم طويلاً، وحتى الاتفاق مع الولايات المتحدة وأوروبا لن يُنقذ للنظام، إن التخلي عن المجتمع وإعلان كافة مكونات وشعوب إيران على إنهم "أعداء داخليون" والركض وراء بعض القوى الكبرى مثل روسيا والصين والاتفاق الاضطراري، لن يؤدي إلا إلى إطالة عمر النظام إلا لفترة محددة، قد تكون مجموعات المعارضة الإيرانية ضعيفة، لكن النشطاء الثوريين والمثقفين والنقابات ينظمون فعاليات ضد النظام ولن يتوقفوا أبداً.

كيف تقيّمون سياسات إيران في الساحة الإقليمية والعالمية وفقاً لسياسة القمع الداخلي الخاصة بها؟

وبالإضافة إلى المسألة التي أشرت إليها، فإن تدخل إيران في شؤون دول الجوار والمنطقة وتأسيس جماعات مسلحة بالوكالة من فلسطين إلى اليمن وسوريا والعراق يشكل تهديداً طويل الأمد ضد إيران نفسها وفي نهاية المطاف سينقلب هذا الأمر ضدها، وصلت الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط إلى مرحلة الحرب بين الدول باستخدام الجماعات المسلحة بالوكالة، وبعد مرحلة حرب الدول ضد جماعات مثل تنظيم القاعدة وداعش، انتهت تلك المرحلة بهزيمة داعش في الرقة، وبدأت مرحلة حرب الدول ضد بعضها البعض، فالحرب في اليمن وسوريا وكردستان وأوكرانيا أصبحت الآن بين دول، وأُضيف إليها الحرب بين إسرائيل وفلسطين ووصلت إلى مرحلة أخطر، لقد أعادت حرب غزة مرة أخرى منطقة الحرب من القوقاز وأوكرانيا إلى الشرق الأوسط، نحن في مرحلة الحرب بين الدول، هذه المرة الحرب مختلفة كثيراً وأكثر خطورة، منذ عام 1990، انشغلت الولايات المتحدة، مع حليفتها أوروبا، بتأسيس النظام العالمي الجديد، لكنها فشلت مرات عديدة من أفغانستان إلى العراق وسوريا، ولكن اليوم الحرب في غزة وأوكرانيا ساهمت في تسريع عملية التغيير، وربما يحدث التغيير؛ إلا إنه ليس من الواضح لمصلحة أي جانب سيكون.

ثورة الكرد أصبحت إقليمية أيضاً عبر شعار "المرأة، الحياة، الحرية"

لقد دفعت المشكلة الكردية الدول الأربع، إيران والعراق وتركيا وسوريا، إلى الحرب، إن التطور التكنولوجي والتغير في طريقة تدخل الهيمنة العالمية والصراع بين سياسات القوى العالمية جعل طريق الحرب أكثر مأساوية وخطورة من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والأهم من ذلك، أن الحروب المتقطعة في غزة وكردستان وأوكرانيا ربطت بشكل غير مباشر، وفي بعض الحالات بشكل مباشر، ممارسات وسياسات القوى العظمى، هذا الأمر مهم جداً ولا يمكن تجاهله.

وبقدر ما أصبحت الحرب على أجزاء كردستان، إقليمية، والعديد من الحلفاء والشركاء لهم دور في هذه الحرب، أصبحت ثورة الكرد بشعار "المرأة، الحياة، الحرية" إقليمية، وتتقدم ردود أفعال الشعب الكردي ضد الاحتلال والحرب والإبادة الجماعية بهذا الشعار وهذه الفلسفة، وقد تبنته إيران أيضاً، اليوم، قد تصل الشعار والفلسفة التحررية للشعب الكردي إلى إيران، لكن يجب على طهران أن تعلم أن ما تجلبه القوى الكبرى والدول المتنافسة إلى بلادها هو الحرب والأزمات، وحتى التنافس العسكري بين القوى العالمية له جانب عسكري خطير.

"وصلت السياسة الكردية وقوة الدفاع المشروعة للشعب الكردي في الشرق الأوسط إلى مرحلة مصيرية"

وفي السنوات العشر الماضية، رأى الجميع بأعينهم أن آمال قوى مثل تركيا وإيران، التي بمقدورها القضاء على الحركة التحريرية للشعب الكردي من خلال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، قد ذهب سدى، ودمرت قوات الكريلا هذه الآمال الكاذبة بإرادة كبيرة، إن مصير إصرار الدول الأربع المحتلة لكردستان على إبادة الشعب الكردي هو الفشل، لقد وصلت السياسة الكردية وقوة الدفاع المشروعة للشعب الكردي في الشرق الأوسط إلى مرحلة مصيرية، وبسبب ذلك، يلجأ العدو إلى الحصار والحرب والتغيير الديمغرافي في بعض مناطق كردستان، فتركيا تلعب بالنار بشكل خطير، وإيران تنظر إلى القمع الداخلي وتشديد النزعة العسكرية، على الرغم من أن الشعب الكردي واجه تهديداً غير مسبوق من الدولة والقوى، إلا أن هناك فرصة للاستفادة من الوضع الحالي في الشرق الأوسط من خلال التكاتف والوحدة والنضال.

"في العاشر من تشرين الأول الجاري، انطلقت حملة بعنوان "الحرية لأوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية"، كيف تقيّمون هذه الحملة وما الذي يتوجب فعله؟

هذه الحملة التي انطلقت على المستوى العالمي للمطالبة بحرية القائد أوجلان وحل المشكلة الكردية من خلال السياسة والديمقراطية، ويشارك فيها التحرريون وداعمي الديمقراطية وحماة البيئة والمؤسسات والنقابات والمثقفين من العديد من الشعوب، قيّمة للغاية، وبلا شك، هناك العديد من التحرريين الأكاديميين والمثقفين والنساء والناشطين في إيران وشرق كردستان الذين يستخدمون ثقلهم في طريق السلام والحرية، ونؤمن أن بإمكانهم أيضاً الانضمام على نطاق واسع إلى التحررين في العالم في هذه الحملة، القائد أوجلان هو مبتكر شعار وفلسفة "المرأة، الحياة، الحرية"، التي تتبناها اليوم إيران بأكملها، وإذا كان هناك احترام للحرية والحياة، فيجب على المرء أن ينضم إلى هذه الحملة، مجتمعات شرق كردستان وإيران هي مجتمعات مثقفة ورائدة في الشرق الأوسط، ويجب عليهم الانضمام لهذه الحملة، إن دعم القائد أوجلان والدفاع عنه هو دعم للشعب الكردي، ودعم الشعب الكردي هو أيضاً دعم لعملية الحرية للشعوب الإيرانية، ويجب أن تستمر هذه الحملة حتى يتم تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، تفرض على القائد أوجلان عزلة مشددة منذ 25 عاماً، والنظام الدولي يراقبها، لا يمكن كسر هذا النظام إلا من خلال نضال شعوب الشرق الأوسط ودعم الشعب الكردي، لذلك، يجب على النساء والشبيبة والمثقفين والعمال والموظفين ونشطاء البيئة والأكاديميين واليساريين والقوى الديمقراطية في إيران دعم هذه الحملة، ونحن نؤمن بهذا الدعم وهذه الحملة.