قالت القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG) بأن في 19 تشرين الأول انسحبت قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة-ستار (YJA Star) من مخمور، وتمركزت القوات العراقية في النقاط التي أخلوها، وفي 22 تشرين الأول، هاجمت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) القوات العراقية مطالبة بالاستيلاء على هذه النقاط التي تتمركز فيها القوات العراقية واندلعت على إثرها معارك. وفي ذات السياق، تحدثت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور)، فليز بوداك، لوكالتنا فرات للأنباء (ANF) حول هذه التطورات الأخيرة.
مقاتلو حرية كردستان أنقذوا شعب المنطقة من الإبادة الجماعية
وذكرت فليز بوداك أنه في عام 2014، شن مرتزقة داعش هجمات واسعة النطاق في روج آفا كردستان وشنكال ومخمور وجنوب كردستان والعراق، وقالت: "لقد استشهد الآلاف من الكرد والقوميات الأخرى في هذه الهجمات، وارتكبت الإبادة الجماعية بحقهم، وفي الهجوم على مخمور في 6 آب لعام 2014، وبناءً على نداء أهالي مخمور وحكومة إقليم كردستان وبموافقة الحكومة العراقية، آتت قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار من جبال كردستان لتلبية النداء وحماية هذا المجتمع والشعب من الإبادة، وتمركزت هذه القوات في جبل قره جوخ ومنذ عام 2014 ولغاية شهر أيلول لعام 2023، أدت واجباتها في حماية أهالي مخمور، وبالطبع، لم تحمي تلك القوات أهالي مخمور فحسب، بل منعت دخول مرتزقة داعش إلى إقليم كردستان، وخاصة دخوله إلى هولير وقرى ونواحي مخمور، وكما طردوا المرتزقة من الأماكن التي كانوا قد تمركزوا فيها، بالإضافة إلى محاربة مرتزقة داعش ودحرهم من كركوك أيضاً، ولذلك يمكن القول إن مقاتلي حركة الحرية حققوا خطوة مهمة في هزيمة تنظيم داعش على المستوى العالمي، وشهد العالم أجمع كيف أنقذت قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار الأهالي من ظلم مرتزقة داعش وهزمتهم، لم تتمكن العديد من الدول من محاربة مرتزقة داعش، ولكن قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة-ستار (YJA Star) حاربت ضد هذه المرتزقة بنجاح وأنقذت العديد من الشعوب في تلك المناطق من الإبادة الجماعية، وعندما تواجدت هذه القوات في مخمور كانت تواجدهم مبني على هذا الأساس وألا وهو هزيمة مرتزقة داعش وحماية شعوب المنطقة من الإبادة والتطهير العرقي".
الحزب الديمقراطي الكردستاني رأت في وجود الكرد في كردستان هو سبب الهجمات!
ونوهت فليز بوداك أن القوات التي شكرت مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة-ستار (YJA Star) والذين قالوا عن هذه القوات بإن تواجدكم هنا هو بمثابة شرف وأمان بالنسبة لنا، بأن مع مرور الوقت وفي إطار تغير مصالحهم السياسية، وخاصة عائلة البارزاني بسبب مصالحه مع دولة الاحتلال التركي لقد أظهرت دائماً بأن تواجد قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار في كردستان هو سبباً لكل الهجمات، وأكملت فليز حديثها على النحو الآتي:"منذ عام 2017، شرعت دولة الاحتلال التركي هجماتها الجوية على مخمور بوجود قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار، وقابله انسحاب الأمم المتحدة (NY) والتراجع عن مسؤوليتها من المخيم إلى حدٍّ ما، ولم تقم الحكومة العراقية بواجباتها ومسؤولياتها تجاه مخمور، وكانت عائلة بارزاني تعتبر دائماً وجود حزب العمال الكردستاني (PKK) في كردستان، أي وجود الكرد في كردستان هو السبب الرئيسي في هجمات دولة الاحتلال التركي".
وجود قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار في مخمور كانت ضماناً لتوفير الأمن والسلام
وذكرت فليز أن قوات الدفاع الشعبي هي نفسها اتخذت قراراً بأنها أدت واجباتها على أكمل وجه، والآن يجب تسليم واجب حماية الشعب إلى النساء والشبيبة وسكان المخيم، وتابعت: "من أجل إزالة الذرائع في الهجوم على مخمور وبسبب القرار الذي اتخذها القوات بأنفسهم انسحبوا من المخيم، وهناك العديد من القوى غير الصديقة تريد أن تأخذ هذا الأمر إلى منحى آخر، كما لو كان هذا اتفاقاً مع الحكومة العراقية، إن حزب العمال الكردستاني (PKK) ليس تنظيماً كما يعتقدون بأنه يتخذ القرارات تحت تأثير قوى معينة، وانسحاب قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة-ستار كانت بالكامل لمصلحة المخيم، بالتأكيد، كانت تواجدهم في مخمور ضماناً لتوفير الأمن والسلام للشعب هناك، وحتى الآن لا يتقبل الشعب هناك فكرة انسحاب هذه القوات، ولكنهم يعلمون أيضاً أنه عندما تكون هناك حاجة، وعندما يواجهون هجوماً، فإن هذه القوات مستعدة للدفاع عنهم وحمايتهم، ولكن سواء رغبنا بذلك أو لم نرغب، فإن هذا يخلق فراغاً بين الشعب، لكن مع العلم أن قوات الدفاع الشعبي أوكلت إلينا هذه المهمة حتى بالنسبة للحركات، فإنها إلى حد ما لها الأولوية على المشاعر الأخرى".
الحكومة العراقية لم تمنع هجمات الدولة التركية على أرضها
وأوضحت فليز إن الصراع بدأ بين حكومتي العراق وإقليم كردستان بعد انسحاب قوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة – ستار (YJA Star) من المنطقة، وأضافت قائلةً: "الهجمات التي نفذت على المخيم جميعها استهدفت الأراضي العراقية، تتعرض أراضي العراق لقصف الدولة التركية منذ 2017، وهنا يتم قتل الأشخاص الذين هم تحت حمايتها، وتنهب منازلهم، على الرغم من كل هذه التجاوزات لم تتخذ الحكومة العراقية موقفاً لمنع الهجمات، أو أن قوات التحالف المتواجدة في المنطقة لم تتخذ أي خطوات لإغلاق المجال الجوي أمام الدولة التركية.
لكن لا يمكننا القول إنه مع انسحاب قوات الدفاع الشعبي، ستحمل الحكومة العراقية مسؤولية ومهام حماية المخيم واللاجئين على عاتقها بالنسبة مائة في المائة، لأنه عندما كانت قوات الدفاع الشعبي متواجدة هنا، لم تكن في المخيم، بل إنها كانت متواجدة في الجبال، لكن الأماكن التي تم قصفها كانت بداخل المخيم، كانت مساجد، منازل، وأماكن قريبة من المدرسة، ونفذ الهجوم الأخير في خارج المخيم أيضاً، حيث استشهد الكردستاني دلوفان الذي كان يقل مركبته بمسافة كيلومترات عن المخيم خلال الهجوم، وهجوم 13 تشرين الأول الجاري نفذ على إحدى منازل المدنيين حيث كان يقع في محيطه المدارس، ولحقت أضرار بالعديد من مدارسنا، وفي وقت الاستهداف كان الطلاب اللاجئين يدرسون في المدرسة، ربما لكان قد وقع أحداث مختلفة تماماً نتيجة هذا الهجوم، ولذلك لا نستطيع أن نقول إنهم سيوفرون الحماية الكاملة للمخيم، إلا إنهم يشيرون بأنهم سيقومون بحماية المخيم من الآن فصاعداً، بتقديم الوعود والاجتماعات التي يتم عقدها، فإنهم تمركزوا الآن في قره جوخ، لكنهم لم يتخذوا أي خطوة ملموسة وفعالة بعد".
الديمقراطي الكردستاني يريد أن يمركز قوات الدولة التركية في قره جوخ
سلطت فليز الضوء على الحرب الدائرة بين الجيش العراقي ومسلحين تابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني، وقالت: "أولئك الذين شنوا الهجوم هم الحزب الديمقراطي الكردستاني، لقد ذكرنا هذا الأمر على الدوام، ما هو الخطر الذي يجلبه الديمقراطي الكردستاني بنشر قواته حول مخمور؟ ربما كان الكثير يتساءلون لماذا لا يريد الشعب الكردي أن يتمركز قواتهم الكردية حولهم، لكن ذلك الكردي هو الذي قدم زيه العسكري لعناصر جهاز الاستخبارات التركية (MIT) وأتى بهم إلى قره جوخ، ففي سياق هجوم 22 تشرين الأول، اندلعت المعارك بين القوات العراقية والبيشمركة، وقتل شخص في خنادق البيشمركة وكان هذا القتيل عضواً في جهاز الاستخبارات التركية ويرتدي زياً عسكرياً لقوات البيشمركة، لماذا يريد الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يتمركز في جبل قره جوخ؟ لأنه يريد أن يمركز قوات الدولة التركية فيه من خلال تمركزه وباسمه، يفرض الديمقراطي الكردستاني حصاراً على مخمور منذ عام 2019، يتخرج الطلاب من مدارسنا الثانوية في كل عام، لكن الديمقراطي الكردستاني لا يسمح لهم بالذهاب إلى إقليم كردستان والالتحاق بالجامعة، فالحزب الديمقراطي الكردستاني هو ذلك الحزب الذي منعت في نقاط التفتيش التابعة لها الأمهات من نقل أطفالهن المرضى إلى المستشفيات في عام 2019، حتى فقد أطفالهن حياتهم بين أيديهن، والأمر الأكثر ملفت للانتباه هو أن الديمقراطي الكردستاني قد غير 7 مخيمات لنا على أراضي كردستان، لقد أصبحنا لاجئين بناء على أفكارنا الكردايتية بأننا سنعيش في جنوب كردستان، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني أجبرنا على الخروج من 7 أماكن، لقد أضرم النار في خيامنا، نهبوا حيواناتنا، وهاجمونا بالأسلحة وقتلوا شعبنا، فإنهم وصلوا إلى تلك المستوى حيث قاموا بقطع رأسي مسنين اثنين كان يبلغان من العمر 60 عاماً وبيعهما للدولة التركية، لهذا السبب لا نريد أن يتمركز الديمقراطي الكردستاني في جبل قره جوخ، فكل هذه الممارسات التي ذكرناها لكم، حدث جميعها على أيدي عائلة البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، فإذا يتمركز الديمقراطي الكردستاني بالفعل في قره جوخ، فهذا يعني أن الدولة التركية وجهاز الاستخبارات التركية ستتمركزان في قره جوخ، وستتعرض مخمور للمجازر والإبادات الجماعية دائماً، وما سيحدث نتيجة لهذه الصراعات لا يزال غير واضح".
تمركز الديمقراطي الكردستاني بمثابة خطر علينا
وذكرت فليز أن المكان هو أراضي العراق، وأضافت قائلةً: "بموجب المادة 140، فإن النقطة التي تدار عليها الحرب، هي نقطة صراعات، ومن غير المعروف في الأيام المقبلة من سيتمركز هناك، لكن تمركز الديمقراطي الكردستاني بمثابة خطر علينا، ولكن إذا قلنا أن وجود العراق سيكون آمنا تماماً بالنسبة لنا، فهذا غير صحيح، ولكن هنا أراضي العراق، ومن سمح لنا أن نعيش هنا كـ اللاجئين هي حكومة العراق، أي أن المنطقة لا علاقة لها بالحزب الديمقراطي الكردستاني، فإن أولئك الذين لا يسمحون لنا بدخول كردستان هو الديمقراطي الكردستاني نفسه، هدف الديمقراطي الكردستاني هو تمركزه في قره جوخ، وهذا السؤال يثير فضول المرء، ماذا تريد الدولة التركية أن تفعله على أيدي الديمقراطي الكردستاني من خلال تمركزه حول مخمور؟ وحتى الآن لم يتوصلوا إلى اتفاق، كما أنهم لم يظهروا أي نتائج للعلن، والوضع الراهن الذي نشهده مثير للجدل".
علينا تعزيز حمايتنا الطبيعية
وأشارت فليز إلى إنه كالمجتمع عليهم تعزيز حمايتهم الطبيعية، وقالت في ختام حديثها: "مهما يحدث، علينا كمجتمع أن نعزز حمايتنا ودفاعنا الطبيعي، إننا نعيش في إطار حرب الشعب الثورية، يجب علينا استخدام جميع الجوانب الدبلوماسية لأجل أن تتمركز إحدى القوى التي لا تشكل خطراً علينا، وهناك حاجة ماسة لمناقشة الوضع من قبل الشعب على وجه الخصوص، ويجب على الأمم المتحدة أن تتولى واجباتها ومسؤولياتها على أكمل الوجه، كانوا يقولون حتى الآن ’إنها منطقة مسلحة، لا يمكننا المجيء إليها‘، لكن قد تم إزالة عذرهم هذا أيضاً، فإذا اتخذت الحكومة العراقية خطوات ملموسة، أي كان بإمكانها إيجاد الحل لقضايا المجتمع، بالتالي قد يتطور علاقات جديدة بين حكومة العراق ومخمور، أهالي المنطقة متأملين من هذا الجانب، بمنح الهوية، تلبية احتياجات المجتمع وتلبية الظروف الأمنية".