أفاد عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مظفر آياتا إن الدولة التركية بقيادة العدالة والتنمية والحركة القومية تقوم بأعمال التدمير والحرق والقمع، وتنشر الخراب في كل مكان وأشار إلى انها بهذه الطريقة دمرت المجتمع التركي.
هذا هو القسم الثاني من مقابلتنا مع عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مظفر آياتا.
في هذه الحرب المتصاعدة ضد كردستان والنضال من أجل حرية كردستان، ماذا تعني هذه المرحلة الحالية...؟
يمكننا تقييم المقاومة في كردستان وسعي الدولة التركية لهزيمة هذه المقاومة بأنها المرحلة الأخيرة من حساب تاريخي عظيم، هذه الحرب مستمرة منذ 40 عاماً ونحن الآن في مرحلتها النهائية، لأن الفاشية استخدمت كل القوى التي كانت في يد تركيا، والآن تستخدم الأسلحة الكيماوية والمتفجرات الأكثر تأثيراً أيضاً، بالطبع كان لديها جيش كبير، منذ 70 عاماً هي عضوة في حلف الناتو، لديها جميع قدرات الناتو، منذ يوم تأسيس الجمهورية التركية وهي تحارب الكرد فقط، هذا الجانب التاريخي لهذا الشيء لا يُرى أحياناً، عدا هذه الحرب، لا توجد حرب أخرى للجيش التركي.
في عام 1974، كانت هناك عملية في قبرص، ليس من الصحيح أن نسميها حرباً، لقد قاموا بعملية بسيطة، كانت محاولة لم تدم طويلاً ولم يقاتل الروم، الحرب التي نعرفها لم تحدث، بالطبع قاموا بغزو قبرص، حتى من قبل، كانت مكافحة التمرد هناك مربكة وتمهيد الطريق للغزو، لكن بصرف النظر عن ذلك، كل سلاحها الجوي، كل قواتها النظامية وغير النظامية، والكونترا، وحزب الله والجهاز السري لمخابرات الجندرمة (JÎTEM)، بدأً من محمد علي آغجا إلى محمد آغار ومن هناك إلى تنظيم "سادات "، التي حولتها الدولة إلى مرتزقة، وعصابات داعش والنصرة، سخرت كل الأوساط والطرق غير الشرعية والمتعطشة للدماء في الحرب ضد الكرد.
هل قامت الدولة التركية بهذه الحرب الشاملة لوحدها...؟
بالطبع لم تقم بهذه الحرب لوحدها، لم تملك تركيا كل هذه المصادر، لأن حرب الكريلا هي حرب خطيرة، إنها ليست تكلفة أسلحة وذخيرة الحرب فحسب، بل إنها تؤثر على الجوانب الاجتماعية والنفسية والدبلوماسية والسياسية أيضاً، وتكلفتها باهظة جداً، ولذلك، إذا لم تتلق تركيا دعماً من الناتو، ولم يُدرَج حزب العمال الكردستاني بقيادة الولايات المتحدة في قائمة الارهاب، ولم تطوّر أسلحتها ومواردها، لما كانت الدولة التركية الفاشية قادرة على مواصلة هذه الحرب.
لأن الحركة التي قادها حزب العمال الكردستاني كانت مختلفة عن الانتفاضات الكردية الكلاسيكية، من انتفاضة الشيخ سعيد إلى ديرسم، لم تكن أنشطة الكرد في التنظيم والاستعداد للحرب وبناء التكتيكات والاستراتيجيات وبناء المنظمات واسعة النطاق، الدولة هي التي هيأت نفسها وهاجمت، ومهدت الأرضية للحرب، ولهذا استخدمت كل العناصر، استفادت من الخلافات بين الكرد، لذلك، بشكل عام، بقيت كل المقاومة والنضال على المستوى المحلي وضمن مساحة ضيقة، تم هزيمة هؤلاء بعد وقت قصير.
يمكننا مقارنة قوة الدولة بما هي عليه اليوم، لكن هذه ليست القضية الرئيسية، لديها جيش، ولديها بيروقراطية، ولديها صحافة وإعلام، ولديها دبلوماسية، ولديها علاقات خارجية، استعداداتها واسعة النطاق، لها ميزانية، وتستخدم ميزانية الدولة، كما أن الطرف الآخر الذي يواجهها، محروم من هذه الأشياء، لا يمكنها حتى شن حرب كريلا منظمة، عندما تتشتت ساحات الحياة وتُفرغ القرى وتُرتكب مجازر مدنية، لا تستطيع الحركة أن تقف بمفردها وتتشتت هي أيضاً، مع هذه الأشياء، ازدادت عدم ثقة الكرد بأنفسهم، وبرز شعور بأننا لا يمكننا أن ننتصر على الدولة، إن تقييم مثل "لا يمكننا هزيمة الدولة، الدولة دائماً هي الأقوى، وستنتصر دوماً، ولا ينبغي أن نقف ضدها" قد عشعشت في قلب المجتمع.
وزارة الحرب التركية تفصح يومياً عن أعداد القتلى بالآلاف، عبر هذه الاخبار والتي هي بمثابة بشرى تقدمها للرأي العام التركي، مالذي تسعى إليه...؟
خلوصي آكار أصبح وزير الجنازات، وزير الموت، يقول" لقد قضينا منذ عام 2015 وإلى الآن على 35 ألف إرهابي ويحوّل 35 ألف شخص إلى 35 ألف عائلة، هؤلاء هم من هذا المجتمع ولم ينبتوا من ولديهم عائلات وجيران وعشيرة وأقارب، أنت تنشر الحزن ضمن المجتمع الكردي، بهذا الشكل أنت ترسل الجنازات إلى كافة الأمكنة، يعني أنت تعتبره مقياس لانتصاراتك، وتفتخر بالحصيلة.
عبر هذه الأشياء، يقوم بحرب نفسية، فلو انتبهنا، فإن كل ما يتعلق بالإنسانية خرجت عن محتواها، أصبح لسانهم أكثرقذارة وأكثر سمّية، ليس لديهم احترام للموتى، لا يقولون إننا قتلنا 35 ألف شخص، يستخدمون المفاهيم لإلحاق الضرر بعقل وضمير المجتمع، إذا أجرينا بحثاً وتحليلاً، فسيتبين لنا أنهم سيكونون في الصدارة في استخدام ذكائهم في الأشياء السيئة في العالم، حتى أنهم تجاوزوا هتلر، أليس هؤلاء الـ 35 ألف إرهابي بشراً ولديهم عوائل، على أساس أنهم قتلوا هذا العدد من الإرهابيين.
يمكن أيضاً مناقشة هذه الأعداد، هذا مفهوم في روج آفا، يقولون كل يوم إننا قتلنا 5 أو 10 إرهابياً أرادوا عبور الحدود والقيام بعمليات، معظم هذه الأخبار كاذبة، لأن سوريا أرض منبسطة وسهلية، وتم بناء جدار على الحدود التركية، هناك نظام كاميرات مراقبة في المناطق التي احتلتها، بالطبع لا أحد يستطيع الاقتراب من تلك الأماكن، قتلوا مئات الأشخاص على الحدود، مؤسسات حقوق الإنسان تفصح عن ذلك بكل وضوح، الإدارة الذاتية تفصح بشكل واضح أن هناك جثث، كل من يقترب من الحدود، ويريد عبور الحدود، يُقتل على أرضه، ولا أحد يسأل عن المحاسبة، ولكن لماذا يذهب خمسة من مقاتلي وحدات حماية الشعب كل يوم ويتسببون في قتل أنفسهم على يد الأتراك ؟ أليس لديهم عقل، ولا يفهمون أبداً أي شيء عن التكتيكات والحرب...؟
الوزارة الرسمية تنشر مثل هذه الأخبار على الدوام، هناك نية سيئة وراء هذا الشيء، يريدون تكوين رأي، يقولون هذا لكل مجتمعات العالم ودول الحلف "هناك تهديد علينا، حدودنا ليست آمنة، كل يوم يتعدّون على حدودنا، لهذا نحن نهاجم سوريا، نحن نفعل هذه الاشياء للقضاء على الارهاب "، لكن العالم كله في سوريا، السيطرة الجوية في أيدي الولايات المتحدة وروسيا، هناك إنجلترا، وهناك فرنسا، هناك تحالف دولي، الكرد لم يهاجموا تركيا من سوريا، ليس لديهم حتى قوة هجومية، ليس لديهم مثل هذه النيّة، وكالات الاستخبارات وطائرات الاستطلاع والطائرات ومركباتهم الفضائية كلها تقوم بمراقبة هذه المناطق، لا توجد طائرات للكرد، وليس لديهم دبابات ولا جيش، لماذا ستهاجم تركيا؟ علاوة على ذلك، لم يأتوا لمهاجمة تركيا، لقد حاربوا ضد داعش، هاجمتهم داعش وهم قاوموا ضدها، قاتلوا ضد داعش، قاتل التحالف مع الكرد ضد داعش.
إدارة اعتمدت على التدمير
لا يوجد أحد في العالم اعد تقريراً بأن الكرد هاجموا تركيا من سوريا، تريد تركيا دائماً إبقاء سوريا وكرد سوريا تحت الضغط بأخبارها الكاذبة ومفهومها وتهديداتها وابتزازها، تقوي داعش وتفتح لها الطريق، وتنشر عدم الاستقرار وعدم الثقة والرعب والفوضى في سوريا وروج آفا، وتفرض الهجرة على السكان، وفي الداخل، تقوم بإثارة الفتنة والاغتيالات والهجمات التجسسية، يفعلون كل ما يلزم لتدمير المجتمع، تفعل كل ما من شأنه يسيء للجوار، لا يوجد منطق لهذا، هذا ظلم، كل هذا العداء والظلم، الكرد لا يريدون شيئاً من تركيا، ليس لديهم مطالب، يقولون اتركني وشأني، لا تقتلني، لا تقترب مني، اريد ان اعيش ضمن المجتمع السوري، لدينا مشاكل داخلية وسنحلها بالوسائل الديمقراطية، سنتفق ونتحد، لا توجد مشكلة في سوريا لا يمكن حلها، حتى إذا كانت هناك مشكلة، فسيتم حلها، لأن هؤلاء هم أبناء نفس الأرض، لديهم قرارات مشتركة، سوف يعيشون معاً.
يقول النظام فليكن كما كان من قبل، يقول الشعب في مناطق الإدارة الذاتية أيضًا إنه يجب أن تكون هناك ديمقراطية، هذه ليست مشاكل لا يمكن حلها، ولكن تركيا ركزت على التدمير والحرق، لقد أسست عقلها وروحها ومفهومها على الشر ونشرته في محيطها.
نعم، لهذا السبب يجب على الدوائر الديمقراطية واليسارية والاشتراكية في تركيا، وكذلك جميع فئات الشعب الكردي، وخاصة الشباب والنساء، تعزيز تنظيمهم ورفع أصواتهم ضد هذا الازدراء والاستخفاف والقمع والانتقام والعداء، هناك بالتأكيد مقاومة ووعي، لا يمكننا أن نرى موقف المجتمع هذا صغيراً، هناك مقاومة ضد مثل هذه الهجمات الفاشية في كل مجال من مجالات الحياة، لكن يجب أن ندمر هذا الشيء بسرعة ونتعداه، لأنها تسبب الدمار، فإنها تسبب الضرر.
بالتزامن مع المقاومة في الجبال، هناك إدارة طوارئ في المدن الكردية، ما هو نوع الهجوم على المجتمع الكردستاني...؟
نعم، تقوم الكريلا بدورها في الحرب، لكنها تحمل عبئاً ثقيلاً، مارست تركيا ضغوطاً كبيرة على الشعب في شمال كردستان، قالوا إنهم حققوا انتصاراً كبيراً في حرب الخنادق وحرب المدن، قتلوا مئات الأشخاص، تركوا القانون جانباً، لا يسمحون للشعب بالتنفس وتنظيم أنفسهم، يزجّون كل من يتحرك في الجامعات والأماكن المدنية من المجتمع، في السجون.
في أماكن مثل جولميرك ووان، تم حظر المسيرات والاجتماعات والتظاهرات منذ سنوات، رسمياً لم تعلن حالة الطوارئ في هذه المناطق، لم يتم الإعلان عن الإدارة القاسية، تم تعليق الحقوق القانونية والقوانين، أعلن المحافظ أنه تم حظره لمدة 15 يوماً، وتم تمديده لمدة 15 يوم آخر، لا أحد يعترض على هذا، من خلال المخدرات والدعارة والتجسس والنفي والهجرة إلى المدن الغربية من تركيا، وتشجيع الانضمام إلى نظام حراس القرى، يريدون توريط كل الناس في الجريمة ولديهم عداء كبير تجاه الكرد، هذا العداء لا يتعلق فقط بقتل الكرد، عندما يقارن المرء عدد الذين استشهدوا في الجبال والذين قتلوا في المدن، يكون عدد القتلى في المدن أكبر، عندما تورط الشعب في المخدرات وتجعلهم مدمنين، فهذا يعني أنك تقتلهم، لم يعد بإمكان هذا الشخص العيش في المجتمع، سيفقد أرضيته الاجتماعية، سوف يتدمر المجتمع وينهار من الداخل، تركيا تريد إكمال الإبادة، تريد تدمير المجتمع الكردي والأمة الكردية بالقتل والمضايقة والطرد والتهجير والخضوع والعبودية القسرية والتجسس والدعارة والمخدرات، تقول إنه لا ينبغي أن يكونوا معاً، ولا ينبغي أن يكونوا قادرين على النظر إلى وجوه بعضهم البعض، الروابط الروحية والتضامن الإنساني والتعاون والبحث عن الحقوق والعدالة والضمير تلغي كل هذه الأشياء، بعد كل شيء، هدف الحرب النفسية هو القلب والعقل، لا يستطيع الأشخاص الذين أعمى ضميرهم التمييز بين الصواب والخطأ، ولا يمكنهم التفكير بوضوح واتخاذ القرارات الصحيحة، لهذا السبب يكذبون كثيراً وينفقون مليارات الدولارات ويفعلون هذه الأشياء حتى لا يرى المجتمع الأشياء الصحيحة ولا يتصرف وفقًا للأشياء الصحيحة والحقوق والعدالة.
في هذا الصدد، دخلت تركيا في خراب كبير، إذا كنت تعتبر الكرد غير موجودون، وتسحقهم، وتترك المجتمع الكردي بلا إرادة وتجعله بلا ضمير، وتستخدم موارده لأشياء سيئة، وتغض الطرف عن الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم ضد الكرد ولا تقبض عليهم، فلن يبقى لا مجتمع تركي ولا وجود كردي سليم، سوف يهترئ كل شيء، أردوغان يتسبب في اهتراء كل مكان، كما أنه يدمر العلاقات على الساحة الدولية.
لماذا تصمت بعض التنظيمات الكردية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني عن هذا الوضع...؟
بين الكرد، هناك شركاء مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، هذا هو الألم في حد ذاته، الآن تهاجم تركيا جنوب كردستان كل يوم، تقلع طائرة وتهبط أخرى، تركيا تتحدث عن خطتها المتمثلة في إنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً في سوريا، تنفذها في العراق، تريد السيطرة على الحدود بأكملها، لقد أسست عشرات القواعد العسكرية، تحرم الحياة على السكان المدنيين في مناطقهم، تفرغ القرى، الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) يسمح بذلك، ويلقي باللوم على حزب العمال الكردستاني، لا يقول أي شيء لتركيا، بالرغم من العدد الهائل من المدنيين القتلى، فهو لم يبعث برسالة تعزية إلى عوائلهم.
يسمونها "عملية المخلب"، أي أنه يريد تشديد الحدود على الكرد، وفصل الشمال والجنوب وتدمير مناطق الكريلا هناك، يقول إنني سأقفله، في الواقع، قبل القيام بذلك، فقد أغلق فم البارزاني، لاحظوا أن القفل الرئيسي قد وُضِعَ على فم البارزاني، أفواههم لا تفتح، إنهم حتى لا يقولون كلمة واحدة لصالح الشعب الكردي، لقد أصبحوا بكم، في نفس الوقت، وفي الخفاء يريد ان تنتصر تركيا هناك، ويتم تفريغ المنطقة من مقاتلي الكريلا والقضاء عليهم وتسليم كامل جنوب كردستان لدولة الاحتلال التركي الفاشية.
الآن يعطي السلاح للتركمان، حيث هناك أعمال التجسس بين التركمان منذ سنوات، يثيرون الفتن داخل العراق، يقولون إذا سحقنا الكرد وقضينا على روج آفا واستقرينا بقوة في جنوب كردستان، فربما يمكننا احتلال كركوك والموصل، هذا ما يسعون إليه، إنهم لا يعلنون ذلك الآن، لكن له علاقة بهجمات الاحتلال، إذا نجحوا في هذه الهجمات، فسوف يستقرون هناك، وباستخدام التركمان، سوف يسيطرون على كركوك والموصل، يقول الزعيم الفاشي أردوغان إن "كركوك تركية"، لا يقبل بوجود الكرد هناك، بالطبع اخذوا كركوك من ايدي الكرد، وأمام أنظار أهالي جنوب كردستان، اتفقوا مع بغداد وإيران فيما يسمى بعملية الاستفتاء وأخذوا كركوك وكرميان بالكامل من الكرد، وحتى الآن يقومون بتوطين العرب في المناطق الكردية في كركوك، ويطردون الكرد من هناك، وكثيراً ما يكون هذا النوع من الأخبار على جدول الأعمال.
لم تصدر تركيا أي بيان في أي مكان في العالم وقالت فيه إن الكرد يتعرضون للظلم، لم تقدم الدعم للكرد في أي مكان، لا يهم أي جزء كان، لأنه أكبر عدو، ويقود العداء للكرد، يريد اشراك كل الدول ودول الجوار في العداء تجاه الكرد، وإلا فلماذا تذهب للحوار مع بشار الأسد؟ ماذا ستقول له؟ هل ستقول: أنا آسف، سأدفع تعويضات، لقد نهبتُ مصانعكم، ودمرتُ آثاركم التاريخية، ونهبتُ نفطكم، في عفرين سرقوا الأشجار والزيت، نحن حزينون؟ هل ستقول "جيوشنا تنسحب، نحن ننهي الاحتلال، لقد ارتكبنا خطأ وقد فهمنا؟" لن تفعل أي شيء من هذا القبيل، إنه يريد فقط أن يقول: "بهذه الأساليب، وبالتعاون مع الولايات المتحدة وروسيا، استولينا على عفرين وسري كانييه، لكننا لم نستطع القضاء على الكرد، بقيت مناطق الإدارة الذاتية صامدة، أنت من البر، وأنا من الجو، سنقوم بتضييق الخناق عليهم وتصفيتهم، والقضايا الأخرى ستكون محل المساومة"، أردوغان يكون وبالاً أينما ذهب، لم يتكلم أبداً بشكل جيد، ولا يقترب من العدالة والقانون ووجود الشعوب بمساواة واحترام، عندما تكفي قوته، يفرض ويضغط، أثناء احتلال عفرين وسري كانييه، انتقدت جامعة الدول العربية تركيا وأدانت الاحتلال، تحدث أردوغان بغطرسة كبيرة، واستخف بالعرب، وقال إنه لا قيمة لهم، قال: إذا جمعت كل الدول العربية معًا فلن تكون مثل تركيا.
هذه ليست كلمات بديهية، لأنه ليس قادمًا جديدًا، لقد كان يدير الدولة منذ عقود، آلية الدولة بين يديه، لقد وضع السلاح والجيوش بين يديه، وهو ينشر العنف والعسكرة والقمع في العالم، إنه يجمع العصابات من حوله وينشرها في جميع أنحاء العالم، تركيا الآن هي مركز الإرهاب في العالم، مصادر الإرهاب والصلات والتمويل والتدريب والملاجئ كلها تمر من تركيا، الجماعات المسلحة، العصابات الإرهابية، داعش، النصرة، الجماعات المسلحة التي أتت من آسيا ولا يمكنها أن تحمي نفسها في أية دولة، لا تستطيع تركيا أن تقول إن هذه العصابات تحمي نفسها في سوريا، ولأنهم لا يستطيعون البقاء في سوريا، لا مناطق الإدارة الذاتية ولا بشار الأسد يقبلان بذلك، ويقاتلون ضدهم، يحمون أنفسهم في المناطق التي تحتلها تركيا، تركيا تحتضنهم، لم يتم عمل أي شيء عن طريق الخطأ، إن الداخل التركي ممتلئ، ومن غير الواضح ما الذي سيفعلونه في المستقبل.
بعد تهديد أردوغان لروج آفا، بدأت الدبلوماسية في الساحة الدولية، الدولة التركية تحاول إيجاد شركاء للاحتلال، كيف تقيمون هذا؟
تجري تركيا محادثات مع بوتين وإيران، إنه يحاول تشكيل تحالفات ضد حزب العمال الكردستاني، تطالب بالدعم للقضاء على روج آفا، تريد وضع خطط غزو جديدة معهم، لكن أردوغان لم يتحدث أبدًا عن النصرة في وسائل الإعلام أو أمام الرأي العام، ولا يكشف عن سبب قيامها بحماية الجيش التركي في إدلب، قال بوتين: "دعونا نحارب الإرهاب معاً، وننظفها، وننسق معاً"، حينها كشف أردوغان، ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي يفهمه أردوغان هو الكرد ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، لم يذكر أسماء عصابات وتنظيمات مثل النصرة.
يقول إنه يعلن للعالم، يُزعم أنها أعلنت منطقة بعمق 30 كيلومتراً من الحدود السورية "منطقة آمنة"، على أساس أنه سيسيطر عليها، ولن يبقى الكرد هناك، ولن يبقى هناك إرهابيون، والذي يقصده هو الكرد، إذا كان هناك إرهابيون في عفرين الآن، فهم مرتزقته، لماذا لا يسمح للكرد بالعودة إلى ديارهم؟ ويعتبرها أرضه الخاصة، وملكه الخاص ويقوم بسرقة الأشجار والغابات، أصبحت عفرين مكان للاغتصاب والسرقة لسنوات، لا يمكن للكرد العيش في المنطقة التي تحتلها تركيا، جمعت القوات المتوحشة حولها وهي تهاجم الشعب في كل مكان، عندما يكون في ورطة، يقول "سأدمر ممر الإرهاب"، وليس الكرد، لماذا دائماً يصور الكرد على أنهم إرهابيون؟ لماذا لا يُرى إرهاب تركيا أبداً، هل إرهاب تركيا مشروع؟ لقد احتلت دولاً مختلفة، وهي تحاول تفريق سكانها وتهجيرهم بالقوة وتوطين الهويات حسب رغبته.
أمام أنظار العالم، وبكل وضوح يمارس الاضطهاد، يتم تقديم هذا تحت اسم سياسة الدولة، بعد المزاودات السرية مع روسيا وحلف شمال الأطلسي، يقول الآن للنظام، "دعنا نجتمع وننظف المنطقة من الكرد معاً ثم نتفق على مشاكل أخرى"، لا شك أن العصابات التي جمعها حوله باسم المعارضة السورية تشبه حصان طروادة، يدفعهم للقتل وإلى الأمام ويغزو سوريا، لا يمكن لتركيا أن تقبل بقتل جنودها، على الرغم من أنها تخفي ذلك في البلاد، إلا أنها بالتأكيد مشكلة كبيرة، إنه لا يعرف ما يحدث في تركيا، يمكن للمعارضة أن تلعب السياسة، لكنهم جميعاً شركاء في الجريمة، 90٪ من الصحافة التركية في أيدي حزب العدالة والتنمية، الآن يموت العديد من الجنود في الجبال، ونادراً ما يتم مشاركة عددهم، الشعب التركي لا يتابع القنوات الإعلامية الكردية، لذلك ، فهو ليس على علم بالوضع، بعض الأشخاص الذين يتابعون الوسائط الرقمية على دراية بالموقف، لكن المشكلة الكردية أصبحت حساسية الدولة والمجتمع.
يريد أن يقول، دعونا نضع الحقوق والقانون والعدالة جانبًا، ونسحق الكرد، ونغرقهم باسم العلمانية والحرية، بالطبع العالم يمارس النفاق، حزب الشعب الجمهوري الآن يعارض أردوغان، إنه يستعد للانتخابات بالاتفاق مع 6 أحزاب، يقيّم المشاكل الاقتصادية والتضخم، على سبيل المثال، ندد بالهجوم الأخير على المعلمين، ولكن عندما يتعلق الأمر بالكرد، يلتزم الصمت، في تركيا، عندما لا يوجد فيول الطائرات أو المروحيات لإطفاء حرائق الغابات، يقيمون القيامة، ولكن عندما تحترق الغابات في كردستان، ويتم قطع ملايين الأشجار في بستا وعفرين، ويتم قصف القنابل في كردستان الجنوبية كل يوم، فإنهم لا ينطقون بكلمة واحدة.
قولهم بأننا سنقيم علاقات مع دمشق
تركيا قصفت زاخو وقتلت 9 أطفال عرب ومدنيين، في العراق، تسببت في استياء كبير، نظر أردوغان في عيون الجميع بوجهه المزيف الكلاسيكي الكاذب وقال: "لم نفعل ذلك"، أدين بجريمة، ومع ذلك، فإن المعارضة التركية، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري المعارض البرجوازي، لم يقل "لماذا نفعل هذا؟" ماذا ستكون نهاية هذا، لماذا جعلنا دول الجوار منطقة حرب ضد الكرد، نذهب ونأتي، يقول كليجدار أوغلو: سنلتقي بشار الأسد ونلتقي بجيراننا، سوف نرسل السوريين بالطبول والمزامير، حسنًا، كيف سترسلهم؟ جيشك هناك، لقد قمت باحتلال المنطقة، يعني أليس للمعارضة كلمة في موضوع الاحتلال هذا؟ هل هذا شرعي؟ إذا انتصرت، هل ستسحب يدك من بلد جارك، ولن تكون معادياً، وستسحب جيشك، لقد بنيت هناك جيشاً منفصلاً باسم "الجيش الوطني السوري" ضد عشرات الآلاف من الأشخاص، وضد جيش دمشق، لقد احتليت المناطق التي دخلتها، ثم تقول إن اللاجئين السوريين عبء علينا، هذا يعني، استخدم أردوغان هذا النهج، لكن العمل استمر لفترة طويلة، ولم يستطع تحقيق النتيجة، ولم يستطع إزاحة الأسد، الآن دعونا نلقي به على الأسد ونعيده، ستحل القضية.
دخل وضع اللاجئين السوريين مرة أخرى على جدول الأعمال بتهديدات الاحتلال، ما هو تأثير اللاجئ على التوازن الداخلي والخارجي لتركيا؟
الآن يؤثر على التوازن الداخلي، يقولون إن الجنسية التركية مُنحت لمليون لاجئ سوري، يريدون استخدام هذه في موازنة السياسة الداخلية، على أساس أنهم يحتضنون السوريين، كل هذا كان لغرض سياسي، الشعب العربي في سوريا تعرض لإذلال شديد، تم استخدامه كقوة عاملة رخيصة، لم يتم توطينهم في مكان ما، ولم يتم توظيفهم بحقوقهم الاجتماعية، لقد تم توزيعهم، وعملوا في أسوأ الوظائف بثمن بخس، بعض الناس يتفقون مع هذا، إذا اختفت هذه القوة العاملة الرخيصة، فسوف يعاني الاقتصاد التركي، جعلها موضوع مزاودات ضد أوروبا، جعلت من أوروبا أسيرة لابتزازاتها، لقد جعلت الدول الأوروبية لا تصوت ضد انتهاكات حقوق الإنسان والحروب والمجازر والاغتصاب في تركيا، كانت تركيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي، وستطبق معايير كوبنهاغن، والآن يحدث العكس.