أشار الرئيس المشترك لبلدية كايابنار، كسن إلى أنه من اللافت للنظر أن الأنشطة البعيدة عن النسيج التاريخي والثقافي للكرد تتم في المدن الرئيسية، وحذر: "إنهم يحاولون استيعاب ذاكرة الكرد ومواجهتها للإبادة الثقافية".
استمرت سياسات الإبادة الاجتماعية التي تنتهجها الدولة التركية في كردستان، والتي بدأت تتسارع خاصة بعد عام 2015، على الوكلاء المعينين من قبل حزب الشعوب الديمقراطي على البلديات، في كل يوم تقريباً، يتم تنظيم الأنشطة بعيداً عن النسيج التاريخي والثقافي للكرد تحت اسم "احتفالات صيفية" أو "الأنشطة الاجتماعية" أو "المهرجانات" في مدينة من مدن كردستان، ومن المثير للاهتمام أيضاً أن هذه الأنشطة تتم في المدن الكبرى مثل آمد، وان، ماردين وآغري،و من خلال عروض الأزياء، والترويج للعلامات التجارية المشهورة عالمياً والفنانين الأتراك الذين يديرون الثقافة الشعبية، فهم يحاولون استيعاب ذاكرة الكرد و ومواجهتها للإبادة الثقافي ".
وفي ذات السياق قيّم الرئيس المشترك لبلدية تابعة لحزب الشعوب الديمقراطي، داوود كسن، مشاركة وكلاء الحكومة في سياسات الإبادة الاجتماعية والأنشطة التي ينظمونها.
وأشار كسن إلى أنه في هذه العملية، تحت مسمى الأنشطة الصيفية، تم تنفيذ أنشطة لا تخاطب ثقافة المدينة والمنطقة، ولفت الانتباه إلى أنه على الرغم من أن لغة المدينة هي اللغة الكردية، إلا إنه لم يتم منحها مكاناً أبداً، وقال كسن إن ما يتم فعله لا يختلف عن سياسات الاستيعاب التي جرت في المنطقة خلال العهدين العثماني والجمهوري، وتابع، "في الوقت الذي دخلت فيه سياسات التتريك حيز التنفيذ مرة أخرى، في عام 2019 ، اختل توازن هذه المدينة والبلديات بسبب الوكلاء، لقد تركنا سنة ثالثة خلفنا لكننا تركنا وراءنا خسارة كبيرة، هذه حقيقة لا تتناسب مع ثقافة ولغة الشعب، في وقت كان من الضروري تسليط الضوء على هذه اللغة والثقافة بشكل أكبر، ولكن يتم القيام بأشياء ليس لها أية صلة".
سياسات الاستيعاب لا تزال سارية المفعول
كما لفت كسن الانتباه إلى حقيقة أن الشعب الكردي وصل إلى مستوى معين من الوعي، وقال: "الكرد يعرفون جيداً من هم ومن أين أتوا وما المجتمع الذي ينتمون إليه، أي أن عقلية الاستيعاب هذه يجب أن تقبل هذا الآن، على سبيل المثال، مؤخراً وقف وزير وقال إنه حتى لو تم ذكر كردستان في مكان ما ولو في إفريقيا، فلن أقبل ذلك، عندما ينظر المرء إلى العالم، فإنهم يرون أن الظروف الحالية تتغير، هذا التغيير لصالح كل الشعوب والكرد الذين يعيشون في تركيا، ولا يزال تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يحاول منع الأنشطة الثقافية والمؤسسات المدنية من خلال سياسات الاستيعاب، وعدم السماح للكرد بالحفاظ على ثقافتهم حية والإصرار على تجاهلها".
سيقدم الشعب رداً عن ذلك في الانتخابات
وصرح رئيس بلدية كايابنار، كسن، أن الدعارة والمخدرات منتشرة في المنطقة، وقال إنه من الواضح من الذي سلط الضوء على ذلك، وتابع: "المجتمع يرى هذا ويظهر رد فعله بوضوح، لكن للأسف، عندما ننظر إلى وسائل الإعلام التركية الحالية، فإنها لا تغطي هذه القضايا مطلقاً، هذه السياسة، هذه العقلية، التي لا يتم التعبير عنها إلا من قبل بعض وكالات الأنباء الموجودة، تدل على أنهم في الواقع يضعون الإعلام تحت سيطرتهم، مشكلة أخرى هي أن هناك سياسة مخدرات خطيرة للغاية في المنطقة، ومن الممكن مواجهة المخدرات في كل زاوية شارع تقريباً، وفي مواجهة هذه السياسات، سيقدم الشعب رداً عن ذلك في الانتخابات".