شيّع، اليوم، أهالي مقاطعة الحسكة كوكبة من الشهداء الذين استشهدوا جراء هجمات المحتل التركي على شمال وشرق سوريا، وهم أعضاء في قوات مكافحة المخدرات (صالح يوسف، ولورنس عبدي، ومناف سمير، وعبد الله العليوي، وعزيز عبدو)، الذين استشهدوا جراء قصف الاحتلال التركي لأكاديمية مكافحة المخدرات في منطقة كوجرات بريف ديرك في الـ 8 تشرين الأول الجاري، والمواطن اسكندر حسو الذي استشهد في قصف الطيران التركي على معمل القرميد في مدينة الحسكة في الـ 4 تشرين الأول.
واستلم المشيعون جثامين الشهداء من أمام مجلس عوائل الشهداء، واتجهوا بموكب مهيب صوب مزار الشهيد دجوار في قرية الداوودية بمدينة الحسكة. وشارك هناك المئات من أهالي مقاطعة الحسكة بكافة نواحيها ومكوناتها من كرد وعرب وسريان في المراسم.
بدأت مراسم التشييع بالوقوف دقيقة صمت، تلاها كلمة باسم مجلس عوائل الشهداء في مدينة الحسكة ألقتها عضوة المجلس فاطمة العلي، وعزّت ذوي الشهداء، وقالت: "جيش الاحتلال التركي مع مرتزقته يهابون المواجهة المباشرة مع قواتنا، ولهذا يلجأ إلى أساليب قذرة كالطيران والمسيّرات".
عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي فيدان حسو، شددت في كلمة لها على دور الشهداء البطولي في بسط الأمن والأمان وقالت: "نشيع اليوم كوكبة من الشهداء من ديرك حتى الشهباء، فالمقاومة التي بدأنا بها لن تزول، لأن شهداءنا ضحوا بأغلى ما لديهم للحفاظ على مكتسبات هذه الثورة العظيمة".
ومن جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، العميد علي الحسن، أن 29 شهيداً من أبناء شمال وشرق سوريا كانوا يتلقون تدريبات لمكافحة آفة المخدرات التي تحاول الجهات المعادية إدخالها إلى مناطق شمال وشرق سوريا لتخريب المجتمع ونشرها بين أبناء وبنات هذا المجتمع.
وأكد علي الحسن أن: "استهداف أكاديمية مكافحة المخدرات إضافة إلى استهداف البنية التحتية من ماء وكهرباء والمدنيين العزل، ما هو إلا استهداف ممنهج، ويبين حجم الحقد الذي تشنه آلة القمع التركية على عموم مناطقنا".
وأوضح الحسن أن الاستهداف المباشر لأكاديمية مكافحة المخدرات هي لكسر معنويات مكونات المنطقة من أجل نشر الفوضى. وقال: "إن التاريخ يكتب بالدم لا بالحبر، وعلّموا أطفالكم أن ثمن الأمان هو الدماء الطاهرة".
وعاهد المتحدث الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، علي الحسن، دماء الشهداء وأنهم مستمرون على عهد الشهداء: "باقون على هذه الارض وباقون جيلاً بعد جيل، وسنكون الدرع الحامي لهذه المجتمع".
وبيّن وجيه قبيلة الجبور أنهم متماسكون ولا يستطيع أحد أن يفرق شمل مكونات المنطقة.
وبعدها قرأت عضوة مجلس عوائل الشهداء روجدا أحمد، وثائق الشهداء وسلمتها لذويهم. ومن ثم وُري جثامين الشهداء (صالح يوسف، ولورنس عبدي، ومناف سمير واسكندر حسو) في مزار الشهيد دجوار، ونقل جثمان الشهيد عبد الله العليوي إلى مزار الشهداء في ناحية الشدادي، أما جثمان الشهيد عزيز عبدو فقد نقل إلى مزار الشهداء في ناحية تل حميس ليوارى الثرى هناك.