"أولئك الذين قاتلوا ضد داعش يتعرضون للخيانة"

قالت سارة لوكاروني، مؤلفة كتاب "نور شنكال" أن ما يحدث في كردستان اليوم هو أحد نتائج الشر الذي لا نهاية له الذي افتعلته الروح الاستعمارية الغربية في هذه المنطقة، أولئك الذين هزموا داعش يتعرضون للخيانة".

أصبحت مجزرة شنكال التي نفذها تنظيم داعش في 3 آب 2014، والأحداث التي وقعت جراء المجزرة موضوع أعمال فنية وأدبية، أحد الأشخاص الذين عملوا على أحداث الـ 74 هي الكاتبة والصحفية الإيطالية سارة لوكاروني، سارة، التي ذهبت إلى المنطقة بعد هجمات داعش وعملت صحفية، كتبت كتاباً بعنوان ('La luce di Singal. Viaggio nel genocidio degli Yazidi')  (نور شنكال، رحلة إلى إبادة  الإيزيديين) وتم نشر الكتاب منذ فترة قصيرة، وتحدثت سارة لوكاروني لوكالة فرات للأنباء عن كتابها.

واوضحت أولاً عملية اتخاذ القرار لإعداد الكتاب وقالت: "عندما استولى تنظيم داعش على سهل نينوى، تأثرت كثيراً بصور الناس الذين يفرون يائسين من جبل شنكال سيراً على الأقدام دون أن يحملوا أي شيء، وكانوا إيزيديين، كان ذلك في آب 2014.

وذكرت أنه منذ ذلك الحين وهي تحاول الحديث عن هذه الأقلية التي تأثرت بشكل كبير بفكرتها عن التفاؤل والسلمية والأخوة بين الشعوب.

وعن مصادرها للكتاب قالت سارة لوكاروني: "لقد استخدمت المصادر المباشرة فقط، الكتاب عبارة عن مقابلة ويتحدث عن رحلتي الأولى إلى شنكال، وبعد اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة، انطلقت للوصول إلى كردستان العراق ومجموعة المقاتلين الذين يحاربون داعش من وجهة نظر الإيزيديين، التقيت برؤساء القرى، والنساء اللاتي تم اختطافهن وتمكن من الفرار، والناجين من المجازر، ورجال الدين، واللاجئين الذين يعيشون في المخيمات الذين كانوا يحاولون يائسين الحصول على أخبار من أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم المختطفات، كل ذلك شكل مصدراً لكتابي".

بالنسبة للسؤال: هل ترك المجتمع الدولي المجتمع الإيزيدي بمفرده؟ قالت سارة لوكاروني: "نعم، ربما يكفي أن نقول إن مرتكبي الجرائم بحق الإيزيديين والإيزيديات لم تتم إدانتهم من قبل أحد، ألمانيا هي الدولة الوحيدة التي أدانت عضوين سابقين في داعش بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومع ذلك، فإن معظم أعضاء داعش موجودون في السجون التي يسيطر عليها الكرد، وزوجاتهم وأطفالهم في مخيم الهول في سوريا، والعديد من الدول الغربية لا تستعيد مواطنيها المجرمين وتحاكمهم أو تعيدهم إلى بلدانهم بطريقة بطيئة، بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك مقابر جماعية في شنكال يجب تنقيبها، لقد مرت 10 سنوات، ولا يزال أكثر من 2000 شخص مختطف في عداد المفقودين، ولم يتمكن سوى عدد قليل جداً من العائلات من العودة إلى ديارهم، لم يفعل سوى عدد قليل من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية أي شيء ملموس لإعادة الإعمار، هذا نادر جداً".

وأشارت الكاتبة أن منطقة شنكال منطقة استراتيجية والجميع يريد أن يرفع علمه هناك، وقالت: "يجب أن تنتمي شنكال إلى أولئك الذين عاشوا هناك منذ مئات الآلاف من السنين، يجب أن يكون الإيزيديون وجميع الأقليات في سهل نينوى قادرين على تقرير مصيرهم بشكل مستقل، دون أي تأثير خارجي.

ونتيجة لذلك، يجب أن يكون لهم تأثير سياسي، بعض الناس يتحدثون عن كونهم تحت رعاية الأمم المتحدة، لا أعرف إذا كان هذا هو الحل، في ضوء الإخفاقات الأخيرة للقانون الإنساني في غزة.

وفيما يتعلق بهجمات الدولة التركية على شنكال، قالت الكاتبة: "تركيا خطيرة جداً، إنها تلعب على العديد من السيناريوهات ولا تقدم ضمانة سياسية على الإطلاق، فهي ترى حزب العمال الكردستاني عدواً يجب هزيمته بأي ثمن، بل إنها تستهدف العديد من المدنيين الأيزيديين في شنكال الذين لا يعتنقون قضية أي حزب أو جماعة مسلحة، وهذا النهج الذي تتبعه الدولة التركية يمثل مشكلة كبيرة ولن يتم حلها على المستوى القريب".

وفي نهاية حديثها، قالت سارة لوكاروني: "لقد كان مقاتلو  حزب العمال الكردستاني فعالين في هزيمة داعش، لقد تصرفوا بشكل بطولي في ضمان الأمن في ساحة الحرب وخارجها، ومع ذلك، فإنهم ما زالوا يتعرضون للخيانة من قبل جميع الجهات الفاعلة العاملة في الشرق الأوسط، وللأسف، فإنهم يتحملون الآن العبء الضخم المتمثل في حلمهم في رؤية الاعتراف بأراضيهم المستقلة، كل ذلك بمفردهم، وهذا الوضع هو واحد من مظالم التاريخ العديدة وعواقب الشر الذي لا نهاية له الذي ألحقته الروح الاستعمارية الغربية بهذه الأراضي".