وتحدثت الأستاذة الجامعية في جامعة السليمانية، روشانا جمال محمود، التي تعمل منذ فترة طويلة حول جرائم الإبادة الجماعية وتحضر أطروحة بشأن الإبادة الجماعية للإيزيديين، لوكالة فرات للأنباء-ANF .
وأشارت الأستاذة الجامعية في جامعة السليمانية، روشانا جمال محمود، إلى أنه وبحسب القانون الدولي، يُحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، وقالت: "إن الأنظمة العسكرية تلجأ إلى استخدام هذه الأسلحة منذ تاريخ حظر استخدام هذه الأسلحة، والعديد من هذه الدول وقعت على تلك المعاهدة، أو أنها تنتهكها.
"اتضح بالدلائل والوثائق أن الجنود الأتراك استخدموا الأسلحة الكيماوية"
وذكرت الأستاذة روشانا بأن استخدام الأسلحة الكيماوية لإبادة الشعب الكردي، هو أمر واضح ولا يزال مستمراً حتى الآن، وقالت: "إن الوضع الحالي في جنوب كردستان يؤكد هذا الأمر، فحتى السيدة شبنم كورور فينجانجي أدلت بتصريح وذكرت أنه يتضح من الوثائق والدلائل التي ظهرت أن الجنود الأتراك استخدموا الأسلحة المحظورة، حيث اُستخدمت معظم هذه الأسلحة على الخط الحدودي المحاذي لشمال كردستان."
ولفتت الأستاذة روشانا جمال محمود الانتباه إلى الهدف من استخدام الأسلحة المحظورة، وقيّمت قائلةً: "إن استخدام الأسلحة الكيماوية والأسلحة المحظورة هو السلاح الرئيسي من أجل التدمير والإبادة الجماعية الكاملة لمجموعة أو شعب، حيث يمكن أن تفضي عليهم خلال فترة قصيرة والحصول على النتيجة المرجوة، فبدلاً من إرسالها لهذه القوة وتجميعها للقيام بالقتل، يمكنها بهذه الطريقة القضاء عليهم مرة واحدة.
"تبقى تأثير الأسلحة الكيماوية على المدى الطويل"
ويستمر في الوقت الحالي، جريمة إبادة الشعب الكردي بأشكال مختلفة، حيث يسعون من خلال هذه الهجمات إلحاق المزيد من التدمير به، ويمكنهم من خلالها أيضاً، تحقيق النتيجة المرجوة في وقت قصير وإفراغ المنطقة من هذه القوى والأطراف، ويمكنها فرض السيطرة على المنطقة خلال فترة قصيرة، حيث إن نموذج حلبجة كان بنفس الطريقة، وإن تأثير وآثار استخدام الأسلحة الكيماوية مازالت حاضرة وتبقى لفترة طويلة."
"يدمرون البيئة، لكي لا يقدر الإنسان العيش فيه"
وقالت الأستاذة روشانا جمال محمود حول تأثير الأسلحة الكيماوية على الطبيعة والبيئة: ""يقومون من خلال هذه الأسلحة بتدمير البيئة حتى لا يتمكن الإنسان من العيش فيه، حيث يقومون باتباع نهج قائم على سياسة تدمير البيئة، وإن من أهداف استخدام الأسلحة الكيماوية، هو أن يستمر تأثيرها لفترة طويلة، ويكون لها تأثير أيضاً حتى على الأجيال الجديدة."
وأوضحت الأستاذة روشانا جمال محمود بأنه تم القضاء على اشخاص كثيرين ممن امستخدموا الأسلحة الكيماوية، وقالت بهذا الخصوص: "لقد تم القضاء على قسم كبير من نظام صدام حسين في العراق، على الرغم من بقاء البعض الذين يحاولون زعزعة استقرار المنطقة."
"يجب أن نقوم بأنفسنا إيصال الوضع إلى الساحة الدولية"
وفي النهاية، قالت روشانا: "ليس فقط الدولة التركية من الدول الفاشية التي تقوم بتبرير حق استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المجموعات التي تصفها بـ "الإرهابيين"، فالدولة التركية تصف الكرد أيضاً بأنهم "إرهابيين"، وتبرر لنفسها حق استخدام الأسلحة الكيماوية بشتى الطرق، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن نقوم بإيصال هذا الموضوع إلى الساحة الدولية، فعلى الرغم من القيام ببعض الأعمال في الخارج، إلا أنها لا تزال ضعيفة على الصعيد الداخلي، حيث لم تبذل الجهود الحثيثة حول هذه القضية في إقليم كردستان والعراق، يجب أن تصل هذه القضية إلى الساحة الخارجية للبلاد، ويجب أن نقوم بذلك بأنفسنا، وأن نعمل عليها ونوصلها إلى الساحة الدولية."