عاشقات الحرية ورسل الحب الحقيقي.. آفرين، كوجرين،آخين وروزا

لن ينتهي الأمل أبدًا؛ حتى لو لم يبقَى إلا شخص واحد يتبنى النضال باعتقاده أنه إذا حدث ذلك في هذه الأرض القديمة، فستكون الحياة على هذه الأرض حرة، لقد اكتنزوا هذه الحقيقة من الحكماء منذ البعيد.

"أحياناً في منتصف الليل؛ وأحياناً في الصباح، أحياناً بعد العواصف؛ وأحياناً مع آمال كبيرة بقدوم الربيع، كانت مسيرة الكريلا تبدأ، كان اسمها مسيرة الحب والحرية، ومن هنا؛ بدأت الرحلة المشرقة لكوجرين، آخين، آفرين وروزا".

"هذا الطريق سيقودنا إلى أصعب المعارك، وإلى ساحات القتال حيث آلاف قصص المقاومة، ولن نبرح حتى نبلغ مراكز المقاومة بخطوات جارية تهتف بالحياة".

أصبحن شركاء خبايا وأسرار الجبال

كان لكل واحدة منهن قصة مختلفة بمثابة استمرار لبعضهن البعض، لقد ذهبن جميعاً إلى الجبال بحثاً عن أمل للغد، وكان لون السماء يتغير مع رحيلهن مع كل مطلع فجر، أحلامهن زينت السماء الزرقاء بلون الحرية، في الليالي الباردة، بين الأضواء والنور، اعتنقن الحب وانطلقن نحو الليالي الجبلية الغنّائة، كانت كل رحلة بداية جديدة، كانت الرحلة وجهةً نحو الأمل، أيستطيع الظلام أو القنابل المتساقطة من السماء أن توقفهن؟ من يستطيع أن يوقف السعي نحو حياة حرة نبت من وسط النار؟ لقد تركن الظلام وراءهن ونشرن النور في جميع أنحاء الجبال، وأينما وطأت أقدامهن، حملن دائماً معهن الإيمان والأمل، إنهن رفاق سارة وكمال؛ مقاتلو الجبال أصحاب الابتسامات الطفولية.. وعلى امتداد الفصول؛ وهبت نجوم الربيع الحب لقلوبهن، وخطَطن حبهن الكبير على لوح السماء الأزرق، و بكل ما أوتين من عشق؛ بحثن عن الحقيقة ليلاً ونهاراً، دون كلل أو ملل في جميع أنحاء الجبال، وارتشفن ماء الحياة في محفل العشق الأعلى وحلمن بالحرية في الليالي المنيرة المقمرة، ولكن ما أصعب أن تحترق بنار الحب، تحترق وتحترق لكن يزداد أيمانك بينما النار تشتعل، وتصل إلى سر الحياة بقدر الإيمان المكتسب، ذلك يشبه أول مطلع الزهور الملونة في أرض كانت صحراءً، وأن يشهد الكون أشجار الحياة التي تنمو في التربة وتنبت على الرغم من النار المتراقصة في الريح، كانت بلادي تشهد بذور الحرية التي زرعتها في التربة نساء طويلات الضفائر تتطاير مع الريح كأول نسمة للحرية، وماهي إلا امتداد للمسارات السرمدية التي لا بداية لها ولا نهاية.. كثيرة هي المصائب التي حلت على هذا القلب، لكن فليشهد كل شاهد أنه لا عاصفة يوماً استطاعت أن تجعل هذا القلب مهزوزاً بعد ثبات، فقد خرجت آمال العشاق من هذه المعارك الضارية واستطاعت أن تزدهر من جديد، ومهما كانت العواصف تقرع أبواب الجبال، ظلت كوجرين وآخين وآفرين وروزا يتقاسمن أسرار هذه الجبال.

تلك الليلة كانت آلام ولادة جديدة

نحن نعلم أن العشّاق لا يموتون؛ لأنهم وصلوا إلى المحافل التي رغبوا في الوصول إليها وناضلوا من أجلها، ربما يكونون في النهاية قد رأوا النور، ثم أيا جبل؛ أيها الظلام! نحن عشّاق الحياة الحرة، أننتهي؟ هذه أضغاث أحلام، "لقد تعلمنا الحب ونضال الصعوبات من وسط النار"، هتفت بذاك القول الثائرات اللاتي سرن بلا خوف ولا مبالاة ضد الصعاب، وفي ظلام الليل، وبينما كان الطريق لا يزال مستمراً، حان الوقت للمغادرة، ارتفعت المياه في الأمواج، واجتمعت القلوب وتعانقت بقوة، وفي تلك الليلة سرن نحو الأبدية، وهن يصرخن بأنهن يعشن لا بالصمت، بل بصرخة الحياة المجيدة التي عرفنها... كنَّ ينظرن في أعين بعضهن البعض للمرة الأخيرة، وهن على دراية أنهن سيغادرن، كانت هذه رحلة إلى اللانهاية وسط ضوء القمر المكتمل، في تلك اللحظة تحول الليل إلى قطعة من النار، بحرٍ من النور في كل مكان، والآن حان الوقت لإنجاز الشيء الأصعب حقاً، وكان على الوقت أن يستمر من حيث توقف، وهزت العاصفة التي اندلعت في منتصف الليل السماء والأرض،, أصبحت السماء والأرض شاهدة على هذه الصرخة، هل النجوم، الجبال أم العالم كله؟ لا لا، لن يستطيع الكون أن يتحمل الفيضانات التي اندلعت بعد المعركة الكبرى، ولم تكن النهاية، في الواقع؛ تلك الليلة كانت ألم الولادة الجديدة التي هزت السماوات والأرض.

نعم، بدأت أساطير الجبال الغامضة هكذا؛ وبينما لم تنتهِ أحداهن، استمرت أخرى جديدة من حيث توقفت.

مشين دون خوف

الليل مظلم والبدر منير... أولئك الذين يمشون نحو النور.. تحيط بهم هالة الآلهة.

يخجل البدر وكل النجوم من حوله أمام كوجرين بضفائرها الطويلة، هذه حقيقة مثل نقاء ليلى الذي جعل مجنونها يجوب الصحاري.

آخين المعطاءة المضحية مثل التربة القديمة، على طريق الحب الذي كرست حياتها له، كانت دافئة كما النجم وأبدية مثل السماء.

آفرين التي لا تُقهر مثل أرض عفرين المقدسة التي تفوح منها رائحة المقاومة، هذا القلب خاض حروباً عظيمة ولم يستسلم، فهو ينجح دائماً في الوجود، مثل التربة الجبّارة التي نما وكبر عليها.

روزا الثورية المثالية، قوية الإرادة، نشأت في وسط تاريخ مليء بالتمرد وعرفت كيفية تحقيق المستحيل مهما كانت الظروف.

هذه هي منزلة الحب السامية، ووجهة العشاق، الآن ودائماً، هن المحاربات اللاتي لا يقهرن ورسل الحب الحقيقي، وفي هذا الطريق، تعلمن القتال والنضال بلا كلل، وبعد تحقيق هذا الإنجاز الصعب، عدن إلى وسط النار بإثارة كبيرة، التوّاقات إلى الحب، كل منهن بددت الظلام بجمال النضال، وزاد القتال بصرخة دجلة والفرات، وهن اللاتي وجهتهن الشمس، للوصول إلى الوجهة، صعدن إلى القمم عند كل فجر وصرخن لما فقدوه، وهكذا عبرن عن تاريخ المقاومة الذي لا ينتهي، من قمم الجبال إلى أعماق الأودية، ومن قلب السماء إلى أعماق الأرض، صوت غامض يرتفع من الجبال يصبح أمل المحاربين الذين تمتلئ قلوبهم بنار الحرب.

في الواقع هذه حرب لن تنتهي أبداً، وكما أن الجبال لم تستسلم قط لقنابل الظالم ولا لأصعب الحروب، وأصبحت أكثر تشابكا، والورود التي نمت على الجرف في مواجهة الفيضانات، أصبحت هي وعابرو الطرق الطويلة أكثر شجاعة، رغم كل العواصف..

 سارت آفرين وروزا وكوجرين وآخين بلا خوف، ذلك وحده كان كافياً ليصبح كابوساً للظالم ...والآن، في كل ليلة، يجمع كل فدائي من أعماق الأرض الآمال التي تركتها النساء بعيون البدر، وهذا لن يكون الأول ولا الأخير، حتى لو لم يبقَ إلا شخص واحد يتبنى النضال باعتقاده أنه إذا حدث ذلك في هذه الأرض القديمة، فستكون الحياة على هذه الأرض حرة، لقد اكتنزوا هذه الحقيقة من الحكماء ، لهذا السبب، بينما نختبر آلام كل فراق، مع العلم أن هناك العديد من النفوس التي تسعى إلى تحقيق آمال كبيرة، تقوى هذه الأرض وشعبها مع كل ألم.