نزلت المرأة منذ 12 يوماً وبدون انقطاع، وفي مقدمتهم المرأة الكردية والفارسية والآذرية والبلوشية وجميع مكونات شرق كردستان وإيران إلى الساحات تنديداً بمقتل جينا أميني، وأطلقن الاحتجاجات ضد النظام الإسلامي في إيران .
ووفقاً لبعض التقارير، قُتل ما لا يقل عن 41 شخصاً في المظاهرات الاحتجاجية، واُعتقل أكثر من 1200 شخص، لكن مصادر المعارضة تتحدث عن اعتقال أكثر من 8000 شخص ومقتل أكثر من 180 شخصاً، فيما أصدرت اللجنة المركزية لحماية الصحفيين في الولايات المتحدة الأمريكية بياناً نصياً ذكرت فيه اعتقال 18 صحفياً منذ بداية الاحتجاجات.
وفي هذا الصدد، أدلى الصحفي والكاتب كاكشار أورامار، المتابع عن كثب للأحداث التي تجري في شرق كردستان وإيران، بتصريحات مهمة لـ وكالة فرات للأنباء-ANF.
"إذا كانوا يتحدثون عن الأخلاق، ليفتحوا أبواب السجون المظلمة"
ولفت الصحفي والكاتب أورامار الانتباه إلى أخلاق نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: "في الوقت الذي يتحدث فيه العالم كله عن الأخلاق والفجور، يجب على الدولة الإيرانية ألا تستخدم هاتين الكلمتين مطلقاً، فخلال 43 عاماً من وجوده، ارتكب هذا النظام فظائع أكثر من الذي يرتكبه الآن من أفعال قمعية، فما هو تعريف الأخلاق بالنسبة لهم، حتى ينهوا حياة فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً؟ وما هي المعايير الأخلاقية للجمهورية الإسلامية التي ارتكبت المجازر الجماعية بحق الناس، ليس لمرةً واحدة بل أكثر من عشرات المرات في هذه المرحلة من عمرها؟ فإذا كان النظام يتبجح بالحديث عن الأخلاق، فليفتح أبواب السجون، وأبواب الزنزانات المظلمة، تلك الزنزانات التي كنتُ مسجوناً فيها، بأي طريقة وشكل سيفتحها للناس؟
"لم يُكشف بعد عن خلفيات مقتل جينا أميني"
الصحفي والكاتب كاكشار أورامار تحدث عن أسلوب وخلفية مقتل جينا أميني، وتابع قائلاً: "الشخص الذي قام بضرب جينا هو ضابط من قوات الباسيج ويتواجد الآن في مدينة كربلاء العراقية، لقد ذهب لزيارة الإمام الحسين في النجف الأشرف وكربلاء، وحتى هذه اللحظة، لم يُعرف بعد ماذا حدث لـ جينا من وراء الكواليس، لدرجة أن الأطباء لا يستطيعون قول أي شيء بسبب الخوف، ولم يُكشف بعد سيناريو مقتل جينا أميني، كما جوانبها وزواياها المظلمة ليست واضحة بعد، ما أتمناه هو أن تذهب هذه الحكومة إلى الجحيم وتنهار، عندها سنجري التحقيق فيما حدث لـ جينا أميني خلال الساعات القليلة التي تم فيها اعتقالها، فبمجرد أن أقدموا على ضربها أصيبت بالسكتة الدماغية، وبالأزمة القلبية، ووصلت جثة هامدة إلى المستشفى، عندها سيكشف الطبيب ماذا حصل، وماذا جرى، ولذلك، فإن فرض أي شيء على الإنسان، هو شيء منبوذ حتى بالنسبة للحيوانات."
"لا يجوز فرض الأمور قسراً، لقد حان الوقت ليقوم الشعب بمحاسبة المستبدين في إيران"
ولفت أورامار الانتباه إلى القمع والاضطهاد اللذان يمارسه النظام الإيراني على جميع شرائح المجتمع، وقال: "إن الاضطهاد والقمع اللذان يُفرضان مرة أخرى، على المرأة، لا تُفرض عليها فحسب، بل على سكان المنطقة بأسرها. لقد اعتاد الإنسان على تعلم مواقف معينة في الحياة، والتي لم تكن مشروعة أو وفقاً لأية قوانين أو ثقافات، ولم تكن شيئاً بهذا القدر حتى يتقبله الإنسان، ولا يمكن فرض الأمور قسراً، وقد حان الوقت ليدفع المستبدون في إيران ثمناً باهظاً على ما اقترفت أيديهم.
"حان الوقت لتغيير النظام، والشعب الإيراني يقبل بذلك؛ المرأة هي القيادية"
وأوضح الكاتب كاكشار أورامار أن مطالب المجتمع هي الحرية السياسية والاقتصادية، وتابع قائلاً: "يريدون العيش بحرية في المجتمع، وأن يكون القانون والعدالة في العالم هو نفسه للرجال كما هو الحال بالنسبة للنساء، ومن غير الممكن تلبية مطالب المرأة حتى بعد السماح بحرية ارتداء الحجاب، وسواءً سمحوا بحرية الحجاب أم لا، فسوف تخسر المرأة دائماً وتتعرض للأذى، بل سيعبر الناس عن مطالبهم بشكل أكثر، فالأجيال الجديدة تفكر بشكل عالمي، ولن يقبل الشباب بهذا الظلم، وقد حان وقت التغيير رغم تأخره، ولا يمكنهم القبول بالمزيد من الضغوط في المنزل والمجتمع.
فالشعب الإيراني لا يقبل بهذا الأمر، وخاصةً أن المرأة هي من تقود الانتفاضات هذه المرة، فالانتفاضة مشتعلة في 86 مدينة كبيرة وصغيرة وفي 26 محافظة في إيران، كما أن الانتفاضة على أشدها في العديد من المدن مثل مشهد وقم، وفي مدينة تمريز أيضاً، لا يمكنهم قمع هذه المجموعات بهذه السهولة.
"على إيران الانصياع لمطالب الشعب"
أنا على ثقة تامة بأن المتظاهرين لن يستكينوا ويتوقفوا، لأن النظام الإيراني لم يكن على مدى الـ ٤٣ السنة الماضية منزعجاً أبداً بهذا الشكل، حتى أنها تجاوزت حدود إيران، فالعديد من الشخصيات والكتاب العالميين أبدوا دعمهم لهذه الاحتجاجات، وعلى النظام الأيراني الإذعان لمطالب الشعب."
"شعار (المرأة ، الحياة ، الحرية) يصدح في كل مكان"
وأشار الصحفي والكاتب كاكشار أورامار، إلى أن الكثير من الشخصيات ضمن قوات الأمن والجيش غير راضين عن هذا الوضع، وذكر أورامار بأنهم أيضاً لا يريدون إطلاق النار على المتظاهرين ومهاجمتهم، وقييم قائلاً: "إن هذه أيضاً سمة من سمات هذه الانتفاضة، فمرة أخرى ، انتشر خلال المظاهرة شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية" على يد الكرد في جميع أنحاء إيران، وهذا الشعار هو من فكر فيلسوف يُدعى القائد أوجلان، والذي يتردد اسمه في احتجاجات السنوات الأخيرة، وخاصة في السنوات العشرين الماضية في كردستان وأوروبا."
"كان يتوجب أن يجتمع مئات آلاف الأشخاص"
وانتقد اورامار أيضاً صمت جنوب كردستان، وقال: "ياللعار والآسف، أن يبقى جنوب كردستان صامتاً في وجه هذه الأحداث، كان يتوجب على مئات الآلاف من الناس التجمع في الساحات هناك أمام أبواب الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان."
يمكن رؤية التغييرات في الأزقة والشوارع
وذكر الصحفي والكاتب كاكشار أورامار أن هذه الاحتجاجات وهذه الانتفاضة ستجلب معها تغييرات كبيرة، وقال: "اليوم، نرى ذلك بوضوح في أزقة وشوارع مدن مشهد، وآصفهان، وطهران وفي جميع أرجاء مدن شرق كردستان، لن يكون للتغيير تأثير على إيران وحدودها فحسب، بل ربما سيؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكملها."
الكرد هم القادة
يجب أن نعلم أن الكرد هم قادة التغيير والتحولات، فالكرد في إيران والعراق وسوريا كان لهم باعٌ طويل لسنوات في قيادة التغييرات الأساسية فيها، وهذا التغيير في حد ذاته ثورة، ويجب على الكرد خلق حوار فيما بينهم، ويجب على المؤتمر الوطني في هذه الوقت تحديد استراتيجيته، لأن هذه الانتفاضة غيّرت كل شيء، وأثرت على العالم كله، فعلى مدى مئات السنين الماضية، تبوأنا الصدارة في قيادة الانتفاضات، كان يحارب دائماً من أجل الاستقلال والحصول على حقه المشروع، لقد حان الوقت لتوحيد جميع الأحزاب والحركات الكردية، ويجب الاستفادة من ثورة روج آفا، لأنه لا يوجد حل آخر للكرد سوى الاتحاد."