حركة حرية المرأة الإيزيدية في شنكال تنظم ورشة عمل بعنوان "المرأة والحماية" في شنكال

في ذكرى تحرير شنكال من مرتزقة داعش، عقدت حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، بالتنسيق مع وحدات المرأة في شنكال (YJŞ)، ورشة عمل حول موضوع "المرأة والحماية".

تعرضت شنكال في 3 آب 2014 لغزو مرتزقة داعش، وتم إبادة الآلاف من الإيزيديين، وأسر آلاف النساء والأطفال بسبب افتقارهم إلى الحماية، ولا يزال مصير الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين مجهولاً.

وحينها قامت قوات الدفاع الشعبي ـ وحدات المرأة الحرة ستار (HPG-YJA Star)، بالتعاون مع متطوعين إيزيديين ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة (YPG-YPJ)، بتطهير شنكال من مرتزقة داعش في 13 تشرين الثاني 2015، ومنذ عام 2015، بدأت أعمال إعادة الإعمار والتنظيم الذاتي للمجتمع الإيزيدي وخاصة النساء الإيزيديات، فالآن تتمتع النساء الإيزيديات بقوات دفاع خاصة، ولديهن تنظيم باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ).

وحتى لا تكون المرأة الإيزيدية أكبر ضحايا الحروب والحوادث المشابهة مرة أخرى، عقدت حركة حرية المرأة الإيزيدية، بالتنسيق مع وحدات المرأة في شنكال، ورشة عمل حول موضوع "المرأة والحماية".

وأقيمت الورشة في تمام الساعة العاشرة صباحاً في مجلس الشعب في شنكال بمشاركة 150 شخصاً تحت شعار "ناضلنا بشعار المرأة الحياة الحرية، أنقذنا شنكال، وسنحميها بنضالنا" وبدأت بدقيقة الصمت احتراماً وإجلالاً لشهداء الحرب وتحرير شنكال.

وفي قاعة الورشة تم تعليق صور للقائد عبد الله أوجلان وشعارات "في مواجهة الظلم، حان الوقت لتنظيم وحماية المرأة" و"بقيادة المرأة الحرة يمكن ضمان الحكم الذاتي" و" بشعار المرأة الحياة الحرية نحو ثورة المرأة "، كما تم تعليق صور العديد من الشهيدات اللاتي استشهدن أثناء تحرير شنكال.

وألقت الكلمة الافتتاحية المتحدثة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية رهام حجو، وقالت رهام: "نبارك الذكرى الثامنة لتحرير شنكال للقائد آبو، رفاقنا الشهداء، عوائل الشهداء، وحدات مقاومة شنكال ووحدات المرأة في شنكال (YBŞ / YJŞ)، وكل من عمل من أجل تحرير وإعادة إعمار شنكال".. لقد واجهت شنكال كارثة إبادة جماعية بسبب خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني ولامبالاة الحكومة العراقية، لماذا تركت شنكال دون حماية؟ لقد حدث ذلك لأن قوات الدفاع لم تكن من شنكال ذاتها، إن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني مكتوبة في تاريخ الإيزيديين، إن من بذلوا جهداً عظيماً في شنكال، كانوا مقاتلين وقوات الكريلا، إن دماء الشهداء موجودة تحت كل حجر في شنكال، سيخرج الحزب الديمقراطي غداً ويقول إننا قدمنا 600 شهيد من أجل تحرير شنكال، لكن من هؤلاء الشهداء يا ترى؟ لماذا لا يستذكرونهم؟ نحن نعرف بالوثائق من أنقذ شنكال وحررها، ألم تقرر القوات الشريكة لداعش إفراغ شنكال من الإيزيديين وإخضاعهم للإبادة الجماعية، نحن أنقذناها بدمائنا، وسنحمي أنفسنا بدمائنا، كنساء شنكال، سنصبح جنوداً عندما يُطلب منا الدفاع عن شنكال، نحن من سيحدد مصيرنا بأنفسنا، ولا نقبل بأن يقرر أحد بالنيابة عنا، جميع القوى هنا هي قواتنا، تلك القوات التي فرت من شنكال في 3 آب ليست شرعية، يقولون كل يوم أن هناك قوة غير شرعية في شنكال، لكن أولئك الذين فروا في 3 آب هم أساساً الذين ليسوا شرعيين، وسنحاسبهم على كل أم وطفل وقعوا في أيدي داعش".

وأشارت رهام حجو إلى فكر وفلسفة عبد الله أوجلان وقالت: "بفضل القائد آبو، اجتمعنا الآن نحن النساء العربيات والإيزيديات في هذه القاعة، فكرته عن الأمة الديمقراطية تجمعنا، لن نستغني عن نضالنا حتى نبني شنكال المستقلة والحرة، وسنحقق أحلام الشهداء".

وبعد الكلمة الافتتاحية، تم عرض أطروحات القائد عبد الله أوجلان حول المرأة والحماية على شكل سنفزيون، وقد تم استقبال أطروحات عبد الله أوجلان بحماس، وأشار عبد الله أوجلان في رسالته إلى النقاط التالية: "عندما تنظر عن كثب إلى الإيزيديين والعلويين، سترى بشكل خاص تمثيل الشخصيات الديمقراطية والحرة والمتساوية في الثقافة الزردشتية لدى النساء، فعلى الرغم من تعرضهم للقمع كثيراً، إلا أن جانبهم المتمثل في كونهم متحدين مع الطبيعة، وشجعاناً وصريحين، يستحق المشاهدة".

وفي استمرار للرسالة، جاء جزء خاص من رسالة القائد عبد الله أوجلان للدفاع الذاتي وتنظيم المرأة الإيزيدية ضد هجمات الإبادة كما يلي: على مدى السنوات السبع الماضية، كنت أحذر بشأن شنكال، ولأنه لم يتم الأخذ بالتدابير اللازمة؛ فقد حدث ما رأيتموه جميعاً، في الواقع، كنا جميعاً من قُتل واغتصب، كان من المفترض أن نقيم القيامة، إذا لم نمنع ذلك، فإن مثل هذه المجازر ستستمر وسيستمر النهب في كل مكان، فإن هدف داعش هو التدخل العام لشعوب الشرق الأوسط.

ولا يزال الشعب الإيزيدي يواجه المجازر، نحن لا ننسى ولا نقبل بهذه المجزرة، ولن نجلس ونذرف الدموع، إن عمليات القتل هذه لن تُنسى أبداً في تاريخ البشرية، وإذا تم نسيانها، فهذا يعني أنه لا يوجد ضمير، ابدأوا بتحرير شنكال من الاحتلال، هذا يتطلب قوة دفاع سليمة، الإيزيدية هي جذور أجداد الكرد، إما أن نحمي الشعب الإيزيدي ونحافظ على شرفنا أو أن تتحلل الكردايتية، إن نار المقاومة هي بشارة الحياة الحرة، وإن لم تتطور المقاومة، لن تتطور الحرية ولن يتحرر الإنسان أيضاً.

أرى ما تعيشه النساء الإيزيديات الآن، وأحزن بشدة، وخاصة أنتن أيتها النساء، اجمعن فرصكن، ارفعن مستواكن دائماً، هذه فرصة عظيمة أمام كل أنواع الانتهاكات من قبل السلطات التي تحط من قدر المرأة، لقد خسر الرجل أمام الاحتلال، لكن المرأة تعرضت للقمع مرة أخرى من قبل الرجل ذاته، لقد ضاع الجمال الفريد وتم وضعه في قفص عبودية عميقة جداً، ولهذا نظمن أنفسكن وعززن جيشكن، قد لا يرى المجتمع أن الحرب والسياسة من شأن المرأة، لكن الحرب والسياسة ليستا من شأن الرجال فقط، إن العلوم السياسية التي تحصلن عليها والأسلحة هذه لا تقدر بثمن، ولولاها فلا حرية من الممكن تحقيقها، وباستثناء الأسلحة التي في أيديكن، فلا يوجد شيء يجعل وجودكن ذا معنى، و بالنسبة للمرأة الحرة، فإن هذا لا يقل قيمة عن الأعياد المقدسة.

إنه ليس كافياً أن تكنّ قوة فردية، بل تحتاجون أيضاً إلى أن تكنّ قوة منظمة، عندما تطورن جيشكن وتنظيمكن أمام الرجال على كافة المستويات، ستكنّ في موقف هادف وقوي جداً أمام تلك المؤثرات، إن طريقكن مفتوح حتى النهاية ويجب أن تسرن نحو رفوف الحرية".

وبعد رسالة القائد عبد الله أوجلان ستقرأ الأم نعام إلياس رسالة باسم عوائل الشهداء.

وبعدها ستلقي رهام حسن كلمة باسم وحدات المرأة في شنكال (YJŞ) التابعة لقوات شنكال، كما سيتم في الورشة تقديم رسالة باسم شابات شنكال.

ولاحقاً سيتم مناقشة موضوع الدفاع في ثلاث ندوات من قبل قوات شنكال وفريدة شنكالي، كما ستقدم المرأة العربية ندوة حول المرأة والدفاع الذاتي.

وبعد الندوات ستكون هناك مناقشات حول موضوع الحماية، وبعد النقاشات الواسعة، سيتم إلقاء الكلمة الختامية من قبل الرئيسة المشتركة لمجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، جيهان جلو، وستهدي حركة حرية المرأة الإيزيدية هديّة إلى وحدات المرأة في شنكال لحماية المجتمع والنساء الإيزيديات.

وفي نهاية الورشة سيتم إقامة حفلة بمناسبة تحرير شنكال ونجاح ورشة العمل.