قره يلان: الشعب الكردي انتفض بنضال الكريلا - تم التحديث
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG)، مراد قره يلان، أن المجتمع الذي فقد الأمل صعّد نضاله ضد العدو من خلال نضال الكريلا.
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني وقائد القيادة المركزية لمركز الدفاع الشعبي (NPG)، مراد قره يلان، أن المجتمع الذي فقد الأمل صعّد نضاله ضد العدو من خلال نضال الكريلا.
قيّم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، نضال الكريلا بمناسبة حلول الذكرى السنوية لتأسيس حزب العمال الكردستاني، وتحدث عن الكريلا انطلاقاً من 12 أيلول وما بعد.
وجاء في المقابلة مع مراد قره يلان ما يلي:
قبل أن نخوض النقاش في بداية نضال الكريلا خلال النضال الممتد على مدى 45 عاماً لحزب العمال الكردستاني، هل يمكنكم الحديث عن أجواء تلك الفترة الأولى، التي خلقها انقلاب 12 أيلول العسكري الفاشي؟ ماذا كان يشكل 12 أيلول، أي الأساليب تم استخدامها، وأي وضع خلقه في كردستان، وبالطبع، على أي أساس تطور النضال ضده؟
قبل أن انتقل إلى الإجابة على سؤالكم، أهنئ الذكرى السنوية الـ 45 لتأسيس حزبنا، حزب العمال الكردستاني، في البداية على مؤسس حزبنا وعلى الكادح الأكبر القائد أوجلان، وعلى شعبنا الوطني الذي لم يتوان عن بذل أي تضحية، وعلى أصدقاء شعبنا، وعلى رفاق دربنا في جميع الخنادق، وعلى كل ساحة من ساحات النضال التي تخوض المقاومة ضد العدو، واستذكر بكل احترام وتقدير جميع شهدائنا الأبطال الذين قدموا التضحيات وجعلوا من أجسادهم دروعاً لنضالنا في مسيرة الحرية الممتدة على مدى 45 عاماً وانحني أمام ذكراهم، انطلاقاً من شهيدنا العظيم الأول رفيق الدرب حقي قرار إلى رفيقي دربنا روجهات وأردال، اللذان قاما بتنفيذ عملية أنقرة التاريخية في الأول من تشرين الأول، ونجدد عهدنا بإعلاء راية الحرية التي سلمنا إياه لنا الشهداء والتمسك بذكراهم حتى النهاية.
لنأتي إلى سؤالكم، بدون شك، إن تشكيل المجلس العسكري الفاشي لانقلاب 12 أيلول لم يكن أمراً عادياً، بل كان تدخلاً مخططاً وجاداً وموسعاً لغلاديو حلف الناتو للمرحلة الثورية في تركيا وكردستان، حيث كان أحد أهدافه إخماد الحركات اليسارية-الثورية في تركيا، إلا أن أحد أهدافه الأساسية أيضاً كان الخوف من تطور الحركة التحررية وبداية مستوى الكريلا لهذه الحركة.
وكما هو معروف، انه في تلك الفترة حاولت الحركة بالجهود العظيمة للقائد أوجلان أن تنتقل بالنضال إلى مستوى الكريلا، وكان الهدف على وجه الخصوص، هو العودة إلى الوطن من خلال المجموعة الأولى التي تلقت التدريبات في فلسطين، بقيادة رفيقي الدرب كمال بير ومعصوم قورقماز (عكيد)، والانتقال إلى مرحلة الكريلا بالتزامن مع مقاومة سيوراك، وبعد اعتقال الرفيق كمال بير وإدراك هذا الهدف المنشود من خلال الوثائق التي كانت بحوزته، تحوّل المجلس العسكري بالنسبة للعدو إلى حالة عاجلة، وربما كان قد تم التخطيط لإنشاء المجلس العسكري في وقت لاحق، ولكن من المرجح أنهم استعجلوا فيه بعد الحصول على تلك الوثائق، أي أن كان هناك هدفاً آخر للمجلس العسكري وهو عدم السماح للحركة التحررية في كردستان بالانتقال إلى مرحلة الكريلا، ولهذا السبب، عند وصول المجلس العسكري إلى السلطة، صحيح أنه شُنّت العديد من الهجمات الجادة من أجل تصفية الحركة اليسارية التركية، إلا أنه كان يسعى بشكل أساسي عبر خطة التدمير في كردستان إلى إبعاد المجتمع عن الحركة التحررية والقضاء عليها بشكل كامل من خلال الإطاحة والسحق والندم والحرب النفسية.
وعلى أساس هذا المشروع المضاد للثورة، تم وضع جميع كوادر الحركة التحررية المعتقلين في سجن آمد، ولندقق أنه؛ لم يحصل أمر من هذا القبيل في مكان مختلف، ولكن في كردستان، تم جمع جميع أعضاء حزب العمال الكردستاني في سجن آمد باستثناء مجموعة كانت في سجن ديلوك، وهناك، شكلوا تحت قيادة أولئك الذين أخذوا على عاتقهم تولي مهام مركزية ضمن الحركة، مثل شاهين دونمز ويلدرم مركيت، اللذين استسلما عندما تم اعتقالهما، اتحاد الشبيبة الكمالية، وعلى هذا الأساس بدأوا بتنفيذ أساليب التعذيب النادرة في تاريخ البشرية، حيث أن هناك العديد من التقييمات بشأن هذا الأمر للرفاق الذين كان شهود عيان على ذلك، كما أنه تم تأليف كتب حول ذلك، وإنتاج أفلام، وهناك أعمال مختلفة عنها، وكان الغرض الرئيسي من جميع الممارسات هو جعلهم يقولون "أنا تركي" والقضاء على الحركة في شخص هؤلاء الكوادر، وهذا هو الهدف الأول والأهم للمجلس العسكري.
وفي مواجهة ذلك، هناك قيمة تاريخية وعظيمة للغاية لمقاومة سجن آمد، التي تم تطويرها تحت قيادة رفاق الدرب كل من مظلوم دوغان وفرهاد كورتاي ومحمد خيري دورموش وكمال بير، أي أنهم، انتفضوا هناك ضد سياسة العدو المتمثلة في التتريك إعادة هيمنة الإبادة الجماعية من جديد في كردستان ودحروا هذه السياسة في ظل ظروف السجن، وهذا وضع في غاية الأهمية، حيث أنه تم الإقدام على وضع الأساس للعديد من الأمور بخصوص النضال، حيث أن هذه المقاومة منحت القائد أوجلان المساندة الأكبر لاستئناف النضال من جديد، وتحظى هذه المقاومة في النضال التحرري والوجود الكردي بمكانة عظيمة.
وبالتوازي مع هذا الأمر، تطور مشروعهم الثاني والدعاية المتعلقة بالحركة، ففي السابق، شكلوا التأثير على الكرد من خلال الدين أثناء الحرب العالمية الأولى، وأبعدوهم عن الموقف المستقل الوطني، وانطلاقاً من مقولة "لنتحد، فإن لم نتحد، فإن المسيحيين سيكونون هم المهيمنين هنا، وسيضيع الدين، وستنشأ أرمينيا العظمى، ويجب علينا كمسلمين كرداً وأتراكاً أن نتحد جميعاً"، وانضم الكرد بدورهم إلى حرب التحرير الوطنية والتي تم تنفيذها بقيادة مصطفى كمال، أي، أنهم في تلك الفترة تحكموا بالكرد عن طريق الدين وبهذا الشكل، ولاحقاً، وكما هو معروف، خانوا العهود التي أخذوها على عاتقهم، وتوجهوا صوب الكرد.
وهكذا لجأ المجلس العسكري لـ 12 أيلول إلى استخدام نفس التكتيك، وقالوا عن القائد أوجلان "إنه من جذور أرمنية"، وفي تلك الفترة كانت هناك حركة أرمنية باسم آصالا، حيث أن حركة أصالا (الجيش الأرمني السري لتحرير أرمينيا) كانت تنفذ عمليات اغتيال في بلدان مختلفة من العالم ضد السفارات العليا لتركيا، حيث أن هذا الأمر أدى إلى إحياء حساسية معادية للأرمن ضمن المجتمع في تركيا، وقامت الدولة التركية من خلال هذا الأمر بنشر دعاية "حزب العمال الكردستاني وحركة أصالا هما واحد، وهذا تدخل أرمني" في كل أرجاء تركيا، وحاولت الدولة والمجلس العسكري بكل إمكانياتهما المتاحة الترويج للدعاية القائلة "حزب العمال الكردستاني هو حركة أرمنية وشيوعية مناهضة للإسلام؛ وهو مشروع يحاول خداع الكرد".
ومن ناحية أخرى، قاموا بارتكاب عمليات التعذيب في ساحات القرى، كما أنهم، عملوا على جعل المدارس الليلية إلزامية على كل البالغين بما فيهم النساء في كل قرية لكي يتعلموا اللغة التركية، ومنعوا الحديث باللغة الكردية، باختصار، كثفوا الدعاية وسياسة الإبادة الجماعية انطلاقاً من هذا الأساس.
وكانت الحملة الثالثة بنفس الهدف، آلا وهي تطوير خطة لزيادة تأثير الدين في المجتمع الكردستاني، فعلى سبيل المثال، كان المجلس العسكري يقوم بتوزيع آيات من القرآن، وكانوا يوزعون فقرات على شكل منشورات في كل مكان يمكن استخدامها ضد الحركة، لقد تم تطوير السياسة القائمة على أساس الإسلام السياسي في كل من كردستان وتركيا في الواقع بذلك الوقت، فعلى سبيل المثال، نمت حركة فتح الله كولن في ذلك الوقت، حيث كانت موجودة في السابق، إلا أنه في ذلك الوقت تم إفساح المجال أمامها وتطويرها، وحركة حزب الله هي نتاج هذه الفترة بالكامل، وتطلعوا إلى أنه يجب تعزيز الخط الديني وجعله مهيمناً لإبعاد الكرد عن الفكر الوطني-الثوري-الاشتراكي، ومن خلال هذا الأمر اتخذوا الأساس لمنع ذلك. باختصار، طوّرت حركة المجلس العسكري في سياق القمع والعنف والتوجه العسكري وكذلك السياق الإيديولوجي-السياسي، حرباً نفسية قاسية، وخلقت جواً بحيث يرزح المجتمع تحت القمع من كافة الجوانب.
وفي هذه الأجواء كيف عادت المجموعات التي تدربت مع الفلسطينيين في لبنان، إلى الوطن؟ كيف تطورت الجهود التنظيمية الأولية في إطار أعمال وأنشطة الكريلا الأولى، خاصة في بوطان وديرسم والجنوب الغربي والأماكن الأخرى؟
بالطبع، لم يكن من السهل عودة المجموعات إلى الوطن في مثل هذه العملية، قبل كل شيء، في الواقع كانت هناك عقبات مختلفة لمنع العودة في الشرق الأوسط، ليس من الضروري أن نشرح ذلك هنا، ولكن في الأساس، ظهرت العديد من العقبات والصعوبات عند الوصول إلى الوطن، يمكن القول إن كردستان قد تحولت إلى سجن مفتوح، ولكن في الجنوب الغربي، حيث كانت لدينا قاعدتنا، أي على خط رها وسمسور ومرعش-ديلوك، أتيحت لنا الفرصة لإقامة علاقات مع مجتمعنا بشكل أكثر راحة، وخلال عملية 1981-1982، ذهبت مجموعة إلى سمسور لحماية أنفسهم وبقوا هناك، وعلى هذا الأساس جرت الأعمال هناك لغرض أعمال المجموعة الأولية، لكن لم يتم تحقيق الكثير من النتائج في أماكن مثل رها وديلوك بسبب طبيعة المنطقة السهلية، أي أنه تم تصفية المجموعات واحدة تلو الأخرى، لكنها وصلت إلى مستوى معين على خط سمسور.
وفي ديرسم، تراجعت بعض المجموعات إلى الجبال لتجنب الاعتقال وحماية أنفسهم خلال الفترة 1981-1982، أي الفترة التي كان فيها التعذيب للمجلس العسكري هو الأكثر سوءاً وشدة، وفي عام 1982، تم سحبهم إلى لبنان وأرسلت مجموعات ريادية لتحل محلهم، في ذلك الوقت، كانت مجموعاتنا الريادية على مستوى الفرق التي نريد تطويرها الآن، أي أنهم كانوا 3 أو 4 أشخاص، وتحققت العوائد الأولى في أسلوب هذه المجموعات.
كانت ميردين مكاناً أكثر سهولة وراحة للدخول، وفي الحقيقة، كانت ميردين المكان الذي لم ننفصل عنه أبداً خلال عملية 81-82، وبشكل خاص كان خط ديرك هكذا، وبوطان هي قضية بحد ذاتها، لم يكن لدينا أي قاعدة في بوطان من قبل، كانت هناك قاعدة واضحة في جزير وهزخ، لكن لم يكن هناك أي قاعدة في الخطوط الداخلية، وقبل عملية الثمانينات، كان هناك تحالف ضد حركتنا تحت مسمى اتحاد القوى الديمقراطي، والذي تم تشكيله من قبل أوزغورلوك يولو و (KUK) و (DDKD)، وعلى أساس هذا التحالف، قاتلت (KUK) ضدنا، لقد كانت لعبة في حد ذاتها، ومنعونا من الذهاب إلى ما هو أبعد من جزير، بمعنى آخر، اتخذ العدو احتياطاته بشكل خاص لمنع حزب العمال الكردستاني من وضع أقدامه على أراضي بوطان، لذلك كان التدبير الأكبر هو حرب (KUK)، من تلك الناحية، كان لدينا أعمال ونشاطات في كل جزء من كردستان، لكن لم يكن لدينا الكثير من الأعمال والنشاطات حول جولميرك وشرناخ وخطوط شيرت وغرزان، أي إنه تم إغلاق المجال أمام ذلك، ولهذا لم يتم تطويره، ولهذا السبب لم نكن نعرف بوطان.
ولكن مثل أي موضوع، إن التقييمات التي أجراها القائد أوجلان حول بوطان العام 1981 مثيرة للاهتمام للغاية، ولفتت انتباهنا جميعاً، وأصبحنا نعشق بوطان دون رؤيتها، تقع بوطان في منطقة جغرافية استراتيجية ومهمة للغاية، وهي عبارة عن حلقة تربط الجهات الأربعة لكردستان، وهي منطقة تلتقي فيها جبال زاغروس وطوروس، ولها جغرافية استراتيجية، وهي أيضاً أرضية لم تتطور فيها الكمالية الاستعمارية بشكل كبير، وحتى على المستوى الأساسي، فهي تتمتع ببنية اجتماعية حمت فيها الكردياتية نفسها إلى حد معين، وبهذه التقييمات أثبت القائد أن بوطان هي "قلب كردستان"، وقال: "من يمتلك قلب كردستان، سيمتلك كردستان كلها"، وعلى هذا الأساس توجهنا كحركة إلى بوطان، في ذلك الوقت، تم التوصل إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي هذا السياق، كانت قواتنا تنتقل من روج آفا إلى جنوب كردستان.
وكان هناك مركز قيادة في لولان، ومن هذه الأرضية، تم تنفيذ عملية العمل في بوطان مع الوحدات الريادية، ولكن ظهرت العديد من الصعوبات، كتب بعض الرفاق الذين عاشوا تلك العملية؛ تضليل الطرق، والتجول والقدوم إلى نفس المكان، وعدم التمييز بين العشائر، ونحو ذلك. لقد كان مكاناً حدثت فيه صعوبات مختلفة، وكانت الدولة التركية تسعى لإبقاء بوطان متخلفة، وأرادت السيطرة على زعماء العشائر دون بناء المدارس والطرق وما إلى ذلك، ودون تقديم أي خدمات، وهنا كان للاستخبارات التركية دور مهم، كانوا يسيطرون على بوطان من خلال زعماء العشائر، ودخلت قوات الكريلا إلى بوطان وأحبطت خطة العدو، وعلى هذا الأساس بدأت أعمال المجموعات الريادية في بوطان منذ العام 1982 فصاعدا، وكانت منطقة غرزان من أكثر المناطق التي حدثت فيها المصاعب، وفي ذلك الوقت، وعلى الرغم من عدم وجود "حراس القرى"، إلا إن القرويين ساعدوا الجنود بأدواتهم الزراعية ونفذوا عمليات ضد الفرق الريادية في غرزان، كما ساعد أتباع من عامة الشعب الذين كان بأمكانهم تتبع آثار الناس على الأرض الجنود، وشُنت هجمات عسكرية وأيديولوجية ضد الكريلا بذريعة "لقد جاء الأرمن ويجب على جميع المؤمنين مساعدة الجنود والمشاركة إلى العمليات ضد الأرمن".
لم يُستخدم هذا الأسلوب كثيراً في بوطان، لكن حتى في بوطان، أُجبروا على وضع أيديهم على القرآن وأقسموا للجميع بالقول "عندما يأتي الكريلا، لن نعطيهم الخبز ولن نقيم علاقات معهم"، لكن أبناء الشعب وطنيون، يضعون أيديهم على القرآن ويؤيدون النضال ولو بالإكراه، لذلك، تم إنشاء حالة الوجود معاً، على سبيل المثال، عندما كان القرويون في فراشين يرون الرفاق قادمين من بعيد، كانوا يفرون ويفرغون القرية، لم يكونوا يريدون الإبلاغ عن ذلك بسبب الشعور الوطني؛ أقسموا على القرآن بعدم التواصل مع الرفاق وتقديم الطعام؛ أي أن الأهالي كانوا يخلون القرية حتى لا يقفوا ضد الحزب والدولة والدين، وكان هناك حوادث مماثلة، كان الرفاق يذهبون إلى القرية التي تم إخلاؤها، ويقضون احتياجاتهم هناك ويغادرون؛ ثم يعود القرويون، كان لا يزال هناك قطاع طرق في أماكن مثل بستا، وحتى وقت معين، لم يكن الأهالي يفرقون بين الرفاق وقطاع الطرق، وبعد قفزة 15 آب، التقت مجموعة من النساء بالرفاق؛ الرفاق لم ينظروا إليهن أبداً وأكملوا طريقهم، ثم انتشرت في بستا أقاويل مثل "لم يكن قطاع الطرق هؤلاء مثل الآخرين"، باختصار، استقر مقاتلو الكريلا في بوطان مع مشاكل كهذه، وفي الحقيقة جعلوا من بوطان منطقة رئيسية، مثلما حدده القائد في البداية، وفي عملية 84، يمكن القول أن الوحدات الريادية أنشأت أرضية معينة من خلال أعمال في كل منطقة من بوطان، وتمكنوا من تحقيق حالات انضمام وحققوا مستوى محدداً.
ما نوع التطورات التي أحدثتها قوات الكريلا لنفسها وللمجتمع في العملية التي بدأت بقفزة 15 آب 1984؟ هل يمكنكم الحديث عن ذلك بناءً على الفترات؟
في البداية، كان معظم هيكل كودارنا في ذلك الوقت يتكون من الرفاق الطلاب الذين أتوا من المدينة أو السهول، في الواقع، كان معظمهم تكوينه قروي الجذور، لكن خارج الأراضي كان يتكون من رفاق من السهول، لذلك كانت هناك قلة خبرة كبيرة في التعود على الجبال والعيش في الجبال والدفاع عن النفس، لقد تمكنت قوات الكريلا أولاً من التكيف مع الحياة الجبلية، لقد كانت التحديات كثيرة، لكنها استطاعت أن تحرز تقدماً واضحاً، وبالطبع لا بد من أن يكون هناك رفاق لم يتمكنوا من القيام بذلك، ولكن تدريجياً كانت هناك انضمامات محلية في بوطان، وكان تأثيرهم عظيماً أيضاً، فعلى سبيل المثال، كانت هناك انضمامات قيمة للعديد من الرفاق أمثال أحمد ربو، كانوا محليين، كانوا أميين، لم يكونوا يعرفون اللغة التركية، لكنهم كانوا يعرفون الأرض والمجتمع، لقد ساهم هؤلاء الرفاق بشكل كبير في الكريلاتية، باختصار؛ تكيف الكريلا أولاً مع الجبال، وتعرفوا على المجتمع جيداً، وتعرفوا على البنية الاجتماعية للمنطقة الريفية، وخاصة بوطان، فعلى سبيل المثال؛ في ذلك الوقت، أجرى الرفيق عكيد دراسة عن ريف بوطان وكتب قصيدة، وكانت ملاحظته التالية لافتة للنظر: "إن عقول القرويين الكردستانيين موجودة في أعينهم، وليس في رؤوسهم"، أي أنه مهما تحدثت فلن يُصدّق ذلك؛ لكن لو نظر بعينه لآمن به، كان سكان قرى كردستان هكذا حقاً، وبالطبع كانت كلمات الرفاق وحياتهم منسقة مع بعضها البعض، وفي هذا الصدد، كان معظم الرفاق يخلقون تأثيرات كبيرة على الأشخاص الذين كانوا على تواصل معهم في القرية التي زاروها عدة مرات ويحدثون تحولات جذرية، لذلك وثق الناس بالرفاق، لقد تطورت الثقة والروابط بينهم، لكن في الوقت ذاته ظلت قلوبهم مع الرفاق.
لماذا تطور هذا الشعور؟
قالوا: لقد تمردوا على الدولة، لكنهم سيموتون جميعاً، وعمرهم ليس طويل، بمعنى آخر، كانت المقاربات العاطفية في المقدمة، ويرجع ذلك إلى أن قلوب بعضهم ظلت معهم، لأنه على مر التاريخ، هُزمت كل الانتفاضات التي بذلت على اسم الحرية الكردية، لقد تم تخويف العدو من هذه الناحية، كان الاعتقاد بإمكانية النصر في مواجهة الدولة ضعيفاً جداً، وبعبارة أخرى، كانوا يقولون: "أنتم صادقون جداً، شجعان، تقولون الحقيقة، لكن المجتمع الكردي ليس بإمكانه فعل شيء، ولكن عندما تطورت قفزة 15 آب، بدأ الجميع يتابعونها باهتمام كامل، كان الجميع يتساءل كم من الوقت سيستمر هذا، لأنه في ذلك الوقت ألقى كنعان أفرين، قائد المجلس العسكري، خطابه الشهير: "فليدخل منفذو هذا الهجوم أي حفرة يشاؤون، وليختبئوا خلف أي حجر يريدون، فإن جيشنا سيمسك بهم وسيقدمهم للعدالة خلال 72 ساعة"، وأعلنوا ذلك في حينها في التلفزيون والإذاعة والصحف، كان الناس يراقبون بفضول عدد الأيام أو الأشهر التي سيستمر فيها ذلك، لأنه لم يتوقع أحد أن تستمر هذه الانتفاضة.
لا بد أن السنوات التي تلت هذه القفزة كانت صعبة جداً
على وجه الخصوص، كان عام 85 عاماً صعباً بالنسبة لنا، وبسبب تلك الضغوط الشديدة وبعض الخيانات وجهت إلينا ضربات عدة واستشهدنا في أماكن كثيرة، فعلى سبيل المثال، في كارزان، تمت تصفية جميع مجموعاتنا تقريباً، ولم يتبقَّ سوى رفيقين، ومرة أخرى، وجهت إلينا ضربات كثيرة في آمد وبينكول والعديد من المناطق الأخرى، لذلك تكبدنا خسائر فادحة، لقد استشهد 70-80% من قواتنا في ذلك الوقت، وبالأصل كانت قواتنا قليلة، لم تكن كثيرة، و لذلك، حدثت مثل هذه العملية الحاسمة، لقد انطلقت قفزة 15 آب وخلقت أملاً وخوفاً كبيراً لدى الناس؛ كانت هناك توقعات وقلق على حد سواء، لكن تردد القيادة التكتيكية لم يستطع الاستجابة للعملية، ولم تقم بدورها، وكان من الضروري مواصلة العمليات وأن تكون هناك انضمامات جديدة، ولم يتم ذلك وحدث ركود، ومن ناحية أخرى، تم التعرض للعديد الهجمات العنيفة، ونتيجة لخيانة بعض الأشخاص وصلت معلومات إلى العدو وألحقوا أضراراً جسيمة، ولذلك، حدثت عملية مترددة، و خلال هذه الفترة كان الرفيق عكيد في ساحة القيادة لتقديم تقرير، وخاصة بعد عودة أحد رفاق عكيد واستشهاده في ربيع عام 1986؛ تعمقت الشكوك حول التكتيكات على مستوى القيادة في ذلك الوقت، ومن هذا المنطلق، كان تدخل القائد آبو في المؤتمر الثالث تدخلاً تاريخياً وهاماً جداً، و مرة أخرى رسم القائد آبو الخط وتدخل بكل قوته، مما أدى إلى قيام الكريلا بحركة هجومية أخرى وبداية الصعود بدءاً من عام 1987.
خلال هذه الفترة، واجهت الكريلا مشاكل عديدة، وخاصة بعد استشهاد الرفيق عكيد، وانتقال الإدارة الأولى إلى منطقة أخرى، وبدء إدارة جديدة، لقد تطورت عملية إضعاف الخط والسيطرة، أولئك الذين استفادوا من هذا حاولوا أن يجعلوا فهمهم هو السائد، تشكلت مرحلة العصابتية الرابعة، التي انتقدها القائد آبو وقيمها في الغالب خلال هذه الفترة، وكانت هناك محاولات لتدمير الحركة من الداخل، وتشويه الخط الصحيح مع الممارسات الخارجية، وتطوير الممارسة المضادة، وتشويه الحركة أمام المجتمع، ورغم أن تصرفات أمثال هوكر الكثيرة التي جعلت العديد من القبائل والحركات ضد بعضها البعض، هي التي أدخلت الحركة في صراع مع العديد من الأوساط القبلية، إلا أن المقاتلين اتبعوا مساراً معيناً على الرغم من العديد من الممارسات الخاطئة والخارجة عن الخط، وأنه لم يتم تصفيتها أمام كل تحركات العدو؛ نمت مثل كرة الثلج، وخلقت أملاً كبيراً بين الناس، بمعنى آخر، رأى الناس بأم أعينهم أن هذا لم يكن مثل الانتفاضات القديمة، وأن العدو لم يتمكن من هزيمة الكريلا، وأن الكريلا كانوا ينمون وينمو أملهم، ولذلك، زادت الانضمامات بشكل أكبر، في الواقع، بدأت عملية الانتفاضة على هذا الأساس، وهذا ما نسميه بالانبعاث، بمعنى آخر، المجتمع الذي انكسر أمله، واستسلم، وأسكت، وعجز عن حماية نفسه، رغم أنه كان متردداً في البداية تجاه الانضمام للكريلا، إلا أنه أصبح تدريجياً أكثر التزاماً، وأكثر أملاً، ونهض عندما رأى أن الكريلا كانت تنمو، وتصعد النضال ضد العدو، في الواقع، هكذا عاد المجتمع الميت إلى الحياة وقام على قدميه، وقد أطلق القائد آبو على ذلك اسم "ثورة الانبعاث".
هذا هو الوضع عندما نصل إلى عام 1989، ثم تطورت عملية الانتفاضة من 89 إلى 90 على هذا الأساس، بمعنى آخر، أحدثت تغييراً جذرياً في المجتمع، لقد طورت ثورة فكرية، لقد قامت بثورة اجتماعية، وبدلاً من المنظور القديم والإقطاعي والضيق، قامت بتطوير منظور ديمقراطي وتوسعي ومعاصر.
والأهم هو تطوير موقف المرأة الحرة، وهي قضية أكد عليها القائد آبو وركز عليها منذ البداية، وخاصة أن العملية التي قامت بها الرفيقة بيريفان (بنفش آكال) في جزير كانت لافتة جداً للمجتمع، نعم، كان هناك حواء، ليلى، سعادة، روكن والعديد من المناضلات الأخريات، ولكن في العمليات العامة كشفت ممارسة الرفيقة بيريفان وأظهرت ما هي المرأة الحرة، بمعنى آخر، بدأت المرأة الكردية والفتاة الكردية، التي كانت حتى ذلك اليوم مسجونة في المنزل، وغير قادرة حتى على الخروج إلى باب المنزل، ناهيك عن السوق، وغير قادرة على التحدث مع أي شخص خارج المنزل، بدأت بالقيام بأعمال تنظيمية وسياسية، والتحدث مع أي شخص، والتأثير وتنظيم الجميع، رجالاً ونساءً، والقيام بأعمال عسكرية بنفسها، وإصدار المنشورات، بدأت في كتابتها وتوزيعها وبرزت على مسرح التاريخ بصفتها رائدة، إن العمل الذي قامت بها الرفيقة بيريفان مع الرفيق باران (عادل أصلان) في جزير لعب دوراً مؤثراً في تحقيق الثورة الاجتماعية بهذا المعنى، لقد قامت ثورة الانبعاث على أساس هذا التنوير والتغيير الكبير.
وعلى الرغم من كل المشاكل، فقد حقق الكريلا مثل هذا التغيير الجذري في المجتمع، وكذلك التغيير والتكيف والمقاومة التي خلقها في شخصه، على سبيل المثال، تخرج الحركات الشعبية في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع بمطالب مختلفة، وتأتي هذه المطالب في معظمها على شكل مطالب اقتصادية وسياسية، لكن في كردستان، خرج الناس إلى الشوارع للمشاركة في مراسم تشييع مقاتلي الكريلا، لقد أصبحت مراسم التشييع، التي جرت لأول مرة في نصيبين، والتطور اللاحق لمراسم مماثلة في جزير، أساس الانتفاضة، في الواقع، محرك العملية هي قوات الكريلا، إنه النظام الفكري للكريلا، أسلوب حياتهم، وطريقة النضال، بدأ هذا النظام الفكري تغييراً كبيراً في المجتمع، وبالتالي، بدلاً من المجتمع القديم السلبي اليائس، بدأت عملية تنمية المجتمع الذي نهض وناضل من أجل نفسه وقاوم وتوجه إلى المستقبل بمنظور أكثر ديمقراطية.