شعار "المرأة، الحياة، الحرية" تهز إيران
بعد أن قتلت "شرطة الأخلاق" في سقز المرأة الكردية جينا أميني في طهران من خلال التعذيب، اندلعت الاحتجاجات وتزداد قوة وشدة في كل لحظة.
بعد أن قتلت "شرطة الأخلاق" في سقز المرأة الكردية جينا أميني في طهران من خلال التعذيب، اندلعت الاحتجاجات وتزداد قوة وشدة في كل لحظة.
عندما ينظر المرء إلى مشاهد ولحظات الاحتجاجات، يرى أن الرجال والنساء من جميع الطبقات والأعمار يتواجدون في الشوارع، خاصةً عندما دُفنت جنازة جينا إميني في المقبرة، كان من الواضح أنها ستجلب معها مواقف واحتجاجات كبيرة، وكانت الحقيقة كذلك، ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن، تتواصل المظاهرات والاحتجاجات النسائية في جميع أنحاء شرق كردستان وقسم من إيران.
نزلت المرأة الكردية والفارسية والأذرية والبلوشية والكلهورية والإيرانية إلى الساحات والميادين للتعبير عن احتجاجهن ضد النظام الفاشي الذي يفرض الحجاب على المرأة ويقيد حقوقها والمجتمع بأسره، وقامت بتنظيم الاحتجاجات ضد النظام الذكوري الفاشي.
ومن المثير للاهتمام والملفت للنظر أن هناك شعاراً يُردّد في هذه التظاهرة، ألا وهو هذا الشعار "المرأة ، الحياة ، الحرية"، والذي أصبح رمزاً للاحتجاجات الحالية في إيران، والمستمرة منذ 9 أيام، كما أن هذا الشعار يصدح باللغتين الكردية والفارسية.
كما ترفض المرأة الحجاب المفروض عليها وتقص شعرها في الشوارع، وتطالب بإسقاط النظام الفاشي، ونلاحظ أن الغضب والمظاهرات الجارية أقوى وأكثر تصميماً من المظاهرات السابقة، بالإضافة إلى ذلك، يشارك الرجل في المظاهرة، جنباً إلى جنب مع المرأة، من أجل المطالبة بحقوق المرأة ورفض الإملاءات المفروضة عليها.
كما أن الدعم والتأييد القوي للتظاهرات وانتفاضة المرأة غير محصور فقط في كردستان، بل تتلقى هذا الدعم القوي أيضاً من الخارج، وفي مقدمته من المرأة والعديد من الأحزاب الديمقراطية.
وتشير العديد من الأطراف إلى هذا الأمر على أنه عصيان أو انتفاضة، كما أن الناشطين يؤكدون حقيقة هذا الأمر، فالظاهر في الساحات أنه ليس بمعزل عن العصيان، لأنه ليس بغضب جديد، ولا كراهية جديدة، فهي مطلب يمتد لأكثر من 40-45 سنة فائتة.
لقد فرض النظام الفاشي الإسلامي الراديكالي في إيران لسنوات طويلة، العبودية على جسد المرأة وشعرها وبنيتها الجسدية بعقلية إقطاعية ورجعية، وجعل المرأة أداة بيد الرجل وسجنها مرة أخرى.
فالمرأة ليست آمنة لا في المنزل أو في الشارع أو في أي مكان آخر، وهي دائماً تكون تحت إشراف النظام والرجل، كما أن هذا النظام الذكوري لم يترك مجالاً مستقلاً للمرأة لكي تشعر بحريتها، لا مع الزوج ولا مع العائلة ولا مع الأحباء ولا على صعيد الحياة، كيف يمكن للمرأة أن تعيش في مثل هذا الوضع؟ فحياتها حياة جسدية، بروح ومشاعر ميتة.
ولهذا السبب، فإن مقتل جينا أميني أصبح بالنسبة للمرأة النفس الأخير للتحمل، فيجب على المرأة في شرق كردستان وإيران أن تقاوم في الساحات حتى النهاية تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، كما يجب عليها أن تناضل لكي تحقق النتيجة المرجوة لإسقاط النظام الفاشي، لأنه طالما يتواجد هذا النظام فمن المستحيل أن تكون المرأة حرة، فغداً ستكون امرأة أخرى ضحية له، ولكي لا تصبح جينا أخرى ضحية له، يجب اليوم من كل بد أن يُسقط هذا النظام وهذه السلطة الحاكمة.
فالمفروض على الرجل والمرأة سواءً أكانوا كرداً أو فرساً أو آذاريين أو من أي مكون آخر، ليس على أساس عرقي وقومي، بل يتم فرضه على جميع أطياف مجتمع المرأة في المنطقة، لذلك الفرصة اليوم سانحة، ويجب استغلالها على أكمل وجه، واليوم، الجميع يقفون إلى جانبكن داخل وخارج البلاد، فروح جينا وشلير ومئات السجينات معكن، يقاتلن معكن ضد الفاشيين في تلك الميادين.
فالتي تقاوم في الميادين، هي روح جينا، والتي تنتفض وترفض الاستسلام في وجه الفاشية هي روح شلير.
فإذا ما نجحت هذه المظاهرة، فسيتم إطلاق سراح العديد من السجينات اللواتي طالبن بحقوقهن المشروعة، وستكون المرأة حرة في الميدان والشارع والمنزل، وستتحرر روح المئات من النساء المقاومات اللواتي انتفضن على النظام وأُعدمن على المشانق، وسيعشن مع النساء الأحرار.
لهذا السبب يجب ترديد شعار "المرأة ، الحياة ، الحرية" حتى تحقيق النصر وإسقاط عرش الفاشيين والأنظمة الفاشية.