وكالة فرات للأنباء تعيش يوماً كاملاً مع المدرسات في أكاديمية الشهيدة تكوشين

رغم ظروف النزوح التي يعاني منها أهالي عفرين إلا أنهم يقاومون بكل ما لديهم من قوة في مناطق الشهباء، ونسبة لوجود مدرسين ناجحين (مدرسات عفرين) افتتحت دورة فكرية في أكاديمية الشهيدة تكوشين في مناطق الشهباء بمشاركة واسعة.

عفرين هي المدينة التي كانت تعرف بتفوق طلابها و التي كانت يتخرج منها في كل سنة المئات من المتفوقين من كافة نواحيها وقراها، ومع حلول الأزمة في سوريا تراجعت النسبة الدراسية في محافظات سوريا بسبب النزوح والقصف والدمار الذي حل في تلك المناطق إلا أن عفرين وشعبها وطلابها بقوا صامدين واحتضنوا المئات من المهجرين من جميع الجهات، لأنها كانت الملاذ الأمن لجميع الشعوب.

ومع تراجع الدراسة في سوريا حافظ طلاب عفرين على تفوقهم مثلما كان معتاد عليهم ولم تؤثر الأوضاع على دراستهم وتفوقهم، فرغم الحصار الذي عانت منه عفرين في السنوات الأخيرة إلا أن طلابها لم يتخلوا عن علمهم مهما حصل، فقد افتتحوا الجامعات والمعاهد لإتمام دراستهم ونيل شهاداتهم.

كان هذا هو الوضع حتى جاءت الدولة التركية وبدأت بهجومها الوحشي على نواحي وقرى مدينة عفرين ودمرت المدارس والجامعات والمعاهد، التي افتتحها طلاب عفرين لأنفسهم لكي تزدهر مدينتهم بالحضارة أكثر فأكثر، ودمرت دولة الاحتلال التركي بهجومها مستقبل المئات من الطلاب وتسببت بنزوح الآلاف من الأهالي من بيوتهم صوب مناطق الشهباء.

وفي تلك المناطق ومن جديد قرر مدرسو مدينة عفرين أنهم لن يسمحوا لطلابهم بالاستسلام وسيقاومون بأقلامهم، فقاموا بافتتاح المدارس رغم الظروف الصعبة، التي يعاني منها المدرسين، ورغم الدمار الذي كان قد حل بالمدارس في تلك المناطق إلا أنهم عملوا جاهدين حتى قاموا بإنشاء المدارس لكي يكملوا المشروع الذي بدأوا به في عفرين مع طلابهم المتفوقين.

ونظراً لتحطيم شعور ونفسية الطلاب الذين تركوا مدينتهم، التي كانوا قد حلموا بالتخرج بشهاداتهم فيها، ولوجود مدرسين أقوياء يستطيعوا أن يساندوا طلابهم في المصاعب التي يمروا بها، قرروا الخضوع إلى دورات فكرية مغلقة.
وكالة فرات للأنباء بدورها عايشت ورصدت يوماً كاملاً في أكاديمية الشهيدة تكوشين، التي حملت اسم دورة الشهيدة أيلام، مع المدرسات اللاتي خضعن لهذه الدورة كونها دورة خاصة بالمدرسات فقط.
وتابعت الوكالة كيف تقضي المدرسات الذين يقضون أوقاتهن مع بعضهن البعض في تلك الأكاديمية بالتعاون والحب والاحترام والتقاسم في كل شيء.

ولمعرفة كيفية العيش وإمضاء الوقت في داخل الأكاديمية وسبب خضوع هؤلاء المدرسات إلى هذه الدورة تحدثت لنا الإدارية في أكاديمية الشهيدة تكوشين المدرسة عليا وقالت: افتتحنا هذه الأكاديمية الخاصة بالمدرسات لشهر لأجل أن يتعرفن على أنفسهن أكثر وأن يتعرفن على تاريخ المرأة المقاومة أكثر، كما أن عدد المدرسات الخاضعات لهذه الدورة 42 مدرسة، فالمكان الذي تتواجدن فيه تعيشن فيه حياةً جديدة كلها أمل حينها ترين كل شيئاً جميلاً مزدهراً.

وأوضحت: "في الأيام الأولى من بدء الأكاديمية تمت قراة مرافعات القائد أوجلان لكي يتعرفن على فكر القائد وماذا يريد أن يوصل لهن من خلال تلك الكتب، ومعرفة ما سيفعلن في الأيام القادمة كيف سيقومن بتأدية عملهن".

وأضافت "كل أكاديمية لها نظام وأكاديمتنا لها نظام خاص يتتعبه جميع المدرسات الخاضعات للأكاديمية ، في الساعة 6.00 صباحاً يستيقظون لممارسة الرياضة وبعدها يذهبون جميعاً مع بعضهم لتناول الفطور ليبدأوا برنامج الدروس التي يتلقونها في كل يوم حتى الساعة 5.00".

واستطردت: "في المساء يتلقون دروساً لقواعد اللغة أو يقرأن الكتب أو يحضرن عرض سينافزيون حول حياة الشهداء أو المواضيع المتعلقة بدروسهم، كما أن هذه الدورة لكي تكن مدرسات قويات لأنهن ستساندن مجتمعهن ويكون عندهن قوة في التحليل، ولتخطيهم جميع الصعوبات أمام الطلاب".

وتابعت: "لكي تقدمن هذا الفكر الذي تلقين عليه دوساً داخل الأكاديمية لمجتمعهن في الخارج، وبعد انتهاء هذا الشهر في الأكاديمية سيتم إنشاء البلاتفورما وبعدها اختتام هذه الدورة كما نتمنى التفوق والنجاح لجميع المدرسات في داخل الأكاديمية".