تحدث السيد حسن شيخ حسن، الملقب بأبو الشهيد عزيز، عن ذكرياته مع القائد أوجلان ومساعيه لنشر فكر وفلسفة القائد في المجتمع منذ 1989 وحتى 2004 .

وأبو الشهيد عزيز، من المكون العربي، اتبع فكر وفلسفة القائد أوجلان ونظم حياته اعتماداُ عليها. ويقول: إن للقائد عبارة باقية في ذاكرتي، حيث قال: "عندما يتعامل معك إنسان ما بأسلوب غير لائق، فرد عليه بأسلوب أخلاقي".

وتطرق حسن إلى بدايات انضمامه للحزب عندما كانوا يعقدون اجتماعاتهم سراً باسم "اجتماعات الأطباء" وكانو يسعون لنشر أقوال وآراء القائد أوجلان في المجتمع.

وأوضح أنه تعرف على حركة حرية كردستان من خلال الدكتور يوسف طربوش في حي الشيخ مقصود في حلب وتحدث عن هذه الأيام قائلاً: "كنت أعقد اجتماعاتي باسم اجتماع الأطباء، لأن اجتماعاتنا في تلك الايام كانت سرية.

وكان يحضر الاجتماع ما يقارب من 20 إلى 30 شاباً، وكنا نتحدث حينها عن سبل العيش بحرية وكان هناك انعكاس ايجابي من جهة الشبيبة".

وأضاف "بدأنا بنشر فكر وفلسفة القائد أوجلان بين الشعب منذ عام 1989 وحتى 2004، وكنا نعقد اجتماعات في العديد من المناطق كحلب، الرقة، قامشلو، تربسبيه، الحسكة وكوباني. وفي كوباني كان هناك رفاق يساعدوننا في أعمالنا، وفي اقليم الجزيرة بذلنا مجهودا كبيرا وكنا نجاهد في عملنا بشكل كبير وكانت اجتماعاتنا ناجحة لدرجة انضمام الآلاف من الأشخاص إليها وكانت نشاطاتنا في البداية على شكل المظاهرات".

وأوضح حسن أنه عندما عاد إلى حي شيخ مقصود في مدينة حلب قالوا له بأن القائد سيأتي إلى لبنان ليراهم. وقال: "ذهبنا إلى منطقة هرمل في لبنان، حينها كنا أنا ويوسف طربوش والدكتور حسن والدكتور مهند. وعقد لنا القائد أوجلان اجتماعا وخلال الاجتماع جلب لنا خبزا وقال: " إذا اكلنا هذا الخبز مع بعضنا حينها سننجح في ثورتنا، ولكن أذا أكله واحد فقط والبقية بقوا جائعين فلن ننجح في ثورتنا"، وكنت وقتها لا أعرف اللغة الكردية إلا أن صديقي كان يترجم لي ما قاله القائد".

وأضاف "في عام 1991 دعانا القائد أوجلان لحضور اجتماع آخر. وكان الاجتماع حينها في البقاع. حينها تكلم القائد عن الإنسانية والأخلاق. ونحن بدورنا كنا ننشر ما كان يقوله لنا القائد في المجتمع.

وبهذه الطريقة انتشرت حركة حرية كردستان في المجتمع بشكل سريع".

وذكر أبو الشهيد عزيز أن اجتماعهم الثالث مع القائد أوجلان كان في مدينة بعلبك في لبنان وقال: "إن القائد أكد علينا حينها وقال ستناضلون ضد جميع أنواع التعذيب وستنشرون الإنسانية والأخلاق في أرجاء المجتمع.

وأيضا ستناضلون ضد الظلم وستساعدون المسنين والنساء والأطفال، وعندما تزيدون من شعلة نضالكم فسيكون النصر حليفنا".

وتابع: "بعد مدة قُتل يوسف طربوش وبعد 15 يوماً من مقتله ذهبت إلى لبنان. وعلى الحدود بين سوريا ولبنان تم اعتقالي من قبل النظام السوري وجلبوني إلى مدينة حمص. وبعدها وضعوني في سجن انفرادي وسألوني عن ولدي عزيز. وبعدها قلت لهم أن ولدي قد كبر وعندما انضم إلى الحركة لم أكن أعلم ولا أعلم أين هو الآن. وبعدها خرجت من السجن وهربت الى لبنان.

عقدنا اجتماعنا وفي الاجتماع قال لي القائد حينها: "انتبه إلى نفسك من الخونة" وحينها رأيت في شخصية القائد أوجلان كل شيء مبارك مثل الأخلاق، الإنسانية، الحرية والديمقراطية".

وذكر حسن أنه التقى بالقائد للمرة الأخيرة في مدينة دمشق في عام 1994، ويذكر أن الشهيد "عزيز عرب" كان أول ثوري من المكون العربي يلتحق بحركة التحرر الكردستانية، واسمه الحقيقي نادر شيخ حسن وهو من أبناء قرية ميرمين التابعة لمقاطعة عفرين ولد عام 1964، وترعرع في كنف عائلة وطنية متوسطة الحال من الناحية المادية.

ودرس الشهيد "عزيز عرب" المرحلة الابتدائية في مقاطعة عفرين، والمرحلة الإعدادية في حلب بعد أن انتقلت عائلته من عفرين إلى مدينة حلب ثم انضم إلى حركة التحرر الكردستانية لإيمانه بثورتها المطالبة بحرية كافة الشعوب والخلاص من الظلم والأنظمة الاستبدادية المتحكمة في شعوب المنطقة.