نوري عدنان: أردنا مناشدة العالم من خلال أنامل أطفال عفرين

وفر نوري عدنان وبعض المصورين المحترفين في عفرين عام 2018 المجال لآلاف من أطفال مخيم سردم وبرخدان للتعبير عن مشاعرهم من خلال الرسم.

اضطر مئات الآلاف من أهالي عفرين، الذين لجأوا إليها من مختلف المناطق السورية، التخلي عن مدينة عفرين بسبب احتلال الدولة التركية ومرتزقتها، إلى السكن في مناطق الشهباء.

اضطر نوري عدنان وهو تركماني الأصل من قرية كاراغوز التابعة لمناطق الشهباء للنزوح عدة من المرات كغيره من مئات الآلاف من المدنيين.

وأسس نوري عدنان وكالة " "Rumafكي يظهر للعالم جميعا الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب في عفرين. ففي عام 2018 قاد مشروعاً للرسم بحيث يفتح المجال لأطفال عفرين التعبير عن صعوبة الأوضاع التي مروا بها من نزوح وحرب وتشرد.

وساهم هو والعديد من المصورين المحترفين في جلب قماش بطول 250 متراً عام 2018 ، و500 مترا في عام 2019 الى المخيم كي يرسم عليها الالاف من أطفال المخيم ويعبروا عن مشاعرهم. وفي هذا السياق تحدث نوري عدنان لوكالة فرات للأنباء ANF عن الهدف من هذا المشروع.

وذكر عدنان أن الجميع شهد على الاحداث التي وقعت عام 2011 وقال: "في البداية أراد الناس الحرية، إلا أن تدخل العصابات الإرهابية جعل كل شيء في فوضة عارمة. حيث دخلت العصابات الإرهابية من جبهة النصرة وجيش السوري الحر من تركيا إلى القرى التابعة لمناطق الشهباء عام 2012".

وأضاف "مع مرور الأيام تشكل تنظيم داعش الإرهابي، ولم نكن ندرك حينها كيف تشكل هذا التنظيم. وبعدها جاء شخص من ضمن التنظيم كان يسمى أبو دجانة المرعشي، كان يتكلم اللغة التركية بشكل جيد وكان يستخدم الأسماء العربية وكان أحد الأشخاص الذين يقودون هذا التنظيم الإرهابي".

وأوضح: كنا نعيش حياة آمنة قبل قدوم هذه العصابات، ولكن بعد قدومهم تحولت حياتنا إلى جحيم. لم نكن نستطيع تحمل الحياة معهم لهذا خرجنا من ديارنا. ليس فقط الشعب الكردي والتركماني والعربي، بل جميع المكونات التي كانت قاطنة في المدينة.

وتابع: "ذهبنا حينها إلى حلب، ولكن حينها بدأت الأحداث في مدينة حلب أيضاً، وبعدها أتينا إلى مدينة عفرين. كانت الأوضاع جيدة في مدينة عفرين وكانت هناك نظام الإدارة الذاتية المستقلة وكان الجميع يُشارك في هذا النظام وهذه الإدارة ولم يكن الانتماء إلى أية قومية أمر مهم فيها".

ونوه عدنان خلال حديثه بأن الشعب في عفرين ناضل ضد دولة الاحتلال التركي ومرتزقته لمدة 58 يوماً وقال: "لقد اضطر الشعب في عفرين إلى النزوح لمناطق الشهباء بعد نضال مرير. وكان الناس يتعرضون للقنص أثناء نزوحهم، فاستشهد الكثير منهم. وواجهوا مصاعب كثيرة بعد قدومهم إلى مناطق الشهباء، حيث الدمار في كل قرية وبلدة. وكانت العصابات الإرهابية قد زرعت القنابل والألغام في كل مكان.

واستطرد: كانت هذه الألغام والقنابل تنفجر بالمدنيين عندما كانوا يدخلون إلى منازلهم. ولم يقدم أحد من الخارج أية مساعدات للمدنيين، الذين نزحوا من منازلهم، كنا نعيش حياة ديمقراطية في عفرين لم أجدها في أية منطقة. وقبل عام 2011 لم نكن نعرف عن هذه الحياة وبعد ذهابنا إلى مدينة عفرين علمنا بها. واليوم يعيش شعب عفرين والشهباء في انسجام كبير.

وأردف لقد أردت أن أظهر للعالم الانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من جيش السوري الحر والعصابات الأخرى ضد الشعب في عفرين. حيث رأيت أن الالاف من العصابات الارهابية دخلوا مدينة عفرين عن طريق مدينة اعزاز، كما رأينا قادة العصابات الإرهابية داعش في تلك القرى.

وأوضح: لهذا أردتُ أن أُظهر للعالم جميعاً الوحشية والانتهاكات التي ارتكبتها وما تزال ترتكبها هذه العصابات ضد المدنيين العزل من خلال وكالتنا، وعلى هذا الاساس اسست وكالة Rumaf.

كما أكد عدنان خلال حديثه بأنه عندما جاب في المخيم، وجد أشياء كثيرة وقال: "لقد وجدت الكثير من المعاناة التي عاناها الأطفال في المخيم. فالأطفال يشتاقون لمدارسهم، وهناك من يشتاق للعودة إلى منازلهم ووجدنا الكثير من الأطفال كانوا يبكون بشكل دائم. وهناك شيئان أثرا بي بشكل كبير، عندما كنا في زيارة لعائلة في تل رفعت كانت هناك فتاة تبكي بشكل دائم وعندما سألت عن سبب بكائها، قالت: لقد تركت سلحفاتي الصغيرة في المنزل عندما نزحنا ولم أستطيع جلبها معي. وأيضاً طفل يبلغ من العمر سبعة أعوام كان يبكي لأنه ترك قطته عندما نزح من منزله. وهذا يبكي لأنه مشتاق لأشجار الزيتون وذلك يشتاق لمدرسته".

كما أشار عدنان إلى أنه رأى الكثير من الأحداث المؤلمة في المخيمات، لهذا اتخذ هو وكل من رفاقه حنيف حمو وأردال وهيثم بأن يوفروا لأطفال عفرين فرصة للتعبير عن مشاعرهم وعلى أساسه جهز الأطفال العديد من الرسومات المثيرة للانتباه.

وأكد بأنهم أرادوا بأن يظهروا للعالم ماذا جرى لشعب عفرين ولأطفالهم من خلال أنامل الأطفال الصغار الذين نزحوا من منازلهم والذين يبحثون عن مستقبل مشرق برسوماتهم البسيطة.