مزارعو الرقة يستقبلون موسم الحصاد وسط تأثير سلبي للحرائق المفتعلة

باشر المزارعون في مدينة الرقة وريفها حصاد محصولي القمح والشعير وسط إنتاجية جيدة لهذا العام، وبأسعار تناسب المزارعين، إلا أن الحرائق التي اجتاحت 28 ألف هكتاراً شكلت عائقاً أمام المزارعين وأثرت سلباً.

يعمل المزارعون في مدينة الرقة بوتيرة عالية لجني موسمهم من القمح والشعير بعد شقاء وعناء كبير دام 6 أشهر، لكن بالمقابل فإن الأرباح الوفيرة التي يجنيها المزارع من خلال بيع محصوله تنسيه ذلك التعب والشقاء خلال أشهر العمل المتواصلة.

ويعد موسم القمح والشعير في مدينة الرقة من أهم المحاصيل الزراعية الموسمية التي يعتمد عليها المزارعون  في الزراعة كونها السبيل الوحيد لقوت عيشهم، ويزرع القمح والشعير في مساحات شاسعة منها المروية والبعلية.

وقدمت لجنة الزراعة التابعة لمجلس الرقة المدني الدعم للمزارعين وأمّنت كافة المستلزمات الضرورية التي يحتاجه الفلاح، حيث استطاعت

تأهيل المضخات وقنوات الري وإصلاح 85% من مشاريع الري في الرقة وهذا ما ساهم في زيادة المساحات المزروعة.

وقال المُزارع أحمد الكدرو من مدينة الرقة في حديثه لوكالة فرات للأنباء: "الزراعة تعتبر مصدر رزقي ورزق أفراد عائلتي الوحيد ورثناها عن أجدادنا القدماء، بدأنا اليوم بحصد محصول الشعير وهذا الموسم هو موسم خير بسبب الأمطار التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة". 

وأضاف "تعتبر طبيعة أراضي مدينة الرقة ذات تربة خصبة وإنتاج الشعير فيها جيد لهذا العام حيث وصل إنتاج الهكتار الواحد إلى 40 كيس وهذا إنتاج جيد جداً. أما بالنسبة للسعر الذي حددته الإدارة الذاتية فهو يتناسب مع الفلاح، وهو جيد نوعا ما قياساً بالمحصول ولكن كنا نتوقع سعراً أفضل من هذا السعر".

وبدوره قال المزراع علي الخلف: "إن المساعدات التي تقدمها لنا لجنة الزراعة منها البذار والسماد والمازوت المدعوم يساعدنا على إنتاج أفضل".

وحول الحرائق التي تشهدها المنطقة ومن هو المستهدف وحجم الخسائر وطرق حماية المحاصيل، قال الرئيس المشترك لمكتب الاحصاء  والتخطيط في مديرة الزراعة في مدينة الرقة التابعة لمجلس الرقة المدني حيدر الموسى: "إن هذه الحرائق تسببت بخسائر كبيرة لمزارعي الرقة هذا العام وأدت إلى حرق أكثر من 28 ألف دونماً من محصولي القمح والشعير والسبب هو خلق فتنة بين أبناء المنطقة ومحاربتنا اقتصادياً بعد أن فشلو في حروبهم السياسية على المنطقة وذلك من خلال الخلايا النائمة التي تعمل وفق أجندة دول خارجية، وتتعمد إشعال النيران في حقول القمح والشعير التي تعتبر السلة الغذائية للأهالي وللمنطقة.

وأضاف حيدر الموسى "قمنا بتأمين فرق إطفاء مجهزة بشكل كامل وموزعة على جميع المناطق  والبلدات لتفادي وقوع الحرائق بأسرع وقت ممكن".

وتابع: "نحن نواجه حرباً كبيرة من خلال خلايا نائمة تعمل لصالح دول خارجية ويجب علينا أن نبقى متكاتفين جميعاً وأن نقف ضد تلك الأجندة، التي تحاول افشال مشروع الإدارة الذاتية وأن نتعاون من أجل إخماد أي حريق يحدث في المنطقة".