سائقات وحدات حماية المرأة في جبهات القتال

في رحلتنا إلى جانب مقاتلي ثورة روج آفا نسلط الضوء في الجبهات على مقاتلات وحدات حماية المرأة YPJ وتحديداً السائقات في الجبهات، لنتعرف على دورهم ومهامهم.

حتى تحقق ثورة روج آفا أهدافها، تشارك جميع فئات المجتمع في كردستان وبكل قوة في الثورة ويبدون كل ما في وسعهم ويضحون بكل ما يملكون حتى ينالوا مبتغاهم. هذه المرة نلتقي بالمقاتلة في وحدات حماية المرأة (YPJ) خويندا بوطان.

انضمت خويندا بوطان، من مدينة بوطان في شمال كردستان، إلى ثورة روج آفا في العام 2015، وعن السبب الذي دفعها إلى التوجه إلى روج آفا والمشاركة في الثورة تقول: "كنت أرغب أن أشارك في هذه الثورة".

وخويندا هي من إحدى أبرع السائقات في جبهات القتال ضمن صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة، وخلال تسليطنا الضوء، اليوم، على دور السائقين والسائقات في جبهات القتال وجاء لقائنا مع المقاتلة السائقة خويندا بوطان.

وتقول خويندا إن الآليات في جبهات القتال هي أحد أهم مصادر القوة، كما أنها في نفس الوقت إحدى أهداف العدو.

وتضيف "العمل كسائق في جبهات القتال يتطلب انضباطاً كبيراً، ويجب أن يكون السائق مستعداً لأي طارئ في كل لحظة. كذلك يجب أن يتم معاينة وفحص السيارة بشكل دوري وعلى مدار الساعة، حتى تكون مستعدة للتوجه إلى جبهات القتال دون حدوث أي خطأ وتأخير. كما أن سيارتها تعمل دائماً تحسباً لأي طارئ. وخلال الحركة أيضاً يجب أن يكون السائق حذراً من الألغام، الصواريخ، قذائف الهاون، القناصة وكذلك الحذر عند التنقل أثناء وجود قصف للطيران".

وعن عملها أوضحت أنهم كسائقين يعملون على نقل المقاتلين وإعادتهم من جبهات القتال، وإيصال الذخيرة إلى الجبهات وكذلك إسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات.

وتقول: "في الجبهات يتم استخدام الكثير من أنواع الأسلحة، والسيارة هي أهم مصادر القوة والتحرك في الجبهة، لهذا فإنه على السائق أن يكون مستعدا في الجبهة للذهاب إلى أخطر الأماكن، ففي بعض الأحيان تكون مجبراً على الذهاب لمكان خطير لنقل وإسعاف أحد المصابين، وفي مرات أخرى عليه أن يذهب إلى خطوط التماس بشكل مباشر لإيصال الذخيرة. لهذا فالقيادة في جبهة القتال أمر يتطلب انضباطاً واستعداداً كاملاً في كل الأوقات".

وتابعت خويندا: "جانب مهم آخر وهو إجلاء ونقل المدنيين من الخطوط الأمامية إلى المناطق الأمنة وهذه مهمة يكلف بها السائقين في كل الجبهات. وفي نفس الوقت يكون السائق دليلاً ومسعفاً ومقاتلاً في آن واحد، لكن الأصعب هو نقل المصابين، وعندما يكون أحدهم مصاباً فنحن الأقرب إليه والواجب علينا مساعدته. هذا الأمر يتطلب شجاعة وسرعة. فعندما نقوم بنقل أحد المصابين لا نفكر سوى في أمر واحد وهو يجب أن نوصل المصاب إلى أقرب نقطة طبية لإبعاد خطر الموت عنه".

وتنقلت خويندا بين الجبهات من الشدادي إلى الرقة، عفرين والكثير من الجبهات وصولاً إلى دير الزور، وتقول عن هذه الأجواء: "في كل معركة نلاقي صعوبات عديدة، لكن المعركة الأصعب كانت في عفرين ، وهذا لأن المعركة لم تكن متكافئة، فالاحتلال التركي كان يستخدم الطيران الحربي والمروحيات وطائرات الاستطلاع وهذا ما لم نكن معتادين عليه فنحن دائماً ما نخوض المعارك على الأرض. ووجود الطيران في السماء كان مشكلة بالنسبة لنا وأكثر ما كان يعيق تنقلنا وتحركاتنا".

وتتذكر خويندا أحد المعارك التي خاضوها في عفرين قائلة: "في عفرين وخلال المعركة تمكن الاحتلال التركي من كشف موقعنا، وبدأ قصف مكاننا، كنا أربعة رفاق في الموقع وأُصبنا جميعاً. كانت إصابتي خفيفة، لكن إحدى القياديات برفقتنا أصيبت بجروح بالغة ومع هذا كانت ترفع من معنوياتي. إلى أن تمكنت من نقلهم إلى السيارة بكل صعوبة رغم إصابتي. تمكنت من الخروج من المكان رغم القصف الكثيف ومع الإصابة تمكنت من الوصول إلى مدينة عفرين ونقل رفاقي إلى المستشفى".

وتضيف "لم أكن أشعر بإصابتي، وإنما كنت أفكر فقط في كيفية إيصال رفاقي إلى المستشفى، رغم هذا استشهدت القيادية "ارتيش كفر" وهذا ما جعلني أشعر بالحزن الشديد، ومنذ ذلك الحين وفي كل مرة يكون أحد المصابين برفقتي أتذكر تلك اللحظات وأبذل كل جهدي لإيصال المصابين إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج وأبعاد خطر الموت عنهم".