بلدية الشعب في الرقة مستمرة في إحياء المدينة بعد سنوات من التحرير

باشرت بلدية الشعب في الرقة بالأعمال الخدمية, للنهوض بالواقع الخدمي بعد دمار لحق بالمدينة بنسبة 90%, حيث تستمر البلدية اعمالها وسط الإمكانيات المتاحة, والصعوبات التي تقف عائقاً أمامها , لتعيد للمدينة رونقها مجدداً بعد الظلام الذي خيم عليها.

منذ بداية تحرير مدينة الرقة في عام 2017, تعرضت المدينة لدمار شبه كلي بنسبة 90 بالمائة, بسبب المعارك التي شهدتها للقضاء على تنظيم داعش الارهابي.

وقُبيل القضاء هذا التنظيم الارهابي من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة وبالتعاون مع التحالف الدولي, لجأ الى زرع الألغام المتفجرة في أرجاء المدنية، لعدم القدرة على التحكم ببعض المناطق التي خرجت عن سيطرته, ولإخفاء بعض الملفات السرية والخرائط والأنفاق.

وبعد التحرير, بدأت المؤسسات المدنية بالدخول إلى المدينة المنكوبة تدريجياً, للنهوض مجدداً من بين الأنقاض بسواعد أهالي المنطقة المصرين على الحياة رغم الدمار الذي طال مدينتهم.

وبالإمكانيات المحدودة استطاعت بلدية الشعب بتقديم الخدمات اللازمة للمدينة, بدأ من المنشآت الأساسية, والبنى التحتية التي تضررت بسبب آلات الحرب.

وبصدد معرفة أعمال بلدية الشعب في الرقة منذ بداية التحرير, أجرت وكالة فرات للأنباء ANF, لقاءً مع الرئيس المشترك لبلدية الشعب أحمد الابراهيم, والذي أكد بدوره على استمرار الأعمال الخدمية لتحسين الواقع الخدمي مجدداً.

وقال: "استطاعت بلدية الشعب بإعادة إحياء المدينة مجدداً, بعد دمار شبه كلي بنسبة 90 بالمائة, حيث قدمت الخدمات اللزمة من اجل اعادة بناء المنشآت الحيوية, والطرق والحدائق وكافة سبل العيش".

وأضاف: "وبدأت بلدية الشعب بالحلقة الانتاجية عام 2018, والتي عملت على تحسين الواقع الاجتماعي والخدمي في المدينة, وكنا مدركين لأهمية الاستقرار الخدمي والذي ينتج عنه الاستقرار الاجتماعي وبالتالي النجاح العام".

وعن الصعوبات التي واجهت البلدية منذ بداية التحرير قال أحمد الإبراهيم: "منذ بداية تحرير مدينة الرقة من رجس التنظيم الارهابي داعش، بدات بلدية الشعب بالأعمال الخدمية, بالرغم من الصعوبات والمعوقات التي واجهتها من انتشار الالغام التي زرعها التنظيم قبل انتهائه, وعملت على إيصال المياه إلى أحياء المدينة, وتأمين رغيف الخبز, وإزالة الأنقاض التي خلفتها آلات الحرب ونقلها إلى خارج المدينة".

وأكد أحمد الابراهيم على استمرار الأعمال  لتحسين الأسلوب الخدمي, حيث قال: "لقد تضررت البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي بشكل كبير بسبب الحرب, وتكلس الترسبات, وانتهاء صالحية  التصميم للشبكة السابقة, لكن العمل مستمر على اعادة صرف الصحي في المدينة بفضل الجهود التي يبذلها ابناء المنطقة".

تأهيل الطرق

وتابع: "تعرضت الطرق الرئيسة والفرعية لدمار شبه كامل, بعد القصف والمعارك الطاحنة التي شهدتها المدينة, مما جعلها غير مؤهلة  لسير المركبات.

كما عملت بلدية الشعب بوضع مخطط إسعافي لتأهيل الطرق الرئيسية والفرعية, حيث قامت بمد الطرق المتضررة بشكل كبير بمادة البقايا كحل اسعافي, ومدها لاحقاً بقميص اسفلتي لا يدوم سوى 6 أشهر لعدم مطابقته للمواصفات العالمية.

إعادة التوازن البيئي

وتسعى بلدية الشعب على زيادة المساحات الخضراء في المدينة, بزراعة الأشجار منذ دخولها للمدينة وكانت أول حملة تحت اسم "شهدائنا أشجار تنبض", حيث تم من خلالها زراعة 7100 شجرة, وتأهيل بعض الحدائق وتنظيف المنصفات وزراعتها بالأشجار, وأحداث بعض المساحات الآمنة للأطفال.

إنارة المدينة مجدداً

واوضح احمد الابراهيم ان الإنارة تعتبر مصدر استئناس للأهالي, وزيادة الأمن والأمان, وقال: "بدأت الورشات بالعمل على تأهيل الإنارة التي تضررت بشكل كامل خلال الحرب التي لحقت بالمدينة.

وباشر مكتب الإنارة التابع لبلدية الشعب بالعمل على إعادة الحياة لشوارع المدينة التي خيمت عليه الظلام خلال الأعوام السابقة, حيث تم إنهاء   بين 50 و60 بالمائة من إنارة الشوارع الرئيسية".

واختتم الرئيس المشترك لبلدية الشعب حديثه: "منذ انطلاق عمل البلدية أطلقت شعار "يدا بيد نبني البلد" عاهدت فيه كل قطرة دماء وكل حجرة دمرت وكل شجرة يبست, لإعادة اعمار المدينة وازدهارها من جديد وهم مستمرون بهذا الشعار".