يومٌ مع مقاتلي (قسد) في حربهم ضد تنظيم داعش الارهابي

قضينا يوماً مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في معاركهم ضمن اطار حملة "عاصفة الجزيرة) الرامية الى تحرير ريف ديرالزور من تنظيم داعش الارهابي.

تستمر حملة "عاصفة الجزيرة" التي بدأت في (9 أيلول 2017) بتقدّم قوات سوريا الديمقراطية (قسد), بقيادة وحدات حماية الشعب (YPG), وحدات حماية المرأة (YPJ) والفصائل المنضوية تحت راية مجلس ديرالزور العسكري. حيث يتقدم مقاتلو (قسد) بجوار نهر الفرات, بعد أن حرروا منطقتا كونيكا وجعفر, الغنّيتان بالنفط واللتان لهما موقع استراتيجي هام.

تملك القرى المحيطة بنهر فرات مساحات واسعة, وقد استغلّ مرتزقة تنظيم داعش الارهابي تلك المساحات لتشكيل خط دفاعي لهم, بعد أن زرعوا المنطقة بالالغام. كما أنهم يستهدفون المدنيين في تلك القرى من خلال عمليات القنص والسيارات المفخخة. لذا فإن سكّان المنطقة يحاولون دوماً الفرار من المناطق التي تسيطر عليها داعش باتجاه مناطق (قسد) المحررة والآمنة. 

مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية وبهدف الحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم, يتحركون بدقة وحذر, هذا ما لاحظناه نحن الصحفيان الذان رافقا مقاتليهم, أثناء تحريرهم لقريتي مكارا الجديدة ومكارا القديمة. وبسبب صعوبة ظروف المعارك الليلية, فإن المقاتلون لم يسمحوا لنا بالمشاركة فيها, لكنّنا حصلنا على فرصة تغطية المعارك النهارية.

تترامى على أطراف مدينة ديرالزور مساحات شاسعة من البراري, لذا واجهنا العديد من العواصف الرملية. ولدى وصولنا الى أطراف القرية المحررة, طلب من المقاتلون أن نجلس في الآليات العسكرية "بسبب تواجد قناصي داعش". تجاوزنا أكثر من شارعين أو ثلاثة, ونحن على متن مدرعة مصفّحة, قبل أن نصل الى مقر قائد الهجمات.

هناك, رأينا المقاتلون على أهبة الاستعداد لتنفيذ الهجوم على معاقل داعش.كلّما رأينا مقاتلاً مستعدّاً, نشعر وكأنّنا نرى القتال لأول مرة, تنتابنا حالة من الانفعال والرّهبة. بعد أن تفقّدوا ألياتهم وأسلحتهم, بدأت كل مجموعة بالتحرّك للأمام, في عدّة خطوط هجومية.

وصلنا الى الخط المواجه لمناطق دفاع مرتزقة داعش, التي استهدفها مقاتلو (قسد) بسلاح "الدوشكا". بعدها بحوالي الساعة, بدأت المجموعات المهاجمة بالتحرّك مع قياداتهم الميدانية, التي كانت تقف خلفهم على بعد 100 م فقط. وكلّما اقتربنا من القرية المجاورة, التي تسيطر عليها داعش, كلّما ارتفعت وتيرة القتل, وزاد حديّة.

في لحظات المساء الأولى, وصل مقاتلو (قسد) إلى أطراف القرية من الجهة الثانية, بعد أن سيطروا على مركزها. هناك, تم حصار المرتزقة في أوكارهم. حيث دامت الاشتباكات لأكثر من ساعتين. ثم علا صياح مقاتلٍ ينادي بترك المرتزقة لاسلحتهم ولاذوا بالفرار.

مع غروب الشمس, بات القرية كلها تحت سيطرة (قسد), ولكي لايتمكن عناصر التنظيم المتواجدين في القرية المجاوة من تنفيذ هجمات انتحارية, قام مقاتلو (قسد) باغلاق الطرق المؤدية للقرية المحررة. بعدها بدأوا بتجهيز مقراتهم وتحصينها. حينها عدنا الى مقرّنا الأول الذي خرجنا منه في تلك الجولة الميدانية.