عبر تحويل منزله لمعرض شعبي.. مواطن من الرقة يسعى إلى الحفاظ على تراث الأسلاف

يواظب مؤيد العجيلي، من أهالي مدينة الرقة، على الحفاظ على تراث أسلافه عبر جمع القطع الأثرية القديمة والحفاظ عليها وتحويل منزله إلى معرض شعبي ليُعرف الأجيال على تاريخ مدينتهم.

للحفاظ على تراث مدينة الرقة من الاندثار، افتتح مؤيد العجيلي، من أهالي مدينة الرقة، غرفة التراث الشعبي ضمن منزله، مؤكداً على مواظبة جمع القطع الأثرية التي تدل على هوية المنطقة.

وتتضمن الغرفة أدوات تراثية من أثاث منزلي وأدوات لطهي وتحضير القهوة العربية، إضافة إلى أثاث المنازل التراثية من "البسط، والزرب المنسوج من أعواد البردي والذي كان كجزء من أثاث كل منزل، والنحاسيات، واللباس التراثي، والآلات الموسيقية التراثية.

ويسعى "العجيلي" الذي يعتبر حبه لمدينته والتشبث بأرضها والحفاظ على هويتها من أولوياته، إلى تعريف الأجيال الجديدة على تاريخ مدينتهم وكيف أن الحياة كانت بسيطة بعيداً عن الحداثة والتمدن.

وتحدث، الإعلامي والمعلم والمحب لتراث الرقة، مؤيد العجيلي، عن اهتمامه بجمع التراث اللامادي الذي يمثل تاريخ الرقة للحفاظ على تاريخها وهويتها.

وقال في مستهل حديثه: "افتتحنا معرض التراث الشعبي لنُعرف عن تراث الرقة القديم، ويضم المعرض قطعاً من عُمر الرقة الحديث من العام 1868، أثناء توافد أولى العوائل للسكن في الرقة وتحديداً ضمن سور الرقة وسرير نهر الفرات".

وأضاف: "التراث الرقي لا يختلف بين المدينة والريف، حيث بدأت العائلات في المدينة ببناء بيوت الشعر والبيوت المصنوعة من اللّبِن الطيني "الطوب"، لحين تطورهم إلى دور الحجر وصولاً للبناء الإسمنتي".

النساء صُناع التراث الشعبي

وأردف: "حافظت النساء على التراث الشعبي عبر الصناعات اليدوية المتوارثة، حيث كانت تنتج الصوف من الأغنام وتحيكها عبر آلة الغزل اليدوية المؤلفة من الصبّاغ والحايك، لتُنتج البساط المنزلي وأثاث المنزل، وبالنسبة للنحاسيات، فقد كانت تُشترى عبر مقايضة السمنة والجبنة وكافة منتجات الحليب".

"الدلة والفنجان" عنوان لمدينة الرقة

وتابع: "تُعتبر الدلة والفنجان عنواناً لمدينة الرقة، حيث لا يخلوا أي منزل في مدينة الرقة من الدلة والفنجان، لأنها تُدل على كرم الضيافة لدى أهالي المدينة".

وأكد مؤيد العجيلي على السعي الدائم للحفاظ على تراث الأسلاف، قائلاً: "سعيتُ جاهداً للحفاظ على تراث آبائي وأجدادي، لكن بسبب الحروب والصراعات التي شهدتها مدينة الرقة، تعرضت معظم ممتلكاتي للنهب، وبعد تحرير المدينة جمعت ما استطعت من القطع الأثرية، ووضعتها في مكان آمن للحفاظ عليها".

وأشار مؤيد العجيلي إلى أن الأرمن والشيشان والشركس هم من جلبوا الصناعات والحرف إلى مدينة الرقة خلال هجرتهم إلى سوريا، وأضاف: "تعلمت نساء الرقة من تلك الحرف وتأصلت مع الموروث الشعبي، وأبدعت المرأة الرقاوية في الأعمال اليدوية منها حياكة التنتنه والصوف والقنويجة، والتطريز بخيوط الحرير على القماش والوسائد، وصنع الهداية، ومطحنة البهارات، والفخار، وهناك العديد من المقتنيات اندثرت ولكن يتم وضعها في البيوت لتُعبر عن التراث الشعبي".

الحفاظ على هوية "أنت رقاوي"

وفي ختام حديثه، قال مؤيد العجيلي: "نمى في الآونة الأخيرة حس العودة إلى التراث الشعبي لدى أهالي مدينة الرقة، حيث نلاحظ أن مساعي الحفاظ على اللباس التراثي متزايدة، وقد بات الشباب يرتدون "الكلابية" بكثرة، والفتيات يرتدون "الزبون"، مما يدل على التماسك ومواصلة الحفاظ على الهوية، ناهيك عن الأغاني الشعبية التي تغنى خلال الأفراح وسط أنغام الآلات الموسيقية الشعبية، واستخدام الأثاث التراثي في المنازل والذي يُعبر عن هوية المنطقة وتاريخها".

No description available.

No description available.

No description available.

No description available.