مبعوث واشنطن في باكستان لدفع عملية السلام الأفغانية قبل الانسحاب الأمريكي

وصل المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية السفير زلماي خليل زاد، اليوم، إلى العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، من أجل حشد الدعم لتتحرك الأمريكي لدفع السلام في ضوء قرار ترامب بالانسحاب العسكري.

قالت مصادر دبلوماسية باكستانية إن المبعوث الأمريكي الخاص للسلام زلماي خليل زاد وصل إلى باكستان اليوم الخميس، لعقد محادثات لبحث سبل لحل الصراع الأفغاني بوسائل سياسية.

وكشف مسؤول بوزارة الخارجية الباكستانية لوكالة أنباء "شينخوا" إن خليل زاد سوف يبدأ محادثات مع مسؤولين باكستانيين في وقت لاحق من اليوم، بعد أن عقد مناقشات مع قادة أفغان كبار، من بينهم الرئيس محمد أشرف غني، خلال الأيام القليلة الماضية في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال مسؤولون إن المبعوث الأمريكي التقى وزير الخارجية شاه محمود قريشي، ومن المتوقع أن يزور قادة من الجيش خلال زيارته إلى باكستان التي تستمر ثلاثة أيام.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تعاون باكستان بهدف تشجيع حركة طالبان على بدء محادثات مع الحكومة الأفغانية، وفقا لمسؤولين.
ألغى خليل زاد اجتماعه مع ممثلي طالبان الذي كان من المقرر عقده في قطر في 9 و 10 يناير، بعد أيام من رفض طالبان الاجتماع مع ممثلين من الحكومة الأفغانية في دولة الإمارات.

وصرح مسؤولون بأن القوات الباكستانية احتجزت لفترة وجيزة قياديين في حركة طالبان الأفغانية للضغط على الميليشيا من أجل العودة إلى محادثات السلام الوليدة في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأمريكي للمنطقة إلى إسلام أباد اليوم الخميس.

ومن ناحية، يرى الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي في تصريحات خاصة أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق هدفها الاستراتيجي بسحب قواتها من المنطقة سواء من سوريا أو أفغانستان دون الاعتماد على مظلة إقليمية للاستقرار وقوة إقليمية ترعى السلام وتحافظ عليه، حتى لا تنفجر الأوضاع مجددا، معتبرا أن جولة المبعوث الأمريكي الإقليمية دخلت أهم محطاتها بزيارة باكستان التي تقوم بدور هام للغاية في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان، ويعتبر أمنها القومي جزء من الأمن الباكستاني، فإذا أتخذ الانسحاب الأمريكي نهجا عشوائيا، فإن تفجر الأوضاع سيؤثر على الأوضاع الأمنية في باكستان التي تعاني بالفعل نتيجة لانفلات الأوضاع في أفغانستان لسنوات، ودفعت ثمن باهظ كشريك للولايات المتحدة في محاربة الارهاب هناك.

وأشار أبوزيد لوكالة فرات للأنباء ANF، إلى أنه في الوقت الذي تتواصل فيه محاولات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد نحو عقدين من التدخل الأمريكي في المنطقة تحت شعار الحرب على الإرهاب، فإن الولايات المتحدة التي توترت علاقاتها بباكستان خلال بداية ولاية ترامب الرئاسية، وأتهمت إسلام أباد بعدم التعاون معها وعدم تقديم شيء لها في مكافحة الارهاب، قد عادت مجددا من أجل طلب دعم إسلام أباد في تحقيق السلام في أفغانستان، حيث كشف فيه رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلب مساعدته في عملية السلام الأفغانية، عبر إقناع حركة "طالبان" بالمشاركة في المفاوضات، حيث تمتك باكستان دورا محوريا في تلك المنطقة وفي اطار عملية السلام الأفغانية.

وزار المبعوث الأمريكي الهند والإمارات والصين قبل وصوله إلى باكستان، في إشارة منه لرغبة أمريكية في تشجيع عملية المصالحة الأفغانية، لسد الطريق أمام مساعي ايران لعرقلة جهود المصالحة من أجل خلافة النفوذ الأمريكي هناك، بعد أن كشفت إيران أنها عقدت مباحثات مع حركة طالبان الأفغانية، في محاولة لملء الفراغ الذي تركه قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب معظم قوات بلاده من أفغانستان.

وقال الدكتور محمد محسن أبوالنور رئيس ومؤسس "المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية أفايب" لوكالة فرات للأنباء ANF أن قمة بولندا تريد الولايات المتحدة عقدها لمواجهة ايران، تستهدف عقد تحالف دولي وإقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بوجه عام، وقد رأينا أن الخطاب الفرنسي تغير نسبيا، كما أصدرت ألمانيا قرارات بوقف التعامل مع شركات إيرانية في المجال الجوي المدني، ومنها شركة ماهان التي تنقل المواد اللوجيستية للمقاتلين في سوريا، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستحشد من أجل مواجهة السلوك الإيراني في المنطقة. وقال أبوالنور أن "هذه القمة كانت متوقعة لأن كلمات وزير الخارجية الأمريكي في كل المحافل خلال الفترة الأخيرة قد نوهت إلى أمريكا تريد الانسحاب من الأرض السورية وتحافظ على التموضع الحالي من خلال قوة إقليمية"، ولعل ذلك ما يمكن القياس عليه بشأن الحالة الأفغانية أيضا.