فورين بوليسي:  سلوك تركيا العدواني في شرق المتوسط فشل في التأثير على مشروعات الطاقة

وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عمليات التنقيب التركية عن الغاز قبالة سواحل قبرص بالعدوان، مؤكدة أن أنقرة تسعى لإختطاف الطاقة في تلك المنطقة، لكن سلوكها لم يؤثر بعد على مشروعات تطوير اكتشافات الغاز بشرق المتوسط.

وقالت المجلة الأمريكية إن سلوك تركيا العدواني، الذي يأتي في الوقت الذي تعاني فيه تركيا مواجهة متفاقمة مع الولايات المتحدة حليفة الناتو بسبب شرائها أسلحة روسية، ليس بالأمر الجديد. بل إنها تتويج لأكثر من خمس سنوات من التحرش المتزايد بالشركات والسفن التي تقوم باستكشاف الطاقة حول قبرص.

إن التصعيد التركي يأتي في وقت يبدو فيه أن تركيا تبتعد عن الغرب، وتخاطر بقطيعة تامة مع الولايات المتحدة، وتقترب من روسيا، وتعادي كل جيرانها تقريباً في شرق البحر المتوسط، بحسب فورين بوليسي.

شكلت مصر وإسرائيل وقبرص اليونان وغيرها منتدى للغاز بالقاهرة لتطوير تعاون مشترك للبنية التحتية اللازمة لدفع ثورة الطاقة إلى الأمام؛ واستبعدت المجموعة تركيا بشكل واضح، والتي لم تقم بأي اكتشافات للغاز في المياه الخاصة بها حتى الآن.

هذا النقص في ثروات الطاقة هو أحد الأسباب التي تجعل تركيا تمضي قدماً في موقفها العدواني حول قبرص. تتمسك تركيا بتفسير جديد للقانون الدولي، يتعارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتقول إن جزرًا مثل قبرص لا يمكنها المطالبة بالحقوق الاقتصادية الخالصة في مسطحات مائية قبالة سواحلها.

وأعتبر التقرير أن مضيق هرمز ليس هو الممر المائي الوحيد الذي يعاني من التوترات المتزايدة، وشراء تركيا للصواريخ الروسية ليس من مشكلة أنقرة الوحيدة. بدلاً من ذلك، تصعد تركيا نزاعها مع قبرص بسبب ثروات الطاقة تحت سطح البحر، حيث ترسل سفن حربية وسفن استكشاف إلى مياه البحر الأبيض المتوسط ​​المتنازع عليها في محاولة لمنع قبرص من تطوير اكتشافات الغاز الطبيعي.

وقالت إن السلوك العدواني الذي اتبعته تركيا مؤخرًا يعكس جزئياً القلق من أن قبرص الأقرب لتطوير موارد الطاقة بنجاح، وكلما كانت يدها أقوى كلما استؤنفت محادثات إعادة توحيد الجزيرة. وتابعت: "لا يساعد سلوك تركيا في تهدئة التوترات في المنطقة في وقت المواجهة المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة".

وتابع التقرير" "حتى الآن، لم تتدخل تركيا في الاكتشافات الكبيرة حقًا في جنوب قبرص، في المياه التي لا يمكن حتى أن تطالب بها تركيا. وهذا يعطي بعض الخبراء الأمل في أن تصرفات تركيا لن تعرقل في النهاية الجهود الأوسع للمنطقة لتنمية مواردها الغازية بشكل كامل، على سبيل المثال من خلال خطوط الأنابيب بين إسرائيل ومصر، أو من المياه القبرصية إلى محطات تصدير الغاز المصرية."

وقالت انه من منظور الطاقة، حتى الأن لم تتأثر عملية تطوير موارد الغاز في شرق المتوسط بالفعل بالسلوك التركي الذي فشل في ذلك حتى الأن.

واشار التقرير إلى إمكانية قيام تركيا بأعمال التنقيب غير القانوني عن الغاز لإشراك دول إضافية في حالة الصراع في شرق المتوسط.