بومبيو يرفض توضيح سياسة بلاده بشأن الجولان ويشدد على مواجهة "إرهاب إيران وحزب الله"

رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو توضيح حقيقة موقف بلاده ونواياها بشأن الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، مؤكدا على أن قيامه بزيارة القدس أمر طبيعي، وشدد على مواصلة الضغط على إيران وحزب الله "الإرهابي"، على حد قوله.

 وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أنه ليس لديه ما يقوله بشأن الحديث عن اعتراف بلاده بالسيادة الاسرائيلية على مرتفعات الجولان، في توقيت تتزايد فيه التوقعات بتوقيع ترامب لقرار الاعتراف الأمريكي الأسبوع المقبل خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى واشنطن، فيما لفت الى انه لم يتحدث مع نتنياهو عن السياسة الداخلية في اسرائيل في اشارة الى الانتخابات والمعارك السياسية والقضائية والخارجية التي تستهدف نتنياهو.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال أن الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، زاعما أن لذلك أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لإسرائيل والاستقرار الإقليمي.

وذكر مسؤول في الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب قد يوقع على وثيقة رسمية بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن. وقالت وكالة "رويترز" نقلا عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، أن المسؤولين الأمريكيين يعملون على إعداد وثيقة رسمية بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وأن ترامب قد يوقع عليها الأسبوع المقبل. ويأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيستقبل بنيامين نتنياهو في واشنطن يومي 25 و26 مارس الجاري، لبحث المصالح المشتركة للبلدين والوضع في الشرق الأوسط.

"ليس لدي ما أقوله حول الحديث عن اعترافنا بضم اسرائيل للجولان"

ورفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الحديث حول ما اذا كانت الولايات المتحدة تدرس الاعتراف بضم اسرائيل لمرتفعات الجولان السوري، مؤكدا انه ليس لديه ما يقوله حول ما اثير بشأن اتجاه الادارة الامريكية لدراسة الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان، وخلال مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته للقدس المحتلة، تعرض الوزير الامريكي لعدة تساؤلات حول موقفه من الامر وموقف الإدارة الأمريكية وحتى إذا ما كانت الادارة الأمريكية تدرس الموضوع من عدمه، ليردد الوزير الأمريكي نفس الردود بـ"لا" و"ليس لدي ما أقوله". وردا على سؤال حول ما اذا كانت الإدارة الأمريكية تدرس الموضوع، قال: "الادارة الأمريكية تفكر دائما في العديد من الأمور، وأحاول التأكد من وصولنا إلى الإجابات قبل التحدث عنها علنا"، كما رفض بومبيو الحديث عن التداعيات والمخاطر التي ينطوي عليها مثل هذا القرار.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد ذكر في مؤتمر صحفي في الكويت ان سياسة بلاده بشأن الجولان والضفة الغربية المحتلتين لم تتغير، وبسؤاله حول ماهية هذه السياسة التي لم تتغير، قال انه سبق له الاجابة عن نفس التساؤل وقال ان السياسة الأمريكية لم تتغير، لافتا الى ان الوصف الذي جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الانسان لم يأتي بالخطأ بل كان عن قصد واستهدف التقرير ان يكون وصفي قدر الامكان، وان التقرير صدر ووصف الأمور بعزم شديد، في إشارة إلى ان التقرير اسقط وصف "المُحتل" عن الجولان السوري.

يشار أن الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي الأخير لحقوق الإنسان، أسقطت صفة "التي تحتلها إسرائيل" عن مرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة، واستعاضت عنها بعبارة "التي تسيطر عليها إسرائيل".

وردا على سؤال حول دلالة زيارته للجدار الاسرائيلي في مدينة القدس وحول ما اذا كان يعني اعترافا بسيادة اسرائيل على تلك المدينة، قال الوزير الذي اعترفت بلاده بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ان هذه الرحلة تعني ذلك، ولذا من المهم ان يقوم بها مسؤول أمريكي كبير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي.

"حزب الله منظمة إرهابية ولا نريد أن يسيطر على الحكومة اللبنانية"

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ان بلاده تنظر إلى حزب الله كمنظمة إرهابية، على الرغم من كونه جزء من الحكومة في لبنان، وانها تنظر إليه كمنظمة ارهابية وفقط، وانها ستعبر عن رؤيتها هذه خلال زيارته الى لبنان، وأن الولايات المتحدة ترى ان نجاح لبنان سيعتمد على مطالبة الشعب اللبناني بألا تسيطر منظمة ارهابية على حكومتهم ولا يحرك سياساتها ويخلق الأزمات في داخل لبنان، فشعب لبنان لا يريد ذلك، ولا شعب اسرائيل ولا شعب الولايات المتحدة، وسنجعل ذلك شديد الوضوح، موضحا ان حزب الله منظمة تعهدت بها ايران لإزالة اسرائيل من الوجود، وان حزب الله يهدف أيضا إلى محو الديمقراطية الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة.

وخلال زيارته إلى لبنان قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة إن لبنان يحتاج إلى "شجاعة لمواجهة إرهاب وتهديد وجرم حزب الله"، مشددا على أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إيران دون هوادة، حسبما ذكرت قناة "الحرة" الأمريكية. وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في بيروت أن "حزب الله يتحدى الحكومة والدولة اللبنانية ويعرض أمن الشعب اللبناني للخطر". وأدرف أن حزب الله يتصرف بأوامر من النظام الإيراني، وأن لبنان وشعبه يواجهان معضلة سياسية لأن الحزب يفرض مستقبلا لا يستحقه البلد.

وتساءل بومبيو "هل ساهمت إيران وحزب الله في تنمية الوضع في لبنان؟"، الوزير اللبناني من جانبه قال إن لبنان لا يعترف بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، مؤكدا أنه "لبناني وغير إرهابي". وتطرق الوزيران إلى مسألة اللاجئين السوريين في لبنان. وقال باسيل إن بلاده لم تعد تحتمل مسألة اللاجئين وأكد على ضرورة عودتهم إلى وطنهم. وقال بومبيو "نفهم مسألة اللاجئين السوريين في لبنان وندعم عودتهم بطريقة طوعية وآمنة".

وقال ان بومبيو ان هناك جديد سيطرأ بشأن الاستثناءات الممنوحة في فرض نظام العقوبات على ايران، مشددا على ان بلاده لن تتسامح في أي خروقات للعقوبات على ايران في جميع الدول بما في ذلك العراق، مشيرا إلى نظام للعقوبات تم تصميمه لتعيين أولئك المرتبطين بالأنشطة الإيرانية الخبيثة، أينما وجدوا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قامت مؤخرا بوضع منظمة عراقية على لائحة العقوبات المرتبطة بإيران، ولم يكن ذلك قد فعلته الولايات المتحدة من قبل.

وتابع بومبيو خلال المؤتمر الصحفي: "تذكر الهدف البسيط. الهدف البسيط هو جعل إيران تتصرف كدولة طبيعية: التوقف عن تفجير الأشياء في جميع أنحاء العالم ؛ والتوقف عن إثارة الإرهاب ؛ وقف حملة اغتيالاتهم في أوروبا ؛ التوقف عن دعم الحوثيين وحماس وحزب الله. أشياء بسيطة - نفس الأشياء التي نطلبها من كل دولة في العالم، نطلبها من جمهورية إيران الإسلامية".