القاهرة تستضيف مؤتمراً لتطوير أداء قوات حفظ السلام.. ودعم دولي لرئاستها للاتحاد الإفريقي

انطلق اليوم الأحد في القاهرة أعمال المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى حول "تطوير أداء عمليات حفظ السلام: من صياغة ولاية البعثة حتى خروجها"، بغرض تعزيز قدرة بعثات حفظ السلام على المساهمة في تسوية النزاعات.

أكد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية أن هناك تقدير كبير من جانب المجتمع الدولي للدور والمساهمة المصرية في قوات حفظ السلام الأممية، لافتاً إلى الطلب المتزايد لتدريب مصر لقوات حفظ السلام في العالم، والمساهمة في مهمات بعثات حفظ السلام.

وأعربت الأطراف الدولية المشاركة في المؤتمر عن دعمها لرئاسة مصر للاتحاد الافريقي خلال العام 2019، ودورها خلال الفترة المقبلة في تطوير أداء عمليات حفظ السلام الأممية.

وقال نائب وزير الخارجية المصري إن بلاده من أقدم البلدان المشاركة في القوات.

وأوضح المسؤول المصري أن بلاده تساهم بأكثر من 3000 فردا من القوات المسلحة والشرطة في عمليات حفظ السلام في مختلف مناطق العالم، لافتاً إلى أن هناك طلباً متزايداً على مشاركتها على المهمات والتدريب، وترحيب المجتمعات المحلية بالقوات المصرية المشاركة في عمليات حفظ السلام، وجدد لوزا التأكيد على دعم مصر الكامل لجهود السلام في جنوب السودان ومالي ومنطقة الساحل والصحراء وتحركات السلام بين إريتريا وإثيوبيا.

ولفت نائب وزير الخارجية المصري إلى أن رؤية مصر لمهام حفظ السلام تقوم على ضرورة تزامن تواجد القوات مع العمل على تسوية المنازعات بالطرق السلمية والدبلوماسية، وأن وجود قوات حفظ السلام في البلدان التي تشهد صراعات بعد حل الأزمات.

وأوضح أن بلاده تقدم مساهمة موضوعية كبيرة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لتطوير هذه المفاهيم، وأن الفترة المقبلة ستشهد دوراً كبيراً لمصر مع توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي في العام 2019 .

واعتبر نائب وزير الخارجية المصري أن قوات حفظ السلام لا تشارك بالشكل الفعال في حل الأزمات الراهنة بالصورة المرجوة، مؤكدا أن بلاده تشارك في صياغة قرارات الأمم المتحدة حول عمل قوات حفظ السلام في مجلس الأمن، وتطوير أسلوب صياغة عمل تلك القوات وولاية بعثات عمليات حفظ السلام الأممية، داعيا إلى توفير المعلومات الاستخباراتية لها للتعرف التهديدات.

ومن جانبه، أكد السفير أشرف سويلم مدير عام مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام لوكالة فرات للأنباء ANF،  أن مصر سابع أكبر مساهم من حيث القوات العسكرية والشرطية في عمليات حفظ، ورابع أكبر مساهم من حيث القوات الشرطية، وثاني أكبر مساهم من حيث الخبراء والمراقبين العسكريين.

وأوضح أن هذه المساهمة يتواكب معها أيضا مساهمة كبيرة على مستوى تطوير عقيدة وأداء عمليات حفظ السلام، الذي وصل إلى قمته خلال فترة العضوية غير الدائمة لمصر في مجلس الأمن.

ومن جانبه، أكد جون بيير لاكروا وكیل السكرتیر العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام تقديره لمساهمة مصر المتواصلة في قوات حفظ السلام، مشيراً إلى أن مصر من أكبر سبع دول مساهمة في قوات حفظ السلام التي تقوم بمهام على الجبهة في مناطق كثيرة من العالم، كما احتلت المقدمة في أكثر المناطق خطورة في شمال مالي.

وأشار إلى دور مصر في عمليات حفظ السلام، ودور مركز القاهرة الدولي في تنظيم هذا المؤتمر الهام، فضلا عن دعمه لأهمية مواصلة مصر لدورها خلال رئاسة الاتحاد الافريقي عام 2019.

ومن ناحيته، أكد ماساكي نوك سفير اليابان لدى مصر أن طوكيو تشارك بفعالية في مهام حفظ السلام، مرحبا برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام 2019، ولفت إلى أن اليابان تعتبر أن أفريقيا قارة الآمال، داعياً إلى تعزيز مشاركة المرأة في عمليات حفظ السلام الأممية.

وعبر ماساكى نوك سفير اليابان عن تقديره لقوات حفظ السلام الذين يعملون في ظل ظروف صعبة، لافتاً إلى الحاجة لتعزيز التعاون بين جميع الدول التي تشارك في حفظ السلام.

وتابع: "اليابان تعزز التعاون مع الدول الأفريقية وتعزز السلام في ١٨ دولة وترسل خبراء فى مجال السلام لهذه الدول"، معربا عن أمله في توسيع نطاق عمل قوات حفظ السلام لحماية النساء والأطفال.

وقالت آن فروهلوم مديرة عمليات السلام بوزارة الخارجية النرويجية، إن بلادها تساهم في حفظ السلام وتعزيز قدرات البعثات، وشددت على أهمية دفع الحلول السياسية وحماية المدنيين باعتبارها أولوية أولى لعمل البعثات وتحركات الأمم المتحدة في تسوية النزاعات، فضلا عن ضرورة تعاون الدول المضيفة للبعثات مع القوات المشاركة وزيادة اسهام المرأة في مهام حفظ السلام الأممية. وأكدت الدبلوماسية الكندية لاريسا جلادزا المدير العام لبرنامج عمليات السلام والاستقرار بوزارة الخارجية، أن بلادها تعمل على إدماج المرأة في الشرطة وقوات حفظ السلام وإزالة المعوقات التي تواجه مشاركتها في هذه المهام، مؤكدة دعم بلادها لمصر خلال نشاطها ومبادراتها أثناء رئاستها للاتحاد الإفريقي، وتقدير بلادها لمساهمة مصر في عمليات حفظ السلام الأممية.