العرب يؤكدون دعم "سوريّة الجولان" ومبعوث ليبيا يطالب بدعم الخطة الأممية لتفادي تعدّد المبادرات

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هضبة الجولان "أرض سورية عربية محتلة"، وأن أي إعلان من أية دولة "مهما كانت مكانتها يُناقض هذه الحقيقة ولن يُغير من الواقع شيئاً، وليست له حيثية أو أثر قانوني" ورفع وزراء الخارجية العرب بيانا لرفض الاعلان الأمريكي.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها 30، المنعقدة بتونس، ان هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن 242 (لعام 1967) و497 (لعام 1981)، مشددا على ان أي إعلان من أية دولة مهما كان شأنها أو كانت مكانتها يُناقض هذه الحقيقة، ولن يُغير من الواقع شيئا، وليس له أي أثر قانوني.

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ان "الاحتلال جريمة كبرى وشرعنته خطيئة وتقنينه عبث بالقانون ومبادئ العدالة، قائلا في هذا الصدد "ليس على مثل هذا المبدأ يتأسس النظام الدولي المعاصر، الذي كانت الولايات المتحدة أول من وضع أسسه وروج لمبادئه، ثم تأتي اليوم لتكون أول من يخرق هذه المبادئ ويضرب تلك الأسس".

وقال أبو الغيط، إن العالم العربي رغم ما يعانيه من مشاكل وما يمر به من أزمات، لا زالت كلمته مجتمعة على قضايا لا تقبل المساومة أو تحتمل التجميل أو المداهنة، ويرفض أن يسمى الاحتلال بغير اسمه أو أن يُمنح المحتل شرعية لاحتلاله.

وأكد أبوالغيط على ان ذلك يقتضى من الجميع إعلاء مصلحة الأوطان، لأن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات، وما من سبيل سوى الحل السياسي والمصالحة الوطنية الشاملة من أجل الحفاظ على وحدة الدول واستقلالها وصيانة أمنها من شرور الإرهاب والتفتت، معربا عن ارتياحه لإجماع الدول الأعضاء على التمسك بالدولة الوطنية، ورفض الانزلاق في نفق الطائفية المقيتة أو الميلشياوية المدمرة، أو الاستسلام لجماعات الإرهاب وعصابات الإجرام باسم الدين.

أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن الخسائر البشرية الهامة والدمار الكبير الذي لحق بسوريا وخلف آلاف الضحايا واللاجئين، يحتم التعجيل بإيجاد تسوية سياسية تكرس وحدة سوريا ومناعتها، وتمكن من تجاوز الوضع المتردي الحالي، مذكرا بموقف تونس الرافض لقرار واشنطن الاعتراف بضم الجولان العربي السوري المحتل الى إسرائيل، وسعيها إلى تطويق كل التداعيات المحتملة لهذا القرار في المحافل الدولية.

وخلال كلمته بالاجتماع، أعرب وزير الخارجية التونسي عن ثقته في قدرة الدول العربية على حماية الأمن القومي العربي والتغلب على ظاهرة الإرهاب، إذا ما حسمت أمرها ووحدت جهودها في تخليص المنطقة العربية من مشاكلها، مبرزا أهمية تنسيق الجهود الأمنية بين كل الدول العربية وتفعيل المنظومة العربية لمكافحة الارهاب من أجل استئصال هذه الظاهرة الخطيرة.

وقال الأمين العام: "إن شعوبنا العربية تتطلع إلى هذه القمة بمزيج من القلق والأمل.. قلق من استمرار حال الأزمة في بعض بلادنا .. وأمل في قرب الانفراج واستعادة العافية للجسد العربي بعد سنواتٍ من المعاناة والألم، مشددا على أن كلمة العرب أيضاً اجتمعت على دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ورحب بانعقاد القمة العربية- الأوروبية، للمرة الأولى، في شرم الشيخ الشهر الماضي.

وأكد سامح شكري وزير الخارجية أن زيارته للولايات المتحدة كانت تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد للجانب الأمريكي على الموقف المصري بأن الجولان أرض سورية عربية محتلة. وفيما يتعلق باجتماع وزراء الخارجية العرب للتحضير للقمة العربية، قال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط "إن هناك جهودا لوضع تصور المشترك للتعامل مع قضية الجولان الذي تهم كل عربي، مشددا على أن الجولان أرض عربية محتلة، ونؤكد على أن قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل علي الجولان قرار باطل".

وقال المتحدث باسم القمة العربية السفير محمود الخميري أن استعادة سوريا لعضويتها بالجامعة العربية أمر غير مطروح الآن ويحتاج إلى توافق من قبل كل القادة العرب.

وأشار السفير محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أبوالغيط إلى أن الأمين العام ناقش مع في هذا الإطار مع الوزير التونسي الجهيناوي الأبعاد الخاصة بعدد من الموضوعات الهامة المطروحة على جدول الأعمال وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن، والتطورات الأخيرة فيما يخص الجولان السوري المحتل، والجهود العربية في مجال مكافحة الإرهاب، إضافة إلى حزمة مشاريع القرارات التي ستطرح أمام القادة العرب والمرتبطة بالملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.

اجتماع ثلاثي بين مصر والأردن والعراق

وعلى هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري بتونس، عُقد اليوم، اجتماعاً ثلاثياً ضم وزراء خارجية كل من مصر، والمملكة الأردنية، والعراق.

وقال الوزير المصري، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، إن هذا الاجتماع هو متابعة لما اتفق عليه قادة الدول الثلاث الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي الدكتور عادل عبد المهدي خلال قمتهم التي عقدت بالقاهرة مؤخرا.

وأضاف شكري أن الاجتماع ناقش سبل تنفيذ تكليفات القادة الثلاثة لوزراء الخارجية للإعداد للاجتماعات القادمة على المستوى الفني حتى تبدأ عمليات تنفيذ الأولويات التي حددها الزعماء الثلاثة. ووصف وزير الخارجية المصري العلاقات بين الدول الثلاث بأنها تاريخية، مشيرا إلى أن هناك مجالات للتعاون الاقتصادي تصب في إطار منفعة شعوب الدول الثلاث.

وفي تصريح للمستشار أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عقب انتهاء الاجتماع، أشار إلى أن الاجتماع يأتي في إطار حرص البلدان الثلاثة على دورية التنسيق والتشاور المستمر حول سُبل تعزيز التعاون والتكامل بينهم في شتى المجالات، وكذا البناء على مخرجات القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في القاهرة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، ولما فيه خير ومصلحة شعوب البلدان الثلاثة.

وأضاف حافظ، أن الاجتماع شهد أيضاً تبادلاً للرؤى والتقييم حول مُجمل تطورات القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على ضرورة الدفع بمسيرة التضامُن والعمل العربي المشترك، بما يُسهم في الحفاظ على الأمن القومي العربي ويُحقق آمال شعوب المنطقة في تحقيق السلام والتنمية.

اتفاق على دعم الحل السياسي في ليبيا وتوحيد المؤسسات

وأكد غسان سلامة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الجمعة، توافق الدول العربية بشأن تكريس الحل السياسي للأزمة في ليبيا، وهو ما يتجلى في المبادرتين اللتين أقرتهما القمة العربية بتونس في هذا الاتجاه، حسبما ذكرت وكالة الانباء التونسية (وات).

وقال سلامة: "نطلب من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية دعم خطة الأمم المتحدة لتفادي تعدد المبادرات والوساطات"، وتابع: "هناك منافسة بين الحل العسكري والسياسي في ليبيا وهدفنا هو التوصل إلى توافق سياسي"، معتبرا أن توحيد المؤسسات الليبية هو التحدي الأبرز "الذي نسعى إلى تحقيقه في البلاد"، حسبما ذكرت قناة "سكاي نيوز" عربية مساء اليوم.

وسيحضر اجتماع اللجنة الرباعية حول الملف الليبي المقرر عقده غدا السبت بالعاصمة، الى جانب غسان سلامة، كل من الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي.

ويشار إلى أن الملف الليبي، هو بند ثابت في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وان الدورة العادية 30 للقمة العربية تدعم المبادرة الثلاثية لدول الجوار (تونس والجزائر ومصر) التي تهدف الى إيجاد حل سياسي للازمة الليبية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء التونسية.

واكدت الدول العربية خلال اجتماع المندوبين الدائمين، الأربعاء، على دعم الحل سياسي للأزمة الليبية، بعيدا عن الحل العسكري ودون أي تدخل أجنبي، من خلال دعوة كل الفرقاء إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

وفي سياق ذي صلة، قال متحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن تونس اعتقلت مسؤولا بالمنظمة يشارك في مراقبة حظر دولي للأسلحة مفروض على ليبيا رغم تمتعه بالحصانة الدبلوماسية. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنصف قرطاس، وهو تونسي وعضو في لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة مكلفة بمراقبة حظر الأسلحة الذي فرض على ليبيا في عام 2011، اعتقل بعد وصوله إلى مطار العاصمة التونسية يوم الثلاثاء، حسبما ذكرت صحيفة المتوسط الليبية المحلية.

شكري ونظيره السعودي يبحثان الأوضاع الإقليمية

التقى شكري، بتونس، نظيره السعودي إبراهيم العساف، لاستعراض سُبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي المُتميزة بين البلدين الشقيقين وبحث مُستجدات الأوضاع الإقليمية، وذلك على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة العربية المُقررة الأحد في تونس.

وصرح المُستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن اللقاء جاء في إطار التنسيق الاستراتيجي بين البلدين، وفي إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي، وبما يُلبي مصالح وتطلعات شعبيّ البلدين.

ومن جانبه، أعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان "عبارة عن استعراض متعمد للتجاهل التام للقوانين الدولية". ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، عن لافروف، قوله أن "هذا يشكل، إلى جانب التهديدات والإنذارات الأخيرة والعقوبات، صورة عامة عن جميع الأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة على صعيد سياستها الخارجية. هذا أمر محزن أن نشاهده". واشار لافروف إلى وجود اتفاق على الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية بالتعاون مع "الأمم المتحدة، وبالطبع بالاتصالات مع الحكومة السورية وقوى المعارضة".

وفي سياق القمة، ذكرت وكالة الأنباء ​الجزائر​ية "واج" أن الرئيس الجزائري ​عبد العزيز بوتفليقة، الذي تشهد بلاده مظاهرات واسعة تطالب بتنحيه،​ قد كلف رئيس مجلس الأمة الجزائري "البرلمان" عبد القادر بن صالح، للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ30​ في تونس الأحد المقبل.