العراق يشكو "سرقة" مياهه عبر السدود الايرانية والتركية خلال اجتماعات تشارك بها الدولتان

طالب وزير الموارد المائية العراقي الدكتور حسن الجنابي كل من تركيا وإيران باحترام الحقوق المائية لبلاده، مؤكدا ان قيام الدولتين بإنشاء السدود ومنع المياه عن العراق يهدد استقرار المنطقة.

استغل وزير الموارد المائية العراقي الدكتور حسن الجنابي مشاركته في الفعاليات الوزارية المصاحبة لـ"أسبوع القاهرة للمياه"، لتأكيد مدى تضرر بلاده من استيلاء تركيا وإيران على حصص بلاده المائية من خلال بناء السدود واغلاقها امام تدفق المياه إلى الأراضي العراقية.

أكد وزير الموارد المائية العراقي ان نقص المياه وسياسات دول الجوار العراقي (إيران وتركيا) في هذا الجانب تمثل خطرا على استقرار المنطقة، بقوله: "النقص المستمر الذي يشهده العراق منذ حوالي اربعين عاما بإيراداته المائية اصبح يمثل خطرا على استقراره وبالتالي استقرار المنطقة"، مطالبا الدولتين باحترام الحقوق المائية للعراق.

وقال الجنابي خلال مشاركته في اجتماعات الدورة الرابعة لمؤتمر وزراء المياه في منظمة التعاون الاسلامي في القاهرة إن "العراق يتعامل مع الواقع المائي من منطلق الحرص الكبير على ادامة علاقة التعاون مع محيطه الاسلامي، اذ ان 70% من مياهه تنبع من دول الجوار الاسلامية (تركيا وإيران)"، وذلك بحضور ممثلي الدولتين خلال الاجتماع.

وتابع الجنابي: "نحن نشعر بقلق مبرر حول مصير حصصنا المائية في ظل الاستمرار بإنشاء السدود والتوسع باستخدامات الموارد المائية المشتركة وتحويل مجاري بعض الانهار والروافد التي تجري باتجاه بلدنا"، ودعا الوزير العراقي "منظمة التعاون الاسلامي ودول الجوار لإسناد العراق واحترام حقوقه المائية".

السدود الإيرانية والتركية سيطرت على حصّة العراق

وأكد الوزير العراقي ان لجوء بلاده إلى الطرق السلمية في معالجة أزمة المياه، لا يعنى أن بلاده ستتخلى عن حقوقها في المياه، مؤكدا على لجوء بلاده لتحرك دولي إلى فشلت محاولات حل قضية المياه في اطار ثنائي مع كل من تركيا وايران.

ولفت "الجنابى" في لقاء مع قناة "إكسترا نيوز" الإخبارية المصرية أمس الثلاثاء، إلى أن العراق فقد نسبة كبيرة من إيراداته المائية نتيجة بناء السدود سواء من قبل تركيا أو إيران، مؤكدًا أن بلاده تتفاوض على حل أزمة المياه بناء على أسس حقيقية يدعمها القانون الدولي، واوضح أن سد "إليسو" التركي سيقوم بتخزين كميات كبيرة من المياه تزيد على 50% من معدل إيرادات العراق المائية السنوية من تركيا، منوهًا بأنه سيتم ملء السد التركي في شهر ديسمبر المقبل، وهو الأمر الذى يسبب ضغطًا كبيرًا على العراق، مشددا على رفضه للتنافس في السيطرة على موارد المياه.

وأوضح الوزير العراقي أن بلاده لا تود اللجوء لتقديم شكوى دولية ضد تركيا، بسبب تجاوزاتها بحق العراق مائيا، مشيرًا إلى أن "هناك إمكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاق ثنائي دون اللجوء لأطراف أخرى، ولكن إذا فشلت المحاولات فهناك قوانين دولية متاحة لجميع الدول الأعضاء لاستخدامها". وتابع الجنابي: "نحو 40% من السكان يعيشون مباشرة على الزراعة في العراق، ولا يمكن تحويل حياتهم إلى جحيم وتحويلهم إلى لاجئين.. ونعتقد أن استمرار التفاوض والحوارات والتعاون لـ10 سنوات أفضل من يوم من الحرب".

وفي لقاء اعلامي أخر مع مكتب "سكاي نيوز" في القاهرة، قال وزير الموارد المائية العراقي، حسن الجنابي، إن السدود التي أنهت إيران بناءها، سيطرت بها على جميع إيرادات العراق من سد دربندخان، مضيفا: "قلت إيراداتنا من المياه كثيرا لهذا السبب".