يبدأ الرئيس المصري، اليوم الثلاثاء، فعاليات زيارته الرسمية إلى روسيا الاتحادية، حيث يعقد عدد من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس وعلى رأسهم رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، فضلاً عن إلقاء خطاب أمام مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان)، وهي المرة الأولى التي يلقي فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمام المجلس.
وأكد الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف موتوزوف، في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF، أن زيارة الرئيس المصري إلى موسكو تكتسب أهمية خاصة في ضوء التطورات الأخيرة المتسارعة في الشرق الأوسط.
وأوضح أن الفترة الحالية سوف تشهد تنسيقاً روسياً -مصرياً رفيع المستوى فيما يتعلق بالأزمتين السورية والليبية بوجه خاص، وسيما بعد تدشين اتفاقيات التعاون الاستراتيجي والشراكة الكاملة بين الجانبين.
وأكد تطابق مواقف الدولتين حول العديد من القضايا واستنادهما إلى مبادئ متشابهة في السياسة الخارجية وعلى رأسها رفض التدخلات الخارجية وحماية الدول من شبح التحلل وأولوية مواجهة الارهاب والتطرف.
واستهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول لقاءاته الرسمية في العاصمة الروسية موسكو أمس، حيث التقى رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي تيجران سركيسيان، وبحث السيسي مع سركيسيان اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم 5 دول هي روسيا وبيلاروس وقرغيزستان وكازاخستان وأرمينيا.
وفي هذا الصدد، صرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن الرئيس المصري أشار في بداية اللقاء إلى أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي على المستوى السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي، معرباً عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات، في ظل التوجه الاستراتيجي لدى مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسي بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين.
كما أشاد الرئيس المصري بمستوى التعاون بين مصر والاتحاد الأوراسي في ضوء قرب انعقاد الجولة الأولى للمفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق تجارة حرة، بما يُساهم في زيادة ومضاعفة معدلات التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة، وبما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين، خاصة في ضوء تطوير البنية التحتية في مصر، لاسيما في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والموانئ وشبكة الطرق الحديثة، بالإضافة إلى ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والأفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر، الأمر الذي من شأنه توفير كافة سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية.
وأضاف المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية أن رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي أعرب عن تقدير الاتحاد لمصر ولعلاقات التعاون البناء بين الجانبين، مشيراً إلى حرص الاتحاد الأوراسي على تعزيز هذه العلاقات والانطلاق بها إلى آفاق أرحب، ومؤكداً الحرص على بدء المفاوضات مع مصر للتوصل لاتفاق تجارة حرة بين الجانبين، خاصة في ضوء ما يلمسونه من تقدم على صعيد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وكذلك ما تتمتع به مصر حالياً من استقرار.
وأوضح تيجران ساركسيان أن الاتحاد الأوراسي يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية بين الدول الأعضاء به، وتعزيز حرية نقل السلع والخدمات ورؤوس الأموال والأيدي العاملة، فضلاً عن تنسيق السياسات في مجالات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل، وهو الأمر الذي ينعكس على القيمة المضافة للتعاون بين الاتحاد الأوراسي والدول الأخرى من خارجه.
أول رئيس أجنبي يلقي كلمة بمجلس الفيدرالية الروسية
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، اليوم الثلاثاء، ثم يعقد لقاء مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو كما سيلقي الرئيس المصري كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي، ليصبح أول رئيس أجنبي يلقي كلمة فيه.
وقال الدبلوماسي الروسي موتوزوف لوكالة فرات للأنباء ANF، إن روسيا تعتبر أن مصر أكبر وأهم دولة عربية وينبغي التنسيق الدائم معها فيما يتعلق بقضايا المنطقة، فضلاً عن وجود مواقف متطابقة بين البلدين إزاء العديد من القضايا والتحديات، ووجود لغة مشتركة بين قيادتي البلدين، معتبراً أن إلقاء الرئيس المصري كلمة في مجلس الاتحاد الروسي يعبر عن المكانة التي تحملها موسكو لمصر ورئيسها.
اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجي.. ومناورات عسكرية لمكافحة الارهاب
وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين مرسوما بتوقيع اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجي على أعلى المستويات مع مصر.
وينص المرسوم، الذي نُشر على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية للكرملين، على قبول مقترحات وزارة الخارجية الروسية المتوافق عليها مع أجهزة السلطة التنفيذية الروسية الفيدرالية المعنية بشأن توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر حول الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي.
ووصلت عناصر من قوات الإنزال الجوي الروسية إلى مصر، حيث تجرى عناصر من وحدات المظلات المصرية والروسية فعاليات التدريب المشترك "حماة الصداقة -3" والذى تستضيفه مصر حالياً حتى 26 أكتوبر الجاري بمنطقة التدريبات الخاصة بقيادة وحدات المظلات.
يشتمل التدريب المشترك، الذي يشارك به مراقبون من 13 دولة، على العديد من الأنشطة والفعاليات والتي تتضمن تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة، وتنفيذ العديد من أشكال الرمايات الغير نمطية، والتدريب على أعمال قتال القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب وفقاً لأرقى النظم التدريبية الحديثة، كذلك تنفيذ أعمال الإسقاط للأفراد والمعدات والمركبات لعناصر مشتركة من الجانبين.
وبدأ تدريب حماة الصداقة لأول مرة كان عام 2016 في مصر، ثم نفذ في روسيا عام 2017، و"الذى يعكس عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي لكلا البلدين الصديقين فى العديد من المجالات"، حسبما أفاد العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية.
ووصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى موسكو، الاثنين، في مستهل زيارة رسمية إلى روسيا تستمر عدة أيام، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي بوتين في مدينة سوتشي غداً الاربعاء.