اتفاق بين العراق ومصر والأردن على "تكامل ثلاثي" ودعم الحل السياسي في سوريا بعد هزيمة "داعش"

عقدت في القاهرة، اليوم الأحد في 24 آذار الجاري، قمة ثلاثية مصرية أردنية عراقية ضمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني ابن الحسين والرئيس عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث.

وقال البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية المصرية الأردنية العراقية، أن القادة ثمنوا العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم، مؤكدين على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، بالإضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بين مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية العراق في مختلف المجالات.

واستعرض القادة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم، لاستعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة، بما فيها إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة، والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وأعربوا عن التطلع لأن تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية.

وأكد القادة على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة صوره ومواجهة كل من يدعم الإرهاب بالتمويل أوالتسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا، مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

وأكد القادة على أهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية، بوصفها الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التي تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل في شؤونها الداخلية.

ناقش القادة عددا من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة، والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم.

واتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة.

كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة، تحت رعاية القادة الثلاث، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.

متحدث الخارجية العراقية يكشف لوكالة فرات تفاصيل قمم القاهرة

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية الدكتور احمد الصحاف في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF )، ان المباحثات الثلاثية أكدت على تعزيز التنسيق في مكافحة الارهاب وإعادة الاعمار في العراق ودعم المستثمرين من الشركات المصرية والأردنية للمساهمة في جهود اعادة الاعمار في المدن العراقية التي خربتها عصابات داعش الارهابية.

ولفت الصحاف إلى أن العراق اليوم يستعيد دوره الحيوي في المنطقة، وينطلق من موقعه الجيوبولوتيكي ليكون نقطة التقاء بين الجميع، وتبتعد عن سياسة المحاور الاقليمية في المنطقة بما يحفظ سيادة العراق ودوره المحوري ويساهم في دعم استقرار المنطقة من خلال سياسته الحكيمة بالانفتاح على الجميع.

وأكد الصحاف على اهتمام بلاده بالتعاون والتكامل الثلاثي بين مع مصر والأردن، مؤكدا ان أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي تدل على مكانة مصر بوصفها الأكبر العربي، مشيرا في نفس السياق إلى أن العلاقات العراقية الأردنية وصلت إلى مستوى عال جدا، واصبح هناك لجان تنسيقية مشتركة في كافة المجالات، فضلا عن حضور المملكة كطرف فاعل في العديد من القضايا، مما يؤكد ضرورة إدارة الجهود المشتركة بين البلدان الثلاث من خلال الحوار المستدام مع كافة الاطراف بهدف دعم استقرار المنطقة وتطلعات شعوبها نحو الاستقرار والتقدم والازدهار.

وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية على اتفاق البلدان الثلاث على دعم التسوية السلمية والحل السياسي للأزمات في سوريا واليمن وليبيا، من خلال المباحثات التي تتم تحت الاشراف الأممي، من أجل اعادة بناء مؤسسات الدولة والحفاظ على سيادتها وسلامتها الاقليمية في وجه التدخلات الخارجية.