وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، خلال إتصال بالرئيس العراقي برهم صالح تقديره لموقف الحكومة العراقية من الاعتداء المرفوض الذي استهدف مبنى سفارة البحرين في بغداد وما اتخذته من إجراءات لأجل توفير الحماية اللازمة. فيما شدد صالح على أن بغداد لا يمكن أن تسمح أبدًا للنيل من تلك العلاقات الوثيقة، معربًا عن تقديره لمواقف البحرين الداعمة لبلاده في كافة المواقف والظروف.
وبدوره، أجرى وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، اليوم، اتصالاً هاتفياً مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، حيث تم بحث احداث اقتحام السفارة. وقال الحكيم أن مثل هذه الأحداث لن تؤثر في مستوى العلاقات، أو التمثيل الدبلوماسيِ بين بغداد والمنامة. ومن جهته، أعرب آل خليفة عن تفهم البحرين لما حدث، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في العلاقات الأخوية بين البلدين.
ادانت وزارة الخارجية العراقية، يوم الجمعة، الاعتداء منتصف ليل الخميس باقتحام سفارة مملكة البحرين الشقيقة لدى بغداد، موكدة "التزامنا بحرمة البعثات الدبلوماسيّة، وضرورة عدم تعرُّض أمنها للخطر، وان أمن السفارات خطا احمر لا نسمح بتجاوزه وأنَّ السلطات الأمنيَّة قد اتخذت جميع الإجراءات".
وتابعت خارجية بغداد، حسبما أفادت وكالة الأنباء العراقية (واع): "نبذل أقصى الجُهُود في مُلاحَقة المتسبِّبن، والمُحرِّضين على هذه الأعمال، وقد ألقت القبض على عدد منهم، لأحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل، علاوة على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مبنى السفارة البحرينيّة ضدّ أيّ اقتحام، أو اعتداء على موظفيها، ومنع أيِّ إخلال بأمنها". واعربت عن أنّ مثل هذه الأفعال لن نسمح بأن تؤثر في العلاقات الأخويَّة التي تربط البلدين".
واعلنت وزارة الداخلية العراقية، يوم الجمعة، عن اعتقال 54 شخصا من المتظاهرين الذين اقتحموا مقر سفارة البحرين في بغداد . وذكر بيان للمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، سعد معن، ان "وزير الداخلية من مقر السفارة شدد على ثلاث نقاط منها، ان امن السفارات والبعثات الدبلوماسية خط احمر ولا يسمح بتجاوزه تحت اي ظرف". ولفت إلى أن "وزير الداخلية شكل مجلس تحقيقي بحق آمر قوة الحماية المعنية بحماية سفارة البحرين لتقصيره في الواجب."
وفي المقابل، واعلنت وزارة خارجية البحرين، الجمعة، عن استدعائها القائم بأعمال سفارة العراق لدى المنامة وسلمته مذكرة احتجاج حول "اقتحام السفارة البحرينية ببغداد". واستدعت البحرين سفيرها من العراق للتشاور، حسبما أعلنت وزارة الخارجية البحرينية.
كما استدعت وزارة خارجية مملكة البحرين السفير محمد عدنان محمود الخفاجي القائم بأعمال سفارة العراق لدى البحرين، حيث أكد السفير يوسف محمد جميل الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول العربية بوزارة الخــارجية البحرينية، للقائم بالأعمال العراقي، احتجاج مملكة البحرين على ما تعرض له مبنى سفارة مملكة البحرين في بغداد من اعتداء و أعمال تخريبية مساء يوم الخميس 2019، في سلوك غير مسؤول ومرفوض بشدة، حسبما افادت وكالة الأنباء البحرينية (بنا).
أما على صعيد الخطاب غير الرسمي في العراق، أعتبر المرجع الديني العراقي مهدي الخالصي، الجمعة، أن ملك البحرين قد تخلى عن "أقدس المقدسات"، معربا في الوقت نفسه عن تقديره لموقف الحكومة العراقية من مؤتمر المنامة، في حين عد ما جرى ليلة أمس عند سفارة البحرين ببغداد "تعبير عن ارادة الشعب العراقي"، حسبما ذكرت وكالة الانباء العراقية (واع).
وأضاف "نحن نبارك خطوات الشعب العراقي العظيم الذي وقف بوجه قُمة الندامة في المنامة، ومؤتمر الحقارة والخيانة، ونقدر للحكومة عدم حضورها لهذا المؤتمر الخياني، ونحن بحاجة إلى مزيد من هذه المواقف حتى تلتقي ارادتها مع ارادة الشعب" بحسب تعبيره.
وكان مئات من المتظاهرين اقتحموا مساء الخميس مبنى سفارة مملكة البحرين في حي المنصور وسط بغداد وحطموا محتوياته وأنزلوا العلم البحريني ورفعوا مكانه علم فلسطين، احتجاجا على استضافة البحرين ورشة عمل تتعلق بالجانب الاقتصادي لخطة أمريكية مرتقبة لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي، بحسب "بي بي سي".