وعقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، جلسة مباحثات موسعة مع وزير خارجية اليونان نيكوس ديندياس في العاصمة اليونانية أثينا، للتشاور حول سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلديّن إلى آفاق أرحب، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن الوزير شكري استهل اللقاء بتهنئة نظيره اليوناني بتوليه مهام منصبه ضمن الحكومة اليونانية الجديدة برئاسة كرياكوس ميتسوتاكس، رئيس الوزراء اليوناني، متمنياً لهم التوفيق فى مهامهم، ومعرباً عن تطلُع مصر إلى استكمال مسيرة الزخم المستمر في العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات والارتقاء بها خلال الفترة المُقبلة، حيث ثمّن شكري مستوى تطور ونمو الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، موجهاً الدعوة لنظيره اليوناني لزيارة مصر في أقرب فرصة.
وأضاف حافظ، أن المباحثات شهدت نقاشاً مطولاً حول تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب. كما أكد الطرفان على أهمية تعظيم الاستفادة من الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي في شرق المتوسط في ظل الإمكانيات الكبيرة المتاحة لاستفادة شعوب المنطقة، لاسيما مع انتهاء الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى الغاز الطبيعي لشرق المتوسط، الذي عقد مؤخراً بالقاهرة وما أسفر عنه من نتائج.
من ناحية أخرى، كشف المتحدث باسم الخارجية أن ملف التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص احتل أولوية متقدمة خلال اللقاء، حيث أكد الجانبان حرصهما على الحفاظ على الزخم المصاحب لهذا التعاون وتطويره والارتقاء به، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به الدول الثلاث من إمكانيات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة. وفي هذا السياق، أعرب الوزير شكري عن تطلع مصر لاستضافة القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثي قريباً.
من جانبه، رحب وزير خارجية اليونان بالوزير شكري في زيارته إلى أثينا، والتي تُعد أول زيارة لوزير خارجية إلى اليونان منذ تولي الحكومة اليونانية الجديدة مهامها، مؤكداً على عمق ومتانة العلاقات المصرية اليونانية على كافة الأصعدة، ومشدداً على اعتزاز وتقدير بلاده للشراكة الاستراتيجية مع مصر، والتي تتأسس على التفاهم المشترك والمصالح المتبادلة. كما استمع الوزير "ديندياس" إلى التقييم المصري إزاء مجمل الملفات والأوضاع في المنطقة، حيث اتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق في ظل ما تشهده المنطقة من توترات وأحداث متصاعدة، مشدّدين على أهمية اضطلاع كافة الأطراف بمسئولياتها حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.
رسالة من السيسي إلى رئيس الوزراء اليوناني الجديد
في ختام زيارته الحالية إلى العاصمة اليونانية أثينا، التقى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم كرياكوس ميتسوتاكس، رئيس وزراء اليونان، حيث تناول اللقاء العلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين مصر واليونان، فضلاً عن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي تصريح للمستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أشار إلى أن الوزير شكري قام بتسليم رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس وزراء اليونان لتهنئته بمناسبة فوزه بالانتخابات العامة في اليونان وتوليه رئاسة الوزراء، والإعراب عن التطلُع للعمل معاً من أجل الاستمرار في تعزيز أواصر علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين مصر واليونان. كما أكدت الرسالة على تطلُع مصر لاستضافة القمة السابعة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص في القاهرة قريباً، بما يعظِّم من الزخم السياسي والاقتصادي الذي ولّدته هذه الآلية ويترجم إرادة الدول الثلاث المشتركة إلى مزيد من الخطوات العملية نحو التقدم والازدهار.
وذكر حافظ، أن الوزير شكري أكد على أن اليونان شريك استراتيجي هام للجانب المصري، مستعرضاً خلال اللقاء أهم ملامح العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومنوهاً في هذا الصدد بضرورة زيادة حجم الاستثمارات اليونانية بمصر في مجالات الطاقة والخدمات اللوجستية والربط بين الموانئ لزيادة حركة التجارة البينية بما يعود بفائدة على شعبيّ البلدين.
على جانب أخر، أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن اللقاء تطرق إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم استعراض مجمل التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط. كما أعرب الوزير شكري عن تقديره لمستوى التنسيق والتشاور مع اليونان داخل المحافل الأوروبية والدولية المختلفة.
ومن جانبه، أعرب رئيس وزراء اليونان عن سعادته بلقاء الوزير شكري باعتباره أول وزير خارجية يستضيفه منذ توليه منصبه الجديد كرئيس وزراء اليونان، مؤكداً على الأولوية التي توليها حكومته الجديدة لمواصلة التعاون المتميز والتنسيق المستمر مع مصر في شتى المجالات وعلى كافة المستويات، سواء ثنائياً أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع قبرص.
إلى ذلك، يستقبل وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليديس ونظيره المصري سامح شكري في نيقوسيا يوم غد الأربعاء، حيث يجري الوزير المصري زيارة عمل لقبرص.
يستعرض الوزيران خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين قبرص ومصر والتعاون الثلاثي بين قبرص ومصر واليونان، كما سيتم بحث طرق تعزيزها. سيناقش الوزيران أيضا القضايا المتعلقة بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، منها عملية السلام في الشرق الأوسط والصراع الممتد في سوريا والتطورات في ليبيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية التي أوضحت أيضا ان خريستودوليدس سيطلع نظيره المصري على آخر التطورات في قبرص والتحديات التركية المتصاعدة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تقسيم قبرص منذ عام 1974، عندما غزتها تركيا واحتلت الثلث الشمالي من الجزيرة. فشلت حتى الآن جميع الجولات المتكررة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في التوصل الى حل يعيد توحيد الجزيرة. كانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد تمت في تموز / يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا في سويسرا.