تستمر أمهات السبت منذ 23 عاماً في تنظيم فعاليات ووقفات أسبوعية للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن الذين تم تغييبهم قسرياً من قبل السلطات التركية خلال فترة توقيفهم. هذا الأسبوع، وبالرغم من حصار الشرطة التركية لشارع "جوكور جَشمه" الذي يضمّ مبنى جمعية حقوق الإنسام (IHD)، تمكنت أمهات السلام من تجاوز عراقيل الشرطة وتنظيم الوقفة.
وتلقّت الوقفة دعماً من نائبي حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) أويا أرسوي وعلي كنان أوغلو ونائب حزب الشعب الجمهوري (CHP) سَزكين تانريكولو وأعضاء الحزب اليساري القبرصي ورئيسة الحزب الاشتراكي للمضطهدين (ESP) في اسطنبول بِنار تُرك وعدد من الشعراء والفنانين.
دخلت الأمهات الساحة حاملات صور أبنائهن المغيّبين قسرياً، وبعد بدء الوقفة، قامت ماسيده أوجاك، شقيقة الموقوف حسن أوجاك الذي تم تغييبه أثناء فترة التوقيف، بسرد قصته.
الدولة تستعمل القوة لنشر الكراهية والعنف
وأعربت ماسيده أوجاك عن رفضها لممارسات الشرطة التركية وقالت أن الدولة تستخدم قوتها كأداة لنشر الكراهية والعنف ضد أهالي المغيّبين قسرياً.
وأضافت ماسيده أوجاك أنه بالرغم من اعتراف سلطة حزب العدالة والتنمية (AKP) وفقاً للقانون الدولي بالحقيقة القاتلة للدولة، فإنها تتصرف الآن ضد القانون ولا تتحمل مسؤولياتها. كما تحدّثت أوجاك عن خطف فهمي توسون (35 عاماً) وحسين آيدمير (34 عاماً) وقالت أنهما تعرّضا للتوقيف ومن ثم التغييب القسري في اليوم ذاته في التاسع عشر من تشرين الاول لعام 1995.
بعدها تحدّثت زوجة فهمي توسون، خانم توسون، وروت قصة زوجها.بدأت خانم توسون حديثها بالتنديد بممارسات حزب العدالة والتنمية، وتابعت بالقول: "لماذا تقومون بمحاصرتنا في هذا المكان؟ لماذا تمنعوننا من تنظيم وقفتنا في ساحة غلطة سراي؟ منذ 23 عاماً ونحن نتظاهر في تلك الساحة ولم نؤذي أحداً. نخرج للمطالبة بحقوقنا وتحقيق العدالة. نحن أقارب المغيّبين، لن نتخلى عن قضيتنا المحقة والعادلة. لا يحق لأحد أن يغيّب شخصاً موقوفاً بشكل قسري، نطالب بمحاسبة الفاعلين،ولن نتخلى عن قضيتنا حتى يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".