تلاعب تركي بالفلسطينيين لتمرير التغيير الديمغرافي في شمال سوريا والقبول بالتتريك (2-2)

تتسارع الانتقادات للحركة الإسلامية في إسرائيل والتي تتخذ سياسة داعمة لإجراءات الاحتلال التركي وعمليات التغيير الديموغرافي في عفرين ومناطق التواجد التركي في الشمال السوري بما يُضر بسوريا وبقضية الشعب الفلسطيني في آن واحد.

وفي سياق تتبع أثر الحركة الإسلامية الجنوبية في الداخل الفلسطيني المحتل، تتسارع الانتقادات لهذه الأعمال حتى من الفلسطينيين أنفسهم سواء الآن أو قبل ذلك فقد سبق أن علق القيادي الفلسطيني دكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في بداية تلك الحملات معبرا عن رفضه للسياسة التركية التي تسعى للزج باسم الشعب الفلسطيني في صراعه مع الشعب الكردي.

وقال الرقب ردًا على ما تدعيه منظمات تركية عاملة في عفرين بتلقيها دعم من عرب ٤٨، وأن هناك سعي لتوطين عدد من اللاجئين الفلسطينيين في المقاطعة المحتلة من تركيا وعناصرها الإرهابية: "إن الشعب الفلسطيني، الذي عاني ويعاني من الاحتلال، ويعاني من حقه في تقرير مصيره وبناء دولته يقف مع كل الشعوب المظلومة في العالم ومن ضمنها الشعب الكردي الذي تسرق أرضه ويقتل ويهجر منها على يد النظام التركي وغيرهم، وهي شبيهة لمعاناة الشعب الفلسطيني، إن الشعب الفلسطيني يرى أنه من حق الشعب الكردي تقرير مصيره كما يريد دون مصادرة حقوقه".

وأضاف الرقب في تصريح خاص سابق لوكالة فرات للأنباء "الزج باسم الشعب الفلسطيني في صراع النظام الأردوغاني مع الشعب الكردي مرفوض".

وشدد الرقب على أن "الشعب الفلسطيني الذي ترحل عن أرضه عام ١٩٤٨م يرفض أن يتم توطينه في أي أراضي للأخوة الكرد وأننا نسعى للعودة لوطننا فلسطين ومن يريد أن يساعد الشعب الفلسطيني عليه العمل لعودته لوطنه".

ورغم ذلك تتسارع حملة منسوبي الحركة الإسلامية من أجل تلك التحركات المريبة في شمال سوريا، حيث يقول علي الكتناني رئيس جمعية الإغاثة48 إن الحملة لا تزال مستمرة وجمعت ثمن بناء 1500 منزل، كل منزل بمساحة 40 مترًا مربعًا يشمل غرفتين، حمامًا، مطبخًا، بأرضية وبسقف باطون جاهز مع تمديدات كهرباء وربط مياه بالبنية التحية، يكفي لإيواء عائلة مكونة من 4-5 أنفار، بكلفة تصل 5000 شيكل، وسيتم الشروع ببنائها إلى جانب قرية "يافا البرتقال" المكوّنة من 600 منزل في حي الجليل السكني للاجئين في مدينة باسقة بمحافظة إدلب في الشمال السوري، والتي قامت الجمعية ببنائها خلال العام الماضي عن طريق جمعية طريق الحياة التركية وبإشراف الجهات الحكومية التركية.

هذه المواقف تلقفتها وسائل الإعلام الفلسطينية المعتدلة معبرة عن رفضها لتلك الخطوات التي هدفها الأساسي استعماري من أجل استمرار معاناة اللاجئين السوريين والفلسطينيين في سوريا ولبنان وتركيا والأردن وغيرها، وحتى يقومون بالتسول باسمهم من الدول الاستعمارية الراعية للدول المضيفة ويستخدمونهم كمادة إعلامية ( بروبوغاندا)  لحقوق الإنسان.

وتؤكد صحيفة الراية الفلسطينية أن مايجري وتحركات أردوغان ومعه اتباعه داخل فلسطين المحتلة عام 48، وبضوء أخضر إسرائيلي وتسهيلات ورعاية وربما مساهمة، لافة إلى أن هناك يهود جمعوا تبرعات للاجئين السوريين من دولة الاحتلال الصهيوني، من خلال “جمعية  العيش بكرامة” ومشتقاتها  التابعة للحركة الإسلامية الجنوبية التي تشارك في حكومة “إسرائيل” وتشارك في قرارات الحرب على غزة والضفة والنقب والداخل وسوريا ولبنان واليمن وغيرها،  بحجة ان هذه الاعتداءات كانت ستحصل بوجودهم في الحكومة او عدم وجودهم.

وتقول الصحيفة في أحد افتتاحيتها: فقسّت مؤخراً العديد من المبادرات التي تدعي الفردية وتعددت أسماء الجمعيات الشرعية  ”بيت بدل خيمة” و”الايادي البيضاء” التي تعمل لصالح جمعية ”العيش بكرامة” التي ادعت أنها تبني بيوت في “عفرين” السورية المحتلة ، وجميعها تصب في بحر “إخونجية أردوغان” الذين يحتلون الأرض العربية السورية ويبنون عليها مدن تنتحل أسماء مدن فلسطينية في الداخل دون إذن من قياداتنا الرسمية أو أي جهة فلسطينية رسمية، للتغطية على المشروع الاستعماري التركي في تحويل اللاجئين (الذين يبغون العودة الى بلداتهم في سوريا وفلسطين)  إلى نازحين يتم استيعابهم كمواطنين أتراك ويتم تتريكهم (أي الى القومية التركية التي أسسها كمال اتاتورك على انقاض العثمانية التي تشتاقون اليها)  وإبعادهم عن عروبتهم وجذورهم الثقافية القومية، سواء السوريين او الفلسطينيين. وقد علمنا من بيان اصدره احرار عفرين ان هذه المدن سيسكن بها عائلات من داعش الذين قتلوا او اسروا ، كذلك شيشانيين وغيرهم من قوميات المرتزقة الذين جلبتهم امريكا واسرائيل وتركيا وقطر وباقي دول الخليج .. انكم في خضم معركة داعش وتدعون انكم لستم كذلك!

وتابعت الصحيفة: الأموال التي تجمع داخل فلسطين الـ48 لا يتم نشر كشوفاتها الرسمية، ولا تعطى اصلاً ايصالات للمتبرعين  ، وجل ما اعلن عن جمعه حتى الآن  هو محط شبهة لدى المواطنين (راجعوا الفيديوهات التي صدرت عن المتبرعين)  ولا نعرف ما يصل منه للاجئين او انه يذهب للنصرة والدواعش والجيش التركي المحتل … وان لم تصدقوا ، فاسألوا اول من بدأ بحملة تبرعات للاجئين السوريين ، الكويتي “أبو فلة” الذي اعلن انه لم يصل للاجئين السوريين اكثر من 10% من ملايين الدولارات التي جمعها !!!

وأردفت الصحيفة: ان كل ما جمعتموه من الأرقام المعلنة وليس الحقيقية، لا يبني حياً سكنياً صغيراً في المدن التي بدأت تركيا بانشائها منذ سنة ونيف (سنرفق صوراً) في منطقة عفرين السورية التي تحتلها تركيا. كان اجدى بهؤلاء ، انصار اردوغان التركي ان يتبرعوا بهذه الأموال للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا وغزة – الغارقة في سيول المياه الشتوية. كان اجدى بهم ان يمدوهم بالكهرباء طالما “إسرائيل” ترعاهم وتسهل لهم الطريق إلى عفرين، فلماذا لا تفعلوا ذلك مع غزة ! أم انكم جزء من مشروع استعماري تدميري كبير، يقوده اردوغان وقطر و”إسرائيل” وفوقهم أمريكا !!!
العجيب فعلا أن كل ما هو إخواني يُعبر عن دعم هذه التحركات بمشهد يُثير الشك والريبة، ويؤكد فعلا ما تدعو الصحيفة الفلسطينية إلى الإنتباه إليه.. بينما تفتح التحركات في عفرين الباب لتساؤلات عدة يُجيبها إبراهيم شيخو الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان- عفرين، والذي يؤكد في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباءANF: "قامت الدولة التركية بالتلاعب بالأخوة الفلسطينيين والذين كانوا يعيشون بسلام ضمن مخيمات اللجوء في أراضي الدولة السورية وخاصة الذين كانوا في مخيم اليرموك بمحافظة دمشق ومخيم الحندرات بمحافظة حلب وقد أُجبروا على الدخول في معترك الأزمة السورية أثناء سيطرة الفصائل المسلحة السورية على مخيماتهم والمناطق والأحياء المجاورة لهم فأقحموا قسراً على ركوب تيار الأزمة في سوريا المنقسم بين معارضة وموالاة وقد قامت القوات الحكومية بقصف هذه المخيمات وتدميرها بشكل عشوائي وفقد الكثيرين حياتهم وأصبح الكثير منهم مطلوب لدى الحكومة السورية مما اضطرهم إلى النزوح من مخيماتهم إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة وآخر محطاتهم هي منطقة عفرين السورية التي سيطرت عليها قوات الاحتلال التركي في عام 2018 وبدأت بنقل الكثير من الأسر السورية والفلسطينية ضمن الصفقات التي عقدتها القوات الروسية والتركية من تسليم مناطق للدولة السورية وتفريغها من سكانها الذين تم نقلهم الى مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها مما أجبر الفلسطينيين على إقامتهم في هذه المناطق وحسب مصادر فلسطينية رسمية فقد استوطن أكثر من (500) عائلة فلسطينية في منطقة عفرين".
وأضاف شيخو: "نحن كمهجري عفرين ننظر لهذه الخطوات بأن دولة الاحتلال التركي تقوم باستغلال الأخوة الفلسطينيين لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية ضمن سلسلة التغيير الديمغرافي التي تنتهجها في المنطقة بشكل عام وذلك على حساب الشعب السوري بكل مكوناته".
وأردف: نعم نعتبرها مؤامرة دولية تركية إسرائيلية نظراً للتقارب التركي الإسرائيلي في المصالح المشتركة على كافة الأصعدة وخاصة لإبعادهم بشكل كامل عن موطنهم الأساسي (فلسطين) المحتلة وإلغاء قرار العودة بشكل تدريجي من خلال توطينهم في مستوطنات في المناطق المحتلة من الشمال السوري وخاصة عفرين.

وتابع: نناشد كل الشرفاء الفلسطينيين والمنظمات الحقوقية والمدنية في العالم بأن تقرأ سياسة الاحتلال التركي والجماعات الاخوانية التابعة له بشكل جيد وان تعرف المضموم الباطني من هذه السياسة والتي تقتضي عدم الوثوق بهذه الجمعيات التي تقوم بجمع التبرعات تحت شعارات إنسانية لدعم اللاجئين الفلسطينيين إلا انها أصبحت تجارة رابحة لدى هذه الجمعيات والمنظمات الاخوانية التي تستغل معاناة الفلسطينيين والسوريين لتحقيق أهدافها غير المشروعة.

وأردف: وإننا كمنظمة حقوقية نتابع المشهد السياسي بشكل عام نناشد كافة الدول العربية وعلى رأسها جامعة الدول العربية بأخذ دورها الريادي لحل الأزمة السورية وإبعاد كافة القوات الأجنبية المحتلة للأراضي السورية وخاصة دولة الاحتلال التركي التي ارتكبت أفظع الجرائم بحق أبناء الشعب السوري بكل مكوناته وخاصة الكرد الذين شهدوا أفظع وأكبر عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث وذلك بحجة حماية الأمن القومي التركي التي لا أساس لها من الصحة إلا أن المتضرر الوحيد هو الشعب السوري برمته ولن تستقر منطقة الشرق الأوسط كافة إلا اذا تم وضع حد للدولة التركية وكف يدها عن التدخل في هذه المناطق وخاصة سوريا والعراق وليبيا.