وقالت الصحيفة بحسب التحليل، ان التقارب الإيراني السعودي، الوساطة العراقية والدور الذي تلعبه الصين في المنطقة، بات يهدد امن إسرائيل بشكل مباشر خصوصا مع اقترانه بإعادة سوريا الى حاضنة الدول العربية مرة أخرى، ومشيرة الى ان إعادة تونس، الامارات وقطر لعلاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع سوريا، هو “مخالفة” مباشرة للمصالح الإسرائيلية.
الباحث في معهد دراسات الامن القومي الإسرائيلي عساف اوراين أكد للصحيفة، ان ما يحدث الان في المنطقة يمثل “بداية عصر جديد للشرق الأوسط تنتهي معه مرحلة الربيع العربي”، موضحا ان “ما يحصل الان هو نتيجة مباشرة لغياب الدور الأمريكي وانخفاض رغبتها بالتحرك عسكريا داخل الشرق الأوسط منذ الهجوم الإيراني على السعودية عام 2019”.
وتابع “غياب ذلك الدور ترك دول المنطقة امام خيار وحيد وهو حماية نفسها بنفسها، الامر الذي قاد الى تقليل التوتر وزيادة الهدوء السياسي والذي أدى بشكل مباشر أيضا الى الصفقة السعودية الإيرانية خصوصا مع دخول الصين كضامن أمنى للتحركات الدبلوماسية الجديدة”، بحسب وصفه.
وأضاف اوراين “ما نراه اليوم في المنطقة هو تنويع للسياسات التي كانت تتبعها الدول سابقا، بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة فقط، الان أصبحت تملك علاقات إيجابية مع قوى دولية أخرى أهمها الصين، والتي وفرت لدول المنطقة امرا لم تقدمه الولايات المتحدة سابقا، وهو الضمانة الأمنية الدبلوماسية، بدلا عن الضغوط الاقتصادية التي كانت واشنطن تحرص على استخدامها بشكل مستمر”.
وزارة الخارجية الإسرائيلية أوضحت للصحيفة أيضا، انها “تراقب التطورات عن كثب” مؤكدة “الجميع الان يتحدث، فقد كان من الواضح قبل خمس سنوات من يقف على جانب من، الان أصبح الامر غير واضح، الجميع يتحدث مع الجميع ولا يمكن معرفة أي جهة تقف أخرى الان”، بحسب وصفها.
الصحيفة اختتمت تحليلها بالكشف أيضا عن ان المباحثات الإسرائيلية مع السعودية لم تقد الى “تحقيق تقدم ملحوظ في تطبيق التطبيع”، مشيرة الى ان أحد الأسباب لذلك هو تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الحالية، الامر الذي دفع خارجيتها الى التصريح للصحيفة بان امر تطبيق التطبيع بشكل كامل “ما يزال على الطاولة”.