أقامت الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد لقاء إقليمي رفيع المستوى، ضمن أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والذي تنعقد أعماله في مدينة شرم الشيخ بمشاركة ما يزيد على ١٥٠ دولة، جرى خلاله التأكيد على دعم كافة الجهود الوطنية في البلدان العربية لمواجهة الفساد.
وتضمن اللقاء الذي افتتح أعماله القاضي علاء الساعدي، رئيس هيئة النزاهة الاتحادية في العراق، ورئيس الشبكة العربية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وإدارة أركان السبلاني رئيس المستشارين الفنيين الإقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ود. يوسف السبعاوي نائب رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية بجامعة الدول العربية، وجايسون رايكلت ممثل فرع الفساد والجريمة الاقتصادية (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، كما تضمن مداخلات من ممثلي الدول العربية من أعضاء الشبكة.
وقال الدكتور يوسف السبعاوي نائب رئيس المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية بجامعة الدول العربية، إن مؤتمر استرداد الأموال المنهوبة الذي استضافه العراق في سبتمبر الماضي شكل أرضية مهمة يمكن البناء عليها، لافتا إلى أن المركز التابع للجامعة العربية يأمل بإقامة اجتماع دوري سنوي في هذا السياق.
أما وزيرة الدولة للتنمية الإدارية اللبنانية نجلا الرياشي فأشارت إلى أن لبنان كانت في طليعة الدول التي تسعى للاستفادة من الجهود الدولية في السياق، وأن بلادها تشدد على التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد، وداعية إلى مزيد من تضافر الجهود لاسيما على صعيد استرداد الموجودات، لافتة إلى أن لبنان أصدر في مايو ٢٠٢٠ دليلا للتعاون الدولي معه من أجل استرداد الأموال المتأتية من الفساد، كما أشارت إلى أن لبنان نال جائزة التميز من قبل "ستار" على مساهماته في هذا الشأن.
وتطلعت الوزيرة اللبنانية إلى مزيد من الدعم من الشبكة العربية للبنان خاصة في الوقت الراهن لما له من أهمية قصوى.
وبدوره أكد رئيس الهيئة العامة للرقابة على المصالح العمومية التونسي في مداخلته أهمية تقاسم التجارب والدروس المستفادة في السياق، لافتًا إلى أن لتونس تجربة مهمة يمكن تبادلها مع الأشقاء في مسارات عدة على غرار استرداد الأموال المنهوبة وقانون النفاذ إلى المعلومة، حماية المبلعين، وقانون مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال.
وعبر الفيديو كونفرانس قال ممثل وفد المغرب ياسر السقيري، رئيس التعاون الدولي في الهيئة الوطنية للنزاهة إن بلاده انتقلت إلى حقبة جديدة في مواجهة الفساد، عبر منظومة أكثر شمولية لمكافحة الفساد عملت فيها المغرب على تطوير هيئات مكافحة الفساد.
وبدوره قال د. أحمد أنور رئيس هيئة النزاهة في إقليم كردستان العراق،إن الهيئة تقوم بدورها في مكافحة الفساد، وأنهم بصدد التطوير لكافة برامجهم وآلياتهم مشيدا في الوقت نفسه بدور الأمم المتحدة في تطوير وبناء البرامج.
وأشار إلى أنه مع العام القادم ستبدأ الهيئة في استراتيجيتها الجديدة التي يأمل أن تحقق تأثيرا كبيرا في السياق، داعيا الشبكة إلى سرعة البت في طلبهم للانضمام إليها.
ممثل فلسطين كان له كلمة خلال الاجتماع الإقليمي أيضا، وأشار إلى الجهود الفلسطينية في السياق، داعيا إلى تأييد الطلب الذي تقدمت به دولة فلسطين برئاسة الشبكة والذي تم في آخر اجتماع في بغداد خلال مؤتمر استرداد الأموال المنهوبة.
وبدوره تطرق المستشار أيمن نبيل نائب رئيس هيئة الرقابة الإدارية إلى جهود الوطنية المصرية في السياق، متطرقًا إلى الاستراتيجية المصرية وأبرز آلياتها.
اليمن أيضا ورغم ما يعانيه من أزمة سياسية تطرق إلى الجهود الوطنية لإعداد استراتيجية وطنية، وقال رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد، القاضي أفراح بادويلان، إن الاستراتيجية يجري العمل عليها في نسختها الثانية، وإن الجهود مستمرة في إعداد التشريعات بشأنها رغم الظروف الصعبة.
رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد في الجزائر كان له مداخلة أيضا عبر الفيديو كونفرانس، أشار فيها إلى أن الجزائر تشهد تحولا تشريعيا ومؤسساتها كبيرا، وأن هناك هيئة رقابية تم إقرارها من أهم صلاحياتها إعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.
كما أشار إلى أن الدستور الجديد في الجزائر يتكلم ولأول مرة عن الالتزام بمكافحة الفساد، معبرا عن أمله في التعاون مع الأشقاء العرب في هذا المجال خاصة فيما يتعلق باسترداد الموجودات المنهوبة.