قره يلان: القائد آبو يريد أن يحوّل 'اليوم الأسود' إلى يوم الحرية-تم التحديث

"هذا العام، يريد القائد آبو أن يحوّل ’اليوم الأسود‘ إلى يوم أبيض، يوم جميل حيث تكون الحرية حاضرة فيه، ونحن على يقين أنه سيطلق دعوته التي أعدها في هذا الإطار في 15 شباط، وعلى شعبنا في الوطن وخارج الوطن أن يجعل من يوم 15 شباط أعلى مستوى للمقاومة".

قدم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان تقييمات لفضائية ستيرك-Tv حول الذكرى السنوية السادسة والعشرين للمؤامرة الدولية ضد القائد آبو، وعملية الحل التي يريد القائد آبو تطويرها، والأحداث الإقليمية الجارية حول شمال وشرق سوريا. وجاء في المقابلة مع مراد قره يلان ما يلي:  

 

نحن على أعتاب دخول العام السادس والعشرين من الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية، ويبدو من التطورات الأخيرة أن هذا العام سيكون مختلفاً، ماذا يمكنكم أن تقولوا عن هذا الأمر؟

في البداية، إنني أدين بشدة مؤامرة 15 شباط الدولية، واستذكر في شخص الرفيقَين خالد أورال وروجبين عرب هؤلاء الفدائيين بشعار "لا يمكنكم حجب شمسنا"، وأنحني احتراماً وإجلالاً أمام ذكراهم، فهم حوّلوا أجسادهم إلى كرة من النار ضد المؤامرة وأرشدونا إلى كيفية الوقوف والنضال ضد المؤامرة، حيث أصبحت وقفتهم الفدائية ضد المؤامرة إطاراً للنضال ضد المؤامرة، وعلى مدى 26 عاماً، هناك نضال ضد المؤامرة الدولية قائم على هذه الروح وهذا الأسلوب، ومما لا شك فيه أن المؤامرة الدولية قد تم تطويرها من قبل قوى الهيمنة التي تسعى إلى إعادة ترتيب وتصميم المنطقة من جديد، فقد رأوا في الخط الكردي الحر المتمثل بقيادة القائد آبو عقبة أمامهم وخطراً على مصالحهم، ونفذوا المؤامرة بهذه الطريقة، حيث اختطفوا القائد آبو بطريقة خارجة عن القانون وغادرة وغير أخلاقية وسلموه إلى الدولة التركية، ووفقا للأبحاث التي تمت في هذا الصدد، فإن هذه المؤامرة نُفذت بمشاركة 34 دولة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدم البعض الدعم، والبعض الآخر كان لديه معلومات، والبعض الآخر وجّه المسار، والبعض الآخر شارك بنشاط فيها، وبالأساس كانوا يقولون إنهم إن هذه الحركة ستتم تصفيتها في وقت قصير، ولكن في البداية، موقف القائد آبو لم في إمرالي طوال السنوات الـ 26 لم يكن مجرد مقاومة، بل كان موقفاً عبقرياً وخلّاقاً، مثل نموذج جديد ابتكره هناك ورد على المؤامرة بهذه الطريقة، كما سطرّ الشهداء الأبطال تضحية عظيمة للغاية، ويخوض مقاتلو ومقاتلات حرية كردستان وكل أبناء شعبنا وشعب كردستان ككل النضال ضد المؤامرة منذ 26 عاماً، وحتى الآن أضرم العديد من فدائي هذا الوطن النار في أجسادهم تنديداً بالمؤامرة، وإنني استذكر جميع الرفاق، ولاسيما الرفيقة فيان سوران، بعبارة أخرى، خاض الشعب الكردي نضالاً هادفاً ومصمماً ضد المؤامرة، والتف حول القائد آبو  وأفشل المؤامرة بهذه الطريقة، فاليوم، لم تثمر المؤامرة، لذلك، خط القائد آبو أقوى مما كان عليه في أي فترة أخرى، حيث تعزز وتوسع بشكل كبير، وهذا يدل على أن المؤامرة لم تسفر عن تحقيق النتائج المرجوة، أي أن المؤامرة لا تزال مستمرة، وهذه المهمة أيضاً لا تزال أمامنا.

ويصادف يوم 13-15 شباط في الوقت نفسه أيضاً الذكرى المئوية لانتفاضة حركة شيخ سعيد، وتكمل قرناً من الزمان، وينبغي للمرء تقييم ذلك أيضاً، وعلى أي حال، تعرض هو أيضاً للاستفزاز، ودُبرت المؤامرة ضده، أي أن لم يكونوا قد استكملوا استعداداتهم وبرزوا إلى الساحة، وجعلوا يبدأ مبكراً بهذه الطريقة، لقد مرت مائة عام منذ ذلك الحين، فقد وصل النضال التحرري للشعب الكردي اليوم إلى مستوى الكفاح ضد المؤامرات وكل أنواع الاستفزازات، وبهذه المناسبة، استذكر بكل احترام وامتنان كل الناس الذين استشهدوا في الانتفاضة في شخص شيخ سعيد، ولقد وقع ظلم كبير على الشعب الكردي في الشرق الأوسط، ونُفذت المؤامرة الكبرى بالأساس في لوزان، فعلى الرغم من أن الشعب الكردي هو أعرق شعب في منطقة الشرق الأوسط، ولديه دور ومسؤولية ولديه تاريخ، وعلى الرغم من إعطاء الوعود بأن يكون للشعب الكردي أيضاً مكانة، إلا أنهم قسموا كردستان إلى أربعة أجزاء وأنكروا وجودهم في لوزان، بهذه الطريقة تم الغدر بهم، وبهذا الشكل تبلورت المؤامرة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، يقاوم هذا النضال التحرري للشعب الكردي في مواجهة المؤامرات وهجمات الأعداء وسياسة الإنكار والتدمير، ولقد أظهرت هذه المقاومة أن هذه المقاربات ظالمة وإهانة بحق الشعب الكردي، فهذا الشعب له واقع، ولو لم يكن لهذا الشعب واقع تاريخي ثقافي لكانت سياسات التدمير على هذا المستوى قد حققت نتائج حتى الآن، لماذا لم تحقق النتائج المرجوة؟ لأنه لديهم أساس متين، ولذلك، نتأمل أن تتخلى هذه القوى المتآمرة، وخاصة القوى المهيمنة التي تسطير وتهيمن على المنطقة وتضع حساباتها باستمرار على المنطقة، عن هذه السياسة المناهضة للشعب الكردي، أي أنه ينبغي عليهم أن يتخلوا عن سياسة عدم الاعتراف والإنكار والتجاهل وأسلوب المؤامرة، وأن يعتذروا للشعب الكردي، وألا يمنعوا الشعب الكردي من العيش حراً على هذه الأرض مثل شعوب المنطقة، وألا يكونوا عقبة أمام ذلك. 

على ما يبدو أن الشعب الكردي في كردستان وخارج الوطن سيندد بالمؤامرة بشكل حاشد، وفي الوقت نفسه يطالب بالحرية الجسدية للقائد آبو، ماذا يمكنكم أن تقولوا في هذا الصدد؟

حالياً، نحن على أعتاب الذكرى السادس والعشرين للمؤامرة وشعبنا يعرّف يوم 15 شباط  على أنه ”يوم أسود“، وقد شرحه القائد آبو بأنه يوم الإبادة الجماعية، لأنه، وقعت هجمات الإبادة الجماعية على مر التاريخ وفي زمن شيخ سعيد وفي زمن القائد آبو، والآن من النتيجة التي أفضت عن النضال الجاري حتى الآن، يريد القائد آبو أن يجعل من هذا اليوم الأسود يوماً لانطلاقة جديدة، ويجعله يوم حملة الحرية، وبعبارة أخرى، يريد أن يحول اليوم الأسود إلى يوم جميل، يوم أبيض ويوم جديد حيث تتحقق الحرية فيه، ويقوم القائد آبو حالياً بالإعداد لمثل هذا الاستعداد، ونحن على يقين أنه في 15 شباط، سيطلق دعوة للحملة التي أعدها في هذا الإطار، وهذه مسألة مهمة للغاية، بعبارة أخرى، يخوض شعبنا النضال منذ سنوات لتحويل هذا اليوم إلى يوم مبهج وجمي ، ويوم مليء بالحرية، لذلك، يجب أن يشارك شعبنا هذا العام على وجه الخصوص في خارج الوطن وداخل الوطن بشكل مكثف في الفعاليات الاحتجاجية المنددة بالمؤامرة الدولية، ولدحر المؤامرة بشكل كامل والقضاء عليها وفتح الطريق إلى الحرية، يريد القائد آبو تحويل هذا اليوم إلى يوم بداية الحملة الجديدة، الحملة الجديدة هو حملة الحرية، وحملة الحل، ويجب على شعبنا المشاركة بقوة في هذا اليوم وأن يشد على يد القائد آبو بشكل أقوى، وقد سمعنا من الصحافة أنه سيتم تنظيم تجمع جماهيري كبير في ستراسبورغ، ففي كل عام يتجمع شعبنا هناك ويحتج في ذلك الطقس البارد، ولكن هذا العام يجب أن تكون هناك مشاركة جماهيرية أكبر بكثير، فسواءً كان في داخل الوطن أو خارجه، يجب علينا أن نجعل يوم الـ15 من شباط هذا ذروة المقاومة، ويوم بداية هزيمة المؤامرة الدولية، ونجعله يوم الحرية، ويوم أخوة الشعوب والحرية والديمقراطية، ولهذا، لا ينبغي لأحد أن يعتبر يوم الـ15 من شباط هذا يوماً عادياً، ويجب على الجميع المشاركة بكثافة واستقباله بشكل أكبر بكثير لكي يصبح هذا اليوم في الواقع بداية اليوم الجديد.

ذُكر في بيانات حركتكم أنه لديكم خيارات مختلفة أيضاً، هل يمكنكم توضيح هذه الخيارات المختلفة؟

لقد قلتُ ذلك من قبل، وكذلك قالها أيضاً وبعض رفاقنا في الإدارة، لا شك أن لدينا خيارات الآن أكثر من أي وقت آخر، ما هي هذه الخيارات؟ أولاً وقبل كل شيء، شنت الدولة التركية حرباً شاملة جداً ضدنا على مدى السنوات العشر الماضية من أجل تصفيتنا وتقييدنا، وبالنتيجة، ربما احتلوا عدة أماكن، ودفعنا الثمن، لكنهم لم يستطيعوا تصفيتنا، وحافظنا على مواقعنا وقوتنا، وبرز الكرد إلى الواجهة في الحرب ضد داعش في منطقة الشرق الأوسط، واليوم أصبح للكرد يد أقوى بكثير، وكبداية، في فلسطين، ثم في لبنان، ولاحقاً في سوريا مع انهيار البعث، كان ذلك إيذاناً ببدء حقبة جديدة، وقد أدى ذلك إلى تطور حقبة جديدة ليس في سوريا فحسب، بل في المنطقة بأسرها، ومن الواضح أنه في هذه الحقبة الجديدة، هناك تصميم جديد أيضاً مطروح على جدول الأعمال، وهنا، باتت خياراتنا كحركة أقوى بكثير، لذلك، هناك العديد من الاستراتيجيات المختلفة تجاه المنطقة، حيث هناك أطراف، ونحن أيضاً طرف، ونحن لسنا تنظيم لجزء واحد أو لبلد واحد، بل نحن منظمون اليوم على المستوى الإقليمي، ونحن تنظيم إقليمي،  ولهذا السبب، زادت خياراتنا بشكل أكثر، فالذين كانوا في السابق ينأون بأنفسهم عنا ويتجنبوننا، يريدون الآن إقامة علاقات معنا وتهيئة  الفرص، أي أن فرصنا من الناحية السياسية والعمل السياسي والدبلوماسي هي أفضل حالاتها الآن،  ولا نريد أن نبالغ في ذلك كثيراً، لذلك، لا نعتمد على الخارج، بل نعتمد على أنفسنا، ومع ذلك، فإن هذه أيضاً فرصة، حيث هناك قوى ترسم استراتيجيات في المنطقة وتخوض الصراعات، وفي هذا الإطار، نحن أيضاً طرف في ذلك، وقد زادت فرصنا السياسية أكثر بكثير.

وقد حدثت في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، العديد من التغييرات والتجديدات في حركتنا من حيث التكتيك، وبعبارة أخرى، تطور الانفتاح التكتيكي، ففي السابق، كانت حربنا على الأرض فقط، ولم نكن نبني حتى الخنادق، حيث أن مقاتلو ومقاتلات هذه الحركة يكونون كل يوم في جبل ما، حيث كانت حربنا هكذا على الأرض، وقد قمنا بنقل هذه الحرب إلى تحت الأرض، حرباً تحت الأرض، وفيما بعد، وبجهود الشبيبة الكردية، تقوم هذه الحركة بضم أذكى الناس في كردستان إلى حركتنا، وبفضل جهود هؤلاء الرفاق وبفضل فترة طويلة من العمل الطويل، حققنا أيضاً تطورات جديدة في المجال التكنولوجي، أي أن الدولة التركية أرادت الدولة تغيير موازين الحرب بالوسائل التي قدمها لهم حلف الناتو، وبالفعل لعبت هذه الوسائل دوراً في الحرب، ولكننا اليوم قمنا بتطوير تقنيات في مواجهة ذلك، وفي الوقت الراهن، فإن الطائرات المسيّرة التي قامت بتصنيعها والتباهي بها كثيراً باتت كلها مجرد قمامة، لأنه لم يعد بإمكانهم استخدامها ضدنا، في الوقت الحالي، لا يمكنهم استخدام سوى مسيّرة واحد ضدنا، نظراً لأنها تحلق على ارتفاعات عالية، وهي الوحيدة التي تعمل، أما الأخريات فهي ليست قيد التشغيل، ولا يمكنها إلا أن تبيعها لدول لا تعرف الكثير عنها، وبكل الأحوال فهي موجودة بالفعل في المستودعات مثل القمامة، والآن، نحن نبذل جهوداً حثيثة من أجل الطراز الذي يستخدمونه، وسنجد حلاً له قريباً أيضاً، وسنضع حداً لقصة تلك الطائرات الاستطلاعية المسيّرة التي تدمر الناس من الجو وترتكب المجازر، وهذا ليس أمراً عادياً، أما الأمر الآخر، هو أن التكنولوجيا مكّنتنا أيضاً من ضرب العدو من بعيد، لذلك، يرسل العدو الطائرات من أنقرة، ونحن بدورنا، نريد القتال على الأرض من مسافة 100 متر، وهذا الوضع كان يخل بالتوازن، لكننا الآن أوجدنا أيضاً إمكانية الضرب من مسافة بعيدة، وهذه الإمكانية في متناول يدنا، ولا يحتاج الأمر إلى أن أخوض فيه كثيراً، وكنا قد تحدثنا عنه في السابق أيضاً، وقد حققنا تطوراً تكتيكياً وتقدماً تقنياً، وعلى هذا الأساس وصلنا إلى عقيدة قتالية جديدة، ونحن على يقين أنه مع العقيدة القتالية الجديدة التي اكتسبناها، سنمضي قدماً نحو تحقيق النصر، وهذه ليست إمكانية عادية بالنسبة لنا، وبهذه الطريقة، لدينا الإمكانيات لتعزيز النضال بشكل أكثر وتحقيق حملة جديدة، ومثل هذه الإمكانيات التي نتحدث عنها هي إمكانيات سياسية وعسكرية وتكتيكية وتقنية على حد سواء. 

لقد أتيتم بالذكر أيضاً في حديثكم، أن القائد آبو أراد أن يجعل من 15 شباط حملة جديدة، ما هي هذه الحملة وكيف تكون؟ هل بإمكانكم الإفصاح لنا بذلك ومشاركته معنا؟

حسناً، الآن أولاً وقبل كل شيء، إن الوصول إلى هذا المستوى أيضاً هو نتيجة جهد حثيث، حيث أن جهود القائد ذاته أعطى الكثير من المعنى، وقدمنا الكثير من الشهداء، والكثير من التضحيات، حيث أن بطولات شهدائنا وتضحيات شعبنا أسست مستوى معيناً، ونتيجة لهذا المستوى، اضطرت الدولة التركية إلى اللجوء إلى القائد آبو مرة أخرى، فقد سبق للدولة التركية أن اعترفت بالقائد آبو كمحاور، ولكنها بعد ذلك، فرضت نظام تعذيب وإبادة وعزلاً مشدداً، وأرادت تعطيل كل شيء، إلا أن التطورات التي حدثت هيأت لهم الأرضية للجوء إلى القائد آبو، وبالأساس لدى القائد آبو سابقاً تلك الفكرة القائمة على ضرورة حصول وحدة الشعبين الكردي والتركي منذ عام 1993، أي أنه كان هناك تحالف قائم على أساس وحدة الشعبين التركي والكردي داخل حدود الميثاق الملي في عام 1919، وقد تأسست الجمهورية على أساس ذلك التحالف، ولكن بعد معاهدة لوزان، لم تعترف الدولة التركية بهذا التحالف، وقالت أنا الوحيدة موجودة، وأنكرت الكرد، وبهذه الطريقة، دخلت مرحلة من الإبادة الجماعية حيز التنفيذ في كردستان، والآن يقول القائد آبو: ”عليهم أن يصححوا هذا الأمر، ونحن موجودون على أساس تحالف الكرد والأتراك ولا بد من تطوير حل“، وعندما تحدث زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي في البرلمان، قال ليأتي أوجلان إلى البرلمان ويلقي خطاباً، وقال ليلقي السلاح ويتخلى عنه ويحل تنظيمه، وقال أموراً من هذا القبيل، وهذا كان بمثابة خروج من الدولة، وفي وقت لاحق أدركنا أن بعض وفود الدولة ذهبت أيضاً إلى إمرالي لإجراء اللقاءات، والقائد يريد تقييم هذا الأمر، حيث توجه وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) إلى إمرالي مرتين، ومرة أخرى، أجرى الوفد لقاءات مع الأحزاب في البرلمان، وقام بزيارة بعض الأشخاص في السجون، وبعبارة أخرى، بذلوا جهداً قيّماً، ونتيجة لكل هذه الجهود، نرى أن هناك رأياً إيجابياً بشكل عام، وبعبارة أخرى، بات الشعب يدرك الآن أنه يجب أن يتطور الحل، أي أن مشهداً إيجابياً من هذا النوع آخذ في الظهور، ومع ذلك، فإن موقف السلطة الحاكمة أو الحكومة في هذا الصدد غير واضح، وبالأساس رأيتم، وقد تحدث رئيس الجمهورية  رجب طيب أردوغان عدة مرات وقال ”نحن مع دعوة بهجلي“، هذا ما قاله، إلا أنه في الممارسة العملية يفعل عكس ذلك، أي، أنه ليس من أجل تطوير حقبة جديدة، وإرساء السلام كما قيل، أي إحلال السلام بين الكرد والأتراك، وهنا من الضروري أن يرى المرء ذلك، حينها هناك حرب قائمة، حيث كانوا ينكرون في السابق، والجميع يقولون هكذا، كما أن أردوغان نفسه يقول، إذا تحقق السلام، فإن الجميع سيستفيدون منه، حسناً، لكن يجب أن تكون اللغة أيضاً متماشية مع السلام، وينبغي أن تكون الأفعال أيضاً وفقاً للسلام، لكن كل ممارساتهم في الاتجاه المعاكس، على سبيل المثال، هناك الآن جبهة من حدود شمال كردستان، من جرابلس إلى الطبقة، تستخدم الدولة التركية كل تقنياتها ضد الكرد، أعني أن تلك الطائرات تعمل بهذا الكم الكبير من العمل، وكل نفقاتها تأتي من جيوب الشعب والكادحين، وتشن حرباً هناك، حيث أن المسألة هناك ليس سدّ تشرين فقط، بل هناك جبهة واسعة والحرب تدور على طول تلك الجبهة.

ومرة أخرى تعيين الوكلاء، وانتهاج سياسة الوكلاء، هو اعتداء على إرادة هذا الشعب، فأنت تقول للشعب: ”تعالوا نصنع السلام، ونتحد، ولكنك تنتهك الإرادة، حيث تتم عمليات الاعتقال في كل يوم، كما أننا نتعرض للقصف بشكل يومي، بالإضافة إلى شن الهجمات، وهناك معارك تدور بين قواتنا وقواتهم على مسافة 200-300 متر في العديد من الأماكن، كل يوم نرميهم ويرموننا، وعلى الرغم من أننا في أشهر الشتاء، إلا أن هذه الحرب لم تتوقف، وهناك حدة أكثر من التراخي في كل هذه الجوانب، لذلك، يمكن للمرء أن يقول، إن حزب العدالة والتنمية لم يحسم أمره بعد، ويواصل سياسته القديمة المتمثلة في الإبادة الجماعية والمجازر والعنف.

يقول فقط على حزب العمال الكردستاني أن يلقي بسلاحه وغير ذلك لم يتطرق إلى شيئ آخر

هذه ليست مشكلتنا، هذه مشكلتهم، ينبغي لأولئك الذين صرحوا ونادوا بأنَّ على السيد عبد الله أوجلان أن يأتي ويتحدث في البرلمان، أن يبذلوا الجهود لضمان اتخاذ الخطوات اللازمة، ومن الواضح أن دولت بهجلي لم يتخذ هذا القرار من تلقاء نفسه، هناك الدولة أو أحد الأطراف في الدولة خلف ذلك. 

نحن لا نعلم ذلك بالضبط، لكنه لم يبادر إلى العملية بنفسه فقط، لأنه لا يمثل الدولة لوحده، أنه يمثل فقط جناحاً سياسياً في الحكومة و البرلمان، وإذا تفاعلوا مع العملية وخطوا بخطوات إيجابية اليوم بناءً على دعوتهم، وإذا فتحتوا الطريق للعملية وإلا فلن يحدث أي شيء. 

ما يفعله حزب العدالة والتنمية الآن لا يتعلق بالسلام، بل يتعلق بالحرب، أولاً، لا بد من تغيير لهجتهم، لقد تم خداع المجتمع الكردي عدة مرات في السابق، وهو لا يثق بسياسات دولة الاحتلال التركي، لا بدّ من منح الثقة واتخاذ الخطوات التي تمنح الثقة، بمعنى آخر، إذا لم تتغير هذه اللهجة، وهذه السياسات والممارسات، فلن تتقدم أي عملية، تحدث مسؤولون في حزب العدالة والتنمية مؤخراً مرة أخرى من خلال عمر جليك، المتحدث باسم الحزب، لقد صرحوا عن بعض الأشياء ، قالوا فليطالب السيد عبدالله أوجلان بترك السلاح، لنفترض أنه خاطب، لكن مجرد الدعوة لن يحل هذه القضية.

هذه حركة وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين، هؤلاء ليسوا مسلحين جاؤوا لأجل الأموال ويمكن قطع رواتبهم وإخبارهم بأن يعودوا إلى ديارهم، هؤلاء مقاتلون أيديولوجيون ولديهم عقيدة، إنهم يمتلكون الإيمان والروح الفدائية، إذا لم يخاطب صاحب هذه الأيديولوجية، القائد آبو، بنفسه ويتحدث إلى هؤلاء الرفاق، فلن يحدث هذا بمجرد مكالمة أو شريط فيديو.
 إذا لم يستمر في الحوار فكيف سيتم إقناعهم بإلقاء أسلحتهم؟ أنا الآن المسؤول عن هذه الحركة، وأنا الآن منشغل بمقاتلي الكريلا وأنا بنفسي من مقاتلي الكريلا، لا أستطيع أن أخاطبهم الآن وأطلب منهم إلقاء أسلحتهم، ولن يحدث ذلك، اليوم، في منطقة زاب، هنالك معارك يخوضها رفاقنا ضد جنود دولة الاحتلال التركي ولا يبعدون عن بعضهم البعض مسافة 200 متر، كيف سأطلب منهم بأن يلقوا أسلحتهم؟ لا أعتقد أن لدي الحق في قول هذا.

وبعبارة أخرى، يتعين على القائد آبو أن يتخذ إجراءً، وسأقول هذا أيضًا؛ هنالك حاجة ضرورية لاتخاذ قرار لتحديد ما إذا كان سيتم إلقاء السلاح أم لا، يتطلب الأمر عقد مؤتمر، مثلاً، ينبغي لحزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمراً ويتخذ مثل هذا القرار.

يستطيع القائد آبو أن يفعل كل هذا، يمكن للقائد آبو أن يدعو إلى عقد مؤتمر، ويطلب منه انعقاد المؤتمر، وأن يتحدث إلى المؤتمر، حتى لو لم يتمكن من الحضور جسدياً، يتوجب على القائد آبو التحدث كثيراً في المؤتمر، لقد رأيتم الروح الفدائية لآسيا علي و روجكر هيلين، لقد رأى الجميع ذلك، وقد أظهرت الصور كيف قاموا بالعملية بكل إيمان وإخلاص وبحب أشبه بذهابهم إلى عرس وطني، لا يمكنك إقناع أشخاص مثلهم، أشخاص لديهم هذا المواقف، بمجرد مكالمة هاتفية أو مقطع فيديو، بمعنى آخر، هناك ارتباط وثقة بين الجانبين الإيديولوجي والفلسفي ولذلك فإنَّ رفاقنا أصحاب هذه التضحيات الكبيرة وفدائيين لهذه الحركة، لن يلقوا سلاحهم حتى يتم تحرير القائد آبو.

الجميع يطالب بإنهاء نظام العزلة، ولكن هذا ليس الحل الوحيد، يجب إطلاق سراح القائد آبو، لقد حانت تلك المرحلة، وبعبارة أخرى لا بد من ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو حتى تستمر هذه العملية وتتطور.

غير ذلك، لا أحد غير القائد آبو يستطيع إقناع هؤلاء الرفاق بإلقاء أسلحتهم، بداية، يجب تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو وأن يكون في مكان يكون فيه حراً، من خلال التقنية والأساليب الأخرى المتطورة والوفود ويجب التركيز على هذه العملية، من المستحيل أن يحدث شيء كهذا في ظل نظام العزلة في إمرالي، ومع ذلك فإنَّ الدعوة الرمزية تستحق الترحيب ولها دلالاتها بالتأكيد، إنها البداية، ومهمة جدًا، ولكن بعد ذلك يجب أن تدخل العملية حيز التنفيذ.

مثلاً في البداية، هناك حاجة إلى عملية وقف إطلاق النار، وإذا لم يحدث شيء من هذا القبيل، فكيف يمكننا أن نطرح قضية إلقاء السلاح على جدول الأعمال ؟

يتم استخدام الأسلحة كل يوم ونحن نحمي أنفسنا بها، ينبغي أولاً تهيئة الأرضية، كيف سيتم تهيئتها، فلتكن هناك عملية وقف إطلاق نار من جانب الطرفين، ثم ينبغي تغيير اللغة العدائية واستخدام لغة السلام بدلاً منها، وليتم الدخول في العملية بقناعة ، وإذا ما تم خلق وبناء الثقة، حينها لن نكون عشاق الحرب والسلاح، نحن عشاق الحرية، عشاق الحرية والديمقراطية، وعشاق الحياة المتساوية، نحن نقدم حياتنا من أجل هذا، إذا حدثت هذه الأمور، فمن المؤكد أنه لن يكون هناك أي معنى لوجود السلاح، لذلك ينبغي على الجميع أن يتعاملوا مع هذه القضية بصدق، بمعنى آخر، لا يمكن الاستمرار مع الضغط والتهديد، لا يمكنك الدخول في العملية مع هكذا لهجة.

نحن نقف خلف القائد آبو ونقترب استراتيجياً، نحن نقترب تكتيكياً، هذا ليس شيئاً مثل الدخول في عملية الانتخابات، هذا الأمر لأجل الشعوب، وهو أكثر قيمة، وأكثر جدارة، وهذه قضية استراتيجية، ولتحقيق ذلك، لا بد من وجود رئيس حقيقي ومسؤول، وزعيم في تركيا لدينا قائد واحد، القائد أبو ولذلك ينبغي أن يكون هناك قائداً في الوجهة الأخرى أيضًا، هنالك قضية ويجب حلها، المسألة ليست حزب العمال الكردستاني ودولة الاحتلال التركي، نحن استمرار للشيخ سعيد وسيد رضا ورنديخان علي يونس…

هذه القضية قضية قرن من الزمن، طبعاً إذا لم يأخذ المرء قضية الهجرة في الاعتبار، لأنه بعد ذلك تم التوصل إلى حل، واتفقوا عليه في البرلمان، أي منذ بداية حركة الشيخ سعيد إلى الآن؛ نحن ما زلنا في ذلك القرن، نحن نطالب حل القضية المستمرة منذ قرناً من الزمن، ومن الممكن تحقيق ذلك أيضًا مع تحالف الكرد والأتراك ،هذه ليست قضية تكتيكية، بل هي قضية استراتيجية ،ونحن نقترب من هذا المستوى وإذا تعاملت دولة الاحتلال التركي مع هذه العملية بنفس الطريقة، فإننا نعتقد أنه سيتم التوصل إلى حل دائم ومن ثم سيبدأ عصر جديد في تركيا. 

ولكن لتحقيق ذلك، لا بد من تغيير المواقف الحالية، وبمعنى آخر، من جانبنا فموقفنا واضح، ويجب على أولئك الذين يعارضوننا توضيح موقفهم، دعونا نتناقش فيما بيننا ونوضح أنفسنا، وبعبارة أخرى، ليس من الممكن تصعيد الحرب من جهة، والدعوة إلى السلام من جهة أخرى، لا يمكن للحرب والسلام أن يتعايشا مع بعضهما البعض، فأما الحرب وأما السلام، يجب على دولة الاحتلال التركي أن تقرر ذلك.

إن العملية التي طرحها القائد آبو للشعب الكردي مفهومة المعاني، ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لشعب تركيا والشرق الأوسط؟

يعمل القائد آبو الآن على إضفاء طابع رسمي جديد، بمعنى آخر، إنه ليس حلاً كلاسيكياً "تقليدياً"، بل هو نهج جديد يرتكز على الديمقراطية والمساواة وإنشاء مجتمع ديمقراطي والعلاقات بين المجتمع والدولة، التحول الديمقراطي وبناء مجتمع ديمقراطي وتطوير العلاقات الديمقراطية وكيف ينبغي للمجتمع الديمقراطي والدولة أن يتعايشا، بمعنى آخر، فهو يقف ويعمل ضمن هذا السياق. 

نحن لم نتطرق على كافة تفاصيل العملية بعد، حيث أنها سوف تكشف عنها في الخطاب المرتقب، ولكنه مشروع جديد، وهذا ليس للشعب الكردي فقط، بل هو بمثابة التحول الديمقراطي لشعب تركيا، وعصر جديد للشعوب الأخرى أيضاً، إنَّ المشروع الذي طرحه القائد آبو يحوي جميع المكونات والشعوب، وهو بلا شك يرتكز على الطبقة العاملة، وهذا يعتبر بمثابة خطوة نحو الديمقراطية، وإذا تقدمنا في هذا السياق فإنَّ الجميع سوف يستفيدون، الكرد والأتراك وكل شعوب المنطقة.

القائد آبو يسعى إلى أن يطور عصراً جديداً، وبعبارة أخرى، فإنَّ شعوب المنطقة أنهكته هذه الحروب لقد عاشت شعوب منطقة الشرق الأوسط معاً بسلام على مر التاريخ، بمعنى آخر، هناك مثال على ذلك في التاريخ وهو مخفي، اليوم، يجب على الناس أن يكونوا عصريين ويتعاملوا مع الأمور بعقلية جديدة، إذا أظهرنا الاحترام المتبادل، فإنَّ النجوم في تركيا سوف تسطع بشدة.
وينبغي لجميع الأطراف في تركيا والمنطقة أن تدعم هذه العملية، يجب على العلويين والعمال وحزب الشعب الجمهوري والجميع دعم هذه العملية والمشاركة فيها، هنالك مصلحة عامة للجميع، إنهم يريدون لتركيا بأن تكون لها مكانة جديدة وأن تكون منفتحة على عصر جديد.

نأمل أن يفهم جميع الأطراف ذلك وأن يشاركوا في العملية، والشعب الكردي يملك هكذا وعي، كما رأينا في آمد حيث أصدرت أكثر من 400 مؤسسة بياناً مشتركاً والآن تم نقل منصة الاجتماعات من آمد إلى أنقرة وينبغي على الجميع المساهمة لإنجاح هذه العملية.

تستمر المعارك على جبهة سد تشرين منذ شهرين، هذا الشهر توجه شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا إلى السد وبدأوا بتنظيم فعالية المناوبة هنالك، كيف تقيَّمون الوضع هناك؟

نحن نتابع الوضع هناك من الخارج، وعبر الصحافة وبما أن الصحافة تغطي الأحداث هناك، فهذا أيضاً أسلوب جيد، وأجد المقاومة التي تجري في سد تشرين وقرقوزاق ودير حافر جديرة بالثناء والتقدير وهذا يعبر عن إرادة الشعوب، هناك بنى الشعوب الكردية والعربية والآشورية والسريانية قوة تعتمد على التحالف والاتفاق، وهذا يدل على تصميم و إرادة قوات سوريا الديمقراطية، ولهذا السبب فهو ذو قيمة كبيرة، وبلا شك، فإنَّ هذه المقاومة مستمرة بالتضحيات الكبيرة ،بدايةً استذكر بكل إجلال وإكرام جميع شهداء هذه المقاومة المقدسة، ويشارك مكونات وشعوب المنطقة في هذه المقاومة منذ ما يقرب من شهر، أحيّي كل الشعوب في شمال وشرق سوريا، واستذكر في شخص جمعة خليل "بافي طيار" جميع شهداءنا المدنيين بكل احترام وامتنان، ما حققوه هناك هو مشرّف للغاية، كانوا يقولون في الماضي، هل اليوم وقت حرب الشعب الثورية، كيف سيحدث؟ وهذا مثاله.بمعنى آخر، لقد طوّر الشعب الكردي والعربي والآشوري والسرياني نموذج حرب الشعب الثورية هناك، حيث المقاتلون الأبطال يقاتلون، والشعب يدعم ويساند المقاتلين بأنشطته وفعالياته، هذه هي حرب الشعب الثورية. 

أي أن أولئك القادرون على القتال سوف يقاتلون بطبيعة الحال، ولكن البعض الآخر سيشاركون في الحرب بطريقتهم وأساليبهم الخاصة، أي أنهم سيشاركون، أي بالمقاومة المدنية، كالمجال اللوجستي أوفي كل المجالات الأخرى وبهذه الطريقة يتضح هناك نموذج حرب الشعب الثوري، حقيقةً هذا نموذج مهم.
بمعنى أنه مهما كان تقدير المرء فهو في محله، مثلاً، من الفنانين، كان دور بافي طيار في هذه المقاومة مهم أيضاً، إذ تقاوم ابنته آمارا حالياً في السجن في ظروف صعبة للغاية، وقد أظهر بافي طيار إصراره وإرادته بالفعل من خلال تصريحاته وعباراته الوطنية، وكما شارك في هذه المقاومة أيضاً العديد من السياسيين والفنانين والشبيبة الثورية وارتقوا إلى مرتبة الشهادة، إنهم حقاً شهداء جديرون بالذكر والثناء.

لقد أظهر شعبنا موقفاً هناك، وخاصة تلك الرفيقة التي قالت، نحن أعظم من الموت، هذا ليس عبارة عادية، إنَّها جملة مهمة جدًا وتاريخية، ومن الواضح أنها تقول هذا بصدق، بمعنى آخر، إذا خاض  المجتمع المقاومة بهذا الشكل فإنَّه سيحرر نفسه بكل تأكيد، ومقاومتهم سوف تنتصر بالتأكيد، وبعبارة أخرى، يمكن أن نفسر موقف الشعب والمقاتلين الأبطال على الشكل التالي، ففي وقت سابق، بتاريخ 10 كانون الثاني، أجريتُ مقابلة مع وكالة فرات للأنباء(ANF) وقلت فيها إنَّ أداء هذه القوات لا يمكن مقارنتها مع أداء قوات سوريا الديمقراطية، نحن نفهم الجانب العسكري ونحن نتابع الأحداث هنالك  وبعبارة أخرى، فإنَّ أداء قوات سوريا الديمقراطية أعلى من ذلك بكثير، فهو قادر على الدفاع عن نفسه وأداء واجبه، وهو المستوى الذي أثبته بالفعل في ممارسته.

ولهذا قلنا بأنَّهم سوف يفشلون أي دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، بمعنى آخر، لا يمكن لدولة الاحتلال التركي أن تنتصر بالطائرات المقاتلة والاستطلاعية والاستخبارات والتكنولوجيا والدبابات والمركبات المدرعة وبمشاركة القوات الخاصة التركية وبهؤلاء المرتزقة فيما يسمى بالجيش الوطني السوري، فإنها ستفشل حتماً.

لقد تحققت أقوالنا بالفعل، قد لا تعترف دولة الاحتلال التركي بذلك رسمياً، لكنها هُزمت أمام إرادة قوات سوريا الديمقراطية في قرقوزاق وسد تشرين ودير حافر، هذه هي الحقيقة، حقيقة الحرب تكشف ذلك، أرادوا احتلال المنطقة والتهديد بمحاصرة كوباني ،هناك ليس السد فقط يتم حمايته، بل يتم حماية المنطقة وكوباني نفسها أيضاً، حيث تحاول دولة الاحتلال التركي السيطرة على تلك الأماكن ومحاصرة كوباني تحت ذريعة "ضريح سليمان شاه" وفي مواجهة ذلك فإنَّ مقاومة المقاتلين الأبطال والشعب الكريم والمخلص هناك لها ذو معنى كبير ومنتصرة، أبارك مقاومتكم مرة أخرى.

اليوم 4 شباط، سيقوم أحمد الشرع بزيارة رسمية إلى تركيا، ما رأيك في العلاقات بين إدارة هيئة تحرير الشام وتركيا بشكل عام؟
الآن يمكننا أن نتحدث عن الكثير من الأمور، ولكن ليس من الضروري أن نفعل ذلك، إنَّ سوريا لها مكانة مهمة جداً في المنطقة، وهناك العديد من الحسابات يتم مناقشتها بشأن الملف السوري، وتنظر تركيا إلى سوريا باعتبارها كانت جزءاً من أراضي الإمبراطورية العثمانية، أي تابعة لها، وخاصة ينظرون إلى حلب بأنها في نهاية المطاف مدينة تابعة لهم، وهي الجزء السوري الذي كان ضمن الميثاق المللي.

بمعنى آخر، دولة الاحتلال التركي لها حساباتها في سوريا، ولذلك فقد هيأت تركيا تنظيم ما يسمى الجيش الوطني السوري لأجل ذلك، لقد شكلوا حكومة مؤقتة وكانت تلك الحكومة تقف إلى جانب تركيا، لكن دولة الاحتلال التركي فشلت في تحقيق أهدافها، حيث وصلت إدارة هيئة تحرير الشام إلى السلطة في دمشق. 

وكانت هناك قوات دولية تقف إلى جانب إدارة هيئة تحرير الشام أيضاً، لذا فإن استعدادات وحسابات تركيا باءت بالفشل، لقد أخطأت تركيا في خطتها أيضاً، كيف؟ اتجهت هيئة تحرير الشام نحو دمشق، بينما اتجهت القوات التركية والقوات التابعة لها نحو مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، وقالوا سنحتل كامل الإدارة الذاتية ولم يتمكنوا من القيام بذلك، فقد تم إيقافهم عند جبهة سد تشرين وقرقوزاق، لقد ظلوا عالقين هناك لمدة شهرين، غير قادرين على التحرك خطوة إلى الأمام، ولذلك فشلت خططهم في سوريا بشكل أساسي، وعندما فشلت الاجتماعات توجهوا على الفور إلى إدارة هيئة تحرير الشام، أي أنهم كانوا على علاقة بها من قبل، لكنه شكل قواته الخاصة بشكل منفصل، وبهذه الطريقة أراد دمج قواته مع إدارة هيئة تحرير الشام.

تحاول تركيا السيطرة على سوريا كولاية تابعة لها، أي أنَّها تبذل جهوداً كبيرة لأجل ذلك، في المقابل، تعتبر إسرائيل سوريا ذات أهمية كبيرة لأمنها، وقد تمت الموافقة على هذا المشروع على هذا الأساس ولذلك فإنَّ لإسرائيل أيضاً مصلحة في سوريا، ومن ناحية أخرى، هناك دول عربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لأنه حتى لو حدثت موجة اضطرابات في سوريا فإنَّها ستؤثر على كل العرب. 

بمعنى آخر، إذا أقيمت دولة في سوريا فعلى أي أساس ستستند؟ هل ستستند إلى الأيديولوجية السلفية أم الجهادية؟ ولهذا السبب تسعى الدول العربية جاهدة أيضاً للسيطرة على سوريا، ولذلك يمكننا القول أن هناك صراعًا حاليًا يجري بين هذه القوى، وكانت هناك إيران أيضًا ولكن إيران فشلت وهزمت هناك، لكن إيران لا تزال تركز أنظارها على سوريا ولم تستسلم بعد، ولست متأكداً من أنَّها سوف تستسلم، لكن الآن أصبحت هذه القوى تعيش معاً في أزمة. 

ما سيفعله أحمد الشرع رداً على هذا الأمر مهم، فالجميع مهتمون بهذا الشخص في الوقت الحالي. كان في السابق أحد كوادر أو أعضاء تنظيم القاعدة، وتلقى تدريبه على الفكر السلفي، لكن منذ فترة، يقول إنني تغيرت، الجميع أصبح له فضول بشأن مقدار التغيير الذي سيطرأ، أو عدم التغيير.

أعني أن البعض يتساءل عن هذا الأمر، ولكن من ناحية أخرى إلى أي مدى سيكون له إرادة وسلطة؛ لقد أعلن نفسه رئيساً قبل أيام قليلة، ولا ينبغي لرئيس دولة أن يعتمد على الجهاز الاستخباراتي التابع للدول المجاورة، إلى أي مدى سيقبل بهذا أم لا؟ ويبدو أن الجميع يشعرون بالفضول، وهناك شكوك وارتياب حول ما إذا كان أحمد الشرع سيلتزم بأقواله أم لا.

وتحاول تركيا من خلال هذه الدعوة تعزيز دفاعاتها بشكل أكبر، ومن المؤكد أن تركيا ستشكل تحالفاً معه ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية، وبعبارة أخرى، سيقول إنه يتعين علينا أن نعمل معاً، ولكن ما إذا كان سيتم تنفيذ ذلك فعلياً أم لا هو أمر مختلف.

تريد تركيا أساساً بدء حرب ضد قوات سوريا الديمقراطية من خلال إدارة هيئة تحرير الشام والقضاء عليها، وهذا هو هدف تركيا، ولم تتوقف الحرب في سوريا بعد، أعني أنَّ إدارة هيئة تحرير الشام أعلنت أن على الجميع أن يوقفوا الحرب، لكن تركيا لم تتوقف ولم يتوقف مرتزقة الجيش الوطني السوري، ولم يوقفوا الحرب وفي نفس الوقت وتوجهوا إلى دمشق وقالوا "نحن معكم أيضًا" ولم يحلوا انفسهم حتى الآن ،ألم تصرح الإدارة بأن يحل جميع الفصائل ويندمج تحت سقفهم، ولا تزال قوات الجيش الوطني السوري تتحرك وتتصرف وفق نفسها، مما يعني أنه من غير الواضح مدى الصراع الذي سيحل بينهما، أو ما إذا كان سيكون هناك أي صراع.

أنَّ  مصير إدارة هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع سيتحدد قريباً، لأن تجاربهم وخبراتهم قليلة، إذا قالوا سندير أمورنا بأنفسنا، فسوف يواجهون المشاكل، الحل الوحيد الذي أراه لهم هو تشكيل تحالف مع الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل قضاياهم، وتحسين علاقاتهم مع الشعب العربي والدرزي، وبما أن هناك مكونات وقوميات متعددة في سوريا، فهناك مسيحيون أيضاً، وبعبارة أخرى، لا يستطيع أحد أن يقول ما إذا كان سيتم تحقيق هذه الأمور أم لا، ولهذا قلت في البداية، دعونا لا ندخل في التفاصيل لأن التفاصيل سوف تصبح أكثر وضوحا في المستقبل.

هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع يواجهان تجربة وامتحان، وسوف يصبح وضعهما أكثر وضوحاً في المدى القريب، وإذا تحالفت مع الكرد والعلويين والدروز، وإذا كانت تهدف إلى سوريا موحدة ولامركزية، فسوف تكون قادرة على الدفاع عن نفسها. 

ولكن إذا لم يحدث ذلك، وسارا على نهج وسياسة نظام البعث بأن يدار كل شيء من دمشق، فإنَّ المشاكل سوف تخلق، وفي ظل الوضع الحالي، فإنَّ سوريا الديمقراطية واللامركزية وحدها القادرة على حماية نفسها ووحدتها، وسوف يتضح هذا في المستقبل.
 لكن جهود تركيا لا تصب في مصلحة الشعب السوري، فهي تسعى وراء حساباتها المختلفة تحاول أن تبني دفاعاتها الخاصة، وترى في الكرد عقبة وتحاول القضاء عليهم وإمحائهم، من ناحية تريد دولة الاحتلال التركي تحقيق بعض النتائج من خلال الحوار مع القائد آبو، ومن ناحية أخرى تقوم بتشكيل تحالف مع إدارة هيئة تحرير الشام من أجل تحقيق نتائج من خلال السلاح والعنف.
 ولديهم بالفعل وزير خارجية يحاول تشكيل تحالف مع كل دولة ضد الكرد، بمعنى آخر، فهو لا يتحرك ويعمل كوزير خارجية، بل يتصرف كقائد درك أو جندرمة، هو يتحدث دائماً عن القتل، ولهذا السبب يحاولون التحالف مع أحمد الشرع في هذا الاتجاه، لكن ما يهم هو إلى أي مدى سيتم تنفيذ هذا الأمر في الواقع أم لا.

إذا كان لديكم شيء وتحبون التطرق إليه أو إضافته في النهاية

لقد دخلنا كحركة وشعب في مرحلة جديدة، حيث سيُدلي القائد آبو بخطاب مهم وتاريخي في 15 شباط، نحن كحركة مستعدون لكل الاحتمالات، نحن مستعدون للحرب أيضاً، فنحن واضحون في استراتيجياتنا وتكتيكاتنا الحربية، ليس لدينا مشاكل في هذا الصدد، ولكن مشروع القائد آبو أكثر استراتيجية وأهمية، ونحن ندعم هذا المشروع وفي نفس الوقت نحن مستعدون لكل الاحتمالات.

يجب على شعبنا أن يتابع القائد آبو، نحن كحركة لنا تجارب وخبرات، ولكي تكون هذه المرحلة مرحلة نجاح وانتصار وتحقيق الوحدة بين الشعوب، يجب على الجميع أن يتعامل معها بمسؤولية، وسوف نقوم أيضاً بالوفاء بمسؤوليتنا في هذا الصدد وعلى هذا الأساس أتمنى أن يصبح يوم 15 شباط، اليوم الأسود يوماً للحرية والديمقراطية، وعلى هذا الأساس أتمنى للجميع النجاح والنصر.