توجهت الأنظار إلى زيارة مجلس القيادة الرئاسي اليمني بقيادة "رشاد العليمي"، إلى مصر والتي التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، وتأكيداته على دعم مصر لليمن، وزيارته للجامعة العربية التي استقبله خلالها الأمين العام أحمد أبو الغيط، كما ألقى خلالها كلمة أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، أطلعهم خلالها على تطورات الوضع اليمني، والتدخلات الإيرانية فيه ودور جماعة الحوثي المعطل لأي جهود للحل، كما وضعهم في صورة الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن داعيا إلى مزيد من الدعم لليمن وإلى تبني الجامعة العربية اجتماعًا عربيا ودوليا لدعم إعادة إعمار اليمن.
ويرى الباحثون والمحللون اليمنيون أن الزيارة إلى مصر تشكل أهمية كبيرة في الوقت الراهن من عمر اليمن الذي يعيش أحداث عصيبة.
وفي تصريحات لوكالة فرات للأنباءANF، وضحت فريدة أحمد المديرة التنفيذية لمركز ساوث ٢٤ للأخبار والدراسات أن زيارة مجلس القيادة الرئاسي بقيادة "رشاد العليمي"، إلى جانب كونها تأتي في إطار جولة عربية لزيارة عدة دول عربية بعد عملية الانتقال السياسي التي تمت في مطلع إبريل 2022، غير أن زيارة مصر بحد ذاتها تشكّل أهمية كبيرة لكونها عمقاً استراتيجياً وقطباً محورياً لباقي الدول العربية في المنطقة، فضلاً عن العلاقات السياسية والتاريخية بين الحضارتين.
وأضافت، "من المهم الإشارة إلى أن الزيارة في هذا التوقيت بين البلدين، تصب في مصالح البلدين المرتبطة بأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، خاصة في ظل الحرب المستعرّة في اليمن وأنشطة التهريب المستمرة، والمخاطر المحتملة من إيران من خلال دعمها للحوثيين، بالإضافة لتهديدات تنظيمي القاعدة وداعش الذي بدأ نشاطهما يزدهر مؤخرًا من خلال بعض العمليات المكثفة في جنوب اليمن وشمال سيناء في مايو الفائت"
وأكدت أن سلامة وتأمين ممرات الملاحة البحرية في البحر والأحمر وباب المندب وخليج عدن، تبدو هدفًا أساسيًا واستراتيجيًا خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يتطلب من البلدين رفع مستوى التعاون والتنسيق فيما بينهما للحد من أي مخاطر متوقعة.
وتابعت: أعتقد أن القاهرة بدأت تضع هذا الملف في سلم أولويات سياستها الخارجية، وبالمثل لمجلس القيادة الجديد إلى جانب التحالف العربي، خصوصاً في ظل الهدنة الأممية ومحاولة استغلال هذه الفترة لإنجاز كثير من الملفات العالقة منها سياسية وعسكرية واقتصادية.
أما المحلل السياسي اليمني عبدالستار الشيميري فيؤكد بدوره أن المجلس الرئاسي يحاول من خلال زيارات متعددة لبعض الدول العربية الخروج من الأزمة الإنسانية بحشد ما يمكن حشده من طاقات لإعادة الإعمار أو لتأمين مضيق باب المندب بجهود عربية، وبعض الكوارث التي خلفتها الحرب لا تزال معلقة.
وأضاف "هو يعمل في دوائر صعبة وخانقة. ومن خلال هذه الزيارات يحاول أن يخفف الأوراق على كل هذه المعضلات".
ولفت إلى أن زيارة مصر تأتي كدولة محورية في المنطقة في هذا الاتجاه بعد أن سبقتها الزيارة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ثم مؤخرًا دولة الكويت والبحرين. وربما تمتد هذه الزيارات لدول عربية أخرى.
وحول طلبه من الجامعة العربية تبني اجتماعا عربيا ودوليا لإعادة إعمار اليمن، يقول: إن هذه المحاولات ومنها الجولات التي تحدثنا عنها سلفا تأتي بعد أن فشلت مؤتمرات المانحين السابقة في الايفاء بالتزاماتها الإنسانية وأصبح حجم الكارثة الإنسانية تعدى حوالي ستة وعشرين مليون تحت دائرة الفقر بالإضافة إلى تهدم البنية التحتية وما زالت الحرب أيضا رغم الهدنة تجري هنا وهناك تحت خروقات ومعارك استنزاف.
وأردف: من هذا القبيل تحاول هذه الزيارة أن تفتح أفقاً ما، ولكن يبدو الأمر لدى الجامعة العربية لا زال طويلاً وصعباً وشائكاً.